الحمامات الشعبية؛ للنظافة والعلاج والتجميل وأشهر حمامات شعبية في مصر

الحمامات الشعبية (popular baths)؛ كانت الحمامات الشعبية تقوم بدور مهم في حياة الشعوب من قديم الأزل، إذ كانت هي الوسيلة الوحيدة المتاحة للحصول على النظافة، والعلاج، والجمال، حيث كان قديمًا يلجأ الكثير للحمام الشعبي بحثًا عن الجمال، وتخفيف أوجاع الجسد، وتحقيق الهدوء والسكينة.

في العصر الحديث انتشرت فكرة الحمام الشعبي ولكن بشكل عصري، وهذا يطرح تساؤل مهم عن معنى أن الحمامات الشعبية نظافة، علاج، تجميل، كما يطرح أسئلة عن وقت بداية ظهورها وتاريخها ونشأتها يعود لأي عصر من العصور القديمة، وهذا ما سوف نتعرف عليه في السطور القادمة، كما سوف نتعرف على الوظائف القديمة بها، وأشهرها في مصر.

الحمامات الشعبية نظافة علاج تجميل

تلجأ الكثير من السيدات إلى الحمامات الشعبية رغم وجود مراكز الجيم والسونا التي توفر للمرأة النظافة والتجميل، ولكن ما زالت الحمامات الشعبية تتفوق على أكبر مراكز الساونا من حيث تقديم الراحة والاسترخاء والنظافة وأيضًا إبراز الجمال، فتجد الفتاة المقبلة على الزواج تبحث عن هذا النوع من الحمامات لتحصل على جلسات خاصة بنظافة الجسد والتدليك والمساج وحمام البخار والطمي المغربي لتتأهل إلى الزفاف.

أيضًا يمكن من خلال زيارة الحمام الشعبي عمل حمامات للشعر واستخدام الكثير من أرقى وأجود الزيوت التي تزيد من لمعان الشعر وجماله، بالإضافة لعلاجه من أمراض كثيرة مثل تساقط الشعر والهيشان والقشرة وجفاف الشعر رغم وجود مراكز عالمية تقدم هذه الخدمات بشكل عصري.

من الجدير بالذكر أن قديمًا لم يكن متوفر في كل بيت حمام، لذا كان اللجوء للحمام الشعبي هو الوسيلة الوحيدة للنظافة والاستعداد للزواج عند الفتيات والرجال أيضًا، فقد كان هناك حمامات شعبية خاصة بالنساء وأخرى خاصة بالرجال، ورغم عدم وجود قديمًا أجهزة موبايل بكاميرا ولا إنترنت إلا أن الشرطة المصرية كانت تتعهد للحفاظ على أمانة الحمام من العيون أو المضايقات للنساء داخل الحمام.

“تعرف على: كأس العالم لكرة القدم 2022″

الحمامات الشعبية في العصر الفرعوني

اهتم القدماء المصريين ببناء الكثير من الحمامات الشعبية العلاجية، حيث كانوا يلجئون إلى حمام الطمي ودفن أنفسهم في الرمال الساخنة من أجل علاج الكثير من الأمراض مثل الروماتيزم والروماتيد، كما ذُكر قديمًا أن الفراعنة هم أول من اكتشفوا تقنية العلاج المائي وأول من أنشئوا حمامات البخار، ومن أشهر الحمامات الشعبية العلاجية: حمام كليوباترا في محافظة قنا، حمام فرعون موجود في صحراء سيناء، وحمامات العيون العدنية، والواحات الداخلية، وحمامات المياه الكبريتية بعين الصيرة وحلوان، وتعد هذه الحمامات من أهم المزارات السياحية العلاجية في مصر بل وفي العالم.

“قد يهمك: صديقتنا الشمس“

الحمامات الشعبية في مصر

يذكر التاريخ أن بداية ظهور أول حمام شعبي كان بأمر من عمرو بن العاص وكان ذلك في بداية العصر الإسلامي، ولكن فترة الازدهار الحقيقي للحمامات الشعبية كان في العصر العثماني، وكان الحمام الشعبي من أبرز معالم العمارة العثمانية في هذا الوقت،

من أشهر الحمامات في العصر العثماني حمام بشتك نسبة للأمير العثماني بشتك عام ١٧٨٠ ميلاديًا، يليه حمام السلطان دانيال، أما أشهر الحمامات الشعبية الموجودة حاليًا في مصر حمام قلاوون وحمام باب البحر وحمام الملاطيلي وحمام فرعون، وجدير بالذكر ظهور هذه الحمامات في الكثير من الأفلام السينمائية والروايات التي تروي قصص وحكايات الحمامات الشعبية.

من أشهر الحمامات الشعبية التي ذكرت في الروايات والأفلام حمام الثلاث الذي تم إنشاؤه منذ مئات السنين، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى أنه يستخدم يوم واحد في الأسبوع يوم الثلاثاء، وكانت تأتي له النساء بغرض النظافة والاسترخاء والعلاج من الإرهاق والتعب، وكان هذا سبب ظهور المثل الشعبي (دخول الحمام غير خروجه).

“اقرأ كذلك: لغة الزهور“

الوظائف القديمة في الحمامات الشعبية

فيما يخص الوظائف القديمة في الحمام الشعبي فهي:

• الحمامي: هو معلم الحمام ومستأجره.
• المكيساتي: ويطلق عليه المدلك (بيعمل مساج).
• الناطور: وهو الحافظ أو الحارس للحمام.
• المزين: يطلق عليه البلان ومهمته الحلاقة للمستحمين.
• الوقاد:وهو الذي يقوم بإمداد المستوقد بالوقود.
• القهوجي الذي كان يقوم بإمداد المستحمين بالمشروبات الساخنة.
• الزبال:يقوم بإحضار الوقود اللازم للمستوقد.

أم الوظائف الخاصة بحمامات النساء، فهي:

• المعلمة: وهي صاحبة الحمام.
• البلانة: تهتم بتجهيز الفتاة للزواج.
• الماشطة: دورها بعد البلنة تصفف الشعر وتزين وجه العروس.

“قد يهمك: البلح الأصفر“

الحمامات الشعبية في مصر تنافس مراكز الجاكوزي والساونا

على الرغم من انتشار مراكز الجاكوزي والساونا وحمامات البخار بتقنيات حديثة في مصر، إلا إن ما زال البعض يبحث عن الحمام الشعبي ويلجأ له للحصول على حمام بخار أو ساونا؛ اعتقادًا منهم بأن الحمام الشعبي يقدم خدمات ومنتجات علاجية من الطبيعة والتراث القديم لشفاء أمراض العصر المستعصية مثل مرض السمنة، كما يلجأ لها البعض للحصول على علاجات مباركة كما يعتقدون لعلاج تأخر الحمل عند النساء.

أشهر الحمامات الشعبية في القاهرة

الذهاب إلى الحمامات الشعبية قديمًا كان يعد طقس إلزامي من طقوس الزواج عند الأغنياء والفقراء، حيث كان لا بد من زيارة العروس للحمام والاستعداد للزفاف بمساعدة نساء متخصصات في المساج أو التدليك وإزالة الشعر الزائد ومعالجة شعر الرأس بالحناء والزيوت العطرية الطبيعية، كما يوجد أيضًا مغاطس للعروس بها عطور بروائح مختلفة حتى يستريح جسدها ويكون مهيئًا للزفاف.

العريس أيضًا كان يذهب إلى الحمامات الشعبية للاستعداد للزواج، بالإضافة إلى خروج زفة العريس منفصلة عن زفة العروس من الحمام إلى مكان إقامة حفل الزفاف، أيضًا كان تقام طقوس الختان للذكور في الحمامات الشعبية ومعها تقام الاحتفالات بهذا الحدث.

يوجد الكثير من الحمامات الشعبية في القاهرة وسوف نتعرف في السطور القادمة على أشهر الحمامات الشعبية في القاهرة (Cairo):

حمام الثلاث

يعد حمام الثلاث من أشهر الحمامات الشعبية التي ذكرها التاريخ في القاهرة، ومكانه في حارة بولاق أبو العلا خلف ورش السبتية وسوق العصر، وقد تم تأسيسه منذ مئات السنين من أجل النساء بغرض الاستحمام والاستجمام ليخرجوا من حالات التعب والإرهاق للراحة والسكينة، ويعود سبب تسميته بحمام الثلاث لأنه كان يفتح أبوابه للنساء يوم الثلاثاء من كل أسبوع.

حديثًا تم تجديد وإحياء فكرة حمام الثلاث وما زال في ثوبه الشعبي ولكن مع وجود تقنيات حديثة مثل غرف الساونا والجاكوزي، ويفتح الحمام أبوابه للرجال مساءً وللسيدات صباحًا.

يذكر أن بالرغم من فوائد الحمام المعروفة، إلا أن وجود أحواض الاستحمام الساخنة والباردة وغرف البخار تساعد على الاسترخاء وعلاج آلام الظهر والتشنجات العضلية وتقشير الجلد الميت.

“تعرف على: اغلى ماركات الساعات“

حمام الأربع (عوكل)

يعد من الحمامات الشعبية الأثرية الموجودة في القاهرة والتي ما زالت قائمة حتى الآن، ويوجد في شارع الأنصاري بمنطقة بولاق أبو العلا. تتزين واجهة الحمام ببعض صور العرائس بالإضافة إلى بعض الآيات القرآنية بهدف البركة وجلب الرزق، ويتميز حمام عوكل عن غيره بأن تكلفته بسيطة مقارنة بالحمامات الشعبية الأخرى ومراكز التجميل والساونا، ويأتي إلى الحمام الكثير من أبناء الطبقة العليا، ويصف رواد الحمام الخدمة بأنها خدمة ملوكية، ومن المميز في حمام الأربع وجود فترة خاصة بالرجال تبدأ الساعة السادسة مساءً وتنتهي مع طلوع الفجر.

حمام الملاطيلي

يعد من أقدم الحَمامات الشعبية ذات الطابع الإسلامي، وموقعه في القاهرة 40 شارع أمير الجيوش الجواني بباب الشعرية، سمى الحمام سابقًا حمام سويد ثم تغير اسمه إلى حمام مرجوش ثم سمي حمام الملاطيلي. جدير بالذكر أن للحمامات في العصر الفاطمي طقوس خاصة، فكان يفتح الحمام للرجال أبوابه قبل الظهر وللنساء باقي اليوم، وقد استخدم حمام الملاطيلي كمصح علاجي بالأعشاب الطبية والزيوت النباتية.

الحمامات الشعبية “popular baths” لعبت دور مهم في حياة الشعوب قديمًا، إذ أنها كانت الوسيلة الوحيدة للحصول على 3 فوائد هامة في وقت واحد ومكان واحد (نظافة وعلاج وتجميل)، وفي العصر الحديث كانت منافس شرس لبيوت التجميل العالمية التي توفر أشكال متنوعة ومختلفة من طرق العناية بالبشرة والشعر والجسم، كما يوجد مراكز علاجية متخصصة في تقديم خدمات الحمام الشعبي العلاجية بأحدث التقنيات العلاجية المائية، حيث اشتهرت قديمًا بعض الحمامات التي تقدم خدمة الاستشفاء بالماء وبخار الماء مثل حمام فرعون والذي يعد من أشهر الحمامات الشعبية على مستوى العالم الذي يقدم سونا طبيعية ويجذب إليه الكثير من الزوار من جميع أنحاء العالم.