الإدمان؛ مع التعرف على أسبابه وطرق علاجه

الإدمان؛ مع التعرف على أسبابه وطرق علاجه
الإدمان (addiction)؛ هي حالة ناتجة عن استخدام المواد المخدرة بصفة دائمة فيصبح الإنسان معتمدا على هذه المواد المخدرة ولا يقدر على الاستغناء عنها، فالمخدرات من أخطر التهديدات التي تهدد صحة الإنسان، فهي تعيق المتعاطي عن ممارسة حياته بشكل طبيعي وقد تؤدي إلى الوفاة وتؤدي أيضا إلى كثرة الجرائم، لذلك فإن جميع البلدان تعمل على محاربة الإدمان والتجارة بالمواد المخدرة. في هذا المقال سوف تعرف على أهم المعلومات عن الإدمان مع التعرف على أسبابه وطرق علاجه.

ما هو الإدمان addiction؟

هو عدم القدرة والاستسلام الجسدي والنفسي لمادة معينة أو أنشطة معينة فتؤدي إلى رغبة قهرية لدى الإنسان للاستمرارية في تعاطي هذه المادة المخدرة، وهو شعور وهمي للراحة بعد استخدام هذه المواد، حيث تزيد لديه الرغبة في استخدامها، فالإدمان سلوك مرضي مزمن ويصاحبه عجز الإنسان عن التوقف من تعاطي المواد المخدرة.


من هو المدمن؟

المدمن هو من يجد مبرر مقنع ليمارس نشاطه الإدماني على الرغم من معرفته بأضراره الوخيمة، فهو يعيش حياته تحت تأثير المخدر أو أنه يقدم على سلوك معين فيسيطر على حياته بأكملها ويوصله لدرجة أنه يمكنه دفع أو التنازل عن أي شيء في مقابل الحصول على هذه المواد، وفي النهاية تجعل تلك الأشياء التي أدمنها حياته مأساوية وينتهي به المطاف بالسجن أو بالموت.

“اقرأ أيضا: التغلب على الوسواس القهري


علاقة الإدمان بالمرض النفسي

صورة بها شخص يلبس أسود يعاني من مشاكل نفسية وذلك عند الحديث عن علاقة الإدمان بالمرض النفسي
ما علاقة الإدمان بالمرض النفسي؟

عندما يدمن الشخص المواد المخدرة تجعله يعاني من اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب، وقد يكون الشخص يعاني من القلق والاكتئاب فيقبل على إدمان المواد المخدرة اعتقادا منه أن ذلك سيخفف من حدة أعراض المرض النفسي، ولكن هذه المواد لها أعراض جانبية على المدى الطويل فتزيد من أعراض المرض النفسي، فالمواد المخدرة تزيد من علامات الخطورة فتؤدي إلى إصابة الشخص بالاضطراب العقلي بل تحفز على ظهور أعراض جديدة لديه.


مضاعفات الإدمان

يوجد مضاعفات عديدة للإدمان فهناك مضاعفات جسدية ونفسية واجتماعية، وإليكم في التالي أهم 6 مضاعفات تنشأ عن هذه المشكلة:

  • مشاكل عديدة في القلب:

قد يحدث اضطراب في القلب مع ارتفاع ضغط الدم فيؤدي غالبا إلى انفجار في الشرايين، وتأثير تلك المواد المخدرة أيضا يتمثل في تدمير صمامات القلب. يحدث هذا الضرر بشكل كبير عند تناول الأنواع الخطيرة من المخدرات مثل مخدر الآيس والهيروين والكوكايين.

  • أمراض بالجهاز التنفسي:

يؤدي إدمان المواد المخدرة إلى إصابات عديدة في الجهاز التنفسي، فتعمل هذه المواد على إثارة الأغشية المخاطية للشعب الهوائية والربو والتهاب البلعوم وقد تسبب سرطان بالرئة.

  • التوتر والاكتئاب:

يظهر على المريض علامات من القلق والاكتئاب بسبب تلك المواد، ويصبح غير مبالي بالآخرين فيكون متقلب المزاج ويسبب زيادة في التوتر وسرعة الغضب والحزن واليأس الشديد والشعور بعدم القيمة والخجل.

  • ضعف الذاكرة والتركيز:

تعاطي المواد المخدرة يعمل على ضعف شديد في الذاكرة يصل إلى حد الفقدان الكامل أو قلة التركيز والانتباه.

  • التشنج والصرع:

بالإضافة لما سلق، بجد أيضا أن إدمان المواد المخدرة يجعل الدماغ مهيئا لحدوث حالات التشنج.

  • اعتزال الناس:

من مضاعفات تعاطي المواد المخدرة أيضا أن يصبح المدمن غير مبالي بالآخرين ويتجنب التعامل معهم.

“قد يهمك: إحباط تهريب مخدرات لداخل السعودية


ما هي أعراض إدمان المخدرات؟

صورة بها علبة بيضاء يخرج منها عدد من الحبوب البيضاء وذلك عند الحديث عن أعراض إدمان المخدرات
أعراض إدمان المخدرات

تتمثل أعراض إدمان المخدرات في التالي:

  • اضطرابات النوم: من أكبر المشاكل التي تواجه الشخص فترة تعاطيه للمواد المخدرة هي الإرهاق واضطرابات النوم:
    الكثير يعتقد بالخطأ أن الإقبال على تعاطي هذه المواد يساعد على النوم بشكل كبير.
  • عدم الاتزان: تعمل المواد المخدرة على عدم الاتزان العقلي والجسدي، فيكون الإنسان مغيب:
    مع الاستمرار في تعاطي المخدرات وزيادة الجرعات تزيد الأعراض.
  • العصبية الزائدة: تجعل المخدرات الشخص مغيب وفي حالة من عدم الإدراك والتمييز:
    بالتالي تجعله في حالة من العصبية الشديدة دون التفريق والتمييز بين ما هو صح وما هو خطأ.
  • هالات سوداء تحت العين.
  • عدم الاهتمام بالمظهر العام والنظافة.

أمراض نفسية يسببها الإدمان

يوجد كثير من الأمراض النفسية التي تصيب المدمن، فعلى حسب نوع كل مخدر يرتفع احتمال الإصابة بالأمراض النفسية، ومن هذه الأمراض التي يسببها الإقبال على الإدمان نجد:
  1. نوبات الخوف والهلع.
  2. مرض الفصام.
  3. اضطرابات ذهنية.

أسباب الإدمان

أسباب الإدمان عديدة، فمنها عوامل البيئة التي نشأ فيها والعوامل الوراثية والعوامل النفسية، وبشكل عام من أسباب الإدمان التالي:

  1. التفكك الأسري وإهمال الأهل.
  2. ضعف العلاقات الاجتماعية وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين.
  3. أصحاب السوء.
  4. الجهل بالخطر الذي يسببه المخدر.
  5. البطالة والفراغ.
  6. التعرض لصدمة نفسية قوية.
  7. التعرض إلى الإيذاء الجنسي أو الجسدي.

“اقرأ كذلك: الاستحمام بماء بارد


النهاية الحتمية للإدمان

الإقبال على تعاطي المواد المخدرة يعتبر بداية لنهاية المتعاطي، فالنهاية الحتمية لأي مدمن معروفة ولا جدال فيها، وهي السجن أو الموت أو مستشفى الأمراض النفسية. لذا كان الواجب على كل عاقل أن يسرع إلى التوقف عن تعاطي هذه المواد المدمرة لصحته، وعليه ألا ينسى أن ما يقوم به يعتبر من الأمور المحرمة ومن المعاصي وأن الله تعالى سوف يحاسبه يوم القيامة على ضياع ماله وصحته ووقته فيما يضره ولا ينفعه.

أدوية تسبب الإدمان

كثير من الأدوية المهدئة قد تسبب الإدمان! فما هي الأدوية المهدئة هذه؟ هناك أدوية تعمل على تهدئة المريض وتسمح له النوم بسهولة ، حيث تستخدم المهدئات لعلاج كثير من الأمراض مثل الاكتئاب والقلق والتوتر واضطرابات النوم ومن هذه المهدئات التي تسبب الإدمان التالي:
  • الأدوية المنومة:

يؤثر هذا النوع على الجهاز العصبي، ومنها: (زولبيديم zolpidem)، (زاليبلون zaleplon).

  • الباربيتيورات:

من هذه الأدوية: (phenobarbital).

  • البنزوديازيبينات:

من هذه الأدوية: (Diazepam)، (Lorazepam)، (Triazolam).

مضاعفات الجرعة الزائدة من الأدوية المهدئة

قد يؤدي استخدام هذه الأدوية بشكل خاطئ إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة المريض، حيث تعمل بعض الأدوية على منع وصول الإشارات العصبية للقلب والرئة فتؤثر بشكل سلبي على وظائف هذه الأعضاء، وهذه الأدوية من الممكن أن تؤدي إلى الإدمان فيجب استخدامها تحت إشراف الطبيب، وإليكم أبرز المضاعفات لتناول جرعة زائدة من المهدئات:
  1. صعوبة وتباطؤ معدلات التنفس.
  2. فقدان الوعي.
  3. تباطؤ النبض.
  4. تغير لون الشفاه والأصابع والجلد إلى اللون الأزرق.
  5. الصدمة.
  6. ضعف الذاكرة.
  7. كما قد تؤدي للدخول في غيبوبة.

كيفية علاج الجرعة الزائدة من الأدوية المهدئة؟

يمكن علاج الجرعة الزائدة من الأدوية المهدئة من خلال القيام بما يلي:

  1. غسيل المعدة.
  2. إذا كان الغرض من هذه الأدوية الانتحار فيجب اللجوء لعلاج نفسي.
  3. حقن لمنع حدوث جفاف للمريض.
  4. إعطاء أدوية تعمل على تحسين وظائف القلب.

أعراض انسحاب الأدوية المهدئة من الجسم

انسحاب هذه الأدوية يشبه انسحاب المواد المخدرة ومن هذه الأعراض التالي:
  1. العصبية والقلق والتوتر واضطرابات بالنوم.
  2. سرعة النبض.
  3. تشنجات.
  4. سرعة التنفس.

كيفية التواصل مع المدمن؟

فيما يخص الشخص الذي أدمن المواد المخدرة أو المواد المهدئة، فيمكن التواصل معه من خلال التالي:

  1. نتعاطف معه ونجعله يشعر بأننا نفهم وضعه.
  2. عدم اللوم الزائد له.
  3. العمل على معرفة الأسباب التي دفعته للإدمان.
  4. معالجة المشاكل العائلية.
  5. الدعم وإعطائه الثقة.

علاج الإدمان

صورة بها شخص به سلسلة حديد على يديه ويمسك بيده حقنة وذلك عند الحديث عن علاج الإدمان
كيفية علاج الإدمان؟

للحصول على العلاج الصحيح للإدمان يجب إتباع الآتي:

  1. التشخيص.
  2. التأكد من استعداد المريض للعلاج.
  3. وضع خطة فعالة للعلاج، وخطة اجتماعية ونفسية.
  4. تقييم الأعراض والمخاطر التي يسببها العلاج.
  5. التأكد من الحالة العقلية للمريض.
  6. عمل تحاليل لازمة للمريض.
  7. تقييم حالة المريض النفسية الجسدية.

هل يمكن علاج المدمن من المنزل؟

من الصعب علاج حالة الإدمان من المنزل؛ حيث يصعب السيطرة على المريض، وهذا لأن أعراض انسحاب المواد المخدرة من الجسم من الأمور الصعبة على المدمن، حيث يصبح المريض أكثر عصبية وبالتالي يصعب التعامل معه، ووجوده داخل المنزل من الأمور السلبية الخاطئة، وتكمن أضرار علاج المدمن في المنزل في الآتي:

  • يصعب السيطرة على المريض في حالة انسحاب المخدر.
  • لا يتوفر في المنزل البيئة الآمنة لعلاج المريض.
  • في المنزل تزيد فرص الانتكاسة.
  • عدم وجود رقابة طبية.

“اقرأ كذلك: كيفية التخلص من ترهلات البطن


معايير اختيار مراكز علاج الإدمان

هناك عدد من المعايير التي يجب وضعها في الاعتبار عند اختيار مركز علاج الإدمان الذي سيتم إيداع المدمن فيه، وهذه المعايير هي التالي:

  1. التأكد أن المستشفى تحمل ترخيص من وزارة الصحة (Ministry of Health).
  2. أن تتميز المستشفى بخبرة في العلاج.
  3. توافر بيئة صحية مناسبة هادئة لتلقي العلاج.
  4. وجود كوادر طبية مؤهلة ومتخصصة.
  5. الاهتمام بالعلاج النفسي وتأهيل السلوك.
ما الخطر الذي يعود على المريض عند اختيار مركز علاج غير مرخص؟ الخطر هو أنه قد يحدث انتكاسة للمريض، كما قد يتم التعامل بعنف مع المريض، كما يسهل هروب المريض، كذلك يوجد هناك مشكلة غياب الأمن.
مدة العلاج داخل المركز العلاجي: مدة علاج الإدمان تتراوح من 10 إلى 15 يوم ومرحلة العلاج النفسي من 3 إلى 6 شهور.
“قد يهمك: أضرار القهوة

استراتيجية المستشفيات في علاج الإدمان

تشمل هذه الاستراتيجية التالي:

  1. تشخيص وتقييم المرض.
  2. طرد السموم ومتابعة الأعراض الانسحابية.
  3. تأهيل المريض للتعامل مع المجتمع والتأكد من عدم رغبة المريض للعودة لتعاطي المخدرات.
  4. التواصل مع المريض بعد فترة العلاج للتأكد من عدم رغبته للعودة مرة أخرى لهذا الطريق المحرم.
هل يعود المدمن لطبيعته بعد العلاج؟ عودة المدمن لطبيعته شيء واقعي وحقيقي، وذلك بخضوعه للعلاج النفسي مع علاج الإدمان.
“قد يهمك: إدارة الوقت

كيفية التعامل مع مدمن يرفض العلاج؟

يتم علاجه بالقوة، وهناك أسباب كثيرة للتعامل بهذه الطريقة، وهي أن المدمن يرفض العلاج تماما ويستسلم لسيطرة الإدمان وعندما يصبح عدوانيا يُقبل على إيذاء نفسه وإيذاء من حوله.

“تعرف على: كيف تكون سعيدا


كيفية منع الانتكاس بعد علاج الإدمان؟

يمكن منع الانتكاس بعد علاج الإدمان من خلال التالي:

  1. التقرب إلى الله تعالى؟
  2. تشجيع المتعافي ومساعدته على المتابعة مع الطبيب المعالج.
  3. أن نبعد المتعافي بقدر الإمكان عن مكان أو أي شخص له علاقة بفترة إدمانه.
  4. مساعدته في ممارسة الرياضة والحرص على التغذية السليمة.
  5. منح المتعافي الدعم الذي يحتاج إليه وإشغال وقته بأشياء مفيدة.
  6. الحرص على تنفيذ الخطة العلاجية المقررة من الطبيب.

تكلمنا في هذا المقال عن الإدمان (addiction) وأسبابه وكيفية علاجه، ولكي يتم التخلص من هذه المشكلة الكبيرة التي سوف تدمر حياة الإنسان لا بد أن يكون المدمن على أتم استعداد للعلاج، ويجب الحرص على تنفيذ خطة العلاج للابتعاد عن حدوث انتكاسة للمريض. من الهام للمتعافي من تعاطي المواد المخدرة التقرب إلى الله تعالى؛ فهذا يفيد كثيرا في رحلة العلاج.

 

تابع موقعنا

تعليقات (0)
إغلاق