التنمر؛ تعرف على أشكاله وأنواعه وأسبابه وآثاره
Bullying
التنمر؛ ما تعريف التنمر؟ وما أشكاله وأنواعه؟ وما هي الأسباب التي أدت لانتشاره بالمجتمعات العربية؟ وما هي الأشياء التي تدل على تعرض الطفل للتنمر وماذا تفعل له؟
التنمر (bullying)؛ هو مصطلح غربي يعني الهمجية واستخدام القوة على من هو أضعف منك، وهو مصطلح جديد صُدر من الدول الغربية إلى بلاد المسلمين، وقد ذُكر في القرآن الكريم من أكثر من ألف سنة في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات: 11]. هنا في هذه المقالة تعرف على التنمر، أشكاله وأنواعه وأسبابه وآثاره وكيفية اكتشافه وكيفية علاجه.
قائمة المحتويات
تعريف التنمر
عُرف التنمّر (بالإنجليزية: Bullying) لغويًا أنه: الغضب، وسوء الخلق، وإيذاء الأخر، وعُرف في مُعجم جامعة كامبريدج، بأنه قيام فرد ما بسلوك عدواني تجاه فرد آخر أصغر أو أقل قوة منه، وذلك مثل إيذائه أو تخويفه أو القيام بشتمه وإجباره على فعل أمور وأشياء لا يريدها، وفي تعريف (ويكيبيديا): هو سلوك عدواني متكرر من شخص أو أشخاص يهدف للإضرار بشخص آخر عمدًا، وهذا الضرر جسديًا أو نفسيًا، وهو يتميز بتصرف فرد بطرق معينة لاكتساب السلطة على حساب شخص آخر.
يمكن أن تتضمن التصرفات التي تعد تنمرًا:
- التنابز بالألقاب.
- الإساءات اللفظية أو المكتوبة.
- الاستبعاد من النشاطات، أو من المناسبات الاجتماعية.
- الإساءة الجسدية، أو الإكراه.
تاريخ التنمر
بشكل عام، هذه الظاهرة موجودة منذ فجر الحضارة، حيث إن السلوك السيئ والإيذاء تجاه الغير وأشكال الاستئساد والقسوة البدنية واللفظية التي تنطوي داخل تعريف التنمّر، قام بها مجموعة كبيرة من البشر تجاه بعضهم البعض، فهو ليس وليد العصر الحالي، ولكن الضوء لم يكن مسلط عليه مثل باقي الجرائم الأخرى، فعادة ما تلفت أشكال العنف الكبيرة مثل الاعتداء والقتل انتباه وسائل الإعلام، ولكن المستويات القليلة من العنف مثل العنف ضد الأطفال والتحرش والتنمّر بدأت فقط أن تكون محط اهتمام الباحثين والآباء والأمهات وصانعي القرار في السنوات الأخيرة، حيث تم التعرف على التحرش في السنوات الأخيرة فقط وتم تسجيله على أنه جريمة منفصلة ومميزة.
“قد يهمك: نصائح للنجاح في الحياة“
أشكال التنمر Forms of bullying
بعد التعرف على معنى التنمّر نناقش هنا أشكاله. يوجد نوعين من التنمّر وهما: التنمر اللفظي والجسدي. أيضًا فإن التنمّر اللفظي والجسمي قُسم كل منهما لأكثر من فرع مثل: التنمر المباشر والغير مباشر. في التالي سوف نعرض نبذة مختصرة عن ما سبق ذكره من أنواع وفئات التنمر:
- تنمر لفظي مباشر، مثل: الشتائم، والتحقير، والسخرية.
- تنمر لفظي غير مباشر، مثل: إطلاق الألقاب، والشائعات، والتهديد.
- تنمر جسدي مباشر، مثل: الضرب، والصفع وغيرها من الطرق الأخرى للإيذاء البدني.
- سلوك التنمر الجسدي الغير مباشر، مثل: اللمس بطرق غير مرغوب فيها، وغير مناسبة.
بالإضافة لما سبق، فقد ظهر شكل جديد للتنمر هو التنمر الإلكتروني على الإنترنت (cyberbullying)، والذي أصبح ظاهرة تُهدد أمن وسلامة مجتمعنا، ويكون من خلال استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال الاجتماعي، والألعاب الإلكترونية، ويتم من خلال نشر أكاذيب، وصور غير صحيحة عن الشخص، وأيضًا تهديده بها.
أسباب هذه الظاهرة
هنا نأتي لإجابة سؤال: ما هي الأسباب والدوافع لظهور وانتشار هذه الظاهرة في المجتمعات العربية؟ ويمكن القول أن أهم أسباب التنمر الشائعة هي:
- التربية الخاطئة.
- العنف الأسري.
- هذه الظاهرة أيضًا أحد تأثير الألعاب الإلكترونية على الطفل.
- الغيرة بين الطلاب أو الأولاد في الشارع.
- التنافس.
- عدم الثقة بالنفس.
- الغرور.
- اكتساب السلطة.
“تعرف على: التعامل مع الطفل العنيد“
الآثار المترتبة للتنمر
هنا سوف نتعرف على الآثار المترتبة للتنمر كظاهرة اجتماعية جديدة على المجتمع العربي، فهو يؤثر على أي أحد أحد يقع عليه كما يؤثر على من قام به:
- أولاً: الآثار المترتبة للتنمر على المتنمر ذاته، وهي تشمل:
- الانخراط بسلوك الجريمة مثل: السرقة، وتعاطي المخدرات والكحول في مرحلة المراهقة.
- يقوم المتنمر (bully) بممارسة أعمال العنف وتخريب الممتلكات العامة أو المدرسية، بالإضافة إلى الانسحاب من المدرسة.
- الإساءة للشركاء أو الأزواج أو الأطفال في المستقبل.
- ثانياً: الآثار المترتبة للتنمر على المتنمر عليه (الضحية)، وهي تشمل:
- الشعور بالخجل.
- الشعور بالوحدة والعزلة وعدم الأمان.
- صعوبة الانفتاح على العلاقات الاجتماعية، وضعف التواصل مع من حوله.
- صعوبة تكوين صداقات بسبب التعرض للتنمر في مرحلة الطفولة.
- كما يتعرض إلى الشعور بالغضب.
- عدم تقدير الذات وقلة الثقة بالنفس.
- كما يحدث له المشاكل النفسية السلبية العديدة.
- لجوء كبار السن والأطفال إلى الإدمان وتعاطي المخدرات والكحول والتبغ (tobacco) نتيجة للتنمر.
- كثرة التغيب والانقطاع عن الدراسة بسبب المضايقات، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض التحصيل الدراسي وتراجع المستوى التعليمي والأكاديمي.
“اطلع على: التخلص من الضغط النفسي والتوتر“
الأشياء الدالة على تعرض الطفل للتنمر
هنا نأتي إلى سؤال هام، وهو ما هي العلامات والإشارات التي تدل على تعرض الطفل للتنمر؟ على الأم والأب ملاحظة بعض التغيرات التي تُعطي تنبيه لتعرض طفلك لشكل من أشكال التنمّر، والتي هي التالي:
- الانطواء والعزلة: قد يدل ذلك على التنمر لدى الطفل.
- تكرار غيابه عن المدرسة دون أسباب.
- تجنب الحديث عن المدرسة.
- تدني مستواه الدراسي: هذا وما سبق قد يدل على التنمر في المدرسة.
- وجود علامات ضرب ويرفض الحديث عنها.
- عدم الرغبة في الأكل.
- فقدان الثقة بالنفس.
- الكوابيس.
- التبول اللاإرادي
- الغضب عند الحوار معه.
“قد يهمك: التخلص من الترهلات بعد الولادة“
ما هي الإجراءات اللازمة لمعالجة التنمّر؟
بعد معرفة 10 أشياء تدل على تعرض طفلك للتنمر، هنا يلزم القيام بما يلي:
- منح الطفل الأمان والاهتمام والحب الكافي لاحتواء ألمه.
- التحدث مع الطفل بهدوء والتعرف على سبب التنمر وعدم إلقاء اللوم عليه.
- التأكيد على الطفل من أنك تصدق روايته في كل ما يقوله، ويجب أن تُخبره أنك ستساعده للتخلص من هذه المشكلة.
- الحديث مع المعلم بشأن الطفل الذي يتم ممارسة التنمر عليه داخل المدرسة للتعرف على الأسباب المؤدية إلى ذلك.
- تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الآخرين دون التسبب لهم في إيذاء سواء كان لفظيًا أو نفسيًا أو بدنيًا.
إن أكثر من 246 مليون طفل ومراهق حول العالم يتعرضون للعنف التنمّر في المدارس، وهذا ما كشفته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، مشيرة إلى أن أكثر أشكال التنمّر بعد المدرسي هو الإلكتروني، حيث أثبتت الإحصائيات أن الفتيات يتأثرن بشكل غير مقبول بما يتعرضن له من تنمر. قالت المنظمة أيضًا، إن السبب الرئيسي للتنمر الإلكتروني هو المظهر الجسدي، فقد أكّد أكثر من 61% من الأطفال الذين شاركوا في دراسة استقصائية أجريت في 13 ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية، أنهم تعرضوا للتنمر الإلكتروني على مواقع مختلفة بسبب مظهرهم، وأكدت المنظمة أنه يجب أن ندافع عن بعضنا البعض ويجب العمل على مكافحة التنمّر ووضع قوانين صارمة بخصوصه، وأوضحت أن العنف في البيئات التعليمية واقع يومي يحرم ملايين الأطفال والشباب من التعليم.
“اطلع على: الأشهر الحرم“
التنمر في الإسلام
لقد سبق الإسلام الغرب في محاصرة التنمّر وذلك من خلال العديد من النصوص الشرعية التي تضمنت أوامر ونواهي تخص هذه الظاهرة، ومن يقرأ القرآن الكريم وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، سيجد التحريم القاطع الصريح لإيذاء المسلم للآخرين، فمن ذلك أن السنة النبوية تضمنت نصوص عديدة تبين أن من صفات المسلم الأساسية أن يسلم الأشخاص الآخرون من أذاه، بل جعلت النصوص الشرعية الواردة في السنة هذه الصفة لأهميتها تعريفًا للمسلم بحيث لا تنفك عنه ولا ينفك عنه، وإلا لما استحق وصف بالمسلم. من أهم هذه النصوص:
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “المسلم، من سلم المسلمون من لسانه ويده”.
- عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: “قالوا يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ فقال عليه الصلاة والسلام: من سلم المسلمون من لسانه ويده”.
- كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “سأخبركم من المسلم؟ من سلم المسلمون من لسانه ويده”
ما هو التنمر وما هى انواعه؟
كيف يمكن مواجهة التنمر؟
- نشر تعاليم الدين بين الأطفال والشباب.
- دعم الشخص الذي تعرض للتنمر نفسيًا، ومساعدته على إعادة بناء ثقته بنفسه.
- فهم عقلية الشخص المتنمر ومعالجة الأسباب التي تدفعه لذلك.
- إيجاد قوانين بالمدرسة صارمة تعاقب المتنمر وتضمن حقوق الشخص الواقع عليه التنمر.
ما هي اسباب التنمر في المجتمع؟
- تدني احترام الذات: قد يشعر الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات بالحاجة إلى التقليل من شأن الآخرين من أجل تحسين شعورهم، وهذا يؤدي إلى سلوك التنمر.
- الرغبة في الشعبية والشهرة.
- المشاكل المنزلية (العنف الأسري).
- التربية الخاطئة.
- العنف الأسري
- الغيرة.
- التأثير السلبي للكرتون والأفلام والألعاب الإلكترونية على الأطفال والشباب.
ظاهرة التنمّر “Bullying” باتت حديث الساعة في دول عربية كثيرة بسبب جرائم وتصرفات العدوانية الناتجة عن ممارسة التنمُّر والتي أقلقت الأهالي على أبنائهم، وهي بالفعل مشكلة خطيرة على جميع الأفراد الاتحاد على مقاومتها، وفي هذا المقال تعرفنا على ما هي ظاهرة التنمُّر أو ما هو تعريف التنمر، حيث تعرفنا على أشكاله وأنواعه وأسبابه وأثاره، وكيفية اكتشافه وعلاجه. في الختام فإن رسالتي لكل أم وأب، هي: علموا أولادكم أن يحموا أنفسهم من أي تنمر وأن لا يكونوا من ضحاياه، يقاوموا، يلجئوا للمساعدة لو احتاجوا لها، المهم ممنوع الاستسلام لظاهرة التنمّر تحت أي ظرف أو ضغط أو تهديد.