فوائد الاحتفاظ بالأسهم على المدى الطويل من حيث التكلفة وضريبة الأرباح الرأسمالية

تعرفنا في مقالة سابقة شرحنا لكم أهم المعلومات التي تخص الاحتفاظ بالأسهم على المدى الطويل، وأهمية القيام بذلك الأمر. في السطور التالية من هذه المقالة في موقع “الأفضل”، سوف نتعرف معًا على أهم فوائد الاحتفاظ بالأسهم على المدى الطويل، حيث سنتناول بالشرح اتخاذ قرارات أقل عاطفية وأكثر ربحية في حالة الاحتفاظ بالأسهم على المدى الطويل، والحصول على معدل ضريبة الأرباح الرأسمالية الأقل، ودفع تكلفة أقل، وغير ذلك من مميزات وفوائد الاحتفاظ بالأسهم على المدى الطويل.

أهم فوائد الاحتفاظ بالأسهم على المدى الطويل

في مقالة سابقة في قسم المال والأعمال، شرحنا بالتفصيل بعض فوائد الاحتفاظ بالأسهم على المدى الطويل. هذه الفوائد التي شرحناها كانت الحصول على عائدات أفضل على المدى الطويل، وتجاوز التقلبات العالية والمنخفضة للأسهم. في التالي سوف نتعرف معًا على باقي فوائد الاحتفاظ بالأسهم على المدى الطويل:

اتخاذ قرارات أقل عاطفية وأكثر ربحية

لنكن صريحين، لسنا دائمًا هادئين وعقلانيين كما ندعي. في الواقع، من العيوب المتأصلة في سلوك المستثمرين الميل إلى الانفعال العاطفي. بمعنة أنه يدعي العديد من الأفراد أنهم مستثمرون طويلو الأجل حتى يبدأ السوق في الانخفاض، وهنا يميلون إلى سحب أموالهم لتجنب خسائر إضافية. بالتالي، يفشل العديد من المستثمرين في البقاء مستثمرين في الأسهم عندما يحدث انتعاش. في الواقع، هم يميلون إلى العودة فقط عندما تكون معظم المكاسب قد تحققت بالفعل. هذا السلوك من “الشراء عند الارتفاع، والبيع عند الانخفاض” يميل إلى إعاقة عوائد المستثمرين (investor returns).

وفقًا لدراسة “التحليل الكمي لسلوك المستثمر” التي أجرتها دالبار (Dalbar)، حقق مؤشر S&P 500 عائدًا سنويًا متوسطًا قدره 9.65% خلال فترة 30 عامًا المنتهية في 31 ديسمبر 2022. في نفس الفترة، حقق مستثمر الأسهم العادي عائدًا سنويًا متوسطًا يبلغ حوالي 6.81%.

هناك عدة أسباب لحدوث ذلك، منها التالي:

• الخوف من الندم: غالبًا ما يفشل الناس في الثقة بأحكامهم الخاصة ويتبعون الضجة بدلًا من ذلك، خاصة عندما تنخفض الأسواق. بمعنى أن الناس يميلون إلى الوقوع في فخ أنهم سيندمون على الاحتفاظ بالأسهم وخسارة المزيد من المال لأن الأسهم تنخفض قيمتها، فينتهي بهم الأمر ببيع ممتلكاتهم لتهدئة هذا الخوف.
• التشاؤم عندما تتغير الأمور: يسود التفاؤل خلال ارتفاعات السوق، ولكن يحدث العكس عندما تسوء الأمور. بشكل عام، قد يشهد السوق تقلبات بسبب صدمات مفاجئة على المدى القصير، مثل تلك المتعلقة بالاقتصاد. مع ذلك، من المهم أن نتذكر أن هذه الاضطرابات غالبًا ما تكون قصيرة الأجل، ومن المحتمل جدًا أن تتحسن الأمور مع مرور الوقت.

معدل ضريبة الأرباح الرأسمالية الأقل Lower Capital Gains Tax Rate

ضمن الحديث عن فوائد الاحتفاظ بالأسهم على المدى الطويل، سوف نجد أن الأرباح الناتجة عن بيع أي أصول رأسمالية (capital assets) تعتبر أرباحًا رأسمالية. يشمل ذلك أي أصول شخصية، مثل الأثاث، أو الاستثمارات مثل الأسهم (stocks)، والسندات (bonds)، والعقارات (real estate).

عندما يبيع المستثمر ورقة مالية في غضون سنة واحدة من شرائها، يتم فرض ضرائب على أي أرباح تحقق بنفس معدل الضرائب على الدخل العادي. يُطلق على هذه الأرباح اسم “أرباح رأس المال قصيرة الأجل”. بناءً على الدخل الإجمالي المعدل (AGI) للفرد، يمكن أن يصل معدل الضريبة إلى 37%.

أي أوراق مالية يتم بيعها بعد الاحتفاظ بها لأكثر من عام تؤدي إلى أرباح رأسمالية طويلة الأجل، وتُفرض الضرائب على هذه الأرباح بمعدل أقصى قدره 20%. أيضًا قد يكون بعض المستثمرين في الشرائح الضريبية الأدنى مؤهلين لمعدل ضريبة 0% على الأرباح الرأسمالية طويلة الأجل. بالتالي، فإن الحصول على معدل ضريبة الأرباح الرأسمالية الأقل هو أحد فوائد الاحتفاظ بالأسهم على المدى الطويل.

أكثر فعالية من حيث التكلفة

أحد الفوائد الرئيسية للاستراتيجية الاستثمارية طويلة الأجل (long-term investment approach) هو المال. بمعنى أن الاحتفاظ بالأسهم لفترة أطول في محفظتك يكون أكثر فعالية من حيث التكلفة مقارنة بالشراء والبيع المتكرر، لأن الاحتفاظ بالاستثمارات لفترة أطول يقلل من عدد الرسوم التي يجب دفعها، ولكن كم يكلف كل هذا؟

كما ناقشنا في القسم السابق، سوف توفر المال من خلال الضرائب. على سبيل المثال، إذا كنت من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية يجب الإبلاغ عن أي أرباح من مبيعات الأسهم إلى دائرة الإيرادات الداخلية (IRS)، وهذا يزيد من مسؤوليتك الضريبية، وهذا يعني خروج المزيد من الأموال من جيبك. تذكر، يمكن أن تكلفك الأرباح الرأسمالية قصيرة الأجل أكثر مقارنة إذا احتفظت بأسهمك لفترة أطول.

هناك أيضًا رسوم التداول أو المعاملات (trading or transaction fees). هنا يجب العلم أن المبلغ الذي تدفعه يعتمد على نوع الحساب الذي تمتلكه والشركة الاستثمارية التي تدير محفظتك. على سبيل المثال، قد يتم فرض رسوم عمولة أو زيادة سعرية، حيث يتم خصم الأولى عند شراء وبيع الأسهم من خلال وسيط، بينما تُفرض الزيادات السعرية عند توجيه البيع من خلال مخزون الشركة نفسها. يتم خصم هذه التكاليف من حسابك مع كل عملية بيع تقوم بها، مما يؤدي إلى انخفاض رصيد محفظتك مع كل عملية بيع.

في عام 2024، يقوم العديد من المستثمرين النشطين بالتداول من خلال وسطاء عبر الإنترنت (online brokerages) يوفرون معاملات بدون رسوم. في هذه الحالات، قد لا تتحمل تكاليف لإتمام بعض أو كل تداولاتك. مع ذلك، لا يزال من المهم للمستثمرين أن يوازنوا بين قيمة الوقت الذي يقضونه في التداولات مقارنة بالفرق في الأداء بين الاستراتيجية النشطة والاستراتيجية طويلة الأجل للشراء والاحتفاظ.

“قد يهمك: تداول الأسهم بخطوات مدروسة.. مع أوامر وقف الخسارة Stop-loss orders”