أمراض الكبد؛ التي تهدد حياة الإنسان وأعراض تلك الأمراض وكيفية علاجها

أمراض الكبد؛ التي تهدد حياة الإنسان وأعراض تلك الأمراض وكيفية علاجها

أمراض الكبد (Liver diseases)؛ يعتبر الكبد من الأعضاء الحيوية الأكثر أهمية في جسم الإنسان، فأي خلل في الكبد يؤثر تأثيرًا كبيرًا في صحة الإنسان لما له من وظائف مختلفة هامة لسير وظائف جميع أعضاء الإنسان؛ فالكبد يقوم بالعديد من الوظائف التي تحافظ على صحة الإنسان منها: أنه مركز لتصفية السموم داخل الجسم، ويقوم بتحويل العناصر الغذائية إلى مواد كيميائية التي يحتاجها الجسم، ويقوم بتحويل الطعام إلى الطاقة اللازمة للجسم.

في هذا المقال سنتعرف إن شاء الله تعالى على أمراض الكبد والتي تهدد حياة الإنسان، مع أهم الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الإنسان بأمراض الكبد المختلفة، وأعراض تلك الأمراض، وكيفية علاجها، وطرق للوقاية منها.


أسباب أمراض الكبد؟

هناك عدد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الكبد بالأمراض، في التالي أهم 6 منها:

الإصابة بالعدوى

بعض الالتهابات التي تصيب الكبد، والفيروسات الكبدية غالبًا ما تأتي بسبب العدوى، وذلك مثل العدوى الفيروسية التي تسبب التهاب الكبدي الفيروسي بأنواعه الثلاثة A – B – C.

تلف ووجود مشاكل في الجهاز المناعي

مشاكل الكبد المناعية الذاتية مثل؛ التهاب الأقنية الصفراوية الأولي، والتهاب الكبد المناعي الذاتي، غالبًا ما تأتي بسبب الهجوم الخاطئ من الجهاز المناعي على الكبد عند حدوث مشاكل في الجهاز المناعي للجسم.

أمراض الكبد الوراثية

الأمراض الوراثية مثل: مرض ويلسون ومرض ترسب الأصبغة الدموية، يكون سببها اكتساب الجينات الحاملة للمرض من أحد الأبوين.

تناول الكحوليات

لا شك أن الجميع يعلم أن تعاطي الكحول (الخمور) من المحرمات في الإسلام وهذا لأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ويعلم نفعه وضره، وها هو تعاطي وإدمان الكحول يؤدي إلى الإصابة بالكثير من الأمراض مثل مرض الكبد الدهني المرتبط بالكحول.

تراكم الدهون في الكبد والإفراط في تناول السكريات

مرض الكبد الدهني الغير مرتبط بالكحول (NAFLD)، غالبًا ما يسببه استهلاك الكثير من الدهون، وأصحاب السمنة ومرض السكري هم أصحاب المعدلات المرتفعة للإصابة بـ NAFLD عن غيرهم من الأشخاص الأصحاء.

الإصابة بالسرطان

السرطان يحدث عندما يحدث خلل في الخلية أثناء الانقسام، فتحدث انقسامات بصورة غير منتظمة، فيسبب ذلك الورم، وبذلك عندما يحدث هذا الخلل في إحدى خلايا الكبد فذلك يسبب أورام، والتي قد تكون حميدة (غير سرطانية) أو خبيثة (سرطان الكبد).

تشمل أسباب الإصابة بأمراض الكبد الأخرى: تناول بعض الأدوية بشكل زائد ومنها مثلًا الأدوية المسكنة والمضادة للالتهابات، وتناول المخدرات والمواد الكيميائية الضارة، وتناول الأطعمة الملوثة. لذا يجب عليك دائمًا العمل على الحفاظ على الكبد.

ما هي أمراض الكبد؟

صورة بها طبيب يمسك لافتة مكتوب عليها أمراض الكبد liver disease
الأمراض التي تصيب الكبد

بعد ذكر أسباب أمراض الكبد في السابق، سوف نذكر هنا نبذة عن هذه الأمراض، فهناك العديد من أنواع أمراض الكبد، ومن أبرز هذه الأنواع ما يلي:

  • التهاب الكبد الفيروسي: وهو عبارة عن التهاب في الكبد يسببه فيروس، مثل فيروس التهاب الكبد A و B و C.
  • تليف الكبد أو تشمع الكبد: وهو استبدال نسيج الكبد الصحي بالنسيج الندبي، ويحدث نتيجة لتطور مرض الكبد الدهني غير الكحولي والتهاب الكبد المزمن.
  • داء الكبد الدهني غير الكحولي: وهو تراكم الدهون داخل خلايا الكبد، وهو يحدث بسبب العادات الغذائية السيئة والنشاط البدني الضعيف (أي الخمول) والسمنة.
  • الصفراء: وهو تلون الجلد والعيون باللون الأصفر، ويحدث نتيجة لارتفاع نسبة البيليروبين في الجسم بسبب ضعف وظائف الكبد.
  • السرطان الكبدي: وهو نمو غير طبيعي للخلايا الكبدية، ويمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  • قصور الكبد: وهو فقدان وظائف الكبد تدريجيًا، ويحدث نتيجة لأمراض مثل التهاب الكبد المزمن وتليف الكبد.

“تعرف على: التهاب الكبد الوبائي؛ وأشهر 10 أعراض للمرض”


أعراض أمراض الكبد Symptoms of liver disease

صورة بها شخص يعاني من الشعور بالإرهاق والتعب الذي هو من أعراض أمراض الكبد
الشعور بالإرهاق والتعب من أعراض أمراض الكبد

بعد التعرف على أسباب أمراض الكبد، نأتي إلى أعراض أمراض الكبد. يجب العلم أن أكثر الأمراض الكبدية لا يظهر لها أعراض على صاحبها، وخاصة مرض الكبد الدهني الغير مرتبط بالكحول NAFLD فهو نادرًا ما ينتج عنه عرض، ولكن هناك أعراض لمشاكل الكبد الأخرى يمكن أن تكون إشارة لصاحبها بأن يذهب للطبيب لفحصه، وهذه بعض تلك الأعراض:

  • اليرقان وهو عبارة عن اصفرار البشرة وبياض العينين وهو من أكثر الأعراض انتشارًا، ويحدث بسبب عدم قدرة الكبد على التخلص من البيليروبين (bilirubin).
  • التعب والإرهاق.
  • القيء أو الغثيان.
  • حدوث الكدمات بسهولة.
  • آلام في البطن وتورم في الناحية اليمنى.
  • تورم الذراعين أو الساقين.
  • تورم البطن وزيادة حجم الكبد.
  • الحكة الشديدة والجفاف الشديد للجلد.
تختلف أعراض أمراض الكبد باختلاف نوع المرض وشدته، ولكن ما سبق هو الأعراض الشائعة للكثير من الأمراض الكبدية.

مضاعفات أمراض الكبد

إن لم يتم اكتشاف مشاكل الكبد والتعامل معها وعلاجها بشكل سريع، فهذا يؤدي إلى حدوث مشاكل وخطر أكبر للكبد مثل الإصابة بسرطان الكبد، والتليف الكبدي الذي بمرور الوقت لن يكون لدي الكبد التالف ما يكفي من الأنسجة ليقوم الكبد بوظائفه.

عدم الإسراع في علاج بعض الأمراض يؤدي إلى الفشل الكبدي في نهاية الأمر، ولذلك يُنصح بعمل الاختبارات الشاملة والفحوصات اللازمة كل 6 أشهر لاكتشاف أي مرض في بداياته لكي يسهل علاجه، ولا يحدث أي مضاعفات.

تختلف مضاعفات أمراض الكبد باختلاف نوع المرض وشدته، ولكن من بين المضاعفات الشائعة للكثير من الأمراض الكبدية: تليف الكبد، قصور الكبد، سرطان الكبد، ارتفاع ضغط الوريد البابي، تكون الأسيتات (أي تراكم السوائل في تجويف البطن نتيجة تدهور وظائف الكبد).

كيفية تشخيص أمراض الكبد؟

تشخيص أي مرض بشكل صحيح ودقيق له الدور الرئيسي في تحديد العلاج المناسب للمرض، لذلك لابد أن نعرف كيفية تشخيص مشاكل الكبد، ويتم ذلك عن طريق عدة خطوات يتبعها الأطباء لمعرفة سبب ومدى تلف الكبد وهي:-

  1. التاريخ الصحي للمريض، والفحص البدني الشامل.
  2. إجراء مجموعة من اختبارات الدم مثل اختبارات وظائف الكبد لقياس أنزيمات الكبد واختبارات دم أخرى لاكتشاف أي مشكلات معينة بالكبد أو الأمراض الوراثية.
  3. إجراء الفحوصات التصويرية بالموجات فوق صوتية والفحوصات بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي، وذلك لاكتشاف أي تلف بالكبد والأورام.
  4. أخذ عينة من أنسجة الكبد وفحصها، وذلك عن طريق إدخال إبرة طويلة في الجلد وأخذ عينة وإرسالها للفحص.

“تعرف على: أضرار المشروبات الغازية على العظام


علاج أمراض الكبد

صورة بها طبيب يمسك بين يديه شكل كبد إنسان وذلك ضمن الحديث عن علاج أمراض الكبد
طرق علاج أمراض الكبد

يعتمد العلاج هنا لهذه الأمراض على تشخيص ومعرفة نوع مرض الكبد ومدى تقدمه، وهناك عدة علاجات يمكن استخدامها مثل تناول الأدوية واتباع نظام صحي للكبد، وفي النهاية قد يلجأ الطبيب إلى زراعة كبد، وفيما يلي سنذكر كل نوع:

  • الأدوية: في بعض حالات العدوى الفيروسية مثل التهاب الكبد والأمراض الوراثية مثل داء ويلسون، يستخدم الأطباء المتخصصين أدوية طبية لعلاج تلك الحالات.
  • اتباع النظام الصحي: يجب على مريض الكبد أن يغير في أسلوب حياته ونظامه الغذائي ليساعد نفسه على الشفاء إن شاء الله، فمن يعاني من مرض الكبد الدهني يجب عليه الامتناع عن الكحول والحد من الدهون وزيادة تناول الألياف والتقليل من السعرات الحرارية العالية.
  • زراعة الكبد: عدم الإسراع في علاج أمراض الكبد يؤدي تقدمها وتطورها إلى تلف الكبد بصورة تكاد تكون كاملة، لذلك لا يجد الأطباء حلًا إلا اللجوء إلى زراعة كبد جديد سليم جراحيًا.

“تعرف على: أفضل 10 أطعمة للكبد


الوقاية من أمراض الكبد

هناك بعض السلوكيات التي يجب اتباعها من أجل الحد من أمراض الكبد والوقاية منها، وذلك لأن الوقاية خير من العلاج، وهذا صحيح لأن إتباع نظام معين أسهل بكثير من المرض وعلاجه، ومن هذه السلوكيات ما يأتي:-

  1. الابتعاد عن الكحول، وهذا إن لم يكن للوقاية من الأمراض فليكن لأن الله سبحانه وتعالى قد حرمها، وذلك لما لها من أضرار بليغة وشديدة الخطورة عليك.
  2. تجنب تناول الطعام الغني بالدهون والسكريات.
  3. الابتعاد عن السلوكيات الخطيرة، فعندما تريدين ارتداء الحلي ويلزم هذا عمل ثقب في الأذن فدائما اختاري مكان ثقة معروف عنه النظافة.
  4. عدم استخدام إبر مشتركة لتجنب حدوث العدوى.
  5. إذا كنت مصابًا بفيروسات التهاب الكبد، أو أكثر عرضة للإصابة بها، فاطلب من طبيبك المختص إعطائك لقاحات التهاب الكبد A – B.
  6. اجتنب لمس دم الآخرين أو السوائل منهم، وذلك لأن العدوى قد تحدث نتيجة التصرف الخاطئ عند وخز الإبر.
  7. دائمًا تناول الأدوية الموصوفة أو الغير الموصوفة عن طريق الطبيب بجرعاتها المكتوبة وبحذر شديد، واستشير الصيدلي حول الجرعة المناسبة عند شراء الدواء.
  8. اهتم دائمًا بنظافة الطعام أثناء تحضيره، وعليك غسل يديك قبل تحضير الطعام وقبل تناوله.
  9. الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل الأسنان.
  10. إذا كنت بالخارج قم بشراء زجاجات المياه المعدنية.
  11. الحفاظ على وزن مثالي، فالسمنة قد تكون سبب من أسباب أمراض الكبد وخاصة الدهني الغير كحولي.
  12. ارتداء القفازات والملابس الطويلة لتجنب المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية السامة.
  13. البعد عن المخدرات.
  14. عدم استخدام والمسكنات والأدوية غير الضرورية.
  15. تجنب التعرض للمواد السامة والكيماوية الضارة.
  16. ممارسة الرياضة بانتظام.
  17. أخذ التطعيمات المضادة للفيروسات التي قد تؤثر على الكبد.

بهذا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال، وختامًا له لا يسعنا إلا أن نتعلم طرق الحفاظ على الصحة؛ لأن صحتك أعظم نعمة أنعمها الله عليك، ولا يشعر بها إلا فاقدها، فاحرص دائمًا عليها فإنك عنها مسئول، واتبع سلوكيات الوقاية التي وضحناها في الأعلى لتجنب أمراض الكبد “liver disease” التي تُعد من أكثر الأمراض خطورة وانتشارًا بين الناس.

 

تابع موقعنا

تعليقات (0)
إغلاق