هكذا يخبرك جسمك أنه في مرحلة ماقبل السكري | سأخبرك ماذا تفعل
This is how your body tells you it is pre-diabeti
تعرف على المستوى الطبيعي لسكر الدم، وأعراض يخبرك بها جسمك أنك في مرحلة ماقبل السكري، وتعرف على كيفية التخلص من مرحلة ما قبل السكري بطريقة صحيحة.

كيف يمكنك منع تطور مرحلة ماقبل السكري إلى مرض السكري؟ في الحقيقة، الأمر ليس معقدًا كما يبدو بمجرد أن تفهم الآلية التي تقف وراءه. قبل أن تصل إلى مرحلة ماقبل السكري، هناك حالة صحية مهمة جدًا عليك أن تعرفها، وهي مقاومة الإنسولين. مقاومة الإنسولين هي حالة يحاول فيها جسمك التصدي لكميات الإنسولين الزائدة، وذلك نتيجة الاستهلاك العالي للكربوهيدرات في النظام الغذائي.
قائمة المحتويات
المستوى الطبيعي لسكر الدم
لفهم هذه الآلية، علينا أولًا أن نعرف ما هو المستوى الطبيعي لسكر الدم. كمية السكر الموجودة في دمك للحفاظ على مستوى طبيعي من الجلوكوز ليست كبيرة إطلاقًا — إنها تعادل تقريبًا ملعقة صغيرة واحدة فقط موزعة على كامل الدم في جسمك! علمًا أن جسمك يحتوي على حوالي 6 إلى 8 لترات من الدم، إلا أن هذه الكمية الضئيلة من السكر كافية للحفاظ على معدل طبيعي يبلغ 80 ملغم/ديسيلتر.
لكن إليك المفارقة: الشخص العادي يستهلك يوميًا ما لا يقل عن 31 ملعقة صغيرة من السكر! فكيف تبقى مستويات السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي؟ الإجابة تكمن في مقاومة الإنسولين. هذه المقاومة تُعد بمثابة آلية دفاعية لحماية الجسم من سمّية الجلوكوز، والتي تُعرف طبيًا باسم التسمم بالجلوكوز (Glucotoxicity). فعندما تزيد كمية السكر بشكل كبير، يصبح من الضروري أن يقلل الجسم من استقباله للجلوكوز عبر تعطيل مستقبلات الإنسولين، لأن وظيفة الإنسولين الأساسية هي تنظيم دخول الجلوكوز إلى الخلايا.
مقاومة الإنسولين: ما الذي يحدث؟
عندما يعاني الشخص من مقاومة الإنسولين — وهو أمر شائع أكثر مما تتصور — فهذا يعني ببساطة أن نظامه الغذائي غني جدًا بالكربوهيدرات، وأن الجسم يحاول أن يحمي نفسه من سُمية السكر الزائد.
تخيّل الآن هذا المثال البسيط: لو كنت تحاول الحديث معي بينما أضع سدادات في أذني، ستضطر إلى رفع صوتك لأتمكن من سماعك. الأمر نفسه يحدث في مقاومة الإنسولين؛ مستقبلات الإنسولين تصبح كأنها تضع “سدادات”، ما يدفع البنكرياس إلى “الصراخ”، أي إفراز كميات كبيرة من الإنسولين ليصل تأثيره إلى الخلايا.
وهكذا، نصل إلى مفارقة مهمة: يوجد في الدم كميات كبيرة من الإنسولين، لكنها لا تستطيع الدخول إلى الخلايا. بمعنى آخر، هناك نقص في الإنسولين داخل الخلايا، وفائض من الإنسولين خارجها، في مجرى الدم. لكن هذه الحالة لا يتم الكشف عنها في التحاليل التقليدية، لأن الأطباء عادة لا يطلبون فحص الإنسولين، بل يكتفون بقياس سكر الدم.
وبما أن مقاومة الأنسولين تساعد مؤقتًا على إبقاء مستويات السكر طبيعية، فقد لا تُلاحظ أي مؤشرات خطيرة في البداية. لكن، مع مرور الوقت، تتراجع فعالية هذه الآلية، ويبدأ الجسم في دخول مرحلة ماقبل السكري — وهي المرحلة التي يحاول فيها الجسم جاهدًا سحب السكر من الدم باستخدام كميات متزايدة من الإنسولين.
في حالة مقاومة الإنسولين، يكون البنكرياس في حالة عمل دائم ومكثّف. فأنت تأكل الكثير من الكربوهيدرات، وتعاني من مقاومة الإنسولين، ورغم ذلك تبقى مستويات السكر في الدم طبيعية — وقد يستمر هذا الوضع لمدة 10 إلى 15 عامًا!
لكن لا تنخدع بالمظهر الخارجي؛ لأنك رغم الأرقام “الطبيعية”، ستبدأ بالشعور بأعراض جسدية مختلفة، حتى وإن لم تُشخّص بعد بمرحلة ماقبل السكري أو السكري. ثم، وفي لحظة ما، يقول البنكرياس “لقد تعبت”.
خلايا “بيتا” المسؤولة عن إنتاج الإنسولين تبدأ بفقدان قدرتها تدريجيًا على العمل بكفاءة، وبالتالي ينخفض إنتاج الإنسولين. وهنا تبدأ مستويات السكر في الدم بالارتفاع، لأن الجسم لم يعد يمتلك ما يكفي من الإنسولين لسحب السكر من مجرى الدم إلى داخل الخلايا. النتيجة؟ ارتفاع تدريجي في سكر الدم.
عندما تبدأ نتائج فحص سكر الصيام تُظهر أرقامًا بين 100 إلى 125 ملغم/ديسيلتر، ويرتفع معدل HbA1c إلى ما بين 5.7% و6.4%، فأنت الآن رسميًا في مرحلة ماقبل السكري. وما لم تُغيّر نمطك الغذائي سريعًا، فانتقالك إلى مرحلة السكري من النوع الثاني سيكون مسألة وقت فقط، وهذا يعني ضررًا أكبر على البنكرياس، مما يزيد المشكلة تعقيدًا.
عندما يصل الجسم إلى هذه المرحلة، يصبح الإنسولين قليلًا جدًا، ولا يوجد ما ينظم السكر في الدم، فيستمر السكر بالارتفاع أكثر فأكثر، حتى تصل إلى عتبة التشخيص:
- سكر صائم أكثر من 126 ملغم/ديسيلتر.
- أو A1C أكثر من 6.5%.
لكن المفارقة هنا أن الشخص ما زال يُعاني من مقاومة الإنسولين، إلى جانب ارتفاع السكر في الدم — أي أن هناك نقصًا داخل الخلايا، وفائضًا سامًا في مجرى الدم، وهذا الفائض يتصرف تمامًا كـ”الصدأ”، ويبدأ بتخريب الأعضاء ببطء.
“قد يهمك: أفضل أنواع السمك لمرضى السكر“
أعراض يخبرك بها جسمك أنك في مرحلة ماقبل السكري
- الاستيقاظ المتكرر ليلًا للتبول.
- تشوش في التفكير (ضباب الدماغ).
- التعب بعد تناول الطعام.
- شهية زائدة والحاجة لتناول الطعام باستمرار.
- الرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات.
- تنميل أو وخز في اليدين أو القدمين.
- ضعف البصر.
- مشاكل في الكلى (كثرة التبول).
- تراكم الدهون في منطقة البطن.
- الكبد الدهني، وهو مؤشر خطير يمكن ملاحظته من خلال تضخم البطن بحيث لا ترى قدميك عند النظر إلى الأسفل.
إن دهون البطن والكبد الدهني هما علامتان واضحتان على أن جسمك يمر في مرحلة ماقبل السكري.
في هذه المرحلة، سيُشخّص الطبيب حالتك ويبدأ بإعطائك أدوية “للسيطرة” على سكر الدم. لكن السؤال: هل يتم النظر في كمية السكريات والكربوهيدرات التي تتناولها؟ ربما تُحال إلى أخصائي تغذية، يخبرك فقط بالتقليل من السكريات المصنعة، دون تقليل الكربوهيدرات بشكل عام — وهي المشكلة الحقيقية! بدلًا من معالجة الجذر، نبدأ بتناول أدوية تزيد من حساسية الجسم للإنسولين، ثم نقلق لاحقًا من انخفاض السكر نتيجة الأدوية، فنُعطى حبوب جلوكوز أو حلوى للحفاظ على السكر مرتفعًا! أمر غير منطقي إطلاقًا.
“قد يهمك: علاج مريضة مصابة بالسكري من النوع الأول وظيفيًا باستخدام حقن الخلايا الجذعية”
التخلص من مرحلة ما قبل السكري
لماذا لا نبدأ من الأساس بحل بسيط وواضح؟ قلّل الكربوهيدرات! الخطوة الأولى للسيطرة على مرحلة ماقبل السكري هي: استبدال الكربوهيدرات بالدهون الصحية والبروتينات. أول خطوة عملية وفعالة لتقليل الضغط على البنكرياس هي التوقف عن تناول الكربوهيدرات. خلايا بيتا المسؤولة عن إفراز الإنسولين تتنشط أساسًا عند تناول الكربوهيدرات. فإذا توقفت عن تناولها، فإنك تمنح البنكرياس فرصة للراحة والتعافي.
أيضًا، من المهم ألا تأكل باستمرار طوال اليوم. جرب الصيام المتقطع — حتى لو ليومين أو ثلاثة فقط — وستلاحظ فرقًا سريعًا. شهيتك ستنخفض، وستبدأ بالشعور بالنشاط والتحسن منذ البداية. ستقل مستويات السكر في الدم، وبالتالي قد تنخفض حاجتك إلى الأدوية، لكن تأكد من مراجعة طبيبك قبل إجراء أي تعديل على الجرعة.
فكر في الأمر بهذه الطريقة: كلما قلّ اعتمادك على الأدوية وطبّقت أسلوب حياة صحي، زادت فرصك في العيش حياة أطول بصحة أفضل. ولكن هل الأدوية “تعالج” فعلاً ارتفاع السكر؟ أم فقط تُخفيه؟ في الحقيقة، هذه الأدوية لا تُزيل السكر من الجسم، بل تنقله من مجرى الدم إلى أنسجة أخرى مثل الكبد أو الأنسجة الدهنية. أي أنها لا تعالج السبب الجذري، بل تُدير الأعراض فقط.
“قد يهمك: هل خل التفاح يرفع سكر الدم.. مع أضرار تناول خل التفاح على الريق”
ما الذي يمكنك فعله أيضًا لحماية نفسك من مضاعفات السكر؟
- تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة، وخاصة الخضروات قليلة النشويات، فهي تحمي الخلايا من الأضرار الناتجة عن ارتفاع السكر.
- حتى إن كنت لا تزال مصابًا بالسكري أو ماقبل السكري، فإن تحسين نظامك الغذائي يمكن أن يقلل من المضاعفات.
نقطة مهمة جدًا: الجسم يُفقد الكثير من المغذيات عند وجود مقاومة الإنسولين أو ارتفاع السكر، منها:
- فيتامين B1.
- الكروميوم.
- البوتاسيوم (Potassium).
- المغنيسيوم.
- فيتامين D.
- فيتامين C.
- الزنك.
كل هذه العناصر أساسية لدعم الجسم في مواجهة مقاومة الإنسولين، ومع الأسف تُفقد عن طريق البول عند ارتفاع السكر. لذلك، من الضروري جدًا أن تقوم بتعويضها من خلال:
- المكملات الغذائية تحتوي على معادن وأملاح إلكتروليت.
- فيتامينات B، C، D.
- احصل على فيتامين C من مصادر طبيعية مثل: الليمون، الفلفل الحلو، الملفوف المخمر (المعروف بـ”ساوركراوت”).
- احصل على فيتامين D من الشمس أو المكملات.
كل هذه الخطوات ستساعدك في استعادة التوازن، ومنع تطور حالة ماقبل السكري إلى سكري حقيقي.
وآخر نقطة أساسية لا يجب تجاهلها: ممارسة الرياضة الرياضة تحرق السكر الزائد، وتساعد في حماية الميتوكوندريا (مصانع الطاقة في الخلايا) من التلف. مارس الرياضة بانتظام، وستلاحظ تحسنًا كبيرًا في مستويات السكر لديك.