ما هو تعادل القوة الشرائية (PPP) وكيف يتم حسابه

تعادل القوة الشرائية (PPP) هو مقياس شائع في التحليل الاقتصادي الكلي يُستخدم لمقارنة الإنتاجية الاقتصادية ومستويات المعيشة بين الدول. يعتمد تعادل القوة الشرائية (Purchasing Power Parity) على نظرية اقتصادية تقارن بين عملات الدول المختلفة من خلال منهج “سلة السلع”. يعني ذلك أن PPP هو سعر الصرف الذي يتم عنده تحويل عملة دولة إلى أخرى لشراء نفس الكميات من مجموعة كبيرة من المنتجات. وفقًا لهذا المفهوم، تكون العملتان في حالة توازن أو على قدم المساواة عندما يكون سعر سلة السلع نفسها هو نفسه في كلا البلدين، مع مراعاة أسعار الصرف. في السطور التالية سوف نتعرف على ما هو تعادل القوة الشرائية (PPP)، مع التعرف على مستخدميه، وكيف يتم حسابه؟

النقاط الرئيسية:

• تعادل القوة الشرائية (PPP) هو مقياس شائع يستخدمه محللو الاقتصاد الكلي لمقارنة عملات الدول المختلفة من خلال منهج “سلة السلع”.
• يسمح PPP للاقتصاديين بمقارنة الإنتاجية الاقتصادية ومستويات المعيشة بين الدول.
• تقوم بعض الدول بتعديل أرقام الناتج المحلي الإجمالي (GDP) لتعكس تعادل القوة الشرائية.
• هناك من يرى أن PPP لا يعكس الواقع بسبب الاختلافات في التكاليف المحلية والضرائب والجمارك والمنافسة.

حساب تعادل القوة الشرائية

يتم حساب النسخة النسبية من تعادل القوة الشرائية باستخدام الصيغة التالية:

S=p1 / ​P2

حيث:
S = سعر صرف العملة 1 مقابل العملة 2
P1 = تكلفة السلعة X بالعملة 1
P2 = تكلفة السلعة X بالعملة 2

كيف يُستخدم تعادل القوة الشرائية؟

لإجراء مقارنة ذات مغزى للأسعار بين الدول، يجب أخذ مجموعة واسعة من السلع والخدمات في الاعتبار. مع ذلك، يصعب تحقيق مقارنة فردية بسبب كمية البيانات الكبيرة التي يجب جمعها وتعقيد المقارنات التي يجب إجراؤها. للمساعدة في هذه المقارنة، تعاونت جامعة بنسلفانيا والأمم المتحدة في عام 1968 لإنشاء برنامج المقارنات الدولية (ICP).

مستخدمي تعادل القوة الشرائية: Users of PPP

يعتمد تعادل القوة الشرائية الناتج عن برنامج المقارنات الدولية على مسح عالمي للأسعار يقارن أسعار مئات السلع والخدمات المختلفة. بالتالي، يساعد البرنامج خبراء الاقتصاد الكلي الدوليين في تقدير الإنتاجية والنمو العالمي.

كل بضع سنوات، يصدر البنك الدولي (the World Bank) تقريرًا يقارن الإنتاجية والنمو في مختلف الدول من حيث تعادل القوة الشرائية والدولار الأمريكي. كما يستخدم كلًا من صندوق النقد الدولي (IMF) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أوزانًا تعتمد على معايير PPP لتقديم توقعات وتوصيات للسياسات الاقتصادية. هنا يجب العلم أن توصياتهم يمكن أن يكون لها تأثير فوري على الأسواق المالية على المدى القصير.

يستخدم بعض متداولي الفوركس (forex traders) تعادل القوة الشرائية لتحديد العملات التي قد تكون مبالغًا في تقديرها أو منخفضة القيمة. كما قد يستخدم المستثمرون الذين يحتفظون بأسهم أو سندات في شركات أجنبية أرقام PPP للتنبؤ بتأثير تقلبات أسعار الصرف على اقتصاد دولة ما، وبالتالي على استثماراتهم.

حقيقة سريعة: يتم استخدام سعر صرف PPP لتحويل العملة المحلية للدولة المستهدفة إلى عملة مشتركة قابلة للتطبيق على جميع الدول. في العادة تكون هذه العملة المشتركة هي الدولار الأمريكي أو ما يُسمى بالدولار الدولي، وهي عملة مصممة لتكون بمثابة مرجع.

“تعرف على: البنك الاستثماري“

ربط تعادل القوة الشرائية بالناتج المحلي الإجمالي

في الاقتصاد الكلي الحديث، يشير الناتج المحلي الإجمالي (GDP) إلى القيمة النقدية الإجمالية للسلع والخدمات المنتجة داخل دولة واحدة. يتم حساب الناتج المحلي الإجمالي الاسمي بالقيمة النقدية الحالية المطلقة. أما الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي فيتم تعديله لاحتساب التضخم. بعض الحسابات تذهب إلى أبعد من ذلك، حيث يتم تعديل الناتج المحلي الإجمالي بناءً على قيمة تعادل القوة الشرائية (PPP)، وهذا التعديل يهدف إلى تحويل الناتج المحلي الإجمالي الاسمي إلى رقم يمكن مقارنته بسهولة بين دول ذات عملات مختلفة.

• مثال على ذلك:

لفهم كيفية عمل الناتج المحلي الإجمالي (gross domestic product) مع تعادل القوة الشرائية، افترض أن شراء قميص في الولايات المتحدة الأمريكية يكلف 10 دولارات، بينما يكلف قميص مماثل في ألمانيا 8 يورو. لإجراء مقارنة عادلة، يجب أولًا تحويل 8 يورو إلى دولارات أمريكية. إذا كان سعر الصرف يجعل القميص في ألمانيا يكلف 15 دولارًا، فإن تعادل القوة الشرائية سيكون 15/10، أي 1.5. بمعنى آخر، مقابل كل دولار يُنفق على القميص في الولايات المتحدة، يلزم 1.50 دولارًا للحصول على نفس القميص في ألمانيا عند شرائه باليورو.

“اطلع على: بناء نموذج لتداول الفوركس (Forex Trading Model)”

عيوب تعادل القوة الشرائية: Drawbacks of Purchasing Power Parity

منذ عام 1986، قامت مجلة الإيكونوميست بتتبع سعر همبرجر بيج ماك الذي تنتجه شركة ماكدونالدز (MCD) في العديد من البلدان. تنتج هذه الدراسة ما يُعرف بـ”مؤشر بيج ماك Big Mac Index”. في ورقة بارزة من عام 2003 حول مؤشر “بيج ماك” و PPP بعنوان “بورجرنوميكس” (Burgernomics)، ذكر المؤلفان مايكل ر. باكو (Michael R. Pakko) وباتريشيا إس. بولارد (Patricia S. Pollard) العوامل التالية لتفسير سبب عدم انعكاس نظرية تعادل القوة الشرائية على الواقع بشكل جيد:

1. تكاليف النقل: السلع التي لا تتوفر محليًا يجب استيرادها، وهذا يؤدي إلى تكاليف نقل، تشمل الوقود والرسوم الجمركية. بالتالي، تُباع السلع المستوردة بسعر أعلى من السلع المحلية المماثلة.
2. اختلافات الضرائب:الضرائب الحكومية على المبيعات مثل ضريبة القيمة المضافة (VAT) يمكن أن ترفع الأسعار في دولة ما مقارنةً بدولة أخرى.
3. تدخل الحكومة: التعريفات الجمركية قد تزيد من سعر السلع المستوردة بشكل كبير، بينما تكون نفس السلع في دول أخرى أرخص نسبيًا.
4. الخدمات غير المتداولة يشمل سعر “بيج ماك” تكاليف مكونات غير متداولة، مثل التأمين وتكاليف المرافق وتكاليف العمالة، وبالتالي من غير المرجح أن تكون هذه التكاليف متساوية دوليًا.
5. المنافسة في السوق: قد يتم تسعير السلع عمدًا بسعر أعلى في دولة معينة. في بعض الحالات، تكون الأسعار المرتفعة ناتجة عن أن شركة معينة قد تمتلك ميزة تنافسية على البائعين الآخرين. قد تكون الشركة في حالة احتكار أو جزءًا من كارتل يسيطر على الأسعار، وهذا يحافظ على أسعارها مرتفعة بشكل اصطناعي.

“تعرف على: Huawei Develops AI Cloud Data Centers in Egypt“

في ختام هذه المقالة، يمكن القول أنه على الرغم من أنه ليس أداة قياس مثالية، إلا أن تعادل القوة الشرائية يسمح بإمكانية إجراء مقارنات للأسعار بين دول ذات عملات مختلفة، ويستخدمه العديد من الاقتصاديين والمنظمات الدولية ومتداولي العملات والمستثمرين لتحليل الإنتاجية الاقتصادية وقيمة الاستثمارات.