قراءة لغة الجسد في السياق؛ مع 3 نصائح فورية للحصول على ثقة بالنفس

قراءة لغة الجسد (reading body language)؛ تعتبر لغة الجسد إشارة خارجية للحالة العاطفية الداخلية للشخص، وتشمل هذه الإشارات الحركات العامة للجسم، وقراءة تعبيرات الوجه، والمواقف والإيماءات، والتنفس والنبرة الصوتية، وغيرها من العوامل التي تعبر عن الشخصية والمزاج والموقف الحالي للفرد.

لغة الجسد هي القصة التي تخبرها أجسادنا عن طريقة تفكيرنا وشعورنا، ويتطلب فهم لغة الجسد نظرة عامة على الأنواع المختلفة للتواصل غير اللفظي وما يمكن أن تعنيه.

كيف تفهم وتقرأ لغة الجسد؟

لتصبح خبيرًا في لغة الجسد ولتتعلم كيفية قراءة لغة جسد من أمامك، يجب عليك القيام بالعديد من الأشياء:

• أولاً، يجب عليك القراءة والبحث عن الموضوع. ابحث عن كتاب يدور ويبحث هذا الموضوع، هناك العديد من الكتب pdf والمقالات والدورات التدريبية التي يمكنك الاستفادة منها. الكتاب سوف يفيدك بلا شك في هذا الأمر، ومن ذلك فن قراءة لغة الجسد محمد حسن غانم pdf، ويمكن تحميل أي كتاب في هذا المجال بسهولة من الإنترنت.
• ثانيًا، يجب عليك ممارسة لغة الجسد وتحليلها. كما يمكنك البدء بملاحظة لغة الجسد للأشخاص المحيطين بك ومحاولة فهم ما يحاولون التعبير عنه.
• ثالثًا، يجب عليك الاستمرار في التدريب والتعلم والتطوير من خلال العمل مع المدربين والخبراء في هذا المجال، وعليك معرفة الجديد بالمجال.
• رابعا، يجب عليك الاستمتاع بتعلم فن لغة الجسد والتمتع بالتحليل والتفاعل مع الآخرين.

“اقرأ كذلك: الضغط النفسي“

تحسين مهارات الاتصال غير اللفظي

تستغرق قراءة لغة الجسد وفهمها بعض الوقت، وهي مهمة في جميع جوانب الحياة، فيما يلي بعض النصائح التي يجب وضعها في الاعتبار أثناء العمل على تحسين مهارات الاتصال غير اللفظي وهي:

• راقب نفسك:

يقترح بليك إيستمان، مبتكر The Nonverbal Group والأستاذ المساعد السابق لعلم النفس في نيويورك، أن تسجيل أنفسنا للتواصل إما في شكل عرض تقديمي أو مع صديق موثوق به هو أحد أفضل الأدوات لتنمية وعينا بلغة الجسد. وفقًا لإيستمان، يتيح لنا تحليل الفيديو إبطاء ودراسة كيفية الاتصال غير اللفظي عن كثب.

• راقب التعبيرات الدقيقة:

لكي تصبح مراقبًا مدركًا للتواصل غير اللفظي، يجب أن تنتبه جيدًا إلى إيماءات والحركات الدقيقة للشخص، مثل إمالة الرأس، أو لفات العين (العيون)، أو التحولات الصغيرة في الفم، ويمكن أن تساعدك مشاهدة حركات خفية على الوجه أو جسد شخص ما على ضبط ما يعبر عنه عن قصد أو بغير قصد.

• ضع تفسير لغة الجسد في السياق:

يتم تفسير لغة الجسم بشكل مختلف عبر الثقافات والبيئات المختلفة. يمكن أن تكون القبلة على الخد لفتة رومانسية في أمريكا، ولكنها مجرد تحية أفلاطونية في أجزاء من أوروبا. قد يشير الاتصال المستمر بالعين إلى الاهتمام المهذب في العمل ولكن قد يبدو وقحًا في حديقة عامة.

• اترك مساحة للمجهول هام عند قراءة لغة الجسد:

بالإضافة لما سبق، عندما نفسر الاتصال غير اللفظي للآخرين، يجب أن نتغاضى عن تأثير الأيام السيئة والأمراض والمشتتات والتي قد تؤثر بشكل أو بآخر على لغة جسد الشخص في أي تفاعل معين.

“قد يهمك: مرض الاكتئاب“

“تعرف على: تأثير السوشيال ميديا على حياتنا“

ما هي أهمية قراءة لغة الجسد؟

تساعدنا لغة الجسد في فهم وفك تشفير ما يقوله الشخص. كما أنها تساعدنا على تفسير مزاج الآخرين وعواطفهم. علاوة على ذلك، فهي تعزز فهمنا الواعي لردود فعل الناس على ما نقوله وكيف نقوله. كما تعتبر الرسائل غير اللفظية مهمة جدًا للنجاح في الحياة لدرجة أن القادة في العديد من المجالات يوظفون خبراء لغة الجسد الشخصية لمساعدتهم على التواصل بشكل أفضل بدون كلمات، فعندما يتعلق الأمر بالفهم الحقيقي لكيفية تواصل الناس بطريقة غير لفظية، فمن المفيد تعلم خصوصيات وعموميات لغة الجسد.

من الشائع أن يدقق المعلقون الإعلامين في المواقف والإيماءات وتعبيرات الوجه للشخصيات العامة بحثًا عن رؤى ثاقبة في المواقف والمعتقدات والعوالم الداخلية. في أوائل السبعينيات، وجد ألبرت مهرابيان، المهندس الذي تحول إلى باحث في مجال الاتصال غير اللفظي، ما يُعرف أحيانًا بقاعدة 7-38-55.
هذا يعني أنه من بين جميع الرسائل، فإن 7٪ فقط هي رسائل لفظية (كلمات فقط)، و 38٪ صوتي (نبرة صوت، ونغمة، وأصوات أخرى)، و 55٪ من خلال أشكال اتصالات غير لفظية (بدون كلمات). بالنسبة للشخص العادي الذي يتنقل طوال اليوم، يجد أن إدراكه للغة الجسد يأتي بشكل تلقائي.

تعمل العديد من المؤسسات على تدريب وتثقيف المديرين على قراءة لغة الجسد، من خلال عمل الدورات والبرامج الخاصة بهذا المجال؛ حيث أن اكتشاف التفاصيل الخاصة بفكر العملاء والموظفين وفهم المشاعر الخاصة بهم أمر هام في مجال إدارة الشركات.

“اطلع على: عادات يومية لتطوير الذات“

“قد يهمك: الوردة الشامية“

هل يمكن أن تخدعنا لغة الجسد؟

بعد التعرف على أهمية لغة الجسد، نأتي إلى سؤال: هل يمكن أن تخدعنا لغة الجسد؟ والجواب نعم، يمكن أن تخدعنا لغة الجسد في بعض الأحيان؛ فالبعض يتعمد استخدام لغة الجسد للتضليل أو الخداع، فقد يتم تمثيل مشاعر غير حقيقية أو إخفاء مشاعر حقيقية. لكن على المدى الطويل، يمكن للمرء الكشف عن الاختلافات بين لغة الجسد والكلام، والتي يمكن أن تشير إلى عدم صدق الشخص أو عدم تمثيله للمشاعر الحقيقية. لذلك، يجب دائمًا مراعاة العوامل الأخرى مثل السياق والتاريخ الشخصي والعلاقة بين الأشخاص عند تحليل لغة الجسد.

“اقرأ عن: أفضل أنواع الصدقات للميت“

6 نصائح بسيطة لإتقان لغة الجسد

إذا كنت ترغب في إتقان فن لغة الجسد، فإليك ست نصائح لتبدأ بها:

انتبه إلى لغة جسدك

تتمثل الخطوة الأولى لإتقان لغة الجسد في إدراك إشاراتك غير اللفظية. ما هي الرسائل التي تنقلها من خلال وضعيتك وتعبيرات وجهك وإيماءاتك وحركات اليدين؟ إذا لم تكن متأكدًا، فاطلب من صديق أو أحد أفراد العائلة أن يقدم ملاحظاتهم الصادقة.

استخدم التواصل البصري

يُعد الاتصال البصري جزءًا مهمًا من لغة الجسد، حيث يمكن أن ينقل الثقة والاهتمام والمشاركة. عندما تتحدث إلى شخص ما، تأكد من الحفاظ على التواصل البصري، وعندما تستمع، لا تدع عينيك (Eye) تتجول.

لإتقان لغة الجسد عليك بالابتسامة

يمكن أن تحدث الابتسامة الحقيقية فرقًا كبيرًا في الطريقة التي تتعامل بها مع الآخرين. يمكن أن تجعلك تبدو أكثر صداقة وودودة ومحبوبة. لذا في المرة القادمة التي تشعر فيها بالتوتر أو الإحباط، حاول أن تبتسم فقد يساعدك على تغيير الأمور.

استخدم لغة جسد منفتحة

لغة الجسد المفتوحة مثل الذراعين والساقين غير المتشابكتين، والوقوف المواجه للأمام ينقل الثقة والانفتاح. من ناحية أخرى، يمكن أن تجعلك لغة الجسد المغلقة مثل الذراعين والساقين المتقاطعتين، والانحناء على الوضعية تبدو دفاعيًا أو غير مقبول. إذا كنت تريد أن تبدو واثقًا ومنفتحًا، فتأكد من استخدام لغة جسد منفتحة.

لإتقان لغة الجسد كن على علم بمساحتك الشخصية

المساحة الشخصية هي فقاعة المساحة حول أجسادنا التي نشعر بالراحة عند دخول الآخرين إليها. يختلف الأمر من شخص لآخر، لكن لدينا جميعًا مساحة شخصية لا نحب أن يغزوها أحد. عندما تتحدث إلى شخص ما، كن على دراية بمساحته الشخصية واحترمها، ولا تقف قريبًا جدًا أو تغزو فقاعته.

انتبه للاختلافات الثقافية

يمكن أن تختلف إشارات لغة الجسد تبعًا للثقافة. ما يعتبر مهذبًا ومحترمًا في ثقافة ما قد يُنظر إليه على أنه غير مهذب أو غير محترم في ثقافة أخرى. لذلك إذا كنت تتفاعل مع شخص من ثقافة مختلفة، فمن المهم أن تكون على دراية بهذه الاختلافات وأن تعدل لغة جسدك والإيحاءات وفقًا لذلك، وهذا أمر هام عند إتقان لغة الجسد.

“قد يهمك: فوائد البطيخ الأحمر“

طرق للحصول على ثقة بالنفس من خلال الاتصال البصري

لا عجب أن الكثير منا يعاني من الشك الذاتي ومشاعر النقص. لكن لحسن الحظ، هناك بعض الأشياء البسيطة التي يمكنك القيام بها لتعزيز ثقتك بنفسك. واحدة من أكثر الطرق فعالية هي التواصل البصري. عندما تقوم بالاتصال بالعين مع شخص ما، فهذا يدل على أنك واثق من نفسك وآمن. يُظهر أيضًا أنك مهتم بالشخص الآخر وأنك على استعداد للتعامل معه.

قد يكون إجراء التواصل البصري أمرًا مخيفًا في البداية، ولكن هناك بعض النصائح البسيطة التي يمكنك اتباعها لتسهيل الأمر:

• ابدأ صغيرًا لاكتساب الثقة بالنفس:

إذا كنت تشعر بالتوتر، فابدأ بالاتصال بالعين مع الأشخاص الذين تشعر بالراحة حولهم، مثل الأصدقاء أو أفراد العائلة. بمجرد أن تتدرب على هذا، يمكنك البدء في الاتصال بالعين مع الغرباء، وبالتالي اكتساب الثقة بالنفس.

• لا تحدق:

عند الاتصال بالعين (التواصل البصري)، أمسك بنظره لبضع ثوان، ثم انظر بعيدًا. إذا قمت بالتحديق، يمكن أن تبدو مخيفة أو عدوانية.

• ابتسم عند التواصل البصري:

الابتسام طريقة رائعة لإظهار أنك ودود. سيساعد ذلك أيضًا على إراحة الشخص الآخر، والابتسام بشكل عام ضمن طرق سريعة وفعالة للحصول على ثقة بالنفس فورية من خلال الاتصال البصري.

في نهاية المقال نكون قد أوجزنا في الحديث عن لغة الجسد، فهي علم واسع يستحق التجربة والاطّلاع، فقد أعطينا لك نبذة مختصرة عن بعض المواضيع الهامة فيما يتعلق بأهمية لغة الجسد، وكيفية قراءة لغة الجسد “reading body language” واستخدامها والتدرب عليها، وإظهار الثقة بالنفس من خلال 6 نصائح سريعة ومفيدة، كما تطرقنا إلى أهمية الاتصال البصري كجزء مهم جدًا من لغة الجسد، وكيف يمكن إتقانه من خلال 3 نصائح فورية سريعة، فالتواصل البصري طريقة سهلة وفعالة لزيادة ثقتك بنفسك. جربه في المرة القادمة التي تكون فيها في موقف اجتماعي وانظر كيف تشعر.