ماذا سيحدث إذا توقفت عن تناول الخبز لمدة 30 يومًا؟
What would happen if you stopped eating bread for 30 days
اكتشف التأثيرات المدهشة للغلوتين على صحتك، من اضطرابات الهضم إلى مشكلات الغدة الدرقية والمخ! اقرأ الآن لتعرف لماذا قد يكون الابتعاد عن الخبز خطوة صحية مهمة

هل سألت نفسك يومًا ماذا سيحدث إذا توقفت عن تناول الخبز لمدة 30 يومًا؟ في هذه المقالة سوف نجيب على هذا السؤال. هناك بعض المعلومات في هذه المقالة التي ربما لم تسمع بها من قبل، وهي مثيرة للاهتمام حقًا، لذا فقط تابع القراءة.
قائمة المحتويات
خطورة الغلوتين في الخبز
هناك الكثير من الأمور السلبية التي يمكن أن يسببها الخبز لجسمك. أولاً، يؤثر على مستويات السكر في الدم. ولن أتحدث الآن عن أن معظم أنواع الخبز تحتوي على مادة الغليفوسات، وهي مادة تُستخدم كمبيد أعشاب ويمكن أن تُسبب العديد من المشكلات. ما أود التحدث عنه اليوم هو جانب الغلوتين في الخبز.
الغلوتين هو مصطلح عام لمجموعة من البروتينات المختلفة، وليس بروتينًا واحدًا فقط، وهو البروتين الموجود في بعض الحبوب، وبشكل خاص في القمح، والغلوتين هو في الأساس البروتين الوحيد الذي لا يستطيع جسم الإنسان هضمه بالكامل، ويرتبط الغلوتين بحالة تُعرف باسم مرض السيلياك، وهو تلف يصيب الأمعاء الدقيقة. يتسبب هذا التلف في ظهور أعراض كلاسيكية معروفة، وأبرز ثلاث منها هي: انتفاخ البطن، وألم البطن، والإسهال.
لكن الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل الغلوتين، وكذلك الأشخاص الذين لديهم أجسام مضادة تُشير بوضوح إلى إصابتهم بمرض السيلياك، لا تظهر عليهم هذه الأعراض الكلاسيكية في أغلب الأحيان، بل في الغالبية العظمى من الحالات، وهو أمر غريب جدًا. لذلك، يقول بعض الناس: “ربما أستطيع الاستمرار في تناول الخبز لأنني لا أشعر بأي أعراض”.
والحقيقة أن السبب الذي جعلني أقرر الحديث عن هذا الموضوع الآن هو أنني أجريت مؤخرًا العديد من اختبارات الحمض النووي لأشخاص مختلفين، ووجدت أن عددًا كبيرًا منهم، بل الأغلبية الساحقة، لديهم مشكلة وراثية في عدم تحمل الغلوتين. بمعنى أن جيناتهم تُظهر أنهم أكثر عرضة بكثير للإصابة بمرض السيلياك. مع ذلك، فإن معظم هؤلاء الأشخاص، عندما أتحدث معهم، لا يعانون من أعراض في الجهاز الهضمي إطلاقًا. لا يعانون من الانتفاخ، ولا من آلام البطن، ولا من الإسهال.
عدم ظهور أعراض مرض السيلياك
مؤخرًا، بعد أن قمت بتعمق كبير في هذا الموضوع، اكتشفت سبب عدم ظهور هذه الأعراض، والسبب هو بروتين معين ضمن مركب الغلوتين يُعرف باسم “غليادينينس” (gliadinance). هذا البروتين يُحفّز مستقبلات الأفيون في الجسم. بمعنى آخر، يمكن للغلوتين أن يمنحك تأثيرًا شبيهًا بتأثير المورفين داخل أمعائك وأماكن أخرى من الجسم، مما يخفي الكثير من أعراض الجهاز الهضمي.
أي أنك عندما تأكل الخبز، لا تشعر بأي سوء، مما يدفعك إلى الاستمرار في تناوله بانتظام معتقدًا أنك بخير تمامًا ويمكنك تحمله، بينما في الحقيقة هناك ضرر يحدث بالفعل، لكنك لا تشعر به، لأن الغلوتين يخدر مشكلات الجهاز الهضمي.
عادةً ما يُبطئ الغلوتين وقت عبور الطعام عبر الأمعاء، مما يؤدي إلى الإمساك. لكن عندما يتناول الناس المورفين، فإنه يزيد من وقت العبور، ما قد يؤدي إلى الإسهال إذا تم تناوله بكثرة. لكن مع الغلوتين، فإن تأثيره في إبطاء الهضم مع تأثيره الشبيه بالمورفين الذي يُسرّع عملية العبور قد يؤدي إلى نوع من التوازن الظاهري، حيث تبدو عملية الإخراج طبيعية.
الغلوتين قاتل صامت، وهناك العديد من الأعراض الأخرى التي يمكن أن يُسببها الغلوتين، والتي لا ترتبط بجهازك الهضمي على الإطلاق، فهو يمكن أن يؤثر على مستويات السكر في الدم، وقد يسبب نقص السكر في الدم، بل وقد يُحفّز الإصابة بمرض السكري.
“قد يهمك: حساسية الغلوتين“
يمكن للغلوتين أن يُحفّز الإصابة بمرض هاشيموتو، وهو أحد أنواع قصور الغدة الدرقية، بالإضافة إلى الصدفية، والتهاب الجلد. كما يمكنه أن يسبب الاكتئاب والقلق، بل وقد يُحفّز ظهور التوحد واضطراب نقص الانتباه، وحتى تغيّرات في الدماغ. لكن بعض هذه الأعراض الدماغية يمكن أن تُخدّر بتأثير الغلوتين الشبيه بالمورفين على مستقبلات الأفيون. مع ذلك، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض فعلي في حجم المادة الرمادية والمخيخ في الدماغ.
ماذا سيحدث إذا توقفت عن تناول الخبز لمدة 30 يومًا
هناك أيضًا زيادة في هرمون البرولاكتين، وهو ما يمكن أن يؤثر على الدورة الشهرية، مثل غزارة الدورة أو عدم انتظامها، أو حتى ضعف الانتصاب في حال كنت رجلًا. وكما ترى، فإن عدم ظهور أعراض في الجهاز الهضمي عند تناول الغلوتين لا يعني إطلاقًا أنه لا يؤثر عليك بطرق أخرى كثيرة. لهذا السبب أعتقد أنه من المهم جدًا أن تفكر في التوقف عن تناول الخبز أو الحبوب لمدة شهر واحد فقط.
هناك بعض الجهات التي تدفع بقوة لجعل الجميع يتناولون الحبوب الكاملة، وأنا أتحدث عن توصيات تصل إلى أن تُشكّل الحبوب 65% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، وأرى أن هذا من أسوأ النصائح التي يمكن تقديمها، فقط إذا أخذنا تأثير الغلوتين بعين الاعتبار.
إذا كنت تريد معرفة ما إذا كنت تعاني من مشكلة مع الغلوتين، فهناك خياران:
- إما أن تقوم بأخذ خزعة من الأمعاء الدقيقة، وهو إجراء غازي وغير مريح، ولا أوصي به.
- أو أن تقوم بإجراء تحليل دم للبحث عن الأجسام المضادة المرتبطة بمرض السيلياك.
أجري هذا التحليل، وإذا كانت النتيجة إيجابية، أو إذا أجريت اختبار الحمض النووي وظهرت لديك مؤشرات على عدم تحمل الغلوتين، مما يجعلك عرضة للمشكلة، فبالتأكيد عليك التفكير بجدية في التوقف عن تناول الخبز.
الآن، ماذا عن الأطعمة الخالية من الغلوتين؟ حسنًا، هي خطوة جيدة للأمام، لكن المشكلة أنك لا تزال تستهلك الحبوب، ولا تزال ستواجه نفس التأثيرات على سكر الدم، ولا تزال ستواجه مشكلات مقاومة الإنسولين، وزيادة الوزن، ومشكلة الغليفوسات كذلك. لكن الخبر السار هو أن هناك العديد من بدائل الخبز الصحية المتوفرة، ويوجد الكثير من الوصفات التي تُشبع الرغبة في تناول الخبز بدون التسبب في هذه الأضرار.