التعريفات المتبادلة لترامب: تأثيرها على التجارة العالمية والتضخم

العناوين الرئيسية:

• صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت بأن ضرائب القيمة المضافة، وهي ضرائب تُفرض على السلع في كل مرحلة من مراحل الإنتاج وتُستخدم على نطاق واسع في أوروبا، ستُعتبر تعريفات جمركية كجزء من خطته للتعريفات المتبادلة، والتي يدّعي أنها ستُحقق المساواة في المنافسة بالتجارة العالمية، على الرغم من توقعات الاقتصاديين بأن هذه السياسة ستؤدي إلى زيادة التضخم هذا العام.
• قال ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال” إن ضرائب القيمة المضافة، التي وصفها بأنها “أكثر عقابية بكثير من التعريفة الجمركية”، ستُعامل على أنها تعريفة جمركية بموجب خطته، مضيفًا: “كل ما تفرضه الدول الأخرى على الولايات المتحدة الأمريكية، سنفرضه عليها بالمثل”.
• لا يزال من غير الواضح كيف سيكون رد فعل أوروبا، لكن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قالت في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي إنها “مستعدة” لمواجهة خطة ترامب الجمركية.
• في وقت سابق، وقّع ترامب يوم الخميس مذكرة في البيت الأبيض، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، ما يؤكد رسميًا خطته للتعريفات المتبادلة التي كان قد أشار إليها سابقًا بوصفها “الخطوة الكبيرة”، وتنص المذكرة على أن كبار مستشاري ترامب التجاريين سيضعون إجراءات رسمية “بسرعة”، بحسب قوله.
• ترامب أضاف للصحفيين: “لقد قررت، من منطلق الإنصاف، أن أفرض تعريفة جمركية متبادلة”، مشيرًا إلى أنه “في معظم الحالات، تفرض علينا الدول الأخرى تعريفات أعلى بكثير مما نفرضه عليها، لكن تلك الأيام قد ولّت”.
• وفقًا لنص المذكرة التي وُزعت على وسائل الإعلام، فإن إدارة ترامب “ستعمل بجدّ لمواجهة الاتفاقيات التجارية غير المتكافئة مع الشركاء التجاريين من خلال تحديد ما يعادل التعريفة المتبادلة لكل شريك تجاري أجنبي”.
• وزير التجارة هوارد لوتنيك، قال يوم الخميس وفقًا لوكالة رويترز، إن تحليل إدارة ترامب للتعريفات المتبادلة سينتهي بحلول الأول من أبريل.
• كما صرّح ترامب بنيته فرض تعريفات إضافية “تتجاوز” الإجراءات المتبادلة على بعض الواردات الأساسية، بما في ذلك أشباه الموصلات والسيارات.

---

ما هي التعريفات المتبادلة؟

ببساطة، قال ترامب يوم الأحد: “إذا فرضوا علينا رسومًا، سنفرض عليهم رسومًا”، في تلخيصه لسياسة التعريفات المتبادلة. هذه الفكرة تبدو واضحة من الناحية النظرية: ستفرض الولايات المتحدة نفس الرسوم الجمركية على السلع المستوردة من أي دولة تفرضها تلك الدولة على السلع الأمريكية. لكن الأمور تصبح أكثر تعقيدًا في الواقع، حيث تفرض الدول تعريفات مختلفة على فئات مختلفة من السلع، كما أن الضرائب يمكن أن تتخذ أشكالًا متعددة.

حدّد اقتصاديون في جولدمان ساكس، وهما أليك فيليبس وإلسي بينغ، ثلاثة نهج يمكن أن يتبعها ترامب:

1. “المعاملة بالمثل على مستوى الدولة”: وهو الأسلوب الأبسط، حيث تفرض الولايات المتحدة متوسط التعريفات الجمركية نفسها التي تفرضها الدول الأخرى على السلع الأمريكية.
2. “المعاملة بالمثل على مستوى المنتج حسب الدولة”: حيث تُفرض التعريفات على أساس كل منتج على حدة وفقًا للشريك التجاري.
3. “المعاملة بالمثل بما يشمل الحواجز غير الجمركية”: وهو الأسلوب الأكثر تعقيدًا، إذ يشمل عناصر أخرى مثل رسوم الفحص وضرائب القيمة المضافة.

اقتباس مهم: قال بيتر نافارو، المستشار التجاري الكبير لترامب، لشبكة CNN يوم الثلاثاء: “التجارة المتبادلة هي أكثر شيء عادل في العالم.”

رقم مهم

4.8% – هو متوسط التعريفة الجمركية المرجحة للولايات المتحدة إذا تبنّى ترامب استراتيجية المعاملة بالمثل على مستوى الدولة، وفقًا لتقديرات اقتصاديي دويتشه بنك بقيادة جاستن ويدنر. وهذا يمثل زيادة بمقدار 3.3 نقطة مئوية عن معدل 1.5% الفعلي الذي كانت عليه الواردات الأمريكية في عام 2022، وفقًا للبنك الدولي.

“قد يهمك: لفهم خيال ترامب بشأن غزة، انظر إلى أتلانتيك سيتي (Atlantic City)“

---

هل ستؤدي التعريفات المتبادلة إلى التضخم؟

في العادة يتم تمرير التعريفات الجمركية إلى المستهلكين عبر ارتفاع الأسعار، مما يعني أن هذه التعريفات المتبادلة ستؤدي على الأرجح إلى زيادة التضخم، على الأقل في المدى القصير. تشير حسابات دويتشه بنك إلى أن الزيادة البالغة 3.3 نقطة مئوية في معدل التعريفات الفعلي قد تؤدي إلى زيادة بنسبة 0.5 نقطة مئوية سنويًا في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE)، وهو المقياس التضخمي المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وتشير الأبحاث إلى أن المستهلكين لا يتحملون كامل تكلفة التعريفات، لكن حتى لو تحملوا 50% فقط من هذه الزيادة، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة بنسبة 0.25 نقطة مئوية في مؤشر PCE الأساسي. وبالنظر إلى أن هذا المؤشر بلغ 2.8% في ديسمبر، أي أعلى بكثير من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، فإن أي ضغوط تضخمية إضافية قد تعرقل خطط تخفيض أسعار الفائدة، وهي خطوة يدعمها ترامب لتعزيز النمو الاقتصادي.

---

هل ستحل التعريفات المتبادلة محل التعريفات الشاملة؟

ألمح ترامب إلى ذلك يوم الجمعة، مشيرًا إلى أنه يتجه نحو نهج المعاملة بالمثل بدلاً من فرض تعريفة موحدة بنسبة 10% على جميع الواردات، والتي كان قد دعمها في حملته الانتخابية. وقال: “إنهم يفرضون علينا رسومًا، ونحن نفرض عليهم رسومًا. إنه نفس الشيء، وأبدو وكأنني أتجه في هذا الاتجاه بدلاً من فرض تعريفة موحدة.”

لكن نظرًا للتغير السريع في سياسات ترامب التجارية، عبّر اقتصاديون في جولدمان ساكس عن شكوكهم في أن هذا النهج سيكون نهائيًا، قائلين: “على الرغم من أن نهج التعريفات المتبادلة يبدو غير متوافق مع التعريفة الشاملة، ولاحظنا أن ترامب يراه كبديل، إلا أنه لا يوجد ضمان بأنه لن يقرر لاحقًا فرض تعريفة أوسع.”

“اطلع على: رفع سعر شركة OpenAI غير الربحية“

---

ما هي الدول والسلع التي ستخضع للتعريفات الجمركية؟

يعتمد ذلك على الاستراتيجية التي سيتبعها ترامب. فإذا تبنّى نهج المعاملة بالمثل على مستوى الدولة، فلن تتأثر السلع المستوردة من 20 دولة لديها اتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة، بما في ذلك أستراليا، كندا، كولومبيا، إسرائيل، كوريا الجنوبية، المكسيك، وبنما. مع ذلك، استهدف ترامب بالفعل بعض هذه الدول في الأسابيع الأخيرة، لذا فإن الأمور قد تتغير.

من بين الدول التي قد تتأثر بشكل ملحوظ الهند، والتي كانت ثامن أكبر مصدر للولايات المتحدة في 2022. تفرض الهند تعريفة جمركية بنسبة 9.5% على السلع الأمريكية، وهي نسبة أعلى بكثير من 3% التي تفرضها الولايات المتحدة على السلع الهندية. تشمل أبرز صادرات الهند إلى الولايات المتحدة الألماس، بينما تشمل أكبر ثلاث فئات للسلع الهندية المستوردة إلى الولايات المتحدة المطاط، البلاستيك، والمنسوجات.

---

أثر التعريفات المتبادلة على واردات السيارات الأوروبية

ربما يكون التأثير الأكثر إلحاحًا للتعريفات المتبادلة هو على واردات السيارات الأوروبية إلى الولايات المتحدة. حاليًا، تفرض الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة 2.5% على السيارات المصنعة من قبل BMW، مرسيدس-بنز، وفولكس فاجن، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بالتعريفة الجمركية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الأمريكية، والتي تبلغ 10%.

أما فيما يتعلق بضرائب القيمة المضافة (VATs) في الاتحاد الأوروبي، والتي تُعتبر بمثابة ضريبة مبيعات بمتوسط 21.6% على جميع السلع، فسيكون لها تأثير كبير على حجم التعريفات التي ستفرضها الولايات المتحدة.

ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي ترامب، يرى أن ضرائب القيمة المضافة يجب أن تُدمج ضمن التعريفات المتبادلة، مشيرًا إلى أن التأثير الإجمالي للضرائب والتعريفات على صادرات السيارات الأمريكية إلى الاتحاد الأوروبي يصل إلى 30%، وبالتالي، يرى أنه “من العدل” فرض تعريفة بنسبة 30% على صادرات السيارات الأوروبية إلى أمريكا.

---

تعريفات ترامب على الصلب والألمنيوم تدخل حيز التنفيذ

قد تصبح التعريفات المتبادلة السياسة الاقتصادية الأبرز لإدارة ترامب، لكنه بدأ بالفعل بفرض سلسلة من التدابير التجارية في أسابيعه الأولى بالمنصب.

• يوم الاثنين، وقع ترامب أمرًا يفرض تعريفة بنسبة 25% على واردات الألمنيوم والصلب.
• وفقًا لتقديرات جولدمان ساكس، ستؤثر هذه التعريفات على سلع بقيمة 50 مليار دولار، وستزيد المعدل الفعلي للتعريفات الجمركية في الولايات المتحدة بمقدار 0.4 نقطة مئوية.
• في 1 فبراير، أعلن ترامب فرض تعريفات إضافية بنسبة 25% على السلع الكندية والمكسيكية، بالإضافة إلى تعريفة بنسبة 10% على الواردات الصينية.
• تم تأجيل التعريفات الكندية والمكسيكية حتى مارس، بينما دخلت التعريفات الصينية حيز التنفيذ الأسبوع الماضي.

ترامب يدعو إلى خفض أسعار الفائدة بالتزامن مع فرض التعريفات

في منشور يوم الأربعاء، قال ترامب: “يجب خفض أسعار الفائدة، وهو أمر يجب أن يتماشى مع التعريفات القادمة.” لكن خفض أسعار الفائدة يحدث عادةً عندما يكون التضخم منخفضًا ومستقرًا، وهو ما ليس مضمونًا حاليًا، خاصةً بعد تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الذي جاء أعلى من المتوقع يوم الأربعاء، بالإضافة إلى التأثير المحتمل لارتفاع الأسعار نتيجة التعريفات الجمركية.