هل ستؤدي رسوم ترامب الجمركية إلى ارتفاع الأسعار في أمريكا

أكد الرئيس دونالد ترامب يوم الخميس أمس 30- 1- 2025 أنه يخطط لفرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا اعتبارًا من يوم السبت، مع إمكانية فرض ضرائب أوسع على الواردات قريبًا، مما يعكس وعوده الانتخابية بفرض تعريفات جمركية عالية، على عكس آراء العديد من الاقتصاديين الذين يعتقدون أن خطة ترامب ستشكل عبئًا على المستهلكين العاديين.

رسوم ترامب الجمركية: الحقائق الرئيسية

لطالما اقترح ترامب زيادة التعريفات الجمركية—وهي ضرائب على السلع المستوردة تدفعها الشركات المستوردة للحكومة الأميركية—قبل الانتخابات، وأعلن في نوفمبر أنه سوف يفرض تعريفة بنسبة 25% على جميع الواردات من المكسيك وكندا في أول يوم من رئاسته، بالإضافة إلى فرض تعريفة إضافية بنسبة 10% على جميع الواردات من الصين فوق التعريفات الحالية.

صرّح ترامب للصحفيين بعد تنصيبه أنه يخطط لفرض تعريفة بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك بدءًا من 1 فبراير، وأكد هذه الخطط يوم الخميس، رغم أنه أشار إلى أن النطاق النهائي للأوامر لا يزال قيد التحديد.

كما وقع أمرًا تنفيذيًا يوجه الوكالات الفيدرالية، مثل وزارة الخزانة ووزارة التجارة، إلى بدء دراسة طرق لتنفيذ “سياسة التجارة أميركا أولًا”، بما في ذلك فرض التعريفات الجمركية، وتقديم تقرير بحلول 1 أبريل. كما صرح علنًا في الأيام الأخيرة أنه لا يزال يفكر في فرض تعريفات أوسع على جميع الواردات الأجنبية.

رسوم دونالد ترامب الجمركية: ماذا يقول المحللون الاقتصاديون

اقتراح ترامب بفرض تعريفة 25% يمثل تصعيدًا عن مزاعمه قبل الانتخابات، حيث اقترح سابقًا رفع التعريفات بنسبة 10%، أو بنسبة 60% على السلع المستوردة من الصين—وهي زيادة كبيرة عن التعريفات التي كانت تبلغ نحو 1% و11% خلال إدارة بايدن، وفقًا لبيانات من شركة وولف للأبحاث نقلتها صحيفة وول ستريت جورنال.

انتقدت نائبة الرئيس كامالا هاريس خطة ترامب خلال حملته الانتخابية، قائلة إنها “بمثابة ضريبة مبيعات وطنية على المنتجات اليومية والضروريات الأساسية”—وهو رأي يشاركه العديد من الاقتصاديين، الذين يتوقعون عمومًا أن خطة ترامب الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين.

في حين أن تكلفة التعريفات يمكن أن تتحملها بعض الشركات الأميركية المستوردة للسلع، أو العملاء الذين يشترونها، أو الشركات الأجنبية التي تصدرها—والتي قد تخفض أسعارها لتعويض التعريفات—وجدت مؤسسة الضرائب ذات التوجه المحافظ أن التعريفات السابقة التي فرضت خلال الولاية الأولى لترامب تم دفعها من قبل الشركات والمستهلكين الأميركيين.

توقع اقتصاديون في بنك غولدمان ساكس، بقيادة روني ووكر، في أبريل أن أسعار السلع الاستهلاكية سترتفع بنسبة 0.1% مقابل كل زيادة بنسبة 1% في معدل التعريفة الفعلي، مما يؤدي إلى رفع معدلات التضخم لمدة عام واحد. وأشاروا إلى أنه بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة، فمن المرجح أيضًا أن ترتفع أسعار السلع المحلية، حيث سيستغل المصنعون الأميركيون قلة المنافسة في السوق لرفع أسعارهم.

“قد يهمك: سطو مسلح على بنك مصر بالفيوم: القصة الحقيقية وراء الحادثة”

“اطلع على: ما هي أبرز التغييرات المحتملة في السياسة الأمريكية بعد تنصيب دونالد ترامب“

يعتقد الاقتصاديون على نطاق واسع أن خطة ترامب الجمركية المقترحة سوف تضر بالاقتصاد الأميركي، حيث خلص تحليل أجراه معهد بيترسون للاقتصاد الدولي (PIIE) في مايو إلى أن اقتراح ترامب في حملته الانتخابية سيلحق “ضررًا كبيرًا بالاقتصاد الأميركي”، مشيرًا إلى عدة عوامل، منها انخفاض إنفاق المستهلكين، وارتفاع معدلات البطالة، وتباطؤ النمو الاقتصادي.

ما لا نعرفه إلى الآن

لم يصدر ترامب بعد أمره التنفيذي النهائي بشأن التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا، مما يعني أنه قد تكون هناك تعديلات على نسبة 25%، وأخبر الرئيس الصحفيين يوم الخميس أنه لا يزال يحدد شكل الأمر، والأهم من ذلك ما إذا كانت واردات النفط من كندا ستُدرج ضمنه، ولا يزال من غير المعروف التأثير الكامل لتعريفات ترامب: فقد استند الاقتصاديون في توقعاتهم إلى إشارة ترامب إلى أنه سيفرض معدل تعريفة بنسبة 10% على الدول خارج الصين، لكن اقتراح الرئيس بفرض نسبة 25% على المكسيك وكندا يشير إلى أنه قد يكون مستعدًا لزيادتها أكثر.

شاهد عبر تطبيق التلغرام