إليك ما تمتلكه أوكرانيا من موارد طبيعية بينما تقترب الولايات المتحدة من صفقة لتأمين المعادن

تسعى الولايات المتحدة للحصول على موارد طبيعية بقيمة 500 مليار دولار من أوكرانيا في صفقة مثيرة للجدل مقابل المساعدات العسكرية التي قدمتها خلال الغزو الروسي للبلاد. وتشمل هذه الموارد بعضًا من أكبر احتياطيات أوكرانيا من التيتانيوم والليثيوم والغرافيت. إليك في هذه المقالة ما تمتلكه أوكرانيا من موارد طبيعية مؤكدة، بينما تقترب الولايات المتحدة الأمريكية من صفقة معها لتأمين المعادن النادرة.

---

ما تمتلكه أوكرانيا من موارد طبيعية: الحقائق الرئيسية

ترامب طالب أوكرانيا بتزويد الولايات المتحدة بمعادن نادرة بقيمة 500 مليار دولار كجزء من صفقة لا تزال قيد التفاوض، وذلك كتعويض عن الأموال التي أرسلتها واشنطن لتمويل جهود أوكرانيا الحربية، والتي بلغت 174 مليار دولار فقط حتى يناير، وفقًا لتقرير خدمة أبحاث الكونغرس، أي أقل بكثير من 350 مليار دولار التي زعم ترامب خطأً أن الولايات المتحدة قدمتها. وزارة البيئة والموارد الطبيعية الأوكرانية تؤكد أن البلاد تمتلك أكبر احتياطيات من الغرافيت (Graphite) والليثيوم (lithium) في أوروبا، حيث تشكل احتياطياتها من الغرافيت 6% من الإجمالي العالمي.

أوكرانيا تقول إنها تمتلك أكبر احتياطيات من التيتانيوم (Titanium) في أوروبا، والتي يمكنها تلبية احتياجات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من التيتانيوم المعدني لمدة 25 عامًا. أيضًا أوكرانيا تمتلك أكبر احتياطيات اليورانيوم (uranium) في أوروبا، وتؤكد أن احتياطياتها من البيريليوم تكفي لتلبية الإنتاج العالمي لمدة 40 عامًا.

تعتبر الموارد الطبيعية الأوكرانية حيوية في إنتاج البطاريات، والدروع، والمواد الدفاعية، والوقود النووي. بحسب الخبراء، فإن الشراكة مع أوكرانيا للحصول على الموارد الطبيعية يمكن أن تقلل من اعتماد الولايات المتحدة على الصين وروسيا في استيراد هذه المعادن، حيث تقول وزارة الموارد الطبيعية الأوكرانية إن أكثر من نصف إمدادات اليورانيوم في العالم تأتي من هذين البلدين.

“قد يهمك: دونالد ترامب: يجب على الحكومة الفيدرالية السيطرة على واشنطن وإدارتها“

---

ما الذي يحدث بشأن صفقة المعادن الأوكرانية؟

تشهد الولايات المتحدة وأوكرانيا نزاعًا دبلوماسيًا متزايدًا حول صفقة المعادن، التي تقترب من الحسم وفقًا لما أفاد به صحيفة وول ستريت جورنال مساء الجمعة أمس الموافق 22 – 02- 2025. في التالي سوف نذكر لكم أبرز التطورات بخصوص صفقة المعادن الأوكرانية (Ukrainian metals deal):

• وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت قدّم للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نسخة من الصفقة الأسبوع الماضي، لكنه لم يوقع عليها، مشيرًا إلى أنه يحتاج إلى وقت إضافي للمراجعة ويريد ضمانات أمنية لأوكرانيا.
• النسخة الأولى من الصفقة كانت ستمنح الولايات المتحدة 50% من ملكية الموارد الطبيعية لأوكرانيا، بما في ذلك النفط والغاز إلى جانب المعادن.
• ترامب هاجم أوكرانيا، متهمًا إياها بشكل خاطئ بأنها بدأت الحرب مع روسيا، وقال: “لم يكن عليكم بدء هذه الحرب، كان بإمكانكم التوصل إلى صفقة.”
• كما وصف زيلينسكي بأنه “ديكتاتور”، مضيفًا أن الشيء الوحيد الذي “أجاده حقًا هو التلاعب بجو بايدن”.
• زيلينسكي ردّ قائلاً إن ترامب “يعيش في فضاء مليء بالمعلومات المضللة.”
• وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حث أوكرانيا على توقيع الصفقة، مؤكدًا: “نريد أن نكون شركاء معكم، وليس لأننا نحاول سرقة بلدكم، بل لأننا نعتقد أن هذه في الواقع ضمانة أمنية لكم.”
• زيلينسكي أشار إلى إحراز تقدم في المفاوضات، موضحًا أن “الفِرق الأوكرانية والأميركية تعمل على صياغة اتفاقية حكومية”، لكنه شدد على ضرورة “ضبط التفاصيل لضمان أن تكون الصفقة عادلة.”
• وفقًا لـ CNN صباح السبت، فإن “مسودة الصفقة الحالية ليست التي سيقبلها زيلينسكي”، ونقل التقرير عن مصدر مطّلع وصفها بأنها “عرض غريب لمحاولة انتزاع موارد من دولة ضحية للحرب.”

“قد يهمك: التعريفات المتبادلة لترامب”

---

أبرز المنتقدين صفقة المعادن الأوكرانية

فيما يخص أبرز المنتقدين صفقة المعادن الأوكرانية، فهم المستشار الألماني أولاف شولتز، والذي انتقد سعي ترامب للسيطرة على المعادن الأوكرانية، واصفًا ذلك بأنه “أناني للغاية ومتمحور حول المصالح الذاتية.” شولتز شدد على أن أوكرانيا تحتاج مواردها الطبيعية لإعادة الإعمار بعد الحرب، وليس لاستخدامها كأداة تفاوض في صفقات مع ترامب.

ما يجب مراقبته حول هذه الصفقة؟

• هل سيتحدث ترامب عن صفقة المعادن خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ (CPAC) في واشنطن؟
• من المتوقع أن يلتقي ترامب مع زعماء بولندا والأرجنتين خلال المؤتمر.
• مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز صرّح في المؤتمر أمس أن زيلينسكي “سيوقّع على الصفقة” قريبًا.