ما هو الاكتئاب؛ وأعراضه وأسبابه وطرق التغلب عليه

ما هو الاكتئاب (What is depression)؛ هي حالة صحية منتشرة بين العديد من الأشخاص، إذ يقدر أنه يصيب 3.8% من الأشخاص في العالم، ويختلف عن تقلبات المزاج العادية والانفعالات العابرة تجاه صعوبات الحياة اليومية، وقد يتحول إلى حالة خطيرة إذا تكررت نوباته، والخبر الجيد أن له علاجات فعالة، لذا سنتعرف في هذه المقالة على هذا المرض الخطير وما يتعلق به، حيث سوف نتعرف على أعراض الاكتئاب، ومضاعفات الاكتئاب، وكيفية علاج الاكتئاب، كما سنتعرف بشكل موجز على أنواع الاكتئاب.

ما هو الاكتئاب What is depression؟

عند الحديث عن ما هو الاكتئاب، سنجد أنه اضطراب في المزاج يسبب شعورًا دائمًا بالحزن وفقدان الاهتمام، ويؤثر على التفكير والمشاعر والسلوك، وقد يؤدي إلى صعوبة أداء النشاطات اليومية، والشعور بأن الحياة لا تستحق العيش.

ما الفرق بين الاكتئاب والحزن؟

لا يقتصر الاكتئاب على كونه حالة مزاجية منخفضة، فهو يختلف عن الحزن العادي في أعراضه وحدته وبأنه لا يمكن تخطيه بشكل طبيعي، وعادة ما تكون الأعراض شديدة بما يكفي لعرقلة النشاطات اليومية المختلفة، والتسبب بحدوث إعاقة للشخص.

أعراض الاكتئاب

يعد التعرف على ما هو الاكتئاب، إذن ما هي أعراض الاكتئاب؟ للاكتئاب أعراض تؤثر على النفس والجسد والنشاط الاجتماعي، وتحدث الأعراض أغلب اليوم وكل يوم تقريبا خلال النوبة، تتضمن ما يلي:

الأعراض النفسية للاكتئاب

تشمل التالي:

• الشعور بالحزن المستمر أو الخواء أو اليأس.
• الإحباط والمزاج السيئ والغضب من الأمور البسيطة.
• تدني احترام الذات والشعور بالذنب.
• فقدان الدافعية وعدم الاهتمام بالنشاطات العادية، معظمها أو جميعها.
• القلق ويتضمن المخاوف غير المبررة والتفكير المفرط.
• أفكار متكررة عن الموت أو الانتحار.

الأعراض الجسدية للاكتئاب

تشمل التالي:

• اضطرابات النوم، بما في ذلك الأرق أو النوم أكثر من اللازم، أو تقطع النوم.
• الإرهاق وانخفاض الطاقة، فيحتاج المرء مجهودا كبيرا لأداء مهام صغيرة.
• اضطرابات الأكل، بما في ذلك زيادة الشهية، أو فقدان الشهية.
• التململ وهو صعوبة الجلوس والبقاء هادئا ومسترخيًا جسديًا.
• تراجع القدرات الذهنية مثل التفكير والتركيز والذاكرة واتخاذ القرار.
• بطء الكلام وحركة الجسم.
• آلام جسدية غير مفسرة، مثل الصداع وألم الظهر.

الأعراض الاجتماعية للاكتئاب

تشمل هذه الأعراض ما يلي:

• قلة المشاركة بالأنشطة الاجتماعية.
• العزلة وتجنب الاتصال بالأصدقاء.

أعراض الاكتئاب عند الأطفال

يمكن أن تتضمن أعراض الاكتئاب لدى الأطفال الأصغر سنا ما يلي:

• الحزن والتهيج.
• القلق.
• التعلق العاطفي المفرط.
• الأوجاع والآلام.
• النحافة.
• رفض الذهاب إلى المدرسة.

أعراض الاكتئاب عند المراهقين

أما لدى المراهقين، يمكن أن تتضمن الأعراض:

• الحزن والتهيج والغضب.
• الشعور بالسلبية وانعدام القيمة.
• الإفراط في الأكل والنوم.
• ضعف الأداء المدرسي أو قلة الحضور الدراسي.
• الشعور بإساءة الفهم والحساسية المفرطة.
• فقدان الاهتمام بالأنشطة الطبيعية.
• تعاطي المخدرات الترويحية أو الكحول.
• إيذاء الذات.
• تجنب التفاعل الاجتماعي.

أعراض الاكتئاب عند كبار السن

إن الاكتئاب ليس حالة طبيعية تحدث مع تقدم العمر، ويجب ألا يستخف به. عادة لا يتم تشخيص الاكتئاب وعلاجه لدى كبار السن، وقد يشعرون بمقاومة لطلب المساعدة، وقد تختلف أعراض الاكتئاب أو تكون أقل وضوحًا لديهم، مثل:

• مشكلات في الذاكرة أو تغيرات الشخصية.
• الألم أو الوجع البدني.
• التعب أو فقدان الشهية أو مشكلات في النوم.
• الرغبة في البقاء في المنزل في كثير من الأحيان بدلاً من الخروج للاندماج الجماعي مع الآخرين أو القيام بأمور جديدة.
• المشاعر السلبية أو التفكير الانتحاري.

“اطلع على: التغلب على الوسواس القهري“

مضاعفات الاكتئاب

بعد معرفة ما هو الاكتئاب وأعراضه ننتقل للحديث عن مضاعفات الاكتئاب، حيث يُعد الاكتئاب اضطرابًا خطيرًا يمكن أن يكون سيء الأثر على الشخص وعائلته. وغالبًا ما يتفاقم في حالة إهمال علاجه، مما يؤدي إلى مشكلات انفعالية وسلوكية وصحية تؤثر على جميع مجالات الحياة، وتتضمن مضاعفات الاكتئاب ما يلي:

• زيادة الوزن أو السمنة والتي يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب أو داء السكري.
• الألم أو المرض البدني.
• تشويه الذات مثل جرح النفس.
• إدمان المواد الكحولية أو المخدرة.
• القلق واضطراب الهلع أو رهاب العلاقات الاجتماعية.
• الصراعات الأسرية أو صعوبة العلاقات والمشكلات في العمل أو المدرسة.
• العزل الاجتماعي.
• الشعور بالرغبة في الانتحار أو محاولات اقترافه أو فعله، وهو ما يعرف بخطر انتحار مريض الاكتئاب.
• الوفاة المبكرة نتيجة الحالات الطبية.

أنواع الاكتئاب

تشمل أنواع الاكتئاب التالي:

• اضطراب الاكتئاب الشديد (Major depressive disorder):

أعراضه شديدة تستمر لفترة أطول من أسبوعين، وتتداخل مع الحياة اليومية.

• الاكتئاب ثنائي القطب (Bipolar depression):

يعاني المصابون به من فترات متناوبة من الحالة المزاجية السيئة وفترات عالية الطاقة (الهوس). خلال الفترة المنخفضة، قد يكون لديهم أعراض الاكتئاب مثل الشعور بالحزن أو اليأس أو نقص الطاقة.

• اكتئاب ما حول الولادة وبعدها (Perinatal and postpartum depression):

“الفترة المحيطة بالولادة” تعني قرب الولادة. قد يشار إلى هذا النوع باسم اكتئاب ما بعد الولادة، ويمكن أن يحدث أثناء الحمل وحتى بعد عام واحد من الإنجاب.

• اضطراب الاكتئاب المستمر (Persistent depressive disorder):

يعرف اضطراب الاكتئاب المستمر أيضًا باسم اضطراب المزاج dysthymia. أعراضه أقل حدة من الاكتئاب الشديد، لكن يعاني الناس منها لمدة عامين أو أكثر.

• الاضطراب المزعج السابق للحيض (Premenstrual dysphoric disorder):

الاضطراب المزعج السابق للحيض هو شكل حاد من اضطراب ما قبل الحيض (premenstrual disorder) يصيب النساء الأيام أو الأسابيع التي تسبق فترة الحيض.

• الاكتئاب الذهاني (Psychotic depression):

يعاني المصابون بالاكتئاب الذهاني من أعراض اكتئاب شديدة وأوهام أو هلوسة، والأوهام هي معتقدات في أشياء لا تستند إلى الواقع، بينما تشمل الهلوسة الرؤية أو السمع أو الشعور بأن الأشياء غير موجودة بالفعل.

• الاضطراب العاطفي الموسمي (Seasonal affective disorder):

الاكتئاب الموسمي، أو الاضطراب العاطفي الموسمي، يبدأ عادة أواخر الخريف وبداية الشتاء، وغالبا ما يختفي خلال فصلي الربيع والصيف.

لماذا يحدث الاكتئاب؟

فيما يخص أسباب الاكتئاب والعوامل المساهمة، نجد أنه تسهم عدة عوامل في حدوث الاكتئاب كما هو الحال في الاضطرابات النفسية الأخرى، ومن ذلك:

• المواد الكيميائية في الدماغ:

يقصد بذلك التغيرات في وظيفة النواقل العصبية المسؤولة عن ضبط الحالة المزاجية.

• الهرمونات:

التغييرات في توازن الهرمونات في الجسم قد تسبب الاكتئاب أو تحفزه، وتحدث هذه التغيرات في فترة الحمل أو خلال المدة التالية للوضع ومن المشكلات في الغدة الدرقية.

• الصفات الموروثة:

يزداد احتمال إصابة الشخص بالاكتئاب إذا كان أقرباؤه بالدم يعانون هذه الحالة، ويبحث العلماء عن الجينات المرتبطة بالاكتئاب.

• العوامل البيئية:

يقصد بها التعرض للأحداث الصادمة أو المسببة للضغط والإجهاد النفسي، مثل الانتهاك والإساءات وخصوصًا في الطفولة، وموت عزيز، والضغوط الاقتصادية، فهذه تحفز الاكتئاب وتزيد حدته.

• الأمراض المزمنة الخطيرة:

خصوصًا تلك الأمراض التي يصعب علاجها وتحتاج إلى دعم نفسي كبير مثل السرطان والألم الليفي العضلي.

• تناول بعض الأدوية:

بعض الأدوية لها أعراض جانبية منها الاكتئاب. يمكن أيضًا أن تسبب العقاقير المخدرة والخمر الاكتئاب أو تزيده سوءا.

• الشخصية:

الأشخاص الذين يعانون من الإرهاق بسهولة أو صعوبة في التأقلم قد يكونون عرضة للاكتئاب.

الوقاية من الاكتئاب

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من الاكتئاب، ومع ذلك يمكن لبعض الاستراتيجيات أن تُفيد في ذلك. في التالي 5 طرق فعالة للوقاية من الإصابة به، وهي:

• القرب من الله تعالى.
• اتخاذ الخطوات اللازمة للتحكم في الضغط النفسي، لزيادة المرونة ولرفع درجة تقدير الذات.
• التواصل مع العائلة والأصدقاء، لا سيما في أوقات الأزمات، للمساعدة على الصمود أمام الصعوبات.
• طلب العلاج عند ظهور أول علامة على وجود مشكلة وذلك للمساعدة في منع الاكتئاب من التدهور.
• الحصول على علاج وقائي طويل المدى للمساعدة على منع انتكاس الأعراض.

“اطلع على: التخلص من الخوف المستمر“

علاج الاكتئاب

تكثر العلاجات المقترحة للاكتئاب نظرًا لتنوع أسبابه، ويكون العلاج بالدواء هو أول علاج مقترح وهذا ما يرجع فيه لأهل الاختصاص، أما هنا سنعرض العلاجات غير الدوائية، أي المساعدة الذاتية أو ما يمكن تسميته التغلب على الاكتئاب بدون أدوية، والذي يشمل التالي:

التغذية الصحية المتوازنة من طرق علاج الاكتئاب

إن أول ما يتوجه إليه الشخص عند علاجه للاكتئاب هو تعويض نقص فيتامين د في الجسم وذلك بالتغذية المتوازنة والتعرض الكافي للشمس.

النوم المتوازن

من المهم جدًا أثناء علاج الاكتئاب الاستيقاظ صباحا والتعرض للشمس لتدخل الأشعة إلى العين (وذلك بشكل غير مباشر)، فهذا يحفز ويضبط إفراز الكورتيزول (cortisol) المسؤول عن ضبط الحالة المزاجية للإنسان.

ممارسة الرياضة من طرق علاج الاكتئاب

تلعب الرياضة دورًا كبيرًا في عملية كيف تتخلص من الاكتئاب، وخصوصًا الرياضة في الهواء الطلق؛ لأنها تمد الجسم بالنشاط وتقلل من آلام الجسم.

التثقف عن ما هو الاكتئاب

إن ثقافتك قد تساعدك وتحفزك على الالتزام بخطة علاجك، وشجع عائلتك أيضًا على التثقف حول ما هو الاكتئاب من أجل أن تفهمك وتقدم الدعم لك.

تجنب الكحوليات والمواد المخدرة

هذه المواد قد تخفف أعراض الاكتئاب في البداية لكنها بعد مدة من الزمن تزيد الأعراض سوءا.

“قد يهمك: أطعمة تشعرك بالسعادة“

العلاج النفسي والاستشارة النفسية

العلاج النفسي هو مصطلح عام لعلاج مشاكل الصحة العقلية من خلال التحدث مع مختص قد يكون طبيب نفسي أو أخصائي نفسي أو أحد مقدمي خدمات الصحة العقلية. في العلاج النفسي، تتعرف على حالتك وتقلباتك المزاجية ومشاعرك وأفكارك وسلوكياتك، ويساعدك العلاج النفسي على تعلم كيفية السيطرة على حياتك وتحمل المواقف الصعبة من خلال مهارات التكيف الصحي.

هناك العديد من أنواع العلاج النفسي ولكل منها منهجها الخاص، ويعتمد نوع العلاج النفسي المناسب لك على وضعك الفردي، ويُعرف العلاج النفسي أيضًا باسم العلاج بالحوار، والاستشارة. أهم أنواع العلاج النفسي هي التالي:

• العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعدك في تحديد المعتقدات والسلوكيات غير الصحية السلبية واستبدالها بأخرى صحية وإيجابية.
• العلاج السلوكي الجدلي: هو أحد أنواع العلاج السلوكي المعرفي الذي يدرّس المهارات السلوكية لمساعدتك في التعامل مع الضغط، وإدارة مشاعرك وتحسين علاقاتك مع الآخرين.
• علاج القبول والالتزام: الذي يساعدك في إدراك أفكارك ومشاعرك وقبولها والالتزام بإجراء تغييرات، الأمر الذي يزيد من قدرتك على التأقلم مع حالاتك الطبية وتكيفها.
• العلاج الديناميكي النفسي وعلاج التحليل النفسي: الذي يركز على زيادة الوعي لأفكار وسلوكيات اللاوعي، مما يؤدي إلى إضافة رؤى جديدة إلى دوافعك وحل النزاعات.
• العلاج النفسي للعلاقات بين الأشخاص: الذي يركز على علاج المشاكل مع علاقاتك الحالية مع أشخاص آخرين لتحسين المهارات الشخصية، وكيفية التواصل مع الآخرين، مثل العائلة، والأصدقاء والزملاء.
• العلاج النفسي الداعم: الذي يدعم قدرتك على التأقلم مع الضغط النفسي والمواقف الصعبة.

“قد يهمك: الاكتئاب عند الحيوانات الأليفة“

كيف تعالج نفسك بنفسك من الاكتئاب؟

طبيًا لا يوجد شيء اسمه علاج نفسك بنفسك، لأن الاكتئاب مرض، لذلك يجب التعامل معه من قبل الطبيب أو المختص. المختص يحدد – حسب حالة المريض – أفضل طريقة لعلاج الاكتئاب، والتي قد تكون دوائية، أو عبر الاستشارة النفسية، أو عبر تدابير يقوم بها المصاب بنفسه، أو الدمج بينها.

هكذا تعرفنا معُا على ما هو الاكتئاب “What is depression” وأعراضه وأسبابه وطرق التغلب عليه، وعلينا أن نتذكر أنه مرض مثل كل الأمراض، يجب تقبله والسعي لعلاجه، وتجاوز الوصم الاجتماعي المتعلق به، وكما رأينا فإن علاجات المرض متوفرة وممكنة، فلم يبق إلا الإرادة الذاتية للتعافي وطلب الدعم من دوائر الدعم، ويجب ألا ننسى أهمية القرب من الله تعالى في التخلص من هذا المرض الخطير.