الدواوين في الدولة الإسلامية؛ أهم 7 دواوين في الإسلام

الدواوين في الدولة الإسلامية (Divans in the Islamic state)؛ الديوان: هي كلمة فارسية تدعى (ديفان) وتعني السجل أو الدفتر، وقد أطلق اسم الديوان على المكان الذي تحفظ فيه السجلات الإدارية التابعة للجهاز الحكومي، وقد عَرف أبو الحسن الماوردي الديوان على أنه “موضع لحفظ ما يتعلق بحقوق السلطنة من الأعمال والأموال، وما يقوم به الجيوش والعمال”.

الدواوين في الدولة الإسلامية: نشأت في زمن الخلفاء الراشدين وتحديدًا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك لزيادة رقعة الإسلام وتوسع الفتوحات الإسلامية، فلم يكن للدولة الإسلامية شيئًا من هذا قبل الخليفة عمر بن الخطاب. في هذا المقال تعرف على سبب نشأة الدواوين في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأهم الدواوين في عهد عمر بن الخطاب، ومن الخليفة الذي أنشأ ديوان الخاتم؟

سبب نشأة الدواوين في عهد عمر بن الخطاب

فيما يخص سبب نشأة الدواوين في عهد عمر بن الخطاب، سوف نجد أن ذلك كان في الأساس بسبب 4 أشياء هي:

• زيادة الموارد المالية للدولة:

حدث أن كثرت مدخولات الدولة المالية وذلك نتيجة الفتوحات الإسلامية، الأمر الذي دفع عمر بن الخطاب أن ينشأ ديوان الخراج لضبط أمور الدولة المالية.

• اختلاط العرب المسلمين مع الفرس:

أشار أحد زعماء الفرس على عمر بن الخطاب بوضع ديوان الجند لتنظيم أمور الجنود، ونرى ذلك من خلال قصة عمر بن الخطاب مع أحد زعماء الفرس ممن أسلموا إذ كان حاضرًا مجلس الخليفة، وقد رآه يرسل جيشًا، فقال له” هذا البعث قد أعطيت أهله الأموال، فإن تخلف منهم رجل بمكانه، فما يدري قائدك به”، وأشار عليه بوضع الديوان، فأمر عمر بإنشاء ديوان الجند.

• اتساع رقعة الدولة الإسلامية:

حدث أيضًا أن اتسعت رقعة الدولة الإسلامية وازداد عدد الخاضعين للدولة من الشعوب المغلوبة، الأمر الذي استدعى إلى إنشاء الدواوين لتنظيم أمور الدولة الإدارية. في نفس الوقت كان الخليفة في حاجة لمساعدين لضبط أمور الدولة الإسلامية، ويُقال أن الصحابة علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وخالد بن الوليد – رضى اللّه عنهما – هم الذين أشاروا على الخليفة عمر بن الخطاب بأن يدون الدواوين، فقال خالد بن الوليد: “كنت في الشام فرأيت ملوكها قد دونوا ديوانًا وجندوا جنودًا، فما كان من عمر بن الخطاب إلا أن يأخذ بقولهم فدون ديوانُا وجند جنودًا، وأخذ بقولهم.

• تقليد الفرس والروم في أمور تنظيم الدولة المالية والعسكرية وغيرها؛ وذلك لخبرتهم في إدارة الدول وعدم خبرة العرب في ذلك.

“قد يهمك: أفضل 10 أطعمة لمرضى السكر“

أهم الدواوين في عهد عمر بن الخطاب

فيما يخص أهم الدواوين في عهد عمر بن الخطاب، سوف نجد أنها انقسمت إلى 7 دواوين وهي:

1. ديوان الجند.
2. ديوان الخراج.
3. ديوان الخاتم.
4. ديوان الرسائل.
5. ديوان البريد.
6. ديوان الطراز.
7. ديوان الأزمة.

“قد يهمك: الاستعداد لشهر رمضان المبارك“

ديوان الجند والخراج

ديوان الجند: يُعرف بديوان الجيوش أو العساكر أو العطاء، وهو أول ديوان في الإسلام أنشأه الخليفة عمر بن الخطاب بعد انتصار المسلمين في القادسية، إذ أمر عقيل بن أبي طالب وجبير بن مطعم أن يكتبوا أسماء الجند من العرب والموالي على أساس القرابة من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، والسابقة في دخول الإسلام، وحسن الأثر في الدين.

يلاحظ أنه قد شدد عمر بن الخطاب بضرورة الالتزام بالجندية والتفرغ التام لها، واستمر العمل بديوان الجند زمن بنى العباس حتى أصبح يضم مجلسان:

• الأول مجلس التقرير: ويختص بترتيب استحقاقات الجند وتقدير أرزاقهم.
• الثاني مجلس المقابلة: ويقتصر على السجلات وتصفح الأسماء وما إلى ذلك.

كما وُجد ديوان الجند أيضًا لدى الفاطميين وشهد تطورًا كبيرًا، إذ صار يتكون من 3 دواوين:

1. ديوان الجند.
2. ديوان الرواتب.
3. ديوان الإقطاع.

أما ديوان الخراج، فهو خاص بجباية الأموال، وقد بقي بعد عصر الخلفاء الراشدين على ما هو عليه من الكتابة فيه بغير العربية حتى أمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بنقله إلى العربية. كما كانت الخلافة في أشد الحاجة لإحصاء خراج البلاد المفتوحة، الأمر الذي استدعى وجود فرع في كل ولاية مهمته جمع الأموال والإنفاق على شؤون الولاية وإرسال الفائض إلى ديوان الخراج المركزي في عاصمة الخلافة. كما استمر العمل على هذا الديوان حتى نقله الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور إلى بغداد، وقد أخذت الأموال تتدفق فيه بسبب اتساع الدولة الإسلامية.

“قد يهمك: طرق استقبال رمضان“

من أنشأ ديوان الخاتم؟

أنشأ ديوان الخاتم الخليفة معاوية بن أبى سفيان، بسبب أنه كان قد أمر عمرو بن الزبير بمائة ألف درهم، وكتب بذلك إلى زياد بن أبيه عامله على الكوفة، ففتح عمرو الكتاب وصير المائة مائتين، فلما علم معاوية طالبه بها وأمر بحبسه حتى قضاها عنه أخوه عبد الله بن الزبير، ولذلك اتخذ معاوية ديوان الخاتم وأمر بختم الكتب وختمها حتى لا يعلم أحد بما يحتويه من أسرار، وحتى لا تتعرض أيضًا إلى التزوير (forgery) والتعديل.

كان الحزم يتم بلصق رأس الصحيفة على ما ينطوي عليه الكتاب، وقد جعل مكان اللصق علامة يُؤمن بها عدم فتحه والاطلاع على ما يحتويه، وجرت العادة بأن يُختم مكان اللصق خاتم منقوش عليه اسم الخليفة، وظل ديوان الخاتم يعد من أهم الدواوين منذ أيام معاوية حتى أواسط العصر العباسي الأول، ثم أُلغى وحولت أعماله إلى ديوان الرسائل.

“تعرف على: تعريف الحضارة الإسلامية“

ديوان الرسائل

بالرغم من وجود نظام التراسل منذ أيام الخلفاء الراشدين، حيث كانوا يتبادلون الرسائل مع الولاة وقادة الجيوش، وأيضًا مع الملوك والحكام، إلا أن وجود هذا الديوان يعود إلى الملك الأموي عبد الملك بن مروان، وقد احتل ديوان الرسائل أيضًا مكانًا مرموقًا بين الدواوين العباسية وعرف باسم ديوان الإنشاء، وكان متولي هذا الديوان يقوم بالإشراف على الرسائل الواردة من الدولة والولايات الإسلامية والمرسلة من الخليفة إلى عماله ورعيته، ثم أصبح العمل في هذا الديوان معقدًا جدًا بسبب تعدد اختصاصاته فى العصر العباسي، فقُسم العمل عليه إلى قسمين:

1. كُتاب يقومون بالكتابة والإنشاء.
2. مساعد يقوم بالتلخيص والتبيض.

لإضافة الصبغة الشرعية على الديوان كان لابد من أن يحمل توقيع أو خاتم الخليفة، وقد عرف التوقيع في العصر العباسي باسم العلامة، كما عرف أيضًا ديوان الرسائل في مصر في عهد الدولة الفاطمية وغلب عليه اسم ديوان الإنشاء.

“قد يهمك: فضل القرآن الكريم“

لغة الدواوين في الدولة الإسلامية

كانت تكُتب الدواوين في بادئ الأمر بغير العربية، إذ كان ديوان الشام يُكتب باليونانية، والعراق يُكتب بالفارسية، ومصر يُكتب باليونانية؛ وذلك لعدم خبرة العرب بأمور الإدارة وتركهم النظم المالية والإدارية لأهل البلاد المفتوحة، ولما انتقل العرب من البداوة إلى الرقي الحضاري وظهر في العرب الكتاب والمترجمين، أمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بتعريب جميع الدواوين في الدولة إلى العربية.

تعرفنا في هذا المقال على جزء من التاريخ الإسلامي الذي يخص الدواوين في الدولة الإسلامية، من حيث التعرف على أهم الأسباب التي على أساسها أنشأ الخليفة عمر بن الخطاب الدواوين في بداية الأمر، كما تعرفنا على أهم الدواوين في عهد عمر بن الخطاب، ومعلومات عن ديوان الجند والخراج، ومن أنشأ ديوان الخاتم، ولقد ساعدت هذه الدواوين بشكل كبير في تنظيم أمور الحياة والسعي قدمًا في الرقي بالدولة الإسلامية والوصول بها إلى أعلى البلاد مكانة وشأنًا.