فوائد المشي المذهلة.. الفوائد الرائعة من ممارسة رياضة المشي

الكثير من الناس ينظرون إلى المشي على أنه أمر تافه جدًا، وأحيانًا يظنون أنه مجرد مضيعة للوقت، لأنهم يفكرون في كمية الإنتاج أو الأشياء المفيدة التي يمكنهم القيام بها بدلًا من قضاء 45 دقيقة في المشي. لكن بعد قراءة هذه المقالة، قد يتغير رأيك، لأن المشي ربما يكون واحدًا من أكثر الأمور العلاجية التي يمكنك القيام بها. والغالبية العظمى من الفوائد التي سأتحدث عنها والمتعلقة بالمشي، هي أشياء ربما لم تسمع بها من قبل. تعرف في التالي على فوائد المشي المذهلة.

---

التقليل من مستويات الكورتيزول بالجسم

نحن نعلم أن المشي يساعدك، مثلًا، على فقدان بعض الوزن، وربما تقليل التوتر، لكن كيف يقلل التوتر؟ هذا هو السؤال. النقطة الأولى التي سأدخل فيها مباشرة هي التالي: عندما تمشي، فإنك تقلل بشكل كبير من مستويات الكورتيزول لديك، حتى بعد مشي لمدة 20 دقيقة فقط.

فماذا يعني هذا؟ عندما تكون لديك مستويات عالية من الكورتيزول، فإن جسدك يكون في وضع التكيّف. إنه يعدّل فسيولوجيتك لتتلاءم مع البيئة أو مع التوتر. فالمشي يعطّل هذا النظام، ويجعلك أقل عرضة لأن تكون في حالة “القتال أو الفرار” التي يهيمن فيها الجهاز العصبي الودي، ويجعلك تميل أكثر إلى حالة الاسترخاء التي يسيطر عليها الجهاز العصبي اللاودي.

لهذا السبب تشعر بالهدوء، ولهذا السبب تشعر بقلة التوتر، لأن جسدك لم يعد عالقًا في وضع الاستجابة للتوتر. ومع انخفاض مستويات الكورتيزول والأدرينالين، ستشعر بتحسن. حتى في اختبارات الحمض النووي، هناك جين معين يجعل الشخص يحتفظ بالأدرينالين لفترة أطول، والحل لذلك هو ممارسة الرياضة للتخلص منه، ليس بالضرورة التمارين عالية الشدة، وإنما المشي الطويل منخفض الشدة يمكن أن يكون كافيًا.

---

تحسن التفكير الإبداعي لديك

النقطة الثانية، والتي ترتبط بالنقطة الأولى: ستشهد تحسنًا في الإبداع. وما أقصده هنا هو التفكير الإبداعي. فكر في الأمر: عندما تكون في وضع التوتر ولديك مستويات عالية من الكورتيزول، ما هو مستوى إبداعك؟ سيكون منخفضًا جدًا. يكاد يكون من المستحيل أن تكون مبدعًا عندما تكون تحت الضغط وهرمون الكورتيزول لديك مرتفع.

وهذا يرتبط أيضًا بحل المشكلات، لأن حل المشكلات يتطلب الإبداع، وعندما تكون متوترًا، لن تكون جيدًا في حل المشكلات كما لو كنت أكثر هدوءًا وتمتلك إبداعًا أكبر. الذهاب في نزهة طويلة يمنحك مساحة جديدة، أي قدرة على رؤية الأمور بسهولة أكبر. يمنحك مسافة بينك وبين المشكلة، بحيث لا تكون المشكلة ملتصقة بك، بل تصبح قادرًا على النظر إليها، التلاعب بها، والوصول إلى حلول لها.

تحسين الحالة المزاجية العامة من فوائد المشي المذهلة

النقطة الثالثة، وهي متعلقة بالنقطة الثانية: هذا سيؤثر على حالتك المزاجية العامة. ستشعر بقلق أقل، وستكون أقل عرضة للاكتئاب.

“قد يهمك: ماذا سيحدث إذا توقفت عن تناول الخبز لمدة 30 يومًا“

---

تحسين جودة الميتوكوندريا من الفوائد الرائعة من ممارسة رياضة المشي

النقطة الرابعة: الميتوكوندريا داخل خلاياك — وهي مصنع الطاقة في الجسم — ترتبط معظم الأمراض بوجود خلل في الميتوكوندريا. يُطلق على ذلك “مشكلة في الأيض”، وهو في الحقيقة يتعلق بمدى قدرة خلاياك على الحصول على الوقود والأوكسجين. فعندما تذهب في نزهات طويلة، فإنك تحسن من جودة الميتوكوندريا، وتزيد من عددها، وتصبح الميتوكوندريا أكثر كفاءة في حرق الوقود. وكلما كانت الميتوكوندريا لديك تعمل بشكل أفضل، كلما قلت احتمالية إصابتك بالأمراض.

---

المشي ينوع الميكروبات في جسمك

النقطة الخامسة، وهذه مثيرة للاهتمام: التمارين الرياضية، وخاصة المشي، تزيد من تنوع الميكروبات في جسمك. سيكون لديك أنواع أكثر تنوعًا من الميكروبات. هذا رائع جدًا، لأنه سيساعد في الكثير من الأمور. سيساعد جهازك المناعي، وسيساعد على تحسين الهضم، وسيزيد من مستويات الطاقة لديك.

---

زيادة مضادات الأكسدة الذاتية بالجسم

النقطة السادسة: المشي يحسّن أو يزيد من مضادات الأكسدة الذاتية في جسمك. ماذا يعني “ذاتية”؟ يعني أنها تأتي من داخل الجسم. بعبارة أخرى، جسمك لديه القدرة على إنتاج مضادات الأكسدة، وعندما تمشي، فإنك فعليًا تُحفّز جسمك على إنتاج المزيد منها. وليس لهذا علاقة بما تأكله؛ فجسمك ببساطة يُنشئ شبكة من مضادات الأكسدة الخاصة به، مما يساعدك في محاربة الجذور الحرة، ويساعد على طول العمر، ويمنع الكثير من المشاكل الصحية.

زيادة الخلايا القاتلة الطبيعية بالجسم

النقطة السابعة: المشي فعليًا يزيد من الخلايا القاتلة الطبيعية في الجسم. هذه الخلايا تُعد جزءًا من الجهاز المناعي، وهي تهاجم الخلايا السرطانية والفيروسات، والمشي يُعزز من عدد هذه الخلايا القاتلة الطبيعية.

“اطلع على: خطر الحديد الزائد: كيف يؤثر على صحتك وطرق التخلص منه بذكاء”

---

التحسين من حساسية الإنسولين والجلوكوز

النقطة الثامنة: المشي يُحسن من حساسية الإنسولين والجلوكوز. فإذا كنت تعاني من مقاومة الإنسولين أو لديك مشاكل في نسبة السكر في الدم، فإن المشي يُحسّن هذا الوضع لدرجة أنه قد يقلل بشكل كبير من مقاومة الإنسولين، مما يساعد في تنظيم سكر الدم.

لذلك، إن كنت مريض سكري أو في مرحلة ما قبل السكري، فالمشي رائع لك. بل وحتى إذا كنت تعاني من ظاهرة “الفجر” — أي عندما تستيقظ في الصباح وتجد أن مستويات السكر لديك مرتفعة — فإن الخروج في نزهة طويلة يمكن أن يساعدك على حرق هذا السكر الزائد. وخلال أول 25 إلى 30 دقيقة من المشي، يقوم جسمك بحرق السكر الزائد، وبعدها يبدأ في حرق الدهون.

---

توصيل الأوكسجين إلى داخل الخلايا

النقطة التاسعة، وهي مثيرة للاهتمام: نعم، من الصحيح أنك تحصل على المزيد من الأوكسجين أثناء المشي، ولكن الأمر لا يتعلق بزيادة الأوكسجين في دمك فحسب، بل بما يحدث بين خلايا الدم وخلايا الأنسجة. هل تقوم بامتصاص المزيد من الأوكسجين من تشبّع الدم به؟

فحتى عندما تمارس تمرينًا عالي الشدة وتتنفس بقوة، قد تظن أنك تحصل على كمية هائلة من الهواء، ولكن الأمر يشبه محاولة إضافة المزيد من الماء إلى كوب ممتلئ، الماء سيتدفق إلى الخارج. هذا ما يحدث عند ممارسة تمارين مكثفة: تحصل على الكثير من الأوكسجين، لكنه لا يصل إلى الأنسجة.

في الواقع، قد تشعر بأنك بحاجة للتنفس أكثر للحصول على مزيد من الأوكسجين في الأنسجة. ولكن المفتاح هنا هو: نعم، نحن بحاجة إلى الأوكسجين، ولكن لكي يتم توصيله إلى الأنسجة، نحتاج إلى ثاني أكسيد الكربون. ثاني أكسيد الكربون ليس مجرد ناتج فضلات، بل هو ضروري لضمان وصول الأوكسجين إلى أعماق الأنسجة.

لذا، بينما تفيد التمارين المكثفة في أمور معينة، فإن المشي مفيد جدًا في توصيل الأوكسجين إلى داخل الخلايا، لأنك لا تُفرط في التنفس، ولا تُغرق جسمك بالأوكسجين، بل تحصل على توازن صحي بين الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون، وهو المفتاح لتوصيل الأوكسجين.

خاصةً إذا كنت تتنفس من أنفك أثناء المشي، فقد تحصل على ما يصل إلى 20% أكثر من الأوكسجين. أما بالنسبة للأشخاص الذين يمشون بوتيرة أسرع قليلاً، فهم ينتجون حمض اللاكتيك، وهذا الحمض يُعيق الأوكسجين. ولكن ما يحدث في دمك هو أن هناك مركبات قلوية تُعرف بالبيكربونات، وهي تساعد على معادلة هذا الحمض بسرعة. ومن النواتج الجانبية لهذه العملية الكيميائية: الماء وثاني أكسيد الكربون، وبالتالي فإن جسمك يحصل أيضًا على CO2 من هذه العملية.

“قد يهمك: أكاذيب طبية عن التغذية والصحة يجب أن تعرفها“

---

فوائد المشي المذهلة الأخرى

تشمل فوائد المشي المذهلة الأخرى بالإضافة لما سبق ذكره ما يلي:

• النقطة العاشرة: كثافة العظام تزداد عند المشي.
• النقطة الحادية عشرة: تقليل الالتهاب، كما يقلّ التصلّب. فالحركة بشكل عام، وتوصيل الأوكسجين إلى الأنسجة، يساعد على تقليل الالتهاب.
• النقطة الأخيرة: المشي يحسّن البصر، وذلك بعدة طرق. أولًا، تحصل على مزيد من الأوكسجين في الدماغ، وشبكية العين تُعد جزءًا من الدماغ يمتد إلى داخل العين. وثانيًا، المشي يحسّن من حساسية الإنسولين، مما يعود بالفائدة على عينيك، وكليتيك، وأعصابك، لأنه يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.

لهذا السبب، عليك أن تجعل المشي عادة مهمة وإيجابية في حياتك.