حكمت رجب العاني؛ تفاصيل الخبر الذي هز العراق هل وقعت الجريمة فعلًا؟
تعرف على تفاصيل الحكم على حكمت رجب العاني بالسجن المؤبد مدى الحياة، وتعرف على جريمته، ولماذا صدر هذا الحكم عليه، وهل وقعت الجريمة فعلًا؟ وما رد فعل الناس؟
حكمت رجب العاني؛ بعد الحكم على محمد العاني بالسجن مدى الحياة وفقا لأحكام القانون العراقي، فقد شغلت هذه القضية رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، حيث وجدنا كل ساعة العديد من ردود الفعل الغاضبة تجاه هذه الواقعة الصادمة. في هذه المقالة، سوف نتعرف على تفاصيل حكم المحكمة على حكمت رجب العاني، وما هي تهمته،وأهم الأخبار عن القضية.
قائمة المحتويات
الحكم بالمؤبد على حكمت رجب العاني
وفقًا لوسائل الإعلام العراقية، فقد حكمت محكمة جنايات الأنبار غربي العراق أمس الثلاثاء 12/ 09/ 2023، بالمؤبد مدى الحياة مرتين على المدعو “حكمت رجب العاني” وهو يعمل مؤذن جامع بسبب ارتكابه جريمة الاغتصاب بحق طفلين مشتركين، وذلك بدار لتحفيظ القرآن الكريم. هذا الفعل المحرم والمستنكر أثار ردود فعل غاضبة في دولة العراق وخارجها. هذا الشخص هو مؤذن وموظف الوقف السني الرمادي في جامع حي المعلمين، وقد تم اعتقال العاني منتصف آب (أغسطس) الماضي وفق دعوى تقدم بها ذوو طفلين شاركا في دورة لحفظ القرآن في مسجد حي المعلمين.
يقول مسؤول على صلة بالقضية، إن حكمت رجب عبد الله العاني المتهم بحادثة اغتصاب الطفلين ليس رجل دين أو شيخ أو عالم أو خطيب ديني، بل هو مجرد موظف في الوقف، يعمل بصفة معلم أو خادم مؤذن في جامع حي المعلمين.
هل وقعت الجريمة فعلًا؟
تشير المعلومات التي تداولها نشطاء إلى أن حوادث الاعتداء الجنسي طالت ربما عشرات الأطفال أثناء دورات لحفظ القرآن التي كان يشرف عليها العاني بشكل دوري في مسجد حي المعلمين، ولكن عوائلهم لا تريد رفع دعاوى قضائية لأسباب عشائرية ومجتمعية، ولم يُصدر الوقف السني المسؤول عن المسجد وموظفيه ورجال الدين، أي تعليق حول الحادثة لكن بحسب أحد المواقع العراقية فإن الوقف السني كان يتابع تطورات قضية حكمت رجب العاني منذ اعتقاله قبل نحو شهر.
بحسب مسؤول على صلة بالقضية، فإن العاني كان مكلفًا بأداء دورات لحفظ القرآن الكريم داخل الجامع، حيث المكان مراقب بمنظومة كاميرات كما هو الحال في بقية الجوامع في محافظة الأنبار العراقية، مبينًا أن الوقف السني أرسل لجنة لمديرية مكافحة الإجرام لمتابعة القضية حين علمه باعتقال العاني قبل نحو شهر، ولكن اللجنة لم تستطع لقاء المتهم وحصلت فقط على تأكيدات باعترافه بالاتهامات المنسوبة إليه في حادثة الطفلين.
مسؤول في الوقف السني ينفي وقوع حادثتي الاغتصاب داخل المسجد في الرمادي ويؤكد عدم تسجيل شكاوى أخرى، ويُشير المسؤول في الوقف السني إلى أن المعلومات المفهومة من التحقيقات تُبين أن العاني لم يُمارس الاعتداء الجنسي، بل حاول فقط، وربما وقعت هذه المحاولات خارج المسجد.
هذا المسؤول أيضًا يقول إن شقيق المدان يعمل في المسجد نفسه، وقد نفى الاتهامات عن شقيقه، ونفى المسؤول أيضًا بدوره تسجيل شكاوى أخرى من عائلات الأطفال الذين اشتركوا بالدورات الدينية على يد العاني خلال السنوات السابقة. في ذات الوقت، أشار المسؤول إلى أن الوقف سوف يتخذ الإجراءات الإدارية في القضية بطرد العاني من وظيفته، كما أكد دعم الطفلين وعائلتيهما عبر إرسال شخصيات دينية للمؤازرة، وحثهم على مُواصلة الإجراءات القانونية بحق المدان.
“قد يهمك: تسريبات السجون المصرية“
وثيقة مجلس القضاء الأعلى عن حكمت رجب العاني
كما نشرت مصادر إعلامية عراقية محلية وثيقة صادرة من مجلس القضاء الأعلى بخصوص قضية حكمت رجب العاني. جاء في هذه الوثيقة أنه قد تشكلت محكمة جنايات الأنبار الهيئة الأولى بتاريخ 12 /09 برئاسة القاضي غانم مجيد خلف، وعضوية القاضيين طلال محمد عبد المجيد وسعد محمود عبيد، المأذونين بالقضاء باسم الشعب، وأصدرت قرارها التالي:
- حكمت المحكمة على المجرم / حكمت رجب عبد الله محمد العاني بالسجن مدى الحياة وفقًا لأحكام المادة 393/ 1و2 / أوج من قانون العقوبات رقم 111 لعام 1999 المعدلة بأمر سلطة الائتلاف المؤقتة رقم 31 لعام 2003 القسم 3 ف 1 منه، وذلك عن جريمة اللواط بالمجني عليه الطفل: عبد الله يحيى عادل.
- حكمت المحكمة على المجرم سابق الذكر بالسجن مدى الحياة وفقا لأحكام المادة 393/ 1و2/ أوج من قانون العقوبات رقم 111 لعام 1999 المعدلة بأمر سلطة الائتلاف المؤقتة رقم 31 للعام 2003 القسم 3 ف 1 منه، وذلك عن جريمة اللواط بالمجني عليه الطفل: أكرم عادل غضى.
- تنفيذ إحدى العقوبتين المذكورين بالأعلى يحول دون تنفيذ العقوبة الأخرى.
- أفهمت المحكمة المحكوم عليه حكمت رجب العاني بأن إضبارة الدعوى سترسل لمحكمة التمييز الاتحادية لإجراء التدقيقات التمييزية عليها في عشرة أيام من تاريخ صدور الحكم، وأن بإمكانه الطعن تمييزًا أمام المحكمة المذكورة خلال ثلاثين يومًا تبدأ من اليوم التالي لإصدار الحكم وفقًا لأحكام المادة 224/ د الأصولية.
- الاحتفاظ للمدعين بالحق الشخصي بحق المُطالبة بالتعويض أمام المحاكم المدنية وذلك بعد اكتساب القرار الدرجات القطعية.
- خُتمت الوثيقة بـ: وصدر القرار وجاهيًا وبالاتفاق إستنادًا لأحكام المادة ۱/۱۸۲ الأصولية قابلًا للتمييز والتمييز التلقائي وأفهم في يوم ٢٠٢٣/٩/١٢.
في العراق تم استبدال عقوبة الإعدام في جريمة اللواط بالسجن مدى الحياة.
“اطلع على: معلومات متنوعة عامة؛ تهم الجميع في عدة مجالات مختلفة”
“تعرف على: هروب عمرو اديب؛ الحقيقة الكاملة بخصوص هذا الموضوع”
صدمة واسعة من الحادثة
جريمة حكمت رجب العاني خلفت صدمة وردود فعل غاضبة واسعة في مواقع الشبكات الاجتماعية (social media)، حيث استغرب روادها كيف يُمكن لرجل دين يُفترض فيه أن يكون قدوة في الأخلاق والسلوك القويم والاستقامة، أن يتحول إلى ذئب بشري يغتصب طفلين. فيما طالب أشخاص آخرون بضرورة القيام بتشديد إجراءات المراقبة والمتابعة من قبل الجهات المعنية في وزارة الأوقاف لمنتسبيها، مع ضرورة انتقائهم وتعيينهم وفق معايير صارمة دينيًا وأخلاقيًا ومهنيًا.
من جانبها، تقول نوال الإيراهيم الناشطة الحقوقية والاجتماعية: لا شك أن هذه الجريمة بالغة البشاعة كما تكشفها حيثيات القضية، حيث أن الجاني -حكمت رجب العاني- انتهك قداسة المهنة التي يُمثلها، وانتهك براءة وحقوق أطفال صغار بلا حول ولا قوة، وهذا يستوجب إنزال أشد العقوبات بحقه على ما حكمت به محكمة جنايات الأنبار، ولعل هذه الحادثة تكون دافعًا للجهات المعنية لمراقبة أداء وسلوك من يكونون على تماس مباشر مع الأطفال أثناء الدورات التعليمية الدينية، سواء معلمين وغيرهم من موظفين، وذلك عبر إخضاعهم مثلًا لدورات تدريبية وتثقيفية حول سبل التعاطي السليم والأبوي مع الأطفال، فضلًا عن مراقبتهم سلوكيًا للتثبت من مدى أهليتهم وصلاحهم لتدريس هؤلاء الأطفال والتعامل معهم بصورة إيجابية.
كما أضفت أنه صحيح أن رجال الدين من أئمة مساجد ومؤذنين وغيرهم، يحظون عامة بالاحترام والثقة في المجتمع ويشكلون مثالًا في الورع والعفة وحسن السيرة وقدوة لمن حولهم، ولكن هذا لا ينفي وجود أشخاص منحرفين بينهم مهما كانوا قلة، وهذا ما تكشفه هذه الجريمة الشنعاء الفظيعة.
تعرفنا هنا على تفاصيل الخبر الذي هز العراق، وهو قضية حكمت رجب العاني، والتي تم الحكم عليه بالمؤبد مرتين بعد إدانته باغتصاب طفلين، كما تعرفنا على 6 بنود في وثيقة مجلس القضاء الأعلى عن القضية، وفي النهاية يجب العلم أن الدين الإسلامي بريء من هذا الفعل، بل يُحرمه ويدينه ويجعله من كبائر الذنوب، ويوجد عقوبة كبيرة على هذا الفعل بالدين الإسلامي.