لغز جريمة مزرعة Hinterkaifeck: واحدة من أكثر الجرائم غموضًا في التاريخ

في عالم الجرائم الغامضة، تبقى جريمة مزرعة Hinterkaifeck واحدة من أكثر الجرائم إثارة للدهشة والرعب. ففي عام 1922، وعلى أرض مزرعة هادئة في ألمانيا، قُتلت عائلة بأكملها بوحشية، مما ترك وراءها لغزًا لم يتم حله حتى يومنا هذا. هذه الجريمة ليست فقط واحدة من أكثر الجرائم غموضًا في التاريخ، بل هي أيضًا قصة مليئة بالأحداث الغريبة والنظريات التي تثير الفضول. في هذه المقالة من موقع الأفضل، سوف نستعرض تفاصيل الجريمة، الأحداث التي سبقتها، النظريات المختلفة، بالإضافة إلى التحقيقات التي حاولت فك هذا اللغز.

---

مزرعة Hinterkaifeck: الموقع والعائلة

كانت مزرعة Hinterkaifeck تقع على بعد نحو 70 كيلومترًا من مدينة ميونخ الألمانية. عاش فيها أفراد عائلة جروبر، وهم: الأب أندرياس، الأم كازيل، الابنة الأرملة فيكتوريا، وطفليها كازيل الصغيرة وجوزيف، بالإضافة إلى الخادمة ماريا. كانت العائلة تبدو عادية في ظاهرها، لكن حياتهم كانت مليئة بالأسرار التي ستكشف لاحقًا.

يوم اكتشاف الجريمة

في الرابع من أبريل عام 1922، توجه الجيران إلى المزرعة بعد أن لاحظوا اختفاء العائلة لمدة أربعة أيام. عند دخولهم إلى الحظيرة، كانت الصدمة كبيرة؛ فقد وجدوا أربع جثث ملقاة على الأرض في مشهد مروع. أما داخل المنزل، فتم العثور على جثتين أخريين: الطفل جوزيف والخادمة ماريا. جميع الضحايا قُتلوا باستخدام أداة تُعرف باسم “القزمة”، وهي أشبه بفأس صغيرة.

---

أحداث غريبة سبقت الجريمة

• أصوات قادمة من العلية: قبل وقوع الجريمة، ذكر أفراد العائلة والخادمة السابقة أنهم كانوا يسمعون أصوات خطوات وأصوات غريبة قادمة من العلية. هذه الأصوات أثارت خوف الخادمة السابقة، مما دفعها إلى ترك العمل قبل ستة أشهر من الجريمة.
• آثار أقدام غامضة: أفاد الأب أندرياس بأنه لاحظ آثار أقدام في الثلج تبدأ من الغابة وتصل إلى باب المزرعة، لكنها لا تعود إلى الغابة، مما يعني أن شخصًا ما دخل إلى المزرعة ولم يغادر.
• الصحيفة الغريبة: تم العثور على صحيفة في المزرعة لا تخص العائلة ولا أيًا من الجيران، مما أثار التساؤلات حول مصدرها.

“قد يهمك: وصول الفراعنة للفضاء“

---

نظريات حول القاتل

1. علاقات عائلية محرمة: إحدى النظريات تشير إلى أن الجريمة قد تكون ناتجة عن العلاقات المحرمة داخل العائلة. فقد كانت هناك شائعات عن علاقة سفاح بين الأب أندرياس وابنته فيكتوريا، وأن الطفل جوزيف قد يكون ابن هذه العلاقة. هذه الفضيحة ربما دفعت أحد أفراد العائلة أو شخصًا قريبًا إلى ارتكاب الجريمة.
2. الجار لورنس شلتن باور: لورنس شلتن باور، أحد الجيران، كان مشتبهًا به بسبب تصرفاته الغريبة بعد الجريمة. كان لديه مفتاح المنزل، وادعى أنه دخل بحثًا عن ابنه، حيث كانت هناك شائعات عن علاقة بينه وبين فيكتوريا.
3. الزوج المفقود: زوج فيكتوريا، الذي يُعتقد أنه قُتل خلال الحرب العالمية الأولى (World War I)، كان أيضًا ضمن قائمة المشتبه بهم. هناك من يعتقد أنه ربما نجا وعاد لينتقم من العائلة بسبب الفضيحة.

تصرفات القاتل بعد الجريمة

أحد أكثر الأمور إثارة للحيرة هو أن القاتل بقي في المزرعة لعدة أيام بعد ارتكاب الجريمة. أشعل الموقد، تناول الطعام، واعتنى بالحيوانات، مما يشير إلى أنه كان على دراية بروتين العائلة وحياتها اليومية.

“قد يهمك: تفسير حلم تساقط الشعر في المنام“

---

التحقيقات واللغز الذي لم يُحل

• عدم وجود أدلة كافية:

عانى التحقيق من نقص الأدلة بسبب عبث الجيران بمسرح الجريمة قبل وصول الشرطة. كما أن الشرطة لم تأخذ بصمات الأصابع، مما جعل من الصعب تحديد هوية القاتل.

• إعادة التحقيق عام 2007:

في عام 2007، قام مجموعة من الطلاب في كلية الشرطة الألمانية بإعادة دراسة القضية باستخدام تقنيات حديثة. ورغم أنهم توصلوا إلى اسم مشتبه به محتمل، إلا أنهم رفضوا الكشف عنه احترامًا لعائلته.

• إرث Hinterkaifeck:

بعد عام واحد من الجريمة، تم هدم المزرعة بسبب خوف السكان من المكان وما قيل عن ظواهر غريبة تحدث فيه. ومع ذلك، بقيت القصة مصدرًا للفضول والاهتمام، حيث كتب عنها العديد من الكتب وأُنتجت وثائقيات تناقش تفاصيلها.

“قد يهمك: أسرار الأهرامات”

“اطلع على: الكوارث الطبيعية“

---

في ختام هذه المقالة سوف نجد أن جريمة مزرعة Hinterkaifeck هي واحدة من أكثر الجرائم غموضًا في التاريخ، حيث لم يتمكن أحد من فك لغزها على مدار أكثر من 100 عام. هذه القصة ليست فقط عن جريمة قتل، بل هي عن الأسرار والخوف والظواهر الغريبة التي تجعلها واحدة من أكثر الجرائم إثارة للرعب والاهتمام. وبينما تستمر الأبحاث والنظريات، يبقى السؤال: من قتل عائلة جروبر؟ وهل سيتم الكشف عن الحقيقة يومًا ما؟