أسرار الأهرامات: المدينة المخفية ونظريات نيكولا تسلا

تعد الأهرامات المصرية واحدة من أعظم عجائب العالم القديم وأكثرها غموضًا. على مر السنين، أثارت هذه الصروح الحجرية العديد من التساؤلات حول كيفية بنائها، الغرض من إنشائها، وحتى الأسرار التي قد تخفيها تحت سطحها. مؤخرًا، زعمت دراسة جديدة اكتشاف مدينة ضخمة تحت أهرامات الجيزة، مما فتح الباب أمام نظريات جديدة وأعاد إشعال الجدل القديم حول هذه الهياكل. إضافة إلى ذلك، برزت نظريات نيكولا تسلا، العالم الشهير، التي تشير إلى أن الأهرامات قد تكون أكثر من مجرد مقابر ملكية، بل محطات لنقل الطاقة.

في هذا المقال، سنغوص في تفاصيل هذه الاكتشافات والنظريات المثيرة للجدل، مع تسليط الضوء على الجوانب العلمية والتاريخية والخيالية المحيطة بها.

---

المدينة المخفية تحت الأهرامات: اكتشاف مثير للجدل

في مارس 2023، أعلن فريق بحثي مشترك من علماء إيطاليين واسكتلنديين عن اكتشاف مدينة ضخمة تحت أهرامات الجيزة، تمتد إلى عمق يزيد عن 6500 قدم تحت سطح الأرض. هذا الاكتشاف، الذي وُصف بأنه غير مسبوق، أثار ضجة كبيرة في الأوساط العلمية والتاريخية.

• تفاصيل الاكتشاف:

باستخدام تقنية رادار النبضات، تم الكشف عن وجود أعمدة أسطوانية تمتد إلى عمق 2100 قدم تحت الأرض، متصلة بغرف مكعبة بقياس 80×80 متر. كما تم العثور على هياكل أخرى غير معروفة على عمق يصل إلى 4000 قدم. وصف الباحثون هذا الاكتشاف بأنه قد يعيد كتابة التاريخ القديم والحديث.

• ردود الفعل العلمية:

رغم الحماس الذي أثاره هذا الإعلان، قوبل بالاستهجان من قبل العديد من العلماء، الذين شككوا في صحة الاكتشاف. أشار خبراء إلى أن التكنولوجيا المستخدمة لا يمكنها اختراق هذا العمق. كما أكد علماء الآثار المصريون أن هذه الادعاءات تفتقر إلى الأدلة الملموسة، مشيرين إلى أن الأهرامات بنيت لأغراض دينية وجنائزية.

“قد يهمك: كيف تخطط أوروبا لتصبح قوة عسكرية“

---

نظريات نيكولا تسلا: الأهرامات كمحطات طاقة

نيكولا تسلا، العالم والمخترع الشهير، كان له نظرة مختلفة تمامًا للأهرامات. فقد اعتقد أن هذه الهياكل ليست مجرد مقابر، بل محطات لنقل الطاقة لاسلكيًا.

• الشكل الهندسي والموقع الجغرافي:

اعتمد تسلا في نظريته على الشكل الهندسي للأهرامات وموقعها الجغرافي. أشار إلى أن شكل الأهرام وموقعها على خطوط الطول والعرض الجغرافية قد يكون لهما دور في تركيز ونقل الطاقة. كما أن المواد المستخدمة في بنائها، مثل الحجر الجيري والجرانيت، تمتلك خصائص موصلة وعازلة.

• التجارب العملية:

في ثلاثينيات القرن العشرين، قام تسلا ببناء نموذج مصغر لهرم واختبره باستخدام حزم من الجزيئات المشحونة. ولدهشة الجميع، بدأ الهرم بالتوهج، مما دفع تسلا للاعتقاد بأن الأهرامات يمكنها بالفعل جذب الطاقة من الحقل المغناطيسي للأرض واستخدامها كمصدر طاقة مجاني وغير محدود.

“قد يهمك: تاريخ الأهرامات المصرية“

---

الجدل حول الاكتشافات والنظريات

كما هو الحال مع أي اكتشاف كبير أو نظرية جديدة، لم تسلم هذه الاكتشافات والنظريات من النقد والجدل.

• انتقادات العلماء المصريين: أكد علماء الآثار المصريون، مثل الدكتور زاهي حواس، أن الأهرامات ليست سوى قبور ملكية بنيت لأغراض جنائزية ودينية. واعتبروا أن الادعاءات حول وجود مدينة تحت الأهرامات أو استخدام الأهرامات لنقل الطاقة هي محض خيال ولا تستند إلى أي دليل علمي.
• نظريات المؤامرة: ساهمت هذه الاكتشافات في تعزيز نظريات المؤامرة التي تربط الأهرامات بالكائنات الفضائية أو الحضارات القديمة المتقدمة مثل أتلانتس. هذه النظريات، رغم افتقارها إلى أدلة علمية، تستمر في جذب اهتمام الجمهور.

“اطلع على: لماذا غزو مصر فكرة انتحارية“

---

أهمية الأهرامات: بين العلم والأساطير

بعيدًا عن الجدل، تبقى الأهرامات رمزًا للعبقرية الهندسية والابتكار البشري.

• الإنجازات الهندسية: تعتبر الأهرامات (Giza pyramid complex) دليلًا على المهارات الهندسية المتقدمة للمصريين القدماء، الذين تمكنوا من بناء هذه الهياكل الضخمة باستخدام أدوات وتقنيات بسيطة.
• الأهمية الدينية: عكست الأهرامات المعتقدات الدينية للمصريين القدماء، حيث كانت تمثل صلة بين الحياة الدنيا والعالم الآخر، ووسيلة لضمان الخلود للملوك.

المدينة المخفية وأسطورة “إرم ذات العماد”

ربط البعض بين المدينة المكتشفة تحت الأهرامات وأسطورة “إرم ذات العماد”، المدينة الغامضة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم. وفقًا لهذه النظرية، فإن الأعمدة الضخمة المكتشفة تحت الأهرامات قد تكون بقايا هذه المدينة الأسطورية. ورغم أن هذا الربط يظل في إطار الخيال، إلا أنه يضيف بعدًا جديدًا للغموض المحيط بالأهرامات.

“قد يهمك: مبادرة الحزام والطريق“

---

تظل الأهرامات المصرية واحدة من أعظم ألغاز التاريخ. سواء كانت تخفي مدينة ضخمة تحتها أو كانت محطات طاقة كما اقترح نيكولا تسلا، فإنها تثير فضول العلماء والباحثين وحتى العامة. وبينما يستمر الجدل حول هذه الاكتشافات والنظريات، يبقى الشيء المؤكد أن الأهرامات ستظل رمزًا للابتكار البشري وإرثًا خالدًا للحضارة المصرية القديمة.