الصداع النصفي؛ ما هي أسبابه وأعراضه؟

الصداع النصفي (Migraines)؛ ذلك المرض الذي يمكن اختصاره بأنه آلام ومعاناة لا تنتهي. هل أنت أحد مرضى الصداع النصفي؟ هل تعاني من أعراضه المؤلمة؟ وبالطبع لا تجد التعاطف ممن حولك، ولا تجد من يشعر بآلامك ومعاناتك، وتسمع طيلة الوقت تعليقات مثل: “كلنا بيجلنا صداع”، “إيه يعني صداع”، فيزيد هذا الكلام من آلامك، وتتحمل في صمت، فكلماتك تعجز عن التعبير عما تشعر به.

إذا كنت تعاني منه، فاطمئن فأنا أشعر بمعاناتك، وبهذا الكابوس المزمن الذي تعاني منه، ويعاني منه مرضى الصداع النصفي جميعاً، أعرف مدى صعوبات النوبات التي تفتك بك لساعات، بل من الممكن أن تستمر لأيام أيضاً. تجرب أنواع عديدة من المسكنات، يعجز بعضهم عن قتل الألم، والبعض أصبح لا يؤثر بعدما استخدمته مرات عديدة، بل وأصبحت تعاني من الآثار الجانبية بعد سنين من استخدام المسكنات، أنت بطلنا في هذا المقال، الذي يلقي فيه الضوء على هذا المرض، أعراضه، أسبابه، والمعاناة التي يعيشها مرضاه، وطرق العلاج المختلفة.

ما هو الصداع النصفي؟

الصداع النصفي، أو ما يعرف أيضاً بالشقيقة ليس مرضاً حديثاً، فبرديات الفراعنة وجد فيها أعراض لمرض “جس تب” أي “نصف رأس”، وفي القرن الثاني الميلادي وصفه الطبيب الإغريقي إريتايوس، وأيضاً أوروبا في القرون الوسطى عرف المرض وبالطبع كالعادة في هذه الفترة أصبحت الشياطين هي السبب فيه، وكانوا يثقبون رأس المريض لإخراج الشيطان!

معاناة مريض الشقيقة

الشقيقة مرض وليس عرض لمرض، فهو لا علاقة له بالأعراض التي تصيبنا بعد يوم مرهق طويل، أو نتيجة لقلة النوم، أو ربما تأخير في تناول الوجبات، ونشعر بألم في الرأس، ونعالج السبب فيختفي الألم بعد تناول الطعام أو قليل من الراحة والنوم أو حتى نتناول قرصاً من المسكنات.

مأساة مريض الشقيقة هو تشابه اسم المرض مع عرض الصداع، كما أنه مرض ليس له أعراض خارجية، فلا يشعر به إلا المريض. للأسباب السابقة لا يجد المريض تعاطف معه، فمن يراه من الخارج يشعر أنه على ما يرام، فالمسكين يعاني داخلياً وخارجياً؛ لعدم التعامل معه بجدية كمرض.

“قد يهمك أيضاً: النقرس“

ما هي أعراض الصداع النصفي؟

يعتبر هذا المرض ثالث أشهر مرض يصيب الأفراد حول العالم، ونسبة إصابة النساء به تصل لثلاثة أضعاف الإصابة في الرجال، ومن الممكن أن تبدأ النوبات في مرحلة مبكرة من المراهقة والبلوغ، وفي أحيان نادرة قد تبدأ في الطفولة.

من الممكن حدوث نوباته في جانب واحد من الرأس، ومن الممكن حدوثه في جانبي الرأس، يسمى الصداع النابض، ويأتي على هيئة نوبات وقد تستمر النوبة الواحدة من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام.

أعراض الصداع النصفي

تشمل أعراض الصداع النصفي التالي:

• صداع نابض يصيب أي جزء من الدماغ.
• شدة النوبة قد تصل إلى عدم تحمل المريض للصوت، والضوء.
• من الممكن أن تكون مصحوبة بميل للقيء، وغثيان.
• قبل النوبة قد تحدث زغللة في الرؤية، اختفاء جزء من مجال الإبصار.
• تنميل وضعف في الأرجل والأيدي، وقد يحدث قبل أو أثناء النوبة.
• قد يعاني المريض أيضاً من خلل في الكلام، والنطق.

“تعرف على: ارتفاع ضغط الدم الرئوي“

٧ نصائح خاصة لمرضى الصداع النصفي

يجب على مرضى الشقيقة تجنب بعض العادات، والاهتمام بعادات أخرى والتي قد تساعد في تقليل نوبات الصداع النصفي. في التالي 7 نصائح خاصة للمرضى بهذا المرض:

1. تجنب الأكلات التي تحتوي على مكسرات، وجوز هند، ونودلز، ولحوم محفوظة، والشيكولاتة.
2. تجنب السهر لفترات طويلة، فعلى مريض الصداع النصفي الحصول على قدر كاف من ساعات النوم يومياً.
3. تجنب التعرض للإجهاد العصبي، والتوتر.
4. محاولة شرب كميات مناسبة من المياه يومياً؛ فالجفاف يزيد من النوبات.
5. الاهتمام بتناول وجبات صحية ومتوازنة العناصر الغذائية.
6. تجنب العادات التي تثير الجهاز العصبي مثل: مشاهدة التلفزيون في الظلام، واستخدام الموبايل في الظلام لساعات طويلة.
7. التقليل من تناول المنبهات مثل: الشاي، ومشروب القهوة ”Coffee”.

“اطلع على: فوائد الرياضة للجسم“

أسباب الصداع النصفي

يختلف الصداع عن الصداع النصفي في أنه عرضاً وليس مرض، فالضغط العالي يسبب الصداع، التوتر، الإجهاد، لكن الصداع النصفي هو مرض يحدث نتيجة لخلل كهربائي.

يوجد أربعة شرايين رئيسية تعمل على تغذية المخ، لكل شريان الضفيرة العصبية الخاصة به، وحجم الدم المار خلال الشريان يتغير تبعاً لاحتياج المخ. عند الحاجة لضخ كمية كبيرة من الدم يتمدد الشريان فيزيد تدفق الدم خلاله، وعند الحاجة لتقليل كمية الدم ينقبض الشريان، فتقل كمية الدم المارة خلاله.

يعاني المريض من خلل كهربائي في الضفيرة العصبية لأحد الشرايين الأربعة المغذية للمخ، ومن الممكن حدوث الخلل في أكثر من شريان. الخلل الكهربائي يحدث انقباضاً للشريان، ويقلل تدفق الدم في الشريان وتبدأ أعراض ما قبل النوبة في الظهور.

تظهر أعراض النوبة من صداع نابض قوي، وزغللة، وميل للقيء، وغيره من الأعراض، بحدوث إرهاق للشريان فيتمدد دون تحكم ويتسبب في دخول كمية كبيرة من الدم إلى الشريان المصاب، ويعاني المريض من نوبة تستمر مع ساعات وقد تمدد لأيام.

“قد يهمك أيضاً: أفضل مكمل غذائي في الصيدليات“

علاج الصداع النصفي

بعد معرفة أسباب الصداع النصفي، سنتحدث هنا عن كيفية العلاج. عادة ما يتعامل المريض في البداية مع النوبات على أنها أعراض صداع، ويبدأ في تعاطي المسكنات المختلفة، والتي لها تأثير محدود للغاية لو تم تناولها في بداية النوبة لكنها بالطبع لن تمنع حدوث نوبات أخرى، بالتالي أنت في حاجة لطرق علاج الصداع النصفي.

علاج الشقيقة يكون بأكثر من طريقة بعضها نصائح وقائية، وقد يكون علاج دوائي يستخدم أثناء الصداع، أو يكون دواء يمنع حدوث النوبات، وذلك كما يلي:

إبعاد المريض عن محفزات الصداع

ينصح المريض بالابتعاد عما يسمى بـ “محفزات الصداع النصفي” المتمثلة في الإجهاد، والتوتر، قلة النوم، والأطعمة كالشيكولاتة ومنتجات الألبان والأطعمة التي تحتوي على المواد الحافظة، أو أكلات المريض نفسه لاحظ ارتباطها بالنوبات.

علاج وقت حدوث الصداع

هدف هذا العلاج هو العمل على إعادة انقباض الشريان وتقليل كمية الدم المتدفق، فيقضي على نوبة الصداع، وأعراضه.

علاج قبل حدوث الصداع

هو علاج وقائي يعمل على منع تمدد الشريان وزيادة تدفق الدم فيه، وهذا النوع من الأدوية عادة ما يكون مخصصاً لعلاج أمراض أخرى مثل: مضادات الاكتئاب، وأدوية الصرع، وزيادة الكهرباء، ومنها حتى ما يستخدم لتنظيم ضربات القلب.

لذا في بعض الأحيان يصاب المريض بالقلق عندما يقرأ استخدام الدواء؛ لأنه يجد نفسه غير مصاب بهذه الأمراض، لذا يجب طمأنة المريض، وأن هذه الأدوية تستخدم لحالته، وهي عادة ما تستخدم لمدة من ستة أشهر لسنة ويوقفها الطبيب و يحدد بعدها الاستمرار بتناولها أم لا حسب الحالة.

” قد يهمك أيضاً: طرق للتخلص من الصداع النصفي“

البوتكس لعلاج الصداع النصفي

الحقن بالبوتكس هو أحد الطرق المستخدمة لعلاج الصداع النصفي، ويحقن في أماكن معينة أمامية وخلفية بجرعات محددة، ولقد أثبت حقن البوتكس فاعليتها، لكن يجب تكرار الحقن كل ثلاث أو أربعة أشهر، ويوجد نوع آخر من العلاج يتمثل في حقن شهرية تحقن تحت الجلد، وهي ناجحة جداً في تقليل نوبات الصداع، ولكن عيبها ارتفاع سعرها.

بعد أن تعرفنا على الصداع النصفي، وتعرفنا على أسبابه، وأعراضه، وما على المصاب به تجنبه من سهر ووجبات غير صحية ومسببات التوتر العصبي، وما عليه الاهتمام به من شرب الماء وتناول وجبات صحية، بقي نصيحة أخيرة، وهي توجه إلى الطبيب فور الشعور بالأعراض التي ذكرناها في هذا المقال، فالطبيب هو الوحيد القادر على التشخيص الصحيح، وإعطاء العلاج المناسب؛ لأن إحدى الأخطاء التي يقع فيها الكثير اللجوء إلى تناول المسكنات، وهي من الممكن أن تكون ذات تأثير عكسي، ومن الممكن أن تؤدي إلى تفاقم الحالة.