كيف تتحكم في غضبك؛ نصائح عملية للسيطرة على نفسك أثناء نوبة الغضب
How to control your anger
كيف تتحكم في غضبك؛ طرق عملية واستراتيجيات فعالة للتخلص من الغضب، مع بيان ما هو الغضب؟ ومن أين يأتي الغضب؟ ولماذا يجب علينا تعلم إستراتيجيات إدارة الغضب؟
كيف تتحكم في غضبك (How to control your anger)؛ سؤال يتبادر في أذهاننا جميعًا ولا نعرف كيف يمكننا فعل ذلك، في هذا المقال سوف نتعرف معا على ما هو الغضب؟ ومن أين يأتي الغضب؟ وكيف تتحكم في غضبك؟ الغضب هو عاطفة إنسانية طبيعية وصحية بشكل عام. مع ذلك، عندما تصبح ضارة وخارجة عن السيطرة، يمكن أن تسبب مشاكل في العمل والعلاقات الشخصية وتؤثر على جودة حياتك بشكل عام. في هذا المقال في موقع الأفضل سوف نتعرف على إستراتيجيات إدارة الغضب التي تعتبر طريقة مثبتة للتحكم في غضبك والتعامل الصحي مع مشاعرك. كما سنتعرف بالتأكيد على كيفية التعامل مع الغضب في الإسلام.
قائمة المحتويات
ما هو الغضب؟
الغضب هو “حالة عاطفية تختلف في شدتها من تهيج خفيف إلى غضب شديد”. الغضب هو عاطفة تثيرها عوامل مختلفة وأحداث متنوعة تحدث للإنسان، ويمكن أن تكون بعض هذه العوامل مشكلات عميقة وباطنية لم تتم معالجتها. على سبيل المثال، عندما كنت طفل، ربما تكون قد تعلمت أو لاحظت طرقًا للتعبير عن الغضب الذي كان ضارًا أو مسيئًا. ربما تكون قد ورثت أنماطًا عاطفية غير صحية من والديك أو غيرهم من أفراد الأسرة الأكبر سنًا الذين لم يعرفوا كيفية توصيل مشاعرهم.
“تعرف على: ما هو التسويف“
أسباب الغضب؟
تتعدد أسباب الغضب لتشمل كل من الأحداث الخارجية والداخلية التي تحيط بك. قد تكون غاضبًا من شخص معين (كزميل في العمل أو مدير) أو حدث ما (ازدحام مروري، رحلة ملغاة)، أو قد يكون سبب مشاعر غضبك هو (القلق أو بعض مشاكلك الشخصية أو الخوف من المستقبل). يمكن للأحداث الصادمة أو الغاضبة أيضًا أن تثير غضبك. يظهر هذا الغضب على شكل سلوكيات مثل (الصراخ أو الإثارة أو الإحباط أو التعليقات السلبية المهينة).
“اقرأ أيضًا: الصحة السلوكية“
أهمية تعلم إدارة الغضب؟
يرتبط سوء إدارة الغضب بعدد من الآثار السلبية على الصحة البدنية والعقلية والاجتماعية للإنسان، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وتدني احترام الذات، والمشاكل الشخصية. بشكل عام، تعد العادات السليمة للتحكم في الغضب جزءًا من الاهتمام بالصحة العامة للجميع. في التالي سوف نتعرف على كيفية التعامل مع الغضب في الإسلام وكيفية التعامل مع الغضب من منظور علم العلاج السلوكي المعرفي.
“اطلع على: أسرع طريقة لتعلم مهارة جديدة“
تعلم كيف تتحكم في غضبك
أثبتت العلاجات السلوكية المعرفية بشكل متكرر نجاحها في السيطرة على الغضب. تساعد هذه العلاجات في تعديل أفكارك وأفعالك. إنها تستند إلى فكرة أن عواطفك وأفكارك وسلوكك مترابطة. من خلال إدراكك لأفكارك السلبية، يمكنك تعلم تغييرها إلى أفكار أكثر إيجابية، مما سيؤدي إلى تغيرات مزاجية. فيما يلي 10 استراتيجيات فعالة للمساعدة في إدارة غضبك.
- تعرف على محفزاتك:
إذا كان لديك مزاج سريع، فتتبع الأشياء التي تثيرك عن طريق تدوينها في مفكرة. تتيح لك هذه الخطوة معرفة أسباب غضبك والاستعداد مسبقًا للمواقف التي يُحتمل أن تكون صعبة. المقصد من هنا التعرف على أسباب غضبك المعتادة حتى تتحكم في غضبك قبل ان يتحكم فيك. افهم غضبك لكي تتحكم في شعورك.
- لا تشارك في لعبة إلقاء اللوم:
لن تتمكن من التغلب على غضبك بلوم الآخرين، ولوم نفسك لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشاعر السلبية وإطالة أمدها. بقدر ما قد يبدو الأمر صعبًا، من المهم أن تتقبل مسؤولية غضبك وكيف تستجيب له عندما لا تسير الأمور في طريقك.
- تعلم الابتعاد من طرق التحكم في الغضب:
في بعض الأحيان، يكون الابتعاد عن بيئة الضغط العالي هو كل ما يتطلبه الأمر للسيطرة على مشاعرك. عندما ترتفع درجة حرارة المناقشة عن المستويات المريحة، لا تناقش لا تجادل فقط غادر المكان واترك لنفسك الوقت الكافي لتهدأ وتفكر جيدًا. من المؤكد أنك إذا جادلت أو ناقشت وأنت غاضب سيخرج منك كلام ستندم عليه لاحقًا ومن الممكن أيضًا أن تسيء لشخص عزيز عليك.
- للتحكم في غضبكِ عليك تغيير وضعية جسدك:
في الحقيقة إن أغلب النصائح تدور حول تعاملك مع ذاتك وليس مع الشخص المقابل، فحتى لو كان الشخص المقابل هو المخطئ فلحسن الحظ هناك العديد من الطرق الواعية والحكيمة للتعامل مع مثل هذه المواقف بحكمة وفهم، وليس بالغضب.
عندما تكون في نوبة غضب من المهم تغيير حالتك الجسدية، على سبيل المثال (إذا كنت في مكان ما يمكنك مغادرة المكان والذهاب إلى مكان آخر، أو الذهاب للمشي ولو لبضع دقائق) فالسر هنا يكمن في تغيير الحالة الجسدية والحالة الفكرية والشعورية لديك أثناء الغضب.
“قد يفيدك: كتابة المحتوى Content Writing“
- ممارسة الرياضة بانتظام يفيد في التحكم في غضبك:
ممارسة الرياضة والنشاط البدني بكل معنى الكلمة، أفضل الممارسات لإدارة الغضب. سيساعدك هذا على تخفيف التوتر، سواء كنت تتمرن في صالة الألعاب الرياضية أو تمشي بسرعة. التمرين يساعدك أيضًا على الاسترخاء الذهني. ستلاحظ أنه بعد التمرين الصعب أو الجري الطويل، أن لديك رؤية أوضح لما كان يزعجك.
- تحكم في أفكارك هام عند التحكم في الغضب:
الأفكار السلبية والغاضبة فقط تغذي النار. أعد ترتيب أفكارك عندما تجد نفسك تفكر في أفكار تثير غضبك. سيساعدك التركيز على الحقائق دون تقديم تفسيرات سلبية أو مبالغات مفرطة في الحفاظ على هدوئك. يمكنك أيضًا إنشاء عبارة إيجابية أو (الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم) كما أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ويمكنك تكرارها للتخلص من الأفكار السلبية التي تغذي غضبك، فتغيير التركيز من الغضب إلي قول شيء إيجابي، يساعد كثيرًا في السيطرة على الغضب.
“تعرف على: مشكلة التسويف“
- الذكاء العاطفي ضمن طرق كيف تتحكم في غضبك:
من المفيد أن تتوقف قليلًا وتفكر في المشاعر (Feeling) التي قد تكون وراء غضبك. غالبًا ما يستخدم الغضب كقناع وقائي لمنعك من الشعور بمزيد من المشاعر غير السارة، مثل الخزي أو الحزن أو خيبة الأمل. اسأل نفسك، “ما الذي أشعر به الآن؟”، “هل أشعر بالحزن؟”، أو “هل أشعر بالأذى؟” يمكن أن يساعدك اكتساب نظرة ثاقبة على المشاعر الكامنة في تطوير استراتيجيات التأقلم الصحية، وهذا ما يسمى بالذكاء العاطفي – فكلما طورت هذه المهارة، أصبحت أكثر صحة.
- استخدم عبارات “أنا”:
حاول التعود على استخدام عبارات “أنا” لشرح الموقف. على سبيل المثال، لا تقل، “أنت لا تهتم بما أفكر به أو بما أشعر به.” بدلاً من ذلك، قل: “أشعر بالضيق عندما لا يتم الاعتراف بمشاعري”، أو تجنب قول شيء مثل، “أنت تترك الفوضى في كل مكان باستمرار.” بدلًا من ذلك، جرب: “أشعر بالإحباط عندما أعود للمنزل ويكون المنزل في حالة من الفوضى”.
- لا تبقي ضغينة في نفسك:
يمكن أن تكون المسامحة طريقة علاجية للغاية. إذا استطعت أن تتخلى عن الضغائن وتسامح، فهناك العديد من الفوائد الصحية لذلك. عندما يكون لديك ضغينة، فإنك تنحصر في دائرة من الهوس والمشاعر السيئة والإحباط. إن مسامحة شخص جرحك مع التعلم من التجربة وتحليل المواقف، وفهم السبب وراء غضبك يساعد في معرفة الأشياء التي تثير غضبك، وبالتالي تجنبها وعدم الوقوع في الخطأ مرة أخرى وبذلك تصبح أكثر حكمة في التعامل مع نفسك ومع المواقف في المرات القادمة.
- استخدم تقنيات الاسترخاء أحد خطوات التعامل مع غضبك:
عندما يندلع غضبك، استخدم تقنيات الاسترخاء. على سبيل المثال، قم بأداء تمارين التنفس العميق، وتخيل بيئة هادئة، وكرر شعارك (أنا هادئ). يمكنك أيضًا الاسترخاء من خلال الاستماع إلى القرآن الكريم أو كتابة دفتر يوميات أو الصلاة والتأمل في الكون أو القيام ببعض تمرينات اليوجا. كما يمكنك من قراءة الكتب التعلم أكثر عن كيف تتحكم في غضبك pdf (من ذلك تحميل كتاب كيف تتحكم في غضبك pdf للدكتور إبراهيم الفقي).
“اقرأ كذلك: فوائد الرمان للحامل“
التعامل مع الغضب في الإسلام
ما سبق كان عبارة عن نصائح للتعامل مع الغضب وفق العلاج السلوكي المعرفي (العلاج السلوكي الانفعالي العقلاني لفهم جذور غضبك وطبيعته)، وفيما يخص كيفية التعامل مع الغضب في الإسلام أو كيف أتحكم في أعصابي عند الغضب في الإسلام، فهو يكون من خلال التالي:
- الاستعاذة بالله من الشيطان:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله، سكن غضبه”، قول ذلك أي الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، يمكنك من التحكم في غضبك.
- السكوت أحد نصائح عملية للسيطرة على نفسك أثناء نوبة الغضب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم فليسكت). من المشهور أن الغضبان يخرج عن شعوره، وغالبًا يتلفظ بكلمات خطيرة قد يكون فيها كفر أو لعن أو طلاق أو سب وشتم يجلب له عداوة الآخرين. بالتالي، فالسكوت هو الحل لمنع كل ذلك.
- السكون من أهم نصائح للتحكم في الغضب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع). يهدف هذا الأمر لمنع الغاضب من التصرفات الهوجاء؛ لأنه قد يضرب أو يُؤذي بل قد يقتل وربما أتلف مالاً ونحوه، بالتالي إذا قعد كان ذلك أبعد له عن الهيجان والثوران، وإذا اضطجع أصبح أبعد ما يكون عن التصرفات الطائشة والأفعال المؤذية.
“اطلع على: أهم أنواع الفيتامينات والمعادن”
- لا تغضب من أهم طرق التعامل مع الغضب في الإسلام:
هنا على المسلم حفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رجلًا قال للنبي “صلى الله عليه وسلم” أوصني، فقال لا تغضب، فردد ذلك مرارًا، فقال في كل مرة لا تغضب، وفي رواية للحديث فقال الرجل: ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر.
- تذكر ثواب عدم الغضب فعال في كيف تتحكم في غضبك:
في الحديث النبوي: (لا تغضب ولك الجنة)، بالتالي على المسلم تذكر ما أعده الله للمتقين الذين يتجنبون الأسباب المؤدية للغضب ويجاهدون أنفسهم في كبته ورده فهذا من أعظم ما يعين ويساعد على إطفاء نار الغضب، وفي الحديث (… ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضًا يوم القيامة..)، وفي حديث آخر (من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله -عز وجل- على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ حتى يخيره من الحور العين ما شاء).
- تذكر الرتبة العالية والميزة المتقدمة للشخص الذي يملك نفسه:
قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب). من المعروف أنه كلما انفعلت نفس الإنسان واشتد الأمر، كان كظم الغيظ أعلى في الرتبة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (الصرعة كل الصرعة الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه، ويقشعر شعره فيصرع غضبه).
تذكر لنا كتب الحديث النبوي الشريف أنه عليه الصلاة والسلام انتهز الفرصة في حادثة أمام الصحابة الكرام ليوضح هذا الأمر، فعن أنس رضي الله عنه، (أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يصطرعون، فقال : ما هذا؟ قالوا: فلان الصريع ما يصارع أحدًا إلا صرعه، فقال عليه الصلاة والسلام: أفلا أدلكم على من هو أشد منه، رجل ظلمه رجل فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه).
- التأسي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الغضب: وهذا بأن نجعل غضبنا لله، وإذا انتهكت محارم الله فهذا هو الغضب المحمود.
- معرفة أن رد الغضب يعد من علامات المتقين: قال الله تعالى ( والكاظمين الغيظ) وقال (إذا ما غضبوا هم يغفرون).
- التذكر عند التذكير: أي إذا رأيت أحدًا قد غصب فعليك تذكيره بما سبق في الأعلى، وعليك تذكيره بقوله تعالى في الكتاب الكريم (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين).
- إذا أردت تَعلم الغضب وتأمل في الحصول على بعض الإجابات عن ذلك، فعليك معرفة مساوئ الغضب الكثيرة والتي يمكن تلخيصها في مجملها بالإضرار بالنفس والآخرين.
- تأمل الغاضب لنفسه لحظة الغضب في المرآة لكي يعرف خطورة ما هو فيه.
- الدعاء الدائم بأن يخلصه الله تعالى من الشرور والآفات والأخلاق الرديئة والتي منها سرعة الغضب ورد الفعل الخاطئ والخطير عند الغضب، وخاصة الدعاء في أيام وأوقات قبول الدعاء.
في نهاية مقالنا عن كيف تتحكم في غضبك، يمكننا القول أن تعلم التحكم في الغضب أمر ليس من الرفاهية ولكن من الضروريات في حياة كل شخص منا، ولا بد من بذل الوقت والجهد حتى تنمي عندك هذه المهارة في شخصيتك، وقد ذكرنا لك أهمية تعلم إدارة الغضب. كما يمكن للأشخاص الذين يجدون صعوبة في إدارة غضبهم تعلم طرق مثمرة للتعامل مع مشاعرهم، وكما ذُكر في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم «ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»، فالقوة الحقيقية لا تكمن في الصراخ والإثارة وتصرفات الغضب المختلفة، ولكن تكمن في تمالك النفس والسيطرة عليها أثناء نوبة الغضب.
من السهل جدًا أن يقوم الشخص بالصراخ والتدمير أثناء نوبة الغضب ولكن من الصعب جدًا وليس من المستحيل التحكم في غضبه، لذلك وصف النبي عليه الصلاة والسلام الشخص الذي يتحكم في غضبه بالشخص القوي، لذا وجب على كل منّا تعلم إستراتيجيات إدارة الغضب ومعرفة أسباب الغضب والبدء في ممارسة التمارين للتخلص من سرعة الغضب ووضعها موضع التنفيذ لكي تساعد على ترسيخ عادات إدارة الغضب الجيدة.