الصحة السلوكية، مع بيان مفهومها واختلافها عن صحتك النفسية

Behavioral health

الصحة السلوكية Behavioral health؛ ماذا يقصد بالصحة السلوكية؟ وما هو الفرق بين هذا المجال وبين الصحة النفسية؟ تعرف هنا على أهم 3 اختلافات بينهما، وما تأثيرات الصحة السلوكية علينا؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

الصحة السلوكية (Behavioral health)؛ تساعد على توجيه الفرد نحو ممارسة حياتية صحية تُسهم في تجنب المرض أو على الأقل إدارة هذا المرض بشكل جيد وعدم تفاقمه والحد من أعراضه، لهذا فمتابعة التغييرات السلوكية في حياة الفرد مهمة لكي يشعر بوضع أفضل على المستوى البدني والنفسي ومن ثم تحسين قدرته على ممارسة حياته بفاعلية. في هذا المقال سوف نتعرف على الصحة السلوكية بشكل مفصل، مع بيان مفهومها واختلافها عن صحتك النفسية.


مفهوم الصحة السلوكية Behavioral health

صورة بها أربعة مرضى يمسكون أيادي بعضهم البعض ويستعدون للعرض على الطبيب في إطار تكامل الصحة السلوكية
ما هي الصحة السلوكية؟

تشير الصحة السلوكية بشكل عام، إلى توفير العلاج لمجموعة من المشكلات الصحية، مثل: ضغوط الحياة ومواجهة الأزمات، واضطرابات الصحة النفسية، وتعاطي المخدرات، والأعراض الجسدية المرتبطة بالتوتر.

بالتالي فهي مجال يشمل العديد من التخصصات الصحية التي تُعنى بدمج مجموعة من المعارف والتقنيات الصحية، ما بين تخصصات سلوكية ونفسية واجتماعية وبيولوجية، تتداخل مع بعضها لفهم المرض، ومن ثم توفير أدوات للتشخيص وتقديم علاج مناسب وكذلك الوقاية من تطور مضاعفاته.

يشارك في تقديم الخدمة الطبية – في إطار هذا المفهوم – طائفة واسعة من الخبراء الصحيين، بمن فيهم المستشارين وباحثي الأمراض والأوبئة وأطباء القلب والأسرة واختصاصي التغذية وأطباء النفس والأطفال.

علاوة على ذلك، يأخذ هذا المجال الصحي نهجاً محدداً في تقديم الرعاية الصحية، حيث يتعامل مع مختلف فئات المرضى من مراهقين وأطفال وكذلك البالغين وكبار السن، وسواءً كان ذلك فردياً أو في شكل مجموعات.

إلى جانب الأدوار السابقة، يُسهم هذا المجال بلعب دور مهم من خلال التدخل في سلوكيات المريض بشكل فعال لمنع وقوع المرض، والتحسين من عملية التعامل مع المرض، وتحسين جودة ونوع الحياة بهدف الوقاية من المرض والتقليل من تكاليف الرعاية الطبية.

على الرغم من أن هذا المصطلح قد بدأ في القرن العشرين للإشارة إلى بعض السلوكيات التي من شأنها أن تسهم في منع المرض والوقاية منه وتعزيز الصحة، لكنه مع مرور الوقت اتسع المصطلح ليشتمل على كافة أنواع السلوك الذي يقوم بمساعدة الأفراد في التعامل مع المرض (learn assistance medical).

“اقرأ أيضاً: منطقة الراحة


الفرق بين الصحة السلوكية والصحة النفسية

صورة بها يدي كل من المريض والطبيب في إطار الفرق بين الصحة السلوكية والصحة النفسية
الفرق بين الصحة السلوكية والنفسية

تصف الصحة “السلوكية” العلاقة بين صحة ورفاهية الجسم والعقل. يمكن أن يشمل ذلك عادات الأكل والشرب والتمارين وتحديات الصحة النفسية المختلفة. كما يمكن أن يمتد المفهوم إلى الحالات النفسية، والاستشارات الزوجية والأسرية، وعلاج الإدمان.

وفقًا لمؤسسة Maine Health Access Foundation وجد الباحثون أنه من بين كل عشر أشخاص يزورون الطبيب، هناك سبعة أشخاص يذهبون لأسباب تتعلق بصحتهم السلوكية، وهذا ما يثير انتباهنا أكثر لنتعرف على هذا المجال.

غالبًا ما يتم استخدام مصطلحي “الصحة السلوكية” و”الصحة النفسية” بالتبادل، ولكن هناك بعض الاختلافات الواضحة بين المصطلحين. أفضل طريقة لمعرفة هذه الاختلافات هي أن الصحة النفسية مجرد جانب واحد من فئة أكبر تسمى الصحة “السلوكية”.

على سبيل المثال، قد يحتاج الفرد إلى الاستفادة من الفوائد الصحية السلوكية، لكن ما قد يحتاج إليه على وجه التحديد هو المساعدة في إدارة الاكتئاب أو المساعدة في مشكلة تعاطي المخدرات.

تُعرِّف منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية بأنها حالة من الرفاهية يُدرك فيها كل فرد إمكاناته الخاصة، ويمكنه التعامل مع ضغوط الحياة العادية، ويمكنه العمل بشكل منتج ومثمر، ويكون قادرًا على المساهمة في تحقيق مصالح مجتمعه. يمكن أن تشمل الصحة النفسية مجموعة متنوعة من العوامل، مثل: الحالة النفسية والعادات وخدمات الصحة العقلية (mental care substance).

على الجانب الآخر، تركز الصحة السلوكية على كيفية تأثير العادات على الصحة البدنية والنفسية بشكل عام، بذلك تتسم بأن لها نطاقًا أوسع وتشمل جوانب إضافية متعددة للعادات الشخصية.

إن العديد من الخدمات المشمولة في الصحة “السلوكية” لا تندرج تحت فئات الصحة النفسية. على سبيل المثال، لنفترض أن موظفًا يعاني من السمنة. قد ينظر أخصائي الصحة السلوكية في السلوكيات التي قد تكون ساهمت في معاناة هذا الشخص من السمنة (Obesity) كجزء من خطة العلاج الخاصة به (treatment).

قد لا يثير مصطلح الصحة السلوكية نفس الإشكاليات التي يثيرها مصطلح الصحة النفسية، مما قد يشجع الأفراد على التواصل والحصول على المساعدة الصحية عندما يحتاجون إليها، خاصة أن الخدمات والخيارات المتاحة للشخص الذي يطلب المساعدة الصحية هنا هي أيضًا أكثر تنوعًا، مما يمنحه موارد لم تكن متاحة في الماضي لمواجهة التحديات الصحية التي يتعرض لها.

“اطلع على: مرض الكتاتونيا


تكامل الصحة السلوكية

وفقاً لبعض الأبحاث الميدانية، يعاني واحد من كل خمسة أشخاص بالغين في الولايات المتحدة الأمريكية من اضطراب في الصحة النفسية أو اضطراب تعاطي المخدرات. علاوة على ذلك، ازداد انتشار وشدة حالات الصحة النفسية بين الأطفال والمراهقين بشكل حاد. مع ذلك، يفشل العديد من الأشخاص في تلقي العلاج ويرجع ذلك جزئيًا إلى النقص الكبير في مقدمي خدمات الصحة السلوكية Behavioral health services.

يتمثل أحد الحلول المهمة لسد هذه الفجوة في ما يمكن تسميته تكامل الصحة السلوكية، يشير هذا المفهوم إلى قيام وحدات الرعاية الصحية الأولية جنباً إلى جنب مع الأطباء السلوكيين لتوفير رعاية صحية مناسبة للمرضى. يمكن اتباع أساليب أو نماذج مختلفة لدمج وحدات الصحة “السلوكية” (مركز دعم الصحة السلوكية) مع وحدات الرعاية الصحية الأولية (مثل: طب الأسرة والطب الباطني وطب الأطفال والتوليد وأمراض النساء) أو تقديم رعاية صحية متخصصة (مثل: أمراض القلب أو أمراض الجهاز الهضمي).

“الصحة” السلوكية: توجه الفرد للقيام بممارسة حياته بشكل صحي حتى يتجنب المرض أو يحد من أعراض هذا المرض، ولذلك من المهم الالتزام بالإرشادات السلوكية التي يقدمها طبيب الصحة السلوكية.

“اقرأ أيضاً: فنون التعامل مع المراهقين


تأثيرات الصحة السلوكية

صورة بها يدي طبيب يستعد للكشف على المرضى لتوضيح تأثيرات الصحة السلوكية
كيف تؤثر علينا الصحة السلوكية؟

تؤثر الرعاية الصحية السلوكية على الأفراد تأثيراً كبيراً، حيث تشير الدراسات إلى أن 20٪ من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا يعانون من اضطراب نفسي، كما يعاني ثلثي المقيمين في دور رعاية المسنين من مشاكل صحية سلوكية. رغم ذلك، فإن 3٪ فقط من المسنين هم الذين خضعوا للعلاج على يد أخصائي الصحة النفسية. يوضح هذا أن الاضطرابات التي يعالجها مجال الصحة السلوكية تمس حياة الكثيرين.

عند الذهاب للعلاج من اضطراب سلوكي معين، يجد المريض أن أخصائي الصحة السلوكية يقدم خدمات أكثر شيوعًا مما يعتقد. على سبيل المثال، هناك الأخصائي الاجتماعي، والمستشار الأسري، والمعالج النفسي، وطبيب الأعصاب، وحتى مقدم الرعاية الأولية، فكلهم مدربون لإدارة أشكال العلاج للاضطراب السلوكي.

علاوة على ذلك، يمكن تسهيل برامج العلاج بعدة طرق اعتمادًا على المشكلة التي يعاني منها المريض. على سبيل المثال، برامج علاج المرضى المقيمين بالمستشفيات، وبرامج علاج المترددين على العيادات الخارجية، وبرامج إعادة التأهيل المتخصصة، والبرامج العلاجية المتخصصة مثل العلاج السلوكي المعرفي.

بمجرد أن يختار المريض مستشار الصحة السلوكية الذي سيقوم بفحصه، يبدأ الطبيب استشارته الأولى بفحص المريض وسؤاله عن مجموعة واسعة من السلوكيات التي يقوم بها والتاريخ الطبي السابق.

على سبيل المثال، يهتم مستشار الصحة “السلوكية” بمعرفة ما إذا كان المريض يعاني من اضطراب تعاطي المخدرات في الحاضر أو الماضي، ومدى ممارسته للسلوكيات التي تسبب الإدمان، وحياته في المدرسة أو في المنزل، وتاريخ الصدمات التي تعرض لها في حياته، أو صراعه من حالة صحية سابقة، ومعاناته من مشكلة صحية نفسية، وعاداته في تناول الطعام أو ممارسة الرياضة.

إذن ينصب اهتمام مستشار الصحة “السلوكية” على الروتين الذي يمارسه الفرد، والذي يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحته النفسية والجسدية؛ فغالبًا ما تكون الأعراض الجسدية والنفسية مترابطة بشكل معقد.

“اقرأ أيضاً: تنظيم الوقت


ما هي الرعاية الصحية السلوكية؟

يشار إلى الرعاية الصحية السلوكية أحيانًا باسم رعاية الصحة النفسية؛ ومع ذلك، فإن مصطلح الصحة السلوكية أكثر شيوعًا الآن، لأنه يشمل سلوكيات المريض وعاداته، فضلاً عن صحته النفسية والعاطفية.

كيف تؤثر الصحة السلوكية على المريض؟

يمكن أن تؤثر حالات مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الهلع وإدارة الإجهاد والإدمان واضطرابات الأكل وقضايا العلاقات الأسرية وغيرها على طريقة تفكير الفرد وشعوره وتصرفه. تحدد صحتك السلوكية كيفية تعاملك مع الضغط والتواصل مع الآخرين واتخاذ الخيارات الصحية.

ما هي أدوات الصحة السلوكية؟

إلى جانب وحدات وأقسام الصحة السلوكية، تتوفر في بعض البلدان خدمات العلاج الرقمي السلوكي عبر مواقع الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية. تساعدك برامج العلاج والتدريب عبر الإنترنت على إدارة التوتر والقلق والاكتئاب أثناء التعافي من المشكلات الصحية الخطيرة أو التعامل مع أحداث الحياة الكبرى.

متى تحتاج لطلب المساعدة الصحية السلوكية؟

يشعر الجميع بالتوتر والقلق ومواجهة ضغوط الحياة والمعاناة من بعض السلوكيات السلبية من وقت لآخر، ولكن عندما تبدأ التغيرات المزاجية في التأثير على الحياة اليومية، فقد يكون الوقت قد حان لزيارة مقدم الرعاية الصحية السلوكية.

تعرفنا في هذا الموضوع على مفهوم الصحة السلوكية Behavioral health، ودورها في مساعدة الإنسان على أداء السلوكيات التي تسهم في تجنبه للأمراض والحد من أعراض هذه الأمراض في حالة الإصابة بها، وكيفية اختلاف هذا المفهوم عن الصحة النفسية حيث عرضنا 3 اختلافات بينها وبين صحتك النفسية، وكذلك تعرفنا على تكامل وتأثير “الصحة” السلوكية.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد