حين يهدد الحرمان العاطفي حياتك؛ 6 علامات تدل على معاناتك منه
emotional deprivation
الحرمان العاطفي؛ تعرف على أسباب هذا الحرمان، ما هي أنواعه؟ تعرف على 6 علامات تدل على معاناتك من هذه المشكلة، تعرف على كيفية علاج الحرمان العاطفي
الحرمان العاطفي (emotional deprivation)؛ هو قلة الارتباطات العاطفية والشخصية وعدم توفر الحب والمودة والاهتمام لدى الشخص، وخصوصًا من جانب مقدم الرعاية الأساسي(الأب أو الأم) خلال فترة الطفولة المبكرة، وذلك نتيجة عدم تلبية الاحتياجات العاطفية، وهذا الحرمان يظهر في وقت مبكر من الطفولة، كما أنه أمر مرهق للغاية، إذ يستمر شعور الشخص بأنه غير مرئي وغير مهم حتى بعد البلوغ.
قائمة المحتويات
شعور الحرمان العاطفي
قد يكون الحرمان العاطفي أحد أكثر السمات شيوعًا بين الأفراد ولكن من الصعب اكتشافه في البداية؛ لأنه يفتقر إلى العديد من العلامات الواضحة لتشخيصه، فهو مجرد شعور غامض بأن شيئًا ما مفقود في حياتك ولكنك لا تعرف ما هو، وتشعر بالفراغ وهو فراغ حقيقي في الواقع؛ إنه فراغ الاحتياجات العاطفية التي لم تتم تلبيتها، وهو يتطور في وقت مبكر جدًا في الطفولة حين لم يكن مقدم الرعاية (الأب أو الأم) حاضرًا عاطفيًا للتجاوب مع احتياجاتك، لأنه لم ينتبه أحد لمشاعرك واحتياجاتك العاطفية. على الرغم من توفر جميع احتياجاتك المادية.
أسباب الحرمان العاطفي Reasons for emotional deprivation
تعتبر التربية أحد أهم أسباب الحرمان العاطفي emotional deprivation، وقد تتسبب في تقييدك ومنعك من مشاركة مشاعرك، ولكن أحيانًا قد يحدث العكس تمامًا فتبدأ في الإفراط في مشاركة مشاعرك مع الناس لتلبية احتياجاتك، كما أن التعاطف والحماية يشكلان سببًا مهمًا يجعلك تعاني من الحرمان العاطفي.
على سبيل المثال: قد تشعر بنقص العاطفة أو الاهتمام أو بالابتعاد عن الآخرين أو عدم وجود من يفهمك حقًا، أو عدم وجود من يوجهك وينصحك، وهذا ما قد يكون بالغ التأثير على طريقتك في تكوين العلاقات، كما أنك إن لم تحصل في طفولتك على الاهتمام والاستجابة لاحتياجاتك، فقد يستمر دماغك بعد البلوغ في الاستجابة لقواعد حياتك في الماضي حتى لو لم تعد سارية في الواقع، والطريقة الأساسية للتغلب على هذه المعضلة تكمن في التواصل مع ماضيك وتطوير التعاطف مع الطفل الذي كنته في الماضي وخاصةً إن قضيت طفولتك في أسرة تعاني من التفكك الأسري، أو اليُتم أو العنف الأسري أو إن كان أحد الوالدين يعاني من إدمان الكحول أو المخدرات.
“قد يهمك: شكل الثالول بالصور“
أنواع الحرمان العاطفي
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الحرمان العاطفي:
- الحرمان من الحماية؛ حيث يشعر الشخص أن ليس هناك من يرشده ويحميه، وفي كثير من الأحيان يكون هو من يقوم بحماية وتوجيه الآخرين (وهذا مرتبط في كثير من الأحيان بمفهوم التضحية بالنفس).
- الحرمان من التعاطف؛ إذ يعتقد من يعاني منه أن لا أحد يستمع إليه أو يحاول فهم مشاعره.
- الحرمان من الرعاية؛ حيث يشعر الفرد أنه لا يوجد أحد يهتم به أو يريده (حرفيًا).
يعاني العديد من الأشخاص من الحرمان العاطفي على شكل مزيج من الأنواع الثلاثة، أي أنهم يشعرون بالوحدة والانفصال حتى عندما يكونون محاطين بأشخاص آخرين يعرفونهم، وحتى لو كانوا مقربين كالأصدقاء والأقارب.
عادةً فإن من يعانون من الحرمان العاطفي لا يطلبون ما يحتاجون إليه عاطفيًا. إنهم لا يعبرون عن رغبة في الحب أو الراحة، لا يعبرون عن أنفسهم أصلًا بل يركزون على الآخرين ويظهرون اهتمامًا كبيرًا بحياة غيرهم ويتصرفون وكأنهم أقوياء للغاية، ولكنها واجهة فقط فهم لا يطلبون الدعم العاطفي لأنهم لا يتوقعون الحصول عليه أصلًا فيصبح الأمر نبوءة تحقق ذاتها، بمعنى أنك لن تحصل على شيء إذًا لا تطلبه ولا تتوقعه.
“تعرف على: الأبراكسيا اللفظية وعلاقتها بفرط الحركة وتشتت الانتباه”
كيف أعرف أن عندي نوع من الحرمان العاطفي؟
هل شعرت يومًا بأن من تحبهم يتجاهلون احتياجاتك العاطفية؟ فتعبس وتقول لنفسك: “ما الهدف من قول أي شيء؟ لن يهتموا ولن يفهموني”. إن كنت تعيش هذه التجربة في كل علاقاتك وطوال حياتك، عندها فقد يكون لديك أحد أنواع الحرمان العاطفي، وهذا الشعور الدائم لديك يوضح أن هناك خطأ ما في علاقاتك يؤدي إلى تكرار رد الفعل هذا حتى عندما لا تتعرض للإهمال، لذا لابد أن تركز على فهم وإدراك علامات الحرمان العاطفي لتحدد إن كنت تعاني منه أم لا.
“قد يهمك: علاج الاكتئاب“
علامات تدل على أنك تعاني من الحرمان العاطفي
قد تعاني من الحرمان العاطفي إذا انطبقت عليك ست علامات على الأقل مما يلي:
- لا أتوقع أن يلبي أحد احتياجاتي العاطفية في علاقاتي.
- لم يكن لدي أي شخص ليوجهني أو لأستشيره فيما يخصني.
- لم أشعر أبدًا بالدعم العاطفي.
- لم يعترف أحد بالمشاعر والعواطف وأهميتها في طفولتي.
- أشعر أن هناك فراغًا في حياتي؛ شيء ما مفقود ولكني لست متأكدًا من ماهيته.
- لم أشعر أبدًا بأنني شخص مميز لدى أحدهم.
- أنا لا أفهم حقًا مشاعري أو احتياجاتي.
- لقد خذلني الآخرون معظم الوقت طوال حياتي.
- نادرًا ما أشارك الآخرين بما أشعر به.
- كنت محرومًا من عاطفة أبي وأمي في فترة نموّي.
“تعرف على: تأثير الألعاب الإلكترونية على الطفل“
علاج الحرمان العاطفي
فيما يخص علاج هذا الحرمان الحادث فيكون من خلال التالي:
- تتمثل الخطوة الأولى في التعافي من مشكلة الحرمان العاطفي في إدراك الاحتياجات العاطفية، فمعظم المحرومين عاطفيًا يجهلون الوضع الذي وصلوا إليه لأنهم لم يجدوا ما يلبي احتياجاتهم.
- أما الخطوة الثانية من العلاج فهي جعل الناس يفهمون أن احتياجاتهم العاطفية طبيعية ومنطقية، فالبالغون يحتاجون أيضًا إلى الحماية والرعاية والتعاطف تمامًا مثل الأطفال.
أيضًا على المرء أن يتعلم كيفية اختيار الأشخاص المناسبين ليطلب حاجته، وأن يطلب حاجته تلك بطريقة مناسبة كي يحصل عليها؛ لأن الآخرين لا يمارسون الحرمان عن قصد، بل تَـكمن المشكلة في بعض سلوكيات الأشخاص الذين يعانون من الحرمان العاطفي، وهذه السلوكيات تمنع الناس من تلبية حاجاتهم أو تقودهم إلى اختيار أشخاص غير قادرين على العطاء.
كما يجب إيجاد طريقة آمنة للتعبير عن الألم والغضب تجاه الأشخاص المسؤولين عن الحرمان في البداية، وذلك بالعودة إلى الطفولة عندما لم ينجح مقدم الرعاية الأساسي في تلبية احتياجات الطفل العاطفية، وعندها يجب أن يعبر المرء عما كان يود الحصول عليه في طفولته لتلبية احتياجاته العاطفية.
كذلك، يجب أن يتعلم المرء رؤية الفروق الدقيقة بين درجات الحرمان العاطفي، فالأمر ليس عطاءً أو حرمانًا فقط، فقد يظن المحروم عاطفيًا أن الآخرين يتصرفون بأنانية أو يحرمونه عن قصد، وهذا نادرًا ما يحدث، بل يمكن أن يهتم الآخرون على الرغم من محدودية ما يقدمونه، وقد يعتقد الشخص المحروم عاطفيًا أن الناس لا يهتمون به إذا لم يقدموا كل ما يرغب به، لكن الحقيقة هي أن الآخرين مشغولون ولا يمكنهم التركيز فقط على شخص واحد، مع أنهم مهتمون ومستعدون للعطاء.
“اطلع على: مقاومة الأنسولين“
نصائح تخص العلاج
بشكل عام، علاج الحرمان العاطفي يعتمد على طبيعة ومدى التأثير النفسي والعاطفي الذي تُسببه حالة الحرمان، وقد يحتاج الأمر في بعض الحالات إلى مساعدة من مختصين في مجال الصحة العقلية، وذلك مثل الأخصائيين النفسيين أو الاستشاريين العائليين. في التالي بعض النصائح العامة التي يمكن أن تساعد في علاج هذه المشكلة:
- يجب أن تتحدث عن المشاعر التي تعاني منها بصراحة وصدق، وقد يكون من المفيد البحث عن شخص موثوق به للتحدث إليه، سواء كان ذلك صديقًا أو أحد أفراد العائلة أو مقدم رعاية صحية.
- حاول الاهتمام بنفسك بشكل جيد. قم بممارسة الرياضة بانتظام، وتناول وجبات صحية (Healthy food)، وحافظ على نمط حياة منتظم ونوم كافٍ؛ حيث يمكن أن تساعدك الرعاية الذاتية في تعزيز الشعور بالراحة والتغلب على الحزن.
- حاول البقاء على اتصال مع أصدقائك وأفراد عائلتك المقربة؛ فقد يوفرون الدعم العاطفي اللازم ويمكنهم أن يكونوا بمثابة نقطة تحول للتغلب على الحرمان العاطفي.
- إذا استمر الحرمان العاطفي في التسبب في مشاكل صحية نفسية أو يعيق حياتك اليومية، فقد تحتاج إلى البحث عن المساعدة من أخصائي في الصحة العقلية، حيث يمكن للمعالجين المتخصصين في العلاج النفسي أن يقدموا الدعم والإرشاد اللازمين لمساعدتك على تجاوز تأثيرات هذا الحرمان.
- أيضًا قد يكون من المفيد تعلم مهارات التواصل الاجتماعي وتطوير الثقة بالنفس؛ حيث يمكن أن تساعدك هذه المهارات في بناء علاقات صحية وتجاوز الحرمان.
“قد يهمك: الفشار وتكيس المبايض“
دائرة الحرمان العاطفي
قد يشعر أحدهم بالوحدة ويريد من صديق أو قريب قضاء المزيد من الوقت معه، فيدعوه لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، ولكنه يستخدم عبارات خاطئة مثل: “إذا كنت ترغب بالمجيء”، أو “لكن الطقس هنا سيء حقًا”، أو “كل شيء هنا مكلف جدًا لذا من الأفضل أن يكون لديك ما يكفي من المال” وقد يذكر له بعض المشكلات الأخرى المحتملة، فيرفض الصديق تلك الدعوة المكلفة والمتعبة، ويشعر الشخص الذي يعاني الحرمان العاطفي بمزيد من الوحدة والحزن.
لكن لماذا يتصرف بتلك الطريقة؟ إنه أحد أشكال التدمير الذاتي، فعندما تبقى بمفردك لفترة من الوقت، تشعر بحاجة لقضاء بعض الوقت مع أحد ما، ولكن يكون لديك توقعات عالية جدًا عن الشخص وجودة تفاعلك معه، لأنه كلما زاد الحرمان زادت التوقعات للتعويض عنه، فيبدأ الخوف من عدم تلبية التوقعات، فنخرّب خططنا بدافع الخوف، ونستمر في هذه الدائرة.
حين يهدد الحرمان العاطفي “emotional deprivation” حياتك يجب عليك عدم الاستسلام لهذا الشعور والعمل على تجاوزه، وقد تعرفنا في هذا المقال على هذه المشكلة التي يعاني منها البعض، حيث تعرفنا على أنواعه، وأسبابه، كيف أعرف أن لدي نوع من الحرمان العَاطفي؟ مع علامات تدل على معاناتك منه، كما تعرفنا على كيفية علاج هذه المشكلة.