مرض الإيدز؛ مع التعرف على أسباب الإصابة بهذه المشكلة وكيفية علاجها
HIV disease
مرض الإيدز HIV disease؛ ما هي أسباب الإصابة بمرض الإيدز؟ وما أعراض مرض الإيدز؟ تعرف على الطرق الفعالة لعلاجه، وهل مرض الإيدز يؤدي إلى حدوث مضاعفات عصبية؟
مرض الإيدز ( HIV disease)؛ يعد هذا المرض من الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة الكثير من الناس، لأنه يعمل على إصابة الجهاز المناعي بفيروس ومن ثم تدميره، ولما كأن هذا الأمر يشغل بال الكثير من الأشخاص، خصصنا له هذا المقال، ففي هذا المقال سوف نتعرف على أعراضه، مع التعرف على أهم 6 أسباب مسببة له، وطرق فعالة لعلاج مرض الإيدز.
قائمة المحتويات
نبذة عن مرض الإيدز
مرض الإيدز عبارة عن حالة تُسمى بمتلازمة نقص المناعة المكتسب، وتعد حالة مزمنة تهدد حياة الإنسان بسبب فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) عن طريق إتلاف الجهاز المناعي، حيث يعمل فيروس نقص المناعة البشرية على تقليل قدرة الجسم لمكافحة العدوى والمرض.
كما أنه عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي (STI)، ويمكن أن ينتشر عن طريق ملامسة الدم المصاب، ويمكن أن ينتقل بتعاطي المخدرات بالحقن غير المشروع أو مشاركة الإبر، وينتقل من الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية.
كيف يصبح فيروس نقص المناعة البشرية مرض الإيدز؟
عندما تكون مصابًا بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية ولكن مع أعراض قليلة أو معدومة لسنوات يتحول إلى الإيدز، ويحدث أيضًا عندما يقل عدد خلايا CD4 T عن 200 من هنا يتم تشخيص الإيدز، أو إذا كأن لديك مضاعفات محددة للإيدز مثل العدوى الخطيرة أو السرطان، كل ذلك يساعد في تحول فيروس نقص المناعة البشرية إلى مرض الإيدز.
“تعرف على: أشياء تقلل المناعة“
ما هي أسباب الإيدز ولماذا يصاب بعض الأشخاص بمرض الإيدز؟
فيما يخص ما هي أسباب الإيدز، فقد تحدث الإصابة بعدوى فيروس الإيدز بعدة طرق وتتنوع أسبابه، ومنها :
- الاتصال الجنسي من أسباب الإيدز:
يعد من أهم أسباب الإصابة بمرض الإيدز، وهذا عن طريق الاتصال الجنسي سواء كأن مهبلي، أو فموي، أو شرجي مع شخص حامل لفيروس الإيدز من خلال دخول الدم، أو المَني، أو الإفرازات المهبلية إلى الجسم.
كما يمكن أن ينتقل من خلال الاستعمال المشترك للألعاب الجنسية التي لم يتم غسلها وتنظيفها جيدًا بين الاستعمال والآخر، أو لم يتم تغليفها بعَازِلٌ ذَكَرَيّ (Condom) نظيف، ويعيش فيروس الإيدز في المني أو في الإفرازات المهبلية التي تدخل إلى الجسم عند الممارسة الجنسية من خلال جروح أو تمزقات صغيرة موجودة أحيانًا في المهبل أو في المستقيم.
أيضًا الشخص الحامل لمرض جنسي معدي آخر يكون أكثر عُرضة للإصابة بفيروس الإيدز، كما أن النساء اللواتي يستعملن مبيد المَني(Spermicide) معرضات للإصابة بفيروس الإيدز لأنه يعمل على تنبيه الغشاء الداخلي المخاطي للمهبل، وهذا يعمل على إحداث شقوقًا وتمزقات يمكن لفيروس الإيدز أن ينفذ من خلالها إلى داخل الجسم.
- العدوى بفيروس الإيدز من دم ملتهب:
فيروس الإيدز ينتقل عن طريق الدم أو مشتقات الدم التي تُعطى للإنسان عن طريق الوريد بالحقن وتعتبر من أهم أسباب الإيدز المنتشرة.
- إبر الحقن ضمن أسباب الإيدز:
ينتقل فيروس الإيدز بسهولة عن طريق الإبر أو الحقن التي لامست دمًا ملوثًا، كما أن استعمال الأدوات المشتركة للحَقن الوريدي يزيد من خطر التعرض لفيروس الإيدز والأمراض الفيروسية الأخرى، مثل التهاب الكبد، ويمكن الوقاية من الإصابة بالعدوى بفيروس الإيدز من خلال الامتناع عن استعمال المخدرات التي تـُحقن بالوريد، فإذا لم تتوفر هذه الإمكانية فمن الممكن تقليل خطر الإصابة بواسطة استعمال أدوات حَقن تُستعمل لمرة واحدة ومعقمة.
- وخزة إبرة عرضية:
من المحتمل انتقال فيروس الإيدز بين حاملي فيروس الإيدز وبين طاقم الخدمات الطبي بواسطة وخزة إبرة عَرَضية، ولكنه احتمال صغير جدًا، ويتم تقدير هذا الاحتمال بنسبة تقل عن 1%.
- انتقال فيروس الإيدز من أمّ إلى طفلها:
يمكن للطفل الصغير أن يُصاب بعدوى فيروس الإيدز عن طريق الأم سواء في فترة الحمل أو جراء الرضاعة، لكن خطر إصابة الجنين بالعدوى بفيروس الإيدز يقل بدرجة كبيرة جدًا عند تعاطي الأم علاجًا لفيروس الإيدز خلال فترة الحمل، وقد أثبتت الإحصائيات على أن نحو 600،000 طفل صغير يمكنه الإصابة بهذا المرض من خلال الأم.
في الولايات المتحدة الأمريكية تخضع النساء إلى فحوصات مبكرة لاكتشاف فيروس الإيدز، كما تتوفر لهنّ أدوية لمعالجة هذا المرض، ولكن في الدول النامية يختلف الوضع حيث أن غالبية النساء تفتقر إلى الوعي بحالتهن الصحية وأيضًا احتمال إصابتهم بفيروس الإيدز موجودة، كما أن إمكانيات وفرص علاج الإيدز محدودة في الغالب جدًا أو غير متوفرة من الأساس.
يُفضل أن تكون الولادة قيصرية بدلًا من الولادة المهبلية العادية عندما لا تتوفر الأدوية، أما التعقيم المهبلي فلم تثبت فعاليته كبدائل أخرى.
“قد يهمك: أطعمة تزيد المناعة“
ما هي أعراض مرض الإيدز
فيما يخص ما هي أعراض مرض الإيدز؟ يجب العلم أن أعراض فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) تختلف تبعًا للمرحلة التي يوجد فيها المصاب، وسوف نتعرف على هذه المراحل، فتابع معنا.
العدوى الأولية (فيروس نقص المناعة البشرية الحاد)
يمكن أن يتعرض الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بمرض شبيه بالإنفلونزا في خلال 2 إلى 4 أسابيع بعد دخول الفيروس الجسم، وقد تستمر عدوى فيروس نقص المناعة البشرية الأولية (الحادة) لبضعة أسابيع وهناك أعراض محتملة لهذه الحالة ومنها:
- الحمى.
- صداع.
- آلام العضلات والمفاصل.
- طفح جلدي.
- التهاب الحلق وتقرحات الفم المؤلمة.
- انتفاخ الغدد الليمفاوية وخاصة على الرقبة.
- إسهال.
- فقدان الوزن.
- سعال.
- تعرق ليلي.
العدوى الكامنة السريرية (فيروس نقص المناعة البشرية المزمن)
لا يزال فيروس نقص المناعة البشرية موجودًا في الجسم وفي خلايا الدم البيضاء في هذه المرحلة من العدوى، ومع ذلك قد لا يعاني العديد من الأشخاص من أي أعراض أو عدوى في ذلك الوقت، وأيضًا يمكن أن تستمر هذه المرحلة لسنوات عديدة إذا كنت تتلقى العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART).
مع استمرار تكاثر الفيروس وتدمير الخلايا المناعية التي تساعد في التغلب على هذا المرض قد تصاب بعدوى خفيفة أو علامات وأعراض مزمنة ومنها:
- حمى.
- تعب.
- تضخم الغدد الليمفاوية – يعد إحدى علامات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
- إسهال.
- فقدان الوزن.
- عدوى فطرية في الفم (القلاع).
- القوباء المنطقية (الهربس النطاقي).
- التهاب رئوي.
بسبب الاستمرار في الإصابة بهذا المرض، فقد أدى ذلك للوصول إلى علاجات أفضل مضادة للفيروسات، وبتقدم هذه العلاجات حدث انخفاض كبير في الوفيات الناجمة عن الإيدز في جميع أنحاء العالم حتى في البلدان الفقيرة بالموارد، وبسبب هذه العلاجات المنقذة للحياة فإن معظم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في الولايات المتحدة اليوم لا يُصابون بالإيدز.
عندما يحدث الإيدز، يتضرر جهازك المناعي بشدة وستكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض لا تُسبب عادةً المرض لشخص يتمتع بجهاز مناعي سليم، وتسمى هذه الأمراض بالعدوى الانتهازية أو السرطانات الانتهازية، وقد تشمل علامات وأعراض بعض هذه العدوى ما يلي:
- تعرق.
- قشعريرة.
- الحمى المتكررة.
- الإسهال المزمن.
- تضخم الغدد الليمفاوية.
- بقع بيضاء ثابتة على لسانك أو في فمك.
- التعب المستمر وغير المبرر.
- ضعف.
- فقدان الوزن.
- طفح جلدي أو نتوءات.
بذلك نكون قد تعرفنا على ما هي أعراض مرض الإيدز، فإذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية أو ظهرت أيًا من الأعراض التي تم ذكرها في الأعلى، فعليك بمراجعة مقدم الرعاية الصحية في أقرب وقت ممكن.
“قد يهمك: ما هي المضادات الحيوية؟”
هل مرض الإيدز يؤدي إلى مضاعفات عصبية؟
لا يبدو أن فيروس نقص المناعة البشرية يسيطر على خلايا جهاز العصبي، ولكنه يسبب التهابًا كبيرًا في الجسم، ويمكن أن يسبب هذا الالتهاب إتلاف النخاع الشوكي والدماغ ومنع الخلايا العصبية من العمل بالطريقة التي ينبغي لها. كما لا تنجم المضاعفات العصبية فقط عن الأضرار التي يسببها الفيروس نفسه، بينما عن الآثار الجانبية الأخرى لفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، مثل السرطانات المرتبطة بهذه الأمراض.
يمكن لبعض الأدوية المستخدمة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز أن تُسبب مضاعفات عصبية أثناء محاولة السيطرة على الانتشار السريع للفيروس. كما أن بعض العوامل الوراثية تؤثر على مخاطر الآثار الجانبية العصبية من أدوية فيروس نقص المناعة البشرية.
كما يمكن أن يسبب فيروس نقص المناعة البشرية أعراض عصبية مثل الارتباك والنسيان والاكتئاب والقلق وصعوبة المشي، وعندما تحدث الاضطرابات العصبية المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية (HAND) تتراوح من الأعراض الخفيفة للتغيرات السلوكية وانخفاض الأداء العقلي إلى الخرف الشديد الذي يسبب الضعف وعدم القدرة على العمل.
“تعرف على: طرق الوقاية من السرطان“
انتشار فيروس نقص المناعة البشرية
لا يمكن أن ينتشر فيروس نقص المناعة البشرية إلا من خلال أنشطة محددة، فهناك طرق أكثر شيوعًا ومنها ما يلي :
- ممارسة الجنس سواء المهبلي أو الشرجي مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية بدون استخدام الواقي الذكري بالطريقة الصحيحة بين كل مرة والأخرى.
- الجنس الشرجي أكثر خطورة من الجنس المهبلي بالنسبة لانتقال فيروس نقص المناعة البشرية.
- مشاركة معدات حقن المخدرات (منها مخدر الآيس أو الكريستال ميث)، مثل الإبر أو المحاقن أو غيرها من معدات حقن المخدرات مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية لأن هذه العناصر قد تحتوي على دم، ويمكن أن يحمل الدم فيروس نقص المناعة البشرية.
- يمكن للأشخاص الذين يحقنون الهرمونات أو السيليكون أو الستيرويدات أيضًا أن يصابوا بفيروس نقص المناعة البشرية أو ينقلونه عن طريق مشاركة الإبر أو المحاقن أو غيرها من معدات الحقن.
“اقرأ أيضًا: البقدونس“
ما هو علاج الإيدز
نأتي الآن إلى الحديث عن ما هو علاج الإيدز؟ في وقتنا الحالي لا يوجد علاج لفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، وبمجرد إصابتك بالعدوى لا يستطيع جسمك التخلص منها، ولكن هناك العديد من الأدوية التي يمكنها السيطرة على فيروس نقص المناعة البشرية ومنع المضاعفات، وهذه الأدوية تُسمى العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART)، ويجب أن يبدأ كل شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية في العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، وذلك بغض النظر عن مرحلة الإصابة أو المضاعفات.
عادةً ما يكون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية مزيجًا من دواءين أو أكثر من عدة فئات مختلفة من الأدوية، وهذا يعد أفضل فرصة لخفض كمية فيروس نقص المناعة البشرية في الدم. هناك أيضًا العديد من خيارات العلاج المضاد للفيروسات القهقرية التي تجمع بين عدة أدوية لفيروس نقص المناعة البشرية في حبة واحدة تؤخذ مرة واحدة يوميًا.
بدء العلاج من مرض الإيدز والحفاظ عليه
كل شخص مصاب بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية يجب أن تُعطى له الأدوية المضادة للفيروسات، ولكي تكون المعالجة المضادة للفيروسات القهقرية فعالة، من المهم أن يتناول المريض الأدوية على النحو الموصوف وبدون فقدان أي جرعات.
كما أن الاستمرار في العلاج المضاد للفيروسات القهقرية يساعد على:
- الحفاظ على قوة جهازك المناعي.
- يقلل من فرص إصابتك بالعدوى.
- يقلل من فرص الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المقاوم للعلاج.
- يقلل من فرص نقل فيروس نقص المناعة البشرية إلى أشخاص آخرين.
قد يكون الاستمرار في علاج فيروس نقص المناعة البشرية أمرًا صعبًا، ولكن من المهم التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك حول الآثار الجانبية المحتملة، وصعوبة تناول الأدوية، وأي مشكلات تتعلق بالصحة العقلية أو تعاطي المخدرات قد تجعل من الصعب عليك الحفاظ على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية.
من المهم أيضًا تحديد مواعيد متابعة منتظمة مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك لمراقبة صحتك ومدى الاستجابة للعلاج، وعليك إخبار مقدم الخدمة الخاص بك على الفور إذا كنت تواجه مشاكل مع علاج فيروس نقص المناعة البشرية بحيث يمكنه التعاون معك لإيجاد طرق لمواجهة هذه التحديات.
في نهاية هذا المقال نكون قد تعرفنا على مرض الإيدز، وأيضًا تعرفنا على أسباب الإصابة بهذه المشكلة، وكيفية علاجها، وهل ينتقل مرض الإيدز من شخص لآخر، وأيضًا لماذا يصاب بعض الأشخاص بمرض الإيدز، ومن هم أكثر الأشخاص المعرضون للإصابة بهذا المرض الخطير.