النظريات السلوكية في علم النفس؛ توضح مفاهيمها وأفكارها الأساسية
behavioral theories in psychology; Cognitive behavioral theories
النظريات السلوكية في علم النفس؛ أمثلة على النظريات السلوكية في علم النفس، وما هي مبادئ النظرية المعرفية السلوكية؟ من هو صاحب النظريات السلوكية في علم النفس؟
النظريات السلوكية في علم النفس (behavioral theories in psychology)؛ تعتبر النظريات السلوكية من أهم النظريات في علم النفس التي تساهم في فهم السلوك البشري وتفسيره. تعتمد هذه النظريات السلوكية في علم النفس على دراسة السلوك الملموس والمرئي، وتركز على دور التعلم والتجربة والتحفيز الخارجي في تشكيل السلوك.
قائمة المحتويات
في هذا المقال، سنستكشف النظريات السلوكية الرئيسية في علم النفس من خلال توضح مفاهيمها وأفكارها الأساسية. سنتناول نظرية التعلم المشروط ونشرح كيف يمكن للفرد أن يتعلم من خلال ربط الاستجابات التلقائية بالمحفزات الخارجية.
أهمية النظريات السلوكية في علم النفس
النظريات السلوكية في علم النفس تعتبر توجهًا رئيسيًا في فهم السلوك البشري وتفسيره، حيث تركز هذه النظريات على دراسة السلوك المرئي والملموس، وتعتقد أن السلوك يتأثر بالتجارب والتعلم والتحفيز الخارجي.
بعض النظريات السلوكية الشهيرة
فيما يلي بعض النظريات السلوكية الشهيرة:
- نظرية التعلم الكلاسيكية (المشروطة): تقدمت بها إيفان بافلوف، وتقترح أن السلوك يتعلم من خلال ربط الاستجابات التلقائية بالمحفزات الخارجية. على سبيل المثال، عندما يرى الفرد صورة للطعام اللذيذ ويتلقى بعدها طعامًا لذيذًا، فإنه يتعلم أن الصورة تعني الطعام اللذيذ ويظهر استجابة مشروطة مثل اللعاب.
- نظرية التعلم الإجرائي (المعاقبة والتعزيز): تعتبر هذه النظرية من توقيع بي.إف. سكينر، وتعتقد أن السلوك يتعلم من خلال التعزيز (مكافأة) أو المعاقبة. على سبيل المثال، إذا كان الفرد يحصل على مكافأة بعد سلوك معين، فمن المرجح أن يتكرر هذا السلوك في المستقبل.
- نظرية التعلم الاجتماعي: تقدمت بها ألبرت باندورا، وتعتبر أن السلوك يتأثر بالعوامل الاجتماعية والتفاعلات الاجتماعية. تشير النظرية إلى أن الأفراد يتعلمون السلوك من خلال الملاحظة والتعلم من الآخرين، ويقومون بمحاكاة السلوك الذي يرونه يتم تعزيزه أو مكافأته.
- نظرية الانحراف الاجتماعي: تركز على دراسة السلوك غير القانوني والمخالف للمعايير الاجتماعية. تعتقد هذه النظرية أن السلوك الانحرافي ينشأ من التعلم والتفاعل مع المحيط الاجتماعي، وتسعى لفهم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى هذا النوع من السلوك.
“اطلع على: التغلب على الأرق“
من هو صاحب النظريات السلوكية في علم النفس؟
النظرية السلوكية في علم النفس ليست تنسب إلى فرد واحد بل هي مجموعة من النظريات والمدارس في علم النفس. لذلك، يمكن القول إن النظرية السلوكية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأسماء مهمة في مجال علم النفس.
فيما يلي بعض العلماء البارزين الذين أسهموا في تطوير النظرية السلوكية:
- إيفان بافلوف (Ivan Pavlov): كان عالمًا نفسيًا روسيًا ومن مؤسسي نظرية التعلم المشروط. قام بإجراء تجارب على الكلاب لفهم كيف يمكن ربط الاستجابات التلقائية بالمحفزات الخارجية.
- بي.إف. سكينر (B.F. Skinner): عالم نفس أمريكي ومن أبرز العلماء في مجال النظرية السلوكية. قدم نظرية التعزيز والمعاقبة، حيث اعتبر التعزيز والمعاقبة أدواتٍ رئيسيةٍ في تشكيل وتغيير السلوك.
- ألبرت باندورا (Albert Bandura): عالم نفس كندي أمريكي، وهو مؤسس نظرية التعلم الاجتماعي. قدم فكرة أن السلوك يمكن أن يتعلم عن طريق الملاحظة والتعلم من النماذج الأخرى.
“تعرف على: نصائح للنجاح في الحياة“
النظرية السلوكية المعرفية
النظرية السلوكية المعرفية، أو ما يُعرف أيضًا بالنظرية السلوكية الاجتماعية، هي نظرية في علم النفس تركز على تفسير السلوك البشري من خلال التفاعل المستمر بين العوامل السلوكية والعوامل المعرفية والاجتماعية.
هذه النظرية تعتبر توسيعًا للنظرية السلوكية التقليدية، حيث تضيف عنصرًا مهمًا وهو العوامل المعرفية. وفقًا للنظرية السلوكية المعرفية، يتأثر السلوك بالعوامل الداخلية مثل المعتقدات والتوقعات والملاحظات الذاتية والقناعات الشخصية.
واحدة من النقاط الرئيسية في النظرية السلوكية المعرفية هي المفهوم الأساسي للتعلم المشاهدة والمحاكاة. وفقًا لهذه النظرية، يمكن للأفراد تعلم السلوك من خلال مراقبة الآخرين وتقليدهم، وبالتالي يعتبر النموذج الذي يتم ملاحظته مصدرًا للمعلومات والتوجيه، ويتم تشجيع الأفراد على تقليده وتبني سلوك مشابه إذا كان ذا تأثير إيجابي أو محفز.
مبادئ النظرية المعرفية السلوكية
النظرية المعرفية السلوكية، التي تُعرف أيضًا بالاتجاه المعرفي السلوكي، تركز على فهم كيف يؤثر التفكير والعمليات العقلية الداخلية على السلوك البشري. هذه النظرية تجمع بين العناصر المعرفية (التفكير والإدراك) والعناصر السلوكية (التصرفات والردود الحركية).
“اقرأ أيضًا: إدمان العلاقات السامة“
أمثلة على النظريات السلوكية في علم النفس
في التالي عرض لأهم 3 أمثلة تتعلق بالنظريات السلوكية في علم النفس:
- التعلم المشروط:
فرضًا أن هناك فردًا يعاني من القلق الاجتماعي. قد يكون قد تعرض في الماضي لتجربة سلبية خلال تفاعل اجتماعي، مثل التعرض للسخرية أو الانتقاد. في المستقبل، قد يتعلم هذا الفرد أن يرتبط الاجتماع بالقلق والتوتر. لذلك يتم تشكيل سلوك مشروط حيث يظهر القلق عند المواقف الاجتماعية.
- التعزيز والمعاقبة:
على سبيل المثال، افترض أن هناك طفلاً صغيرًا يقوم بمساعدة أمه في ترتيب الألعاب بعد اللعب. عندما يثني الطفل على نفسه ويقدم المساعدة، يتم تعزيز هذا السلوك بمكافأة مثل الثناء أو الحصول على مكافأة صغيرة. في الوقت نفسه، إذا لم يقدم المساعدة ويتجاهلها، قد يتعرض للمعاقبة مثل الإشارة بأنه لن يحصل على وقت لعب إضافي. وبالتالي، يتعلم الطفل أن تقديم المساعدة يؤدي إلى التعزيز وتجاهلها يؤدي إلى المعاقبة.
- التعلم الاجتماعي:
فرضًا أن هناك شخصًا يلاحظ صديقًا يمارس التمارين الرياضية بانتظام ويحقق نتائج إيجابية في اللياقة البدنية. قد يتعلم الشخص الأول من خلال الملاحظة والتعلم أن ممارسة التمارين الرياضية تؤدي إلى تحسين اللياقة البدنية والصحة. حيث يمكن أن يشجع هذا المشاهدة على بدء ممارسة التمارين الرياضية بنفسه وتبني سلوك صحي.
“اقرأ أيضًا: العنف ضد الأطفال“
ما الفرق بين الاتجاه السلوكي والاتجاه المعرفي
في علم النفس، هناك فرق بين الاتجاه السلوكي والاتجاه المعرفي، وهما من النظريات السلوكية في علم النفس حيث تسعى لفهم السلوك البشري وعملية التفكير. دعنا نشرح الفرق بينهما في التالي:
الاتجاه السلوكي
في التالي أهم المعلومات عنه:
- التركيز: الاتجاه السلوكي يركز بشكل رئيسي على السلوك الظاهري والملاحظ، وعلى كيفية تأثير العوامل الخارجية والبيئة على التصرفات والردود السلوكية للأفراد.
- المنهجية: يعتمد على المنهجية التجريبية والتجارب الميدانية لجمع البيانات والمعلومات، ويعتمد بشكل كبير على القياسات الكمية.
- الأنظمة المعتقدة: يعتبر السلوكيون أن السلوك هو نتيجة للتعلم من خلال التحفيز والمكافأة والعقاب، وأن البيئة تلعب دورًا مهمًا في تشكيل السلوك.
الاتجاه المعرفي
في السطور التالية أهم المعلومات عنه:
- التركيز: يركز الاتجاه المعرفي على دراسة العمليات العقلية والتفكير والتصورات الداخلية للأفراد، بما في ذلك الإدراك والتفكير والذاكرة وحل المشكلات والتصميمات العقلية.
- المنهجية: يعتمد على المنهجية التجريبية والاستنتاج اللوجي والتحليل النقدي، ويستخدم أدوات مثل الاختبارات العقلية والتجارب العقلية.
- الأنظمة المعتقدة: يعتبر المعرفيون أن السلوك يتأثر بالتفكير والإدراك والتفسيرات الشخصية للأحداث والتجارب، وأن النموذج العقلي الداخلي يلعب دورًا مهمًا في تشكيل السلوك.
في الختام، تُعد النظريات السلوكية في علم النفس جزءًا أساسيًا من الفهم والتحليل للسلوك البشري. تركز هذه النظريات على دراسة السلوك المرئي والملموس، وتعتبر العوامل الخارجية والتجارب الحاسمة في تشكيل سلوك الفرد. بالتالي، يمكننا أن نفهم تفاعل العوامل الداخلية والخارجية في تشكيل سلوكنا وتطوره. هذه النظريات تعزز الفهم للتعلم المشاهدة والتأثير الاجتماعي على السلوك.