العنف ضد الأطفال 2023؛ أنواعه وتعريف هذه الظاهرة

العنف ضد الأطفال 2023؛ أنواعه وتعريف هذه الظاهرة

العنف ضد الأطفال (Violence against children)؛ يعتبر العنف تعبير عن العدوان، وهناك أسباب مختلفة تسبب هذا النوع من السلوك العدواني، مثل: تأثر الشخص القائم بهذا السلوك بالمواقف السلبية أو الظروف الاجتماعية المختلفة التي مر بها. من أخطر أشكال العنف المنتشرة في كل الدول ظاهرة العنف ضد الأطفال. في هذه المقالة، سوف نتعرف على هذه المشكلة، وذلك من خلال تعريف العنف، وتحديد أنواع العنف وأشكاله. كما سنتعرف على دور الإعلام والأفلام والألعاب الإلكترونية في زيادة هذا العنف، وفي النهاية سوف نتعرف على مقترحات لإنهاء العنف ضد الأطفال.


تعريف العنف

يعرف العنف بأنه سلوك عدواني يَظهر من قبل الفرد. يُعرّفه القاموس على أنه “الاستخدام المتعمد للقوة أو القوة الجسدية كتهديد أو فعل، ضد نفسه أو ضد شخص آخر أو ضد مجموعة أو مجتمع، ينتج عنه أو يُحتمل أن يؤدي إلى الإصابة أو الوفاة أو الأذى النفسي أو الحرمان “. هذا العنف الذي هو نوع من السلوك العدواني، قد يرتكبه الأفراد أو المجتمع، وله أثر اجتماعي خطير.

يعتبر العنف من أشد أساليب التعذيب التي يلجأ إليها كثير من الأفراد، مع من حولهم سواء كانوا زوجات أو أبناء أو أخوات أو غيرهم. تزايدت ظاهرة العنف المجتمعي في السنوات الأخيرة، وفي مجتمعنا أصبح مصدر قلق للجميع، وأصبح أمر يهدد السلم الاجتماعي.

تعريف العنف يشمل أيضًا أنه سلوك يقوم على الأذى، وعدم الاعتراف بالآخر، وانتهاك جميع الأعراف والتقاليد والقانون من أجل الحصول على حقوق أو مصالح شخصية، وقد أكد عدد من الباحثين في المجال الاجتماعي والنفسي أن العنف المجتمعي له تأثير سلبي مباشر على الصحة الجسدية والعقلية للشباب.

يعتبر العنف ضد الأطفال من أكبر المشاكل التي تؤثر على الأسرة والمجتمعات، وتحدث ظاهرة العنف ضد الأطفال في جميع أنحاء العالم، وفي جميع البلدان والمجتمعات، وفي كثير من الأحيان يحدث العنف ضد الطفل من قبل الأسرة. بالعنف ضد الطفل يصاب هذا الطفل بالعديد من المشاكل والعقد النفسية.

أنواع العنف ضد الأطفال Types of violence against children

صورة بها طفل يجلس على الأرض حزين ويضع رأسه بين رجليه وذلك بسبب تعرضه لأحد أنواع العنف ضد الأطفال
أنواع العنف ضد الطفل

للعنف ضد الأطفال وجوه وأشكال عديدة:

  • الاعتداء الجسدي.
  • الاعتداء الجنسي.
  • الإهمال أو المعاملة المتصفة بالإهمال.
  • الاعتداء العاطفي (العنف العاطفي)، وأكثر من ذلك.

يمكن أن يؤثر العنف على الطفل لبقية حياته، ويسبب عواقب وخيمة على صحة الطفل الجسدية والنفسية والعقلية؛ وذلك لأنه يفتقر إلى الدعم والرعاية الكافيين، كما يمكن أن يكون للعنف والصدمات التي يتعرض لها الطفل آثار طويلة المدى على نموه وحياته المستقبلية.

يعتبر العنف ضد الطفل انتهاكًا لحقوق الإنسان، كما تؤكد اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل وذلك في المادة 19. على الرغم من المعاهدات الدولية والإقليمية العديدة التي تحمي حقوق الأطفال، إلا أنه لا يزال العنف ضد الأطفال واسع الانتشار، ويحدث في كل بلد في أوروبا، وبغض النظر عن الأصل الجغرافي أو الطبقة الاجتماعية للناس، وإن كان العنف بدرجات متفاوتة، فقد يتسبب في حرمان الأطفال من رفاهيتهم وقدرتهم على التعلم والتواصل الاجتماعي بشكل طبيعي، ويمكن أن يكون له آثار مدمرة على حياتهم البالغة.

الأطفال الذين تعرضوا للعنف هم أيضًا أكثر عرضة لاستمرار دائرة العنف، ونقل أنماط العنف إلى أقرانهم أو إلى الأجيال القادمة. لذلك، فإن إنهاء العنف ضد الأطفال ليس مهمًا فقط لحقوق كل طفل، ولكن أيضًا مهم لتكوين مجتمعات صحية. بالتالي يجب وضع حد لجميع أشكال العنف: داخل الأسرة، وفي المدرسة، وفي المجتمعات، والدول التي تمزقها النزاعات ، فهذا له أهمية حاسمة بالنسبة لحقوق الأطفال ورفاهيتهم، ولتحقيق مستقبل أفضل لهم.

كذلك يقسم البعض أنواع العنف لأنواع كثيرة ومنها:

  • العنف المادي: وهو استخدام القوة الجسدية بشكل متعمد تجاه الآخرين؛ بهدف إيذائهم وإلحاق الضرر بهم.
  • العنف المدرسي: وهو حالة من عدم الاستقرار والأمان بين الطلاب أنفسهم، أو بين المعلم والطالب.
  • العنف الجماعي: وهو يتمثل في العنف السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي.
  • العنف المعنوي: وهو منع الفرد من ممارسة حقه في التعبير.
  • العنف الأسري ضد الأطفال: وهذا العنف الأسري قد يكون من أحد الأبوين أو كليهما أو من أحد الإخوة.
العنف تجاه الأطفال بكل أشكاله قاتل للطفل، ويؤثر عليه بالسلب بشكل كبير، ومن المرجح أن هذا الطفل سوف يطبق على أبنائه في المستقبل العنف والإساءة أيضًا.

أشكال العنف تجاه الأطفال

صورة بها طفل يجلس على الأرض حزين ويضع رأسه يديه على رجليه وذلك بسبب تعرضه لأحد أشكال العنف تجاه الطفل
أشكال العنف تجاه الطفل

الشكلان الرئيسيان للتأديب العنيف هما:

  1. العقاب البدني.
  2. العنف النفسي.

وفقًا لليونيسف، يشير التأديب الجسدي، المعروف أيضًا باسم “العقاب البدني” إلى أي عقوبة تُستخدم فيها القوة البدنية لإحداث أي درجة من الألم أو عدم الراحة، ويشمل على سبيل المثال: القرص، أو الضرب على الردف، أو الضرب باليد، أو إجبارهم على تناول شيء ما. يتضمن التأديب النفسي العنيف: استخدام العدوان اللفظي أو التهديد أو الترهيب أو التشهير أو السخرية أو الذنب أو الإذلال أو التخلي عن الحب أو التلاعب العاطفي؛ للسيطرة على الأطفال.

باختصار، يتخذ العنف ضد الأطفال أشكالًا عديدة، بما في ذلك الإساءة الجسدية والجنسية والعاطفية، وقد يشمل الإهمال أو الحرمان. يحدث العنف في العديد من الأماكن، بما في ذلك المنزل والمدرسة والمجتمع وعبر الإنترنت. بالمثل، يرتكب عدد كبير من الجناة العنف ضد الطفل، مثل الأزواج، وأفراد الأسرة، والمعلمين، والجيران، والغرباء، وغيرهم من الأطفال. لا يقتصر هذا العنف على إلحاق الأذى والألم والإذلال بالأطفال، بل إنه قد يسبب الموت.

“تعرف على: صفات الزوج النرجسي


الإعلام والعنف ضد الأطفال

صورة بها طفلة تجلس على الأرض حزينة في غرفة مظلمة وتضع رأسها بين يديها وذلك بسبب تعرضها للعنف تجاه الطفل
العنف ضد الأطفال 2023

يُعد الافتقار إلى الثقة والشعور العام بالنقص من العوامل المساهمة وراء هذا النوع من السلوك. في حالات أخرى، يحاول الفرد السيطرة على الموقف وتوجيه غضبه نحو شريكه أو أفراد الأسرة الآخرين. العنف المنزلي هو المثال الرئيسي لمثل هذه السلوكيات، حيث إن سوء معاملة الأطفال، والعنف ضد المرأة، وكبار السن هي بعض الأمثلة. بشكل عام، فإن الاطلاع على حقائق وأرقام حول ظاهرة العنف ضد الأطفال، سوف يكشف لك حجم هذه المشكلة.

من المعروف أن مجتمعنا أصبح أكثر عنفًا وخطورة يومًا بعد يوم بسبب الإعلام، وذلك بسبب نشر السلوكيات والأمور الخاطئة من خلاله، والتي قام الناس بتقليدها، وفي نفس الوقت لا يعمل الإعلام على تثقيف الناس وتعليمهم الصح، مما جعل العديد من الأجيال لا تمتلك ثقافة التعامل الصحيح مع من حولها. كما أن الإعلام ينقل صور وأخبار تسبب القلق والخوف إلى كل من يشاهدها، فهو ينقل مشاهد تحتوي على العنف، كما ينقل بشتى الطرق عالم مخيف لأطفالنا، فالإعلام بشكل عام من أخطر مصادر العنف في مجتمعنا.

على المستوى المحلي، تخبرنا البرامج الإخبارية باستمرار عن أحداث عنف في الأحياء الفقيرة بوتيرة متزايدة، بالتالي يرى الأشخاص نتيجة لذلك أن مجتمعهم عنيف ومخيف. كذلك، فإن أفلام العصر الجديد وألعاب الفيديو والبرامج التلفزيونية، تحتوي على نوع مختلف من العنف، حيث تمتلئ العديد من ألعاب الفيديو (Video games) بالعنف، ويحب الأطفال الذين يبلغون من العمر سبع سنوات أو أكثر لعب هذه الأنواع من الألعاب. كما يحاول العديد من المراهقين تحقيق أحلامهم ليكونوا مثل أبطالهم المفضلين تمامًا في اللعبة أو الفيلم، والذين هم الحقيقة أبطال أشرار يميلون للعنف وإيذاء الآخرين، وهذا كله ضمن تأثير الألعاب الإلكترونية على الطفل، والتي يُعزى إليها ممارسة العنف ضد الأطفال الآخرين من قبل الطفل الذي يحاول تقليد ما فيها.

الإعلام هو أحد المصادر الرئيسية للعنف في مجتمعنا.

هل العنف ظاهرة حديثة؟

منذ العصور القديمة، كان العنف ضد الأطفال مرضًا اجتماعيًا يجب مكافحته. إنه عمل غير مبرر هدفه إذلال الأبناء. يمكن أن يكون سببها عدم الاحترام بين الرجل والمرأة من جهة (أي غياب السعادة الزوجية بينهما)، وعدم وجود الحب والتسامح من جهة أخرى، أو بسبب تأثير الانفعال على الجسم. باختصار، إنه غياب السلام الاجتماعي. يتجلى العنف ضد الطفل في أشكال عديدة: العنف الأخلاقي والعنف الجسدي وحتى العنف الجنسي.

نلاحظ أن العنف ضد الأطفال ينتشر بشكل لافت للنظر؛ ولهذا السبب يجب على المجتمع المدني بذل جهود لوقف هذا الظلم.

ما الحلول لوقف ظاهرة العنف ضد الأطفال؟

في التالي 7 حلول مقترحة للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة:

  • دعوة الأسرة بكافة أفرادها للتراحم فيما بينهم، وحثهم على تقوية علاقتهم بما يتوافق مع ما يشجعه الإسلام.
  • محاولة توفير التربية الجيدة للأطفال منذ الصغر.
  • إعطاء الدروس والندوات وعقد المؤتمرات حول خطورة العنف على أطفالنا.
  • التأكيد على قيم الإسلام وأخلاقه في التعامل مع الأطفال وتذكير الناس بها.
  • سن القوانين الرادعة لمن يرتكب أي وسيلة من وسائل العنف الأسري، والإبلاغ عن أي حالات عنف.
  • زيادة الوعي التربوي، والوعي الأخلاقي، والوعي الديني، والوعي الثقافي بين الناس، حول هذه الظاهرة الخطيرة.
  • من الحلول لوقف العنف ضد الأطفال، هو عقد دورات لتدريب وتأهيل الآباء لرعاية الأطفال وتربيتهم دون عنف:
    هناك العديد من الآباء والأسر الذين يميلون إلى استخدام العنف ضد الأطفال في سن مبكرة، معتقدين أن العنف ضد الأطفال شيء جيد ولمصلحتهم.

في هذه المقالة تعرفنا على جرائم العنف ضد الأطفال 2023 “violence against children”، وذلك من حيث أنواعه وتعريف هذه الظاهرة، وبعض الأسباب التي يُعزى إليها ممارسة العنف ضد الأطفال. كما تعرفنا على دور الإعلام في زيادة هذه المشكلة، وتأثير الألعاب الإلكترونية في خلق أطفال يتسمون بحب العنف. كذلك في نهاية المقال تعرفنا على بعض النصائح الهامة للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد سلامة المجتمع ككل.

 

تابع موقعنا

إغلاق