لماذا التشاؤم من الغراب وهو معلمنا الأول! تعرف على أهم المعلومات عن الغربان
التشاؤم من الغراب؛ تعرف على موضوع التشاؤم من الغراب، ولماذا يقوم به البعض، وتعرف على حكم ذلك، وتعرف على أهم المعلومات التي تخص هذه المخلوقات الذكية
التشاؤم من الغراب؛ لقد خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة والإنس والجن والحيوانات والطيور لعبادة الله وإعمار الأرض، كما فضل الله البشر عن سائر المخلوقات وميزهم بالعقل، وعلى الرغم من ذلك فهناك مخلوقات فاق ذكائها الإنسان وهو واقف مكبل الأيدي وعجز عقله عن التصرف، ومن ذلك قصة قابيل وهابيل وهي كانت أول جريمة على وجه الأرض حيث قتل قابيل أخيه هابيل ولم يستطع التصرف في جثة أخيه، فأرسل الله له الغراب ليعلمه دفن الجثمان، ولذلك هناك مقولة شهيرة بين العرب وهي (إكرام الميت دفنه).
قائمة المحتويات
بذلك، فقد ثبت أن الغراب ذكائه فاق البشر في هذه النقطة، وعلى الرغم من ذلك فإن الإنسان نصب نفسه حَكَم بين المخلوقات ليتشاءم من هذا ويكره ذاك، فمن أنت أيها البشري سوي مخلوقًا ضعيفًا مثلك مثل باقي المخلوقات. نعم الله ميزك بالعقل ولكن هذا لا يعطي لك الحق في التشاؤم من باقي مخلوقات الله، فلقد منحنا الله العقل للحكمة والتدبر والهروب من الجاهلية لنور العلم، (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ). هيا بنا نتحدث في هذه المقالة عن موضوع التشاؤم من الغراب. تعرف على أهم المعلومات عن الغراب.
لماذا التشاؤم من الغراب وهو معلمنا الأول!
يمكن أن يرجع هذا التشاؤم لأنه عند موت أحد أفراد القطيع يجتمع الباقي حول المتوفي منهم وينعقون فوق رأسه فهو جزء من الطقوس الجنائزية لهم، ويبحث الغربان في سبب الموت حتى الوصول إليه، والانتقام للغراب الميت في حالة شكوك الغربان هل هي بفعل فاعل أم أنها قضاء وقدر، ونجد لديهم استعانتهم بالمحاكمة فيما بينهم والقصاص، وهذا يوضح لنا وفائهم لبعضهم البعض وحزنهم على من فارقهم وخضوعهم لقوانين القطيع وأنها واجبة النفاذ.
كذلك يعود هذا التشاؤم من الغراب بسبب لونه وصوته ويتخذه أهل الجاهلية على أنه نذير للشر أو الخير، فقد كان أهل الجاهلية يتشاءمون عند رؤية الغراب، وكانوا إذا نعق الغراب مرتين قالوا أذن بشر، وإذا نعق ثلاث مرات قالوا أذن بخير، فأبطل الإسلام ذلك، وكان عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما إذا رأى الغراب، يقول: “اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك”.
“تعرف على: فضل القرآن الكريم“
معلومات عن الغراب
بعد التعرف على أسباب التشاؤم من الغراب، نقدم هنا 6 من المعلومات عن هذه المخلوقات:
- الغربان خلقها الله باللون الأسود لتتوارى في الليل من المخلوقات المفترسة من البوم والصقور والطيور الجارحة الأكبر حجمًا.
- أما عن صوتها فهي رموز مشفرة معروفه بين القطيع ليعرفوا الغرباء من النغمة الصوتية المختلفة كالباركود.
- كما قد أثبتت الدراسات الحديثة أن الغراب أمكر الطيور، وأنه يمتلك أكبر فصين من الدماغ عن الطيور الأخرى.
- يعتبر الغراب من أذكى الحيوانات في الطبيعة.
- يحب الأشياء اللامعة كالذهب (gold).
- الغربان لها عدة ألوان.
كذلك، الغراب كثير الذكاء يكفي أن أرسله الله ليعلم قابيل كيف يواري سوءة أخيه هابيل وهما أول ابني سيدنا أدم عليه السلام، وبالتحديد في الآية 31 من سورة المائدة، والتي علم فيها البشر طريقة دفن الموتى، حيث يقول تعالى “فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ”.
كذلك، هناك دراسات أمريكية على أنثى الغراب، حيث وضعوها في مكان به أنبوبة وبداخلها قطعة من اللحم وأمامها سيخًا رفيعًا فقامت بثني هذا السيخ لإدخاله في الأنبوب ونجحت في إخراج الطعام منه، يا للعجب! فظن القائمين على الدراسة أنها مصادفة، فقاموا بتكرار هذه العملية عشرات المرات ولكنها قامت بنفس الشيء، حقًا إنها مخلوقات ذكية.
احذر أيها الإنسان! إن الغربان لا تنسى وجه البشر وخاصة من يعنفها وتخبر باقي القطيع بذلك، ويكون لهم سلوكًا معادي لهذا الشخص كرد فعل طبيعي، ويمكنها تصنيف وجه البشر على أنهم أشخاص جيدين أو أشخاصًا سيئين.
إذا شعرت هذه المخلوقات باختلال توازن أحد أفراد القطيع من الغربان ولم يكن لديه المقدرة على التحليق، حينها يعلمون أنه مريض فلا يترددون في قتله حتى لا ينشر مرضه بين القطيع. كما أن الزوج وفي لزوجته طوال حياته ولم يفترقا إلا إذا لم يفقس بيضها أو فراق الموت.
“اطلع على: رحلة إلى كازاخستان”
“اقرأ أيضًا: ما هي الأرزاق المنسية“
لماذا أرسل الله الغراب ليعلمنا الدفن؟
ضمن الحديث عن التشاؤم من الغراب، قد يسأل البعض لماذا أرسل الله الغراب تحديدًا ليعلمنا الدفن؟ والجواب أن ذلك قد يكون بسبب أنه الطائر الوحيد الذي يدفن موتاه، وهذا هو السبب الأقوى. الجدير بالذكر أن سيدنا نوح عليه السلام استعان به حين غرقت الأرض فأطلقه ليأتيه بالخبر اليقين – هكذا جاء في بعض الأخبار-.
“اقرأ كذلك: معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم”
ماذا عن قتل الغراب؟
على الرغم مما سبق، فقد جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “خمس من الدواب كلهن فاسق يُقتلن في الحرم الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور”، وهنا نتساءل لماذا حثنا رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم بقتل الغراب؟
الجواب، أنه لم يأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل كل الغربان وإنما ذات صفات بعينيها، يحدثنا رسول الله على الغراب الذي لم يُؤتي بالمنفعة للبشر ولكن يعود عليهم بالضرر كأكلي الحيوانات الميتة ومن يصيد الجرذان، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن هناك أضرار كثيرة تنتج عن الغربان، ومنها حملها للبكتيريا والفيروسات والفطريات ونقلها للبشر سواء عن طريق البعوض أو عن طريق البراز والهواء المتطاير منه واستنشاق الناس له، وفي وقتنا هذا فهو ضمن المتهمين بفيروس كورونا إلى جانب الخفاش.
أيضًا ما ينعق بصوت حاد ومزعج أثناء الصلاة وخاصة في صحن الكعبة، وتخريبه لكافة المزروعات والثمار، وبذلك فهو مؤذي للبشر. كذلك الغربان بحسب المعروف عنها لدى العلماء هي مصدر تهديد للثروة الحيوانية والزراعية.
في نهاية حديثنا الشيق عن التشاؤم من الغراب وأهم المعلومات عن الغراب، نكون قد أدركنا أنه ليس نذير شؤم، ولكنه من أذكى المخلوقات فقد أرسله الله لنا ليُعلمنا وكان دليلًا لبعض الرسل في رحلاتهم، وهو مخلوق من مخلوقات الله التي تعبده وتسبح بحمده، وبذلك لم يكن الغراب مذنبًا في هذا التشاؤم، إنما البشر هم المحرض الأول والأوحد على ذلك، مسكين أيها البشري فما زلت تعيش بين ظلال الجاهلية.
التعليقات مغلقة.