ما هي الأرزاق المنسية؛ وما أهمية وجودها في حياة الإنسان

What are the forgotten livelihoods

ما هي الأرزاق المنسية؛ هل أنت دائم الشكوى بسبب قلة الرزق؟ تعرف هنا ما هي الأرزاق المنسية التي لديك ويتمناها الآخرون، تعرف على نعم الصحة وبر الوالدين وغيرها

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

ما هي الأرزاق المنسية (What are the forgotten livelihoods)؛ الكثير منا تعود الشكوى على قلة الرزق والاعتراض على القضاء والقدر، ولكن هل سألت نفسك يوماً: ما هي الأرزاق المنسية التي نسهو عنها والتي لا ننتبه لوجودها ولا نحمد الله عليها؟ على الرغم من أن هذه الأرزاق والنعم أكثر أهمية عن تلك التي تسعى إليها بكل ما أوتيت من قوة يومياً. في هذه المقالة سوف نتعرف على ما هي الأرزاق المنسية؟ وما أهمية وجودها في حياة الإنسان.


السلام الداخلي من النعم المنسية

إن الإنسان الذي يعيش طوال حياته متصالح مع نفسه متسامح مع الجميع راضي بقضاء الله وقدره، ذلك السلام النفسي بداخله (سكينة الرُوح) ما هو إلا رزق من الله لكنه غير مرئي أو ملموس، وهو أفضل الأرزاق التي يهبها الله للإنسان على الإطلاق (فالسعادة هبة الرضا)، قال الله تعالى في سورة التوبة: (ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون) {الآية (59) من سورة التوبة}.

كما قال المولى عز وجل شأنه أيضاً في سورة التوبة: (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين) {الآية (109) من سورة التوبة}. وقال الله تعالى: (قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم) {الآية (119) من سورة المائدة}.

“قد يهمك: نصائح لاستقبال العام الجديد 2023


الصحة من الأرزاق المنسية

صورة بها طبيب يمسك سماعة بيديه ومكتوب بجواره الصحة من الأرزاق المنسية
الصحة أحد الأرزاق المنسية

الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى، فإن رزقك الله الصحة والعافية فاحمد الله على ذلك؛ لأن الصحة أفضل من المال والسلطة والشهرة، فإذا رزقت الصحة والعافية فقل: «الحمد لله الذي عافانا ممَا اُبتلى به غيرنا وفَضلنا عَلى كَثير مِن خلقه تَفضيلاََ»، وقد حث المولى عز وجل الناس بالحفاظ على أنفسهم وصحتهم حين قال في سورة البقرة: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) {الآية (195)}، وكان دعاء الحبيب رسول الله “صلى الله عليه وسلم” دائماً: (اللَّهُم إنَا نَسأَلُك العَفو وَالعَافِيَة في الدُنيا والآخِرة)، فاللهم لا تحرمنا الصحة والعافية ما حيينا.

“تعرف على: كيف تكون بصحة جيدة


بر الوالدين

إن بر الوالدين وهما على قيد الحياة من أعظم رزق من الله عز وجل، ورضاهم عنك من رضا الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) {الآية (23) من سورة الإسراء}.

لذلك احرص أخي الكريم دوماً على البر بالوالدين واجعلهما في رضا دائم عنك، فذلك يجعلك تعيش هنيئاً وفي معية الله دائماً ببركة دعائهم لك، وقد قيل على لسان أحد أولياء الله الصالحين، أنه حين تتوفى الأم تنادي الملائكة من السماء: “يابن آدم ماتت التي كنا نكرمك من أجلها، فافعل شيئاً نكرمك من أجله”. أطال الله أعمار كل آباء وأمهات المسلمين، واجعل اللهم البر بالوالدين دائم في نفوس وقلوب الأبناء إلى يوم الدين.

“قد يهمك: ديكور المنزل


شريك الحياة توأم الروح من الأرزاق المنسية

خلفية رصاصي عليها فروع شجر على اليمين ومكتوب عليها من الشمال شريك الحياة توأم الروح من الأرزاق المنسية
شريك الحياة توأم الروح أحد الأرزاق المنسية

إن من أجمل وأروع الأرزاق التي يهبها الله للإنسان على الإطلاق هو أن يتزوج ويكمل نصف دينه وأن يعيش القادم من عمره مع من تعشقه الروح، فيكون شريك حياته هو توأم روحه والشخص الذي يفهمه من نظرة يجتمعا معاً تحت سقف بيتٍ واحد، فتلك من أفضل الأرزاق إن لم تكن من أروعها على الإطلاق، فهذه نعمة ورزق يجب أن تسجد لله شكراً وحمداً إن رزقك الله إياها؛ فالكثيرون منا لديه زوج/زوجة لكن القليلون هم من لديهم شريك للحياة.

يقول الله تعالى في سورة الروم: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) {الآية: 21}، ويقول الحبيب المصطفى (صلوات الله عليه وأزكى التسليم ): (الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“اقرأ كذلك: السعادة الزوجية


ما هي الأرزاق المنسية الأخرى؟

صورة بها خلفية رمادي مكتوب عليها ما هي الأرزاق المنسية الأخرى؟
ما الأرزاق المنسية الأخرى؟

هناك أرزاق كثيرة نتمتع بها يومياً لكننا نسهو أن نحمد الله عليها ولا ننتبه لوجودها حتى، ومنها التالي:

  • وجود أخ سند ومعين لك في الحياة تشدد به أزرك وتشركه في أمرك:

يقول المولى عز وجل على لسان نبيه موسى عليه السلام في سورة طہ: ( واجعل لي وزيرا من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا، إنك كنت بنا بصيرا) (الآيات من 29 إلى 35).

  • وجود ابن/ ابنة يزين حياتك ويملؤها بهجة وهناء ويكون سندك وعكازك في الكبر، وهو من أمتع الأرزاق وأكثرها بركة:

يقول المولى عز وجل: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) (سورة الكهف الآية: 46).

  • الصديق والجليس الصالح:

كذلك الصديق والجليس الصالح الذي يأخذ بيد صاحبه إلى طريق الهدى والإيمان، ويواسي صاحبه في الشدائد والمصائب، ويفرح لفرحه ويحزن لحزنه، فهذا من الأرزاق المنسية. يقول المولى عز وجل شأنه في سورة التوبة الآية 40: ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنـزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم).

كما قَال رَسُول الله- صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء: كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحْذِيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة” (متفق عليه – أي رواه البخاري ومسلم).

“اطلع على: كيفية حفظ القرآن الكريم بسرعة وبدون نسيان؟”

بعضاَ من الأرزاق المنسية الأخرى What are the forgotten livelihoods

قبل أن تشتكي تذكر أن هناك حاجة اسمها الأرزاق المنسية، وتشمل بعض الأرزاق المنسية الأخرى المنسية للكثير منا:

  • من الأرزاق المنسية عند عامة الناس: تعجلك للصلاة في وقتها؛ فهذا رزق من الله لمن يحبه.
  • أن تكون لديك المقدرة على الصيام وإقامة الفرائض والسنن والشعائر والطاعات.
  • ألا ينطق لسانك إلا بالحق.
  • أن تغض بصرك عن الحرام.
  • حفظك أو قراءة وختم القرآن الكريم رزق.
  • حين تنعم بنومٍ هانئ كل ليلة بدون أرق.
  • عندما ترى ثمار تربيتك لأبنائك، فتجدهم ذوي مكارم وأخلاق حميدة، وخاصة لو أصبحوا من أهل العلم والفقه.
  • أن يكون لديك عمل دائم ووظيفة تحبها، وأن يكون لك مصدر رزق ثابت.
  • كونك محبوب بين زملائك بالعمل ومن أهلك وأقاربك.
  • دعوة الناس لك.
  • توفيق الله لك في أمورك التي لا تلاحظها.
  • أن يعطيك الله الحكمة وصلاح نفس.
  • أن يحبك الناس ويرزقك الله القبول بينهم وضحكة وابتسامة ولقاء الناس لك بترحيب.
  • أن يحفظك الله من الوقوع في المعاصي وأي جريمة وغيرها من الشرور.
كل ما سبق عرضه (15 نعمة لديك لكن تنسى أن تحمد الله عليها) هو رزق من عند الله لك، لكنها أرزاق منسية سقط منا سهواً أن نحمد الله سبحانه عليها في كل يومٍ وليلة.

لعلك الآن تعلم أخي القارئ ما هي الأرزاق المنسية “What are the forgotten livelihoods”، فالحمد لله على نعمه وأرزاقه وعطاياه الظاهرة وتلك الأرزاق المنسية، والتي منها: السلام الداخلي وصحة الجسد وبر الوالدين وكذلك شريك الحياة والأخ وصديق صالح، والشكر لله على كل حال وكل شيء وكل رزق وفي كل وقت، فالحمدلله دائماً وأبدا.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التعليقات مغلقة.