مرض الخرف الجبهي الصدغي؛ أعراضه وأنواعه وأهم مضاعفاته
Frontotemporal dementia disease
ما هو مرض الخرف الجبهي الصدغي؟ تعرف على معلومات حول الخرف الجبهي الصدغ، وما هي أعراضه؟ وكيف يتم تشخيصه؟ وهل لهذا المرض علاج فعال؟ وما هي هذه العلاجات؟
مرض الخرف الجبهي الصدغي (Frontotemporal dementia disease): يؤدي هذا المرض إلى فقدان الوظائف الموجودة في مناطق الدماغ، مما يؤدي إلى تدهور في السلوك والشخصية مع صعوبة في نطق اللغة أو فهمها، كما يوجد هناك عدد من الأمراض المختلفة التي تسبب هذا المرض، وهي مجموعة من اضطرابات الدماغ التي تنطوي على بروتين يسمى TDP43 لأسباب غير معروفة حتى الآن، كما تأثر على الفصوص الأمامية والصدغية التي تسبب الخرف.
قائمة المحتويات
سوف نتناول في هذا المقال على مرض الخرف الجبهي الصدغي، حيث سوف نتعرف على أعراضه وأنواعه وأهم مضاعفاته. كما سوف نتعرف على الطرق الحالية المستخدمة في علاج الخرف الجبهي الصدغي.
ما هو مرض الخرف الجبهي الصدغي؟
يكثر في الأيام الماضية السؤال عن ما هو الخرف الجبهي الصدغي خاصة بعد إصابة الممثل الأمريكي بروس ويليس بالخرف الجبهي الصدغي. هذا المرض اعتاد أن يُطلق عليه مرض بيك بعد أن أصاب أول ضحاياه وهو شخص يدعى أرنولد بيك، حيث ظهر لأول مرة في عام 1892 مريضًا يعاني من أعراض مميزة تؤثر على اللغة والنطق وفهمها، وكان هذا الشخص يدعى أرنولد بيك، حتى أن الأطباء ما يزالوا حتى الآن يستخدمون مصطلح “مرض بيك” على الأشخاص الذي يصابون بهذا المرض.
عندما يحدث “اضطراب الخرف الجبهي الصدغي”، سوف يحدث ضمور بأجزاء من الفصوص كما ذكرنا، وسوف تختلف الأعراض لدى المرضى بحسب المكان المصاب في الدماغ، حيث نجد أنه في بعض الأشخاص تحدث تغيرات جذرية في شخصياتهم، وتصبح تصرفاتهم اندفاعية وغير ملائمة اجتماعيًا ولا مبالية، أيضًا قد يؤثر مرض الخرف الجبهي الصدغي في بعض الأفراد على استخدامهم للغة بشكل صحيح.
“تعرف على: الاقتصاد الأخضر“
أعراض الخرف الجبهي الصدغي Symptoms of frontotemporal dementia
فيما يخص أعراض الخرف الجبهي الصدغي، سوف نجد أن اضطرابات وأعراض الخرف الجبهي الصدغي تنقسم إلى نوعين:
- الخرف الجبهي الصدغي المتغير السلوكي.
- الحبسة التقدمية الأولية.
شكل عام تبدأ أعراض هذا المرض تدريجيًا في التفاقم مع مرور الوقت، وغالبًا يكون ذلك على مدى سنوات، وقد تحدث للمريض مجموعة من الأعراض معًا، وقد يشعر المريض بأكثر من مجموعة من الأعراض. يوضح الجدول التالي أعراض الخرف الجبهي الصدغي بحسب مجموعة الأعراض الحادثة:
تغيرات سلوكية وتغيرات الشخصية | مشاكل في النطق واللغة | اضطرابات الحركة |
---|---|---|
انعدام التعاطف والتواصل مع الأشخاص الآخرين، وذلك مثل مراعاة المشاعر | أخطاء في صياغة الجمل | الرعاش |
سلوك غير ملائم | تردد واختصار في الكلام | تشنج في العضلات |
السلوك القهري، وذلك مثل التصفيق أو لعق الشفتين | وجود صعوبة في معرفة بعض معاني الكلمات | التصلب |
انعدام القدرة على القيام بضبط النفس | الصعوبة في استخدام أو فَهم الكلمات المكتوبة أو الكلمات المنطوقة، وذلك مثل: الصعوبة في اختيار الكلمات المناسبة عند الحديث | صعوبة في البلع |
فقدان الاهتمام بالنظافة الشخصية | مواجهة صعوبة عند تسمية بعض الأشياء، ومن ذلك استبدال كلمة معينة بكلمة عامة المعنى، مثل: استخدام “هذا” بدلًا عن القلم | الترنح |
تغير في عادات الأكل، مثل: الإفراط في الطعام أو الإفراط في تناول الحلويات والكربوهيدرات | – | الضحك أو البكاء وذلك في أوقات غير مناسبة |
القيام بتناول أشياء غير صالحة للأكل | – | ضعف العضلات |
الرغبة الإجبارية للمريض في وضع الأشياء في الفم | – | – |
“قد يهمك: ما هو النقرس“
تشخيص الإصابة بالخرف الجبهي الصدغي
يعتمد تشخيص الخرف الجبهي الصدغي المتغير السلوكي والحبسة التقدمية الأولية على تقييم من قبل طبيب مطلع على هذه الاضطرابات، ويكون جوهر التشخيص هو نوع المشاكل التي يعاني منها المريض ونتائج الفحوصات العصبية، كما يجب أن تتم فحوصات الدماغ مثل تصوير الرنين المغناطيسي ومسح انبعاث الجلوكوز والبوزيترون (positron)، وهي اختبارات إضافية مفيدة للغاية في عملية التشخيص، ولكن يجب أن يتم تفسيرها في سياق تاريخ المريض والفحص العصبي. كذلك يقوم الطبيب بتقييم تفصيلي للقدرات العقلية للمريض، وذلك من خلال طرح مجموعة من الأسئلة أو الطلب من المريض القيام بنشاطات محددة.
“أقرأ أيضاً: تغير المناخ“
الخرف الجبهي الصدغي المتغير السلوكي
من أوائل الأعراض هنا أنه تظهر بوجود تغيرات بارزة في الشخصية والسلوك، كما تحدث غالبًا في الأشخاص في عمر الخمسينيات والستينيات، ولكن يمكن أن تتطور في وقت مبكر من العشرينات أو حتى الثلاثينيات، كما يكون هناك فقدان الخلايا العصبية أكثر بروزًا في المجالات التي تتحكم في السلوك والحكم والتعاطف والنظر.
كما يعتبر هذا المرض أقل شيوعًا بكثير من مرض الزهايمر لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، ومع ذلك فهو موجود في الفئة العمرية من 45 إلى 65 عامًا، كما يعد تقريبًا مثل داء الزهايمر الأصغر. كما تتوفر تقديرات تقريبية لذلك، ولكن قد يكون هناك 50.000 إلى 60.000 شخص يعانون من المتغير السلوكي في الولايات المتحدة، ومعظمهم تتراوح أعمارهم بين 45 و65 عامًا.
يعد الخرف الجبهي الصدغي المتغير السلوكي في الغالب عبارة عن متلازمات مبكرة الظهور ترتبط بتنكس الفص الجبهي الصدغي والذي يتميز بفقدان عصبي مترقي، يشمل في الغالب الفص الجبهي أو الصدغي، وفقدان نموذجي لأكثر من 70٪ من الخلايا العصبية المغزلية (Spindle neurons)، في حين تبقى الأنواع الأخرى من الخلايا العصبية سليمة.
“قد يهمك: فيروس ماربورغ“
الحبسة التقدمية الأولية
الحبسة التقدمية الأولية، هي الشكل الرئيسي الثاني من الخرف الجبهي الصدغي، الذي يؤثر على المهارات اللغوية والتحدث والكتابة والفهم، وقد انقسمت أعراضها إلى 3 عناصر وهما:
- تحدث عادة في منتصف العمر قبل بلوغ سن 65، ولكن يمكن أن يحدث أيضًا في أواخر العمر. كما يحدث في المتغير الدلالي، وهو أن يفقد فيها الأفراد القدرة على فهم الكلمات أو صياغتها في الجملة المنطوقة، أما في المتغير غير الطليق، يكون حديث الشخص مترددًا جدًا أو مجهدًا أو غير نحوي.
- أيضاً هي متلازمة عصبية نادرة تؤثر على قدرتك على التواصل، وقد يواجه الأشخاص المصابون به صعوبة في التعبير عن أفكارهم وفهمهم أو إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير، كما يمكن أن يزداد الأمر سوءًا بمرور الوقت.
- كما يمكن أيضاً أن يفقد القدرة على التحدث والكتابة وفهم اللغة المكتوبة أو المنطوقة، كما تتطور هذه الحالة في وقت قصير لذا يمكنك الاستمرار في الاعتناء بنفسك والمشاركة في أنشطة الحياة اليومية لعدة سنوات بعد ظهور الاضطراب أو المرض.
كما تتضمن عوامل خطر الإصابة بالحبسة التقدمية الأولية في نقطتين وهما ما يلي:
- صعوبات التعلم إذا كنت تعاني من إعاقة في التعلم في مرحلة الطفولة، وخاصة عسر القراءة النمائي.
- طفرات جينية معينة كما تم ربط الطفرات الجينية النادرة بهذا الاضطراب.
“أقرأ أيضاً: ارتفاع ضغط الدم الرئوي“
مضاعفات الحبسة التقدمية الأولية
تشمل مضاعفات الحبسة التقدمية الأولية:
- يفقد الشخص الذي تم تشخيص إصابته بمرض الخرف الجبهي الصدغي (الحبسة التقدمية) في النهاية القدرة على التحدث والكتابة وفهم اللغة المكتوبة والمنطوقة.
- يعاني بعض الأشخاص من صعوبة كبيرة في تكوين الأصوات للتحدث، وهي مشكلة تسمى تعذر الأداء في الكلام، حتى عندما لا تكون قدرتهم على الكتابة والفهم ضعيفة بشكل كبير.
- مع تقدم المرض، يمكن أن تضعف المهارات العقلية الأخرى مثل الذاكرة، ويصاب بعض الأشخاص بأعراض عصبية أخرى مثل مشاكل الحركة مع هذه المضاعفات، ويحتاج الشخص المصاب في النهاية إلى المساعدة في الرعاية اليومية.
- يمكن للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض أن يصابوا أيضًا بالاكتئاب أو المشكلات السلوكية أو الاجتماعية مع تقدم المرض.
- قد تشمل المشاكل الأخرى المشاعر الصريحة مثل عدم الاهتمام أو سوء الحكم أو السلوك الاجتماعي غير المناسب.
“اقرأ كذلك: الصداع النصفي“
علاج الخرف الجبهي الصدغي
بشكل عام ليس هناك حاليًا علاج أو دواء محدد لمرض الخرف الجبهي الصدغي، حيث أن الأدوية التي تستخدم لعلاج أو للإبطاء من مرض الزهايمر غير فعالة في علاج الأشخاص المصابين بالخرف الجبهي الصدغي، وهذا قد يؤدي لتفاقم الأعراض لديهم وجعلها أكثر سوءًا. مع ذلك فإن بعض الأدوية يمكن أن تساعد في السيطرة على بعض الأعراض. يوضح الجدول التالي عدد 2 طريقة تستخدم في علاج الخرف الجبهي الصدغي
الأدوية المستخدمة في العلاج | التدرب على النطق |
---|---|
|
هنا يتم اللجوء لأخصائي نطق بهدف مساعدة الشخص الذي ثبت إصابته بمرض الخرف الجبهي الصدغي في مشاكل النطق واللغة والتواصل |
في نهاية هذا المقال، تعرفنا على مرض الخرف الجبهي الصدغي “Frontotemporal dementia disease”، كما تعرفنا على أسباب وأعراض مرض الخرف الجبهي الصدغي. ويجب العلم أنه لا توجد علاجات محددة لأي من الأنواع الفرعية للجبهة الصدغية، ولكن هناك أدوية فقط يمكنها أن تقلل من التهيج أو الاكتئاب، كما يجب استخدام هذه العلاجات للمساعدة في تحسين نوعية الحياة للناس المصابين بهذا المرض.
كما يجب العلم أن هذا المرض يتفاقم حتمًا بمرور الوقت وتختلف سرعة التراجع من شخص لآخر والعلاج يكون طويل المدى ولسنوات عديدة، كما أظهر الأفراد المصابون بهذا المرض ضعفًا في العضلات ومشاكل في التنسيق، مما يجعلهم بحاجة إلى كرسي متحرك أو محاطين بالسرير، ويمكن أن تسبب مشاكل العضلات هذه مشاكل في البلع والمضغ والتحرك والتحكم في المثانة والأمعاء.