من هوليوود إلى الويب 3: مستقبل الألعاب يكمن في ترخيص الملكية الفكرية

لطالما اعتُبرت صناعة الألعاب في الويب 3 (The web3 gaming industry) محركًا رئيسيًا لاعتماد تقنية البلوكشين (blockchain)، لكن هذه الصناعة نفسها تحتاج إلى أفكار تطويرية جديدة للحفاظ على جاذبيتها لكل من قاعدة المستخدمين الحالية والمستخدمين الجدد القادمين من الويب 2 (web2).

إحدى الخطوات المحتملة للألعاب القائمة على البلوكشين يمكن أن تكون نفس المصدر الذي استكشفته صناعة الألعاب التقليدية سابقًا – الأفلام. كان تحويل الأفلام إلى ألعاب صيغة قوية ومجربة عبر الزمن: فكر في Dune، و Robocop، و The Matrix، و Spider-Man، و The Lord of the Rings… ومع ذلك، ورغم النمو الهائل للويب 3، لا تزال هذه العلاقة القوية غير مستكشفة إلى حد كبير من قبل مشاريع الألعاب القائمة على البلوكشين وصناعة السينما.

يجب سد الفجوة بين الاستوديوهات ومطوري الألعاب مرة أخرى. هذه المرة، مع حدود جديدة لتفاعل المعجبين، ورواية القصص التفاعلية، واقتصادات الألعاب من الجيل القادم، كل ذلك عبر الويب 3. وهذه العلاقة التكاملية هي أيضًا شيء تحتاجه صناعة السينما بشدة.

مع صعود خدمات البث وتراجع الإقبال على السينما بعد جائحة كوفيد-19، تغير نموذج الإيرادات في الصناعة نحو مصادر بديلة مثل المنتجات التجارية، والترخيص، والدمج مع وسائط أخرى. لذا، فإن جلب ترخيص الملكية الفكرية إلى ألعاب الويب 3 يمثل استراتيجية رابحة للجميع: دخول ملايين المستخدمين الجدد إلى عالم البلوكشين، وتجديد الاهتمام بصناعة الألعاب، وإيجاد مصدر دخل إضافي لاستوديوهات الأفلام.

الدمج داخل الألعاب ليس مفهومًا جديدًا، فكر في جميع الحفلات الموسيقية الرقمية وعروض العلامات التجارية داخل Fortnite أو Roblox، حيث تحولت الأخيرة فعليًا إلى ما يشبه الميتافيرس (Metaverse) الخاص بها. بدءًا من دخول Netflix إلى عوالم قابلة للعب في Roblox، وصولًا إلى نجاح Marvel Rivals في التربع على قائمة أفضل 3 ألعاب على Steam، أثبتت هذه العناوين نجاحها الكبير في الدمج بين السينما والألعاب. أخذ هذا الاندماج خطوة إضافية نحو تحقيق إيرادات أكبر يعد مفهومًا بديهيًا، لكنه يظل معقدًا بسبب التحديات المتعلقة بترخيص الملكية الفكرية.

---

ترخيص الملكية الفكرية لا يزال عقبة رئيسية

لطالما كان ترخيص الملكية الفكرية للألعاب عملية بطيئة، مكلفة، وغامضة. يتطلب الترخيص التقليدي مفاوضات متعددة المراحل: من بناء السمعة وإقامة علاقات دائمة إلى التعامل مع تعقيدات العقود المتعددة الاختصاصات. وعلى الرغم من الفوائد المتبادلة الواضحة، لا يزال هذا النوع من الترخيص إجراءً مخصصًا ذو عوائق دخول كبيرة. تحاول المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) وضع معايير لاستخدام الملكية الفكرية، لكن إرشاداتها تظل محدودة بسبب غياب آليات التنفيذ الفعالة. حتى في الولايات القضائية التي تتمتع بقوانين واضحة ومنظمة، لا تزال هناك ثغرات في معالجة انتهاكات حقوق النشر التي تقع على الهامش. فما بالك بالأنظمة القانونية النامية وتفسيرات العقود الغامضة؟

وبصرف النظر عن عدم وضوح التنفيذ، حتى العقود البسيطة والمفهومة عالميًا تظل مصدر إزعاج: فالمفاوضات المطولة تؤخر بشكل كبير طرح المنتجات في السوق، كما أن الرسوم القانونية والإدارية تستنزف الأرباح لكل من الاستوديوهات والمطورين. ناهيك عن النزاعات المتعلقة بتوزيع الإيرادات وإدارة الحقوق، والمدفوعات المحدودة بحقوق الملكية، والإعلانات، والقائمة تطول.

“قد يهمك: فجوة المعرفة في ألعاب Web3“

---

هل يمكن للبلوكشين أن يساعد؟

من الناحية النظرية، يمكن للبلوكشين حل هذه المشكلات بسهولة. فمن خلال العقود الذكية الموحدة والمدققة، إلى تتبع الإيرادات الشفاف والثابت والمدفوعات المؤتمتة، يصبح تحقيق الدخل من الملكية الفكرية أمرًا بسيطًا عند نقله إلى السلسلة (on-chain). تخيل تحرير الموارد الإدارية التي يتم استهلاكها حاليًا في الإشراف المستمر، أليس هذا تجسيدًا خالصًا لكفاءة العمليات؟

المشكلة تكمن في أن التكنولوجيا جاهزة، لكن البيئة التنظيمية لم تلحق بالركب بعد. نعم، سيصبح البلوكشين في نهاية المطاف الحل الأمثل لتبسيط إدارة الملكية الفكرية، ولكن فقط عندما يتم إعادة هيكلة النظام القانوني بالكامل لدعمه. وهذا يتطلب أيضًا نظامًا عالميًا لإنفاذ القوانين، بالإضافة إلى مجموعة من السوابق القضائية في الولايات الرئيسية لتكون بمثابة مرجع قانوني أساسي.

إنها قضية معقدة للغاية ذات جوانب متعددة، لذا، على الأقل في المستقبل القريب، لا أرى أن ترخيص الملكية الفكرية سيخرج من نطاق العقود التقليدية خارج السلسلة (off-chain). مع ذلك، فهذا لا يعني أننا لا يجب أن نستعد للانطلاقة، فوقتها سيأتي بلا شك.

“قد يهمك: ما هو deepseek“

---

قيمة أخرى للبلوكشين في الألعاب: ملكية الأصول داخل اللعبة

هناك فائدة أخرى يمكن أن يجلبها البلوكشين إلى صناعة الألعاب بخلاف إدارة الملكية الفكرية: ملكية الأصول داخل اللعبة. هل كانت Counter-Strike ستحظى بهذه الشعبية الضخمة لو لم يكن لديها أنظمة تداول للأسلحة والجلود (skins)؟ أشك في ذلك. هذه صناعة تدر ملايين الدولارات ولديها متداولون عالي التردد، وصانعو سوق، وهواة جمع، ومثمنون، ومنصات خارجية. ولكن ماذا عن الفجوات السعرية ونقص السيولة؟ الحل هو الملكية الكاملة غير الحافظة (non-custodial ownership).

يمكن أن تمتد هذه الملكية الرقمية غير الحافظة إلى ما هو أبعد من حدود اللعبة الواحدة أو المنصة الواحدة. تخيل عالمًا حيث يمكن نقل الجلود، والأسلحة، والشخصيات، والتقدم داخل اللعبة، أو حتى العوالم الكاملة، بسلاسة من لعبة إلى أخرى. قد يصبح هذا حقيقة أقرب مما تتخيل، خاصة مع تصريح الرئيس التنفيذي لشركة Epic Games بأن Unreal Engine 6 قد يكون المفتاح لربط Fortnite و Roblox و Minecraft في ميتافيرس واحد قابل للتشغيل المتبادل.

خذ على سبيل المثال ألعاب عالم Marvel، تخيل ربطها جميعًا من خلال ملكية أصول الويب 3. ما ستحصل عليه هو كون شبيه بعالم مارفل السينمائي، حيث يجتمع الأبطال في ملحمة شبيهة بـInfinity War، ولكن في عالم الألعاب.

“اطلع على: أفضل طرق شحن بطاقات الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت“

---

مستقبل الألعاب: التآزر هو الحل الوحيد

يمكن لـ GameFi أن يعيد إحياء صناعة الألعاب، بينما يمكن ترخيص الملكية الفكرية أن يجذب جماهير جديدة سئمت من سلاسل الألعاب المتكررة وتبحث عن تجربة جديدة ولكن مألوفة في آنٍ واحد. ترخيص الملكية الفكرية على الويب 3 يمكنه تحقيق الأمرين معًا. إنها فرصة نادرة للتكافل، يتم تجاهلها حاليًا من قبل جميع الأطراف المعنية، صناعة الأفلام (Filmmaking)، وصناعة الألعاب (gaming)، وعالم البلوكشين (blockchain).

استعد لرؤية المزيد من الشراكات بين مطوري الألعاب واستوديوهات الأفلام، حيث يسعون إلى استكشاف فرص الملكية الفكرية المشتركة، خاصة مع تزايد السوابق القانونية التي ستحدد القواعد الأساسية في هذا المجال. علاوة على ذلك، مع استعادة العملات المشفرة لمكانتها وقبولها الواسع، بدأت وصمة العار التي لحقت بشراكات الكريبتو، والتي ترسخت مع انهيار FTX—في التلاشي تدريجيًا. على سبيل المثال، تمكنت عملات ترامب الميمية من إدخال ملايين الأشخاص غير المهتمين بالكريبتو إلى عالم الأصول الرقمية، ويمكن للأفلام أن تحقق الأمر ذاته.

أخيرًا، مع تزايد وعي الجماهير العامة بتقنية البلوكشين، من المرجح أن نرى هذه التقنية تظهر في الأفلام، سواء كذكر عابر أو حتى كمفهوم مركزي في الحبكة، تخيل إعادة إنتاج Ready Player One في عام 2025 ولكن مع تركيز أكبر على الويب 3 وتقنيات البلوكشين!