داء كرون؛ كل ما تحتاج لمعرفته عن هذا المرض وكيفية التعامل معه

داء كرون؛ كل ما تحتاج لمعرفته عن هذا المرض وكيفية التعامل معه

داء كرون؛ في عالم الأمراض المزمنة التي تؤثر على الجهاز الهضمي، يبرز داء كرون كواحد من أكثر الأمراض تعقيدًا وتحديًا. يعاني الملايين حول العالم من هذه الحالة المزمنة التي تصيب جدار الأمعاء وتسبب التهابات مستمرة وآلامًا شديدة.

في هذه المقالة، سنستكشف عالم داء كرون (Crohn’s disease) بشكل شامل، بدءًا من تعريفه وأسباب مرض كرون المحتملة وصولًا إلى أعراضه المختلفة وطرق تشخيصه. سنتعرف أيضًا على التدابير الوقائية التي يجب اتخاذها للسيطرة على هذا المرض وتخفيف آثاره، وكل ما تحتاج لمعرفته عن هذا المرض، وكيفية التعامل معه.

اقرأ هذه المقالة بتمعُّن وسوف تجد إجابات على أسئلتك وتوجيهات قيِّمة لإدارة حالتك بشكل صحيح، انضم إلينا في هذه الرحلة لاستكشاف عالم هذا المرض والسعي نحو حياة صحية وسعادة مستدامة.


ما هو داء كرون؟

داء كرون هو مرض مزمن حيث يُحدث التهاب لأجزاء من الجهاز الهضمي، وهو نوع من أنواع التهاب الأمعاء (Inflammatory Bowel Disease IBS)، ومن الممكن أن يسبب جروح أو قروح في الفم والشرج أو مضاعفات خارج الأمعاء. في التالي بيان أسباب مرض كرون، ومن ثم الحديث على أعراضه.



ما هي أسباب مرض كرون؟

صورة بها شخص يده على بطنه من الألم ضمن تحديد أسباب مرض كرون

السبب الدقيق لمرض كرون غير معروف، حيث يُعتقد أن العديد من الأشياء يمكن أن تلعب دورًا في الإصابة، بما في ذلك:

  • العوامل الجينية، فمن المرجح أن يصاب الشخص بالمرض إذا أصيب به أحد أفراد الأسرة المقربين.
  • مشكلة في جهاز المناعة (دفاع الجسم ضد العدوى)، تجعله يهاجم الجهاز الهضمي.
  • التدخين.
  • علة سابقة في المعدة.
  • توازن غير طبيعي لبكتيريا الأمعاء. 1

لا يوجد عامل واحد محدد يمكن أن يسبب هذا المرض، ولكن يمكن أن تؤثر هذه العوامل معًا على الجهاز الهضمي وتؤدي إلى التهاب الأنسجة في السبيل الهضمي.


داء كرون أعراضه ما هي؟

في التالي سوف نذكر في نقاط محددة ما يخص داء كرون أعراضه:

  • إسهال.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • إعياء.
  • قرح في الفم.
  • فقدان في الشهية ونقص الوزن.
  • الإحساس بألم مع إفرازات بالقرب من فتحة الشرج.

الأعراض السابقة تكون عندما يكون المرض نشطًا، فبشكل عام يمكن أن يصاب أي جزء من الفم إلى فتحة الشرج، ومن الممكن أن تضم عدة قطاعات من الأمعاء أو على طوله، ومن الممكن أن يكون المرض فقط في القولون الذي هو جزء من أجزاء الأمعاء الغليظة. 2


كيف يتم تشخيص المرض؟

صورة بها رسم لجزء من جسم الإنسان وذلك ضمن الحديث عن تشخيص داء كرون

على الرغم من أنه لا يوجد اختبارات تؤكد أو تنفي الإصابة بالمرض بشكل قطعي، إلا أن داء كرون يتم تشخيصه عن طريق:

  • الفحص السريري.
  • بعض التحاليل المعملية مثل تحليل الدم والبراز، فيتم التحقق من نسبة الالتهاب ووظائف الكبد في تحليل الدم، والتحقق من وجود دم مخف في البراز أو طفيليات أو بكتيريا معدية.
  • التنظير الداخلي والأشعة، حيث يظهر التنظير الداخلي في حالات مرض كرون القولوني بشكل مميز للقرح يختلف باختلاف درجة الالتهاب. 3

علاج مرض كرون

يعتمد العلاج على شدة ومكان الإصابة ويهدف إلى تقليل الأعراض والحد من تدهور الحالة، حيث لا يوجد علاج معروف لمرض كرون حاليًا، ولكن هناك طرقًا للعلاج التي يمكن أن تقلل من ظهور الأعراض وتحسن حالة المريض، وتشمل طرق العلاج المستخدمة عادة:

  • العقاقير الكيميائية

هناك عدد من الأدوية التي تستخدم للعلاج مثل:-

  • ساليسيلات الأمين: مثل مادة الميسالامين (mesalamine) والتي توصف بكثرة لعلاج المرض ولكن فعاليتها ضعيفة، ومادة السالفاثالازين (sulfasalazine) الأكثر فاعلية.
  • المضادات الحيوية: وهي مثل ساليسيلات الأمين في الفاعلية ولكن تكمن أهميتها في إعطائها مع مضادات عامل نخر الورم (Anti TNF).

بالإضافة لذلك، يوجد مثبطات المناعة التي تستخدم في تقليل انتشار المرض من مواد الثيوبيورينات (Thioppurines) والميثوتريكسات (methotrexate) ومضادات عامل نخر الورم (anti TNF)، والتي تعتبر الأكثر فاعلية في الحالات المتوسطة إلى الشديدة من مرض كرون، ومن الممكن استخدامها منفردة مع مواد معدلات المناعة (Immunomodulator) في الحد من انتشار المرض، ومثبطات الانترليوكينات (interleukin inhibitors) مثل الأوستيكينوماب (Ustekinumab) والذي تم اعتماده مؤخرًا في الحالات المتوسطة إلى الخطيرة من المرض.
يتم اختيار العلاج المناسب حسب خصائص المرض وحالة المريض.

  • تغيير نمط الحياة

يمكن لتغيير نمط الحياة أن يساعد في تحسين حالة المرض وتقليل الأعراض. من بين التغييرات التي يمكن اتباعها: تغييرات في النظام الغذائي، والابتعاد عن التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام.

  • التدخل الجراحي

في بعض الحالات الشديدة والمتقدمة من مرض كرون، قد يكون العلاج الجراحي ضروريًا. يتم تنفيذ الجراحة لإزالة الأجزاء المتضررة من الأمعاء أو لتصحيح المشاكل المرتبطة بالمرض. من المهم أن يتعاون المريض مع فريق الرعاية الصحية المختص لتحديد العلاج الأنسب لحالته ومتابعة العلاج بانتظام، كما يجب أن يتم استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب وفقًا لحالة المريض وتطور المرض.


هل مرض كرون خطير؟، وهل يمكن أن يتفاقم المرض مع الوقت؟

بعد ما سبق يتساءل البعض هل مرض كرون خطير؟ والإجابة: لا يعتبر مرض كرون من الأمراض المهددة للحياة ولكن له مضاعفات تحدث في بعض المصابين وتؤدي إلى الوفاة وتتلخص المضاعفات في انسداد الأمعاء حيث تصبح غير قادرة على الحركة، والناسور والخراج وسوء التغذية والشق الشرجي وتضخم القولون السمي وقد تصل إلى سرطان القولون وهنا تكمن الخطورة.

أما عن إمكانية تفاقم المرض مع الوقت، فقد تكون هناك فترات من الهجمات وغياب الأعراض التي يمكن أن تستمر لأسابيع أو سنوات. مع ذلك، يجب ملاحظة أن داء كرون أعراضه يمكن أن يكون تطورها مختلفًا من شخص لآخر، وقد يختلف أيضًا في شدته وتردده، لذا من المهم مراقبة الأعراض والتواصل مع الطبيب لتعديل خطة العلاج والتحكم في المرض. 4


هل يمكن الوقاية من مرض كرون؟

لا يوجد طريقة محددة للوقاية من مرض كرون، وذلك لأن الأسباب الدقيقة للإصابة به لا تزال غير معروفة، ومع ذلك، يمكن للأشخاص الذين يعانون من مرض كرون أن يتحكموا في الأعراض ويقللون من حدتها من خلال تغيير نمط حياتهم واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، كما يمكن استشارة الطبيب لتحديد العلاجات المناسبة لتخفيف الأعراض والسيطرة على المرض.


ما هي النصائح الغذائية للمصابين بهذا المرض؟

صورة بها بعض الأطعمة الصحية ضمن الحديث عن نظام غذائي لمرضى كرون

يعاني مرضى كرون من مشاكل هضمية ويحتاجون إلى اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن لتحسين حالتهم. وفقًا للمصادر المرجعية، إليك بعض النصائح الغذائية للمصابين بمرض كرون:

  1. تجنب الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضروات الخضراء الورقية والفواكه الطازجة، ويمكن تناول الفواكه قليلة الألياف مثل الموز والشمام والتفاح المطبوخ.
  2. تجنب الأطعمة الدهنية والمقلية والتوابل الحارة والأطعمة الحمضية والتي تسبب انتفاخ البطن.
  3. تناول البروتينات الصحية مثل الدجاج والسمك والبيض والتوفو.
  4. تناول الأطعمة المطهوة بلطف والمقشرة والمسلوقة، مثل الخضروات والفواكه.
  5. تجنب المشروبات الغازية والكحول ومشروب القهوة والشاي الأسود.
  6. تناول الأطعمة الغنية بالسوائل مثل الحساء والشوربة والعصائر الطبيعية.
  7. تناول المكملات الغذائية الدوائية، مثل فيتامين D وفيتامين B12 وحمض الفوليك، لتعويض النقص الغذائي.

من المهم استشارة الطبيب أو الأخصائي الغذائي لتحديد النظام الغذائي الأنسب لحالة المريض ومتابعة العلاج بانتظام.


هل يمكن التعايش مع مرض كرون؟

يتساءل المصابون عن إمكانية التعايش مع هذا المرض، والإجابة: نعم يمكن ذلك باتباع بعض العادات الصحية مثل كثرة شرب الماء، تقسيم الوجبات على مدار اليوم إلى وجبات صغيرة، الامتناع عن تناول الأطعمة المصنعة وغير الصحية، الالتزام في مواعيد تناول الدواء، تقليل التعرض للضغط العصبي وأيضًا ممارسة الرياضة.


تعرفنا في هذا المقال على أهم المعلومات التي تخص داء كرون “Crohn’s disease”، حيث تعرفنا على كل النقاط المتعلقة به، حيث تعرفنا على 5 أسباب محتملة للإصابة بهذا النوع من الأمراض، وتعريف داء كرون، وتحدثنا عن أعراض المرض، وكيف يتم تشخيص المرض؟ كذلك، تحدثنا عن علاج المرض، وهل مرض كرون خطير؟ وغير ذلك من المواضيع التي لها صلة بداء كرون.

المراجع

  1. What is Crohn’s disease?, mayoclinic.org, 01/08/2023
  2. Symptoms of Crohn’s disease, nhs.uk, 01/08/2023
  3. Tests for Crohn’s disease, webmd.com, 01/08/2023
  4. Understanding Crohn’s Disease, healthline.com, 01/08/2023

 

تابع موقعنا

إغلاق