دي بي كوبر؛ التعرف على تفاصيل أغرب عملية سطو في التاريخ

دي بي كوبر؛ تعتبر قصة دي بي كوبر من أغرب قضايا السطو اللي مرت على التاريخ لدرجة إن الشرطة الفيدرالية الأمريكية حتى الآن لم تتوصل ليه، بس إيه قصته؟! ده اللي هنعرفه في هذه المقالة، سوف يتم التعرف إزاي صاحبنا كوبر حصل على 200 ألف دولار وضحك على طاقم الطائرة وشركة الطيران والمباحث الفيدرالية الأمريكية، ولحد دلوقتي وبعد مرور 50 سنة من العملية محدش عارف مين هوه دي بي كوبر (D. B. Cooper)!

بداية قصة دي بي كوبر

يوم 24 فبراير سنة 1971 وتحديدًا يوم عيد الشكر “عيد الشكر هو ‏ إجازة وطنية في الولايات المتحدة الأمريكية ودولة كندا” في الساعة 2:50 تقريبًا، دخل راجل أربعيني ببدلة وجرفته سودة وعليهم بالطو أسود لمطار بوتلاند الدولي (موجود في ولاية أوريغون، أمريكا)، وقطع تذكرة ذهاب فقط (قطع تذكرة باسم دان كوبر)، وخد الرحلة 305 المتجهة لمطار سياتل تاكوما الدولي (ولاية واشنطن، أمريكا)، وركب في المقعد C18 في آخر الطيارة اللي كان فيها 36 راكب غير الطاقم طبعًا.

“تعرف على: رحلة إلى كازاخستان“

إني أحمل قنبلة

لما كانت المضيفة “شافنر Schaffner” بتجيب طلبات الركاب طلب منها كوباية نبيذ (خمرة) وإدالها ورقة بابتسامة هادية، فهي حطتها في جيبها وتجاهلتها لأن المعروف في الوقت دا إن الرجالة العزاب إنهم بيدوا أرقام تليفوناتهم للمضيفات وكدا.

لما جات تجيبله طلبه، همس لها بنفس الابتسامة الهادية له إنها تقرأ الورقة ضروري، فهي كل دا كانت عاطية الأمان، بس الابتسامة اللي على وشها اختفت يا غالي أول ما قرأت العبارة دي « إني أحمل قنبلة».

“قد يهمك: زراعة النباتات في البيت“

المضيفة تتأكد من المصيبة

بصت المضيفة “شافنر” لصاحبنا دي بي كوبر وهي عيونها هتطلع من الصدمة، وزمانها يا عيني فكرت في أهلها اللي في البيت وإن الأكل سيباه على النار، فهو أمرها تقعد جنبه عشان تتأكد من القنبلة، فهي نفذت، وبمجرد ما شافت الديناميت أمرها تاني تروح لقائد الطيارة وتبلغه بطلباته اللي هي أربع مظلات و 200,000 دولار من فئة 20 دولار.

هنا هتسألني عزيزي القارئ ليه دي بي كوبر مش طلب فئة عشرة أو فئة أكتر، هقلك إن لو كانت من فئة عشرة كانت هتبقى الفلوس أتقل وهو مش هيقدر يشيلها ولو أكتر مش هيقدر يصرفها كويس، وكمان طلب عربية بنزين في مطار سياتل، “شافنر” المضيفة جريت بالفعل على الطيار «ويليام سكوت» تبلغه بكل دا، ما هي مش هتتفجر لوحدها .

وصول الخبر للشرطة

الطيار «ويليام سكوت – William Scott» سمع كلام المضيفة من هنا، وكلم بسرعة مكتب مراقبة الحركة الجوية اللي كلم شرطة سياتل والشرطة كلمت مكتب التحقيق الفيدرالي (FBI)، و FBI كلموا رئيس خطوط الطيران دونالد نيروب (Donald Nyrop).

«دونالد نيروب» بقى أول ما سمع الخبر وهو عرق وفضل يفكر إن لو الموضوع دا اتنشر هيحصل مشاكل وشركة الطيران هتقع، فطلب منهم سرعة تحقيق مطالب دان كوبر وطلب منهم من غير شوشرة، وبالفعل مفيش حد عرف بالسطو دا حتى الركاب إلا بعد نزولهم من الطيارة.

لما لقى دي بي كوبر إنهم قربو يوصلوا للمطار مع العلم إن رحلتهم كانت مدتها نص ساعة بس، طلب من الطيار إنهم يفضلوا طايرين في الجو لما يجهزوا طلباته، وبالفعل نفذ أوامره وبلغ الركاب إن فيه عطل ميكانيكي فهيضطروا للتأخير شوية – كذب يعني – طب دي بي كوبر عرف إزاي إنهم قربوا يوصلوا؟ عشان كان دارس التضاريس يعني مجهز لخطته من الأول.

“قد يهمك: الشعر الزائد لدى النساء“

دي بي كوبر يطلب نزول الطائرة في مكان نائي

الساعة 5:24 دقيقة بلغوا الطيار اللي بلغ كوبر إن الحاجة اللي طلبها جهزت، فأمرهم دي بي كوبر إن الطيارة تنزل في منطقة نائية وفيها أضواء كتير، وكل الشبابيك تكون مقفولة عشان القناصين. الساعة 5:39 دقيقة نزلت الطيارة بالقرب من مطار سياتل، طيب وصاحبنا أخد الحاجة إزاي بقى؟

دي بي كوبر طلب إن موظف هو اللي يديله الحاجة، فقام بالمهمة مدير عمليات خطوط نورث ويست، وتبادل الحاجة مع المضيفة “تيناماكلو” عن طريق السلم الخلفي للطيارة، وكل دا والركاب مش حاسين بحاجة، وكان لابس لبس مدني عشان صاحبنا دي بي كوبر ميشكش فيه.

بمناسبة المظلات، فكوبر رفض تمامًا إنهم يجيبوله مظلات عسكرية، فالمظلات جات من مالك مدرسة القفز بالمظلات اللي كانت قفلة في الوقت دا، بس الشرطة أقنعوه يجيبلهم المظلات، وكانت الشرطة عاوزة تخدعه وتجيبله مظلة فيها عطل بس عشان هو طلب أربع مظلات، توقعوا إنه هيأخد معاه رهينة فمكنوش مستعدين يضحوا بحياة حد، ودي بالمناسبة تعبر عن ذكاء صاحبنا دان كوبر.

أول ما كوبر إتأكد إن الحاجة تمام جاهزة، سمح للركاب إنها تنزل ونزل من الطاقم شافلر واليس، بس ساب “تيناماكلو” والطيار ومساعده ومهندس الطيران أنديرسو.

الفلوس أرقامها كانت تسلسلية عشوائية زي ما طلب كوبر، بس كانت كلها بتبدأ بحرف L عشان يقدروا يلاقوا الفلوس تاني لو صرفها في أي مكان، ودا اللي مخدش كوبر – برميل الذكاء – منه.

“اقرأ عن: كيفية العثور على صورك على جوجل“

مسار الطائرة الجديد

أمر كوبر الطيار «ويليام سكوت» إنه يوديه المكسيك، بس مساعد الطيار «كابتن راتزاي» اعترض وقال إنهم مستحيل يوصلوا ولو شحنوا وقود هنا محتاجين يعدوا على ترانزليت يشحنوا الوقود عشان يكملوا الرحلة الطويلة، فكوبر وافق يعدوا على مدينة رينو نيفادا كمحطة ثانوية.

مسؤول الشرطة الفيدرالية طلب من كوبر عقد اجتماع على الطيارة بس هو رفض، وبعد ما الطيارة شحنت الوقود من عربية البنزين، اتجهت لمدينة رينو نيفادا بتعليمات كوبر اللي طلب من القائد الطيران على مسافة 10000 متر وبسرعة 115 تقريبًا، وهو كان دارس نوع الطيارة بوينج boeing 727-100 كويس جدًا وعارف إنها تقدر تسير بالسرعة وعلى الارتفاع ده، وبسبب التأخير في تعبية الطيارة بالوقود بسبب أعطال ميكانيكية، حلقت الطيارة تاني الساعة 7:40 دقيقة.

أمر دي بي كوبر من الطاقم كله إنهم يدخلوا حجرة القيادة وميخرجوش منها خالص، ولما اتكلمت “تيناماكلوا” في لقاء صحفي قالت إنها وهي بتدخل شفته بيلبس في المظلات، بالإضافة إنها قالت إنه كان هادي تمامًا ولبق في الكلام ومش لايق بمجرم، تقريبًا كان عينها منه.

بعد تلت ساعة يعني الساعة كانت 8:00 تقريبًا، الطاقم قالوا شافو ضوء أحمر محذر بيقول إن باب الطيارة اتفتح وكمان ضغط الهواء في الطيارة ارتفع، عندها سأل القائد دي بي كوبر محتاج مساعدة – باستخدام موصل الصوت من حجرة القيادة للركاب – فكوبر قاله بعصبية «لا» ودي كانت آخر حاجه سمعوها من كوبر، هما من خوفهم فضلوا ومخرجوش لحد ما وصلوا لمدينة رينوا نيفادا واكتشفوا إنه مش في الطيارة!!

“قد يهمك: نصائح للنجاح في الحياة”

“قد يهمك: شركات صناعة الطائرات“

الطائرة تصل مدينة رينوا نيفادا

لما وصلت الطيارة لمدينة رينوا نيفادا، ملقوش كوبر ولا الفلوس ولا حتى القنبلة، بس لقوا ربطة عنق ليه وقعة على الأرض بالإضافة للسجاير ما التدخين وقتها كان عادي.

لما حققت الشرطة الفيدرالية لقت حوالي 66 بصمة مجهولة على الطيارة وباستعمال ربطة العنق اكتشوا إنه أشول لأنه كان حاطط الدبوس باتجاه الشمال وكمان “شافلر” قالت إنها شافته ماسك الشنطة من الشمال، وهما هيستفيدوا إيه إنه أشول؟ هيفيدهم ده في التحقيق مع المشتبه فيهم.

“تعرف على: أفضل شركات الطيران في العالم“

ماذا فعلت الشرطة الفيدرالية الأمريكية؟

بواسطة شهادة الطاقم رسمت الشرطة الفيدرالية صورة تخيلية ليه، وتوقعوا إنه نزل من الطيارة لما شافوا إنذار أحمر فتوقعوا منطقة احتمالية لسقوطه، وهي منطقة أقصى امتداد جنوب لجبال سانتا هيلتز على بعد عدة أميال من جنوب شرق واشنطن، من القرب من بحيرة ميروي، المقاطعة الوحيدة اللي كانت هناك كان اسمها كلاريك كوليتز.

الشرطة الفيدرالية بحثت عنه في كل مكان، عن طريق الأقدام في سلسلة الجبال، وعن طريق الطيارات، وغطاسين غاصوا أميال وبرضوا ملقهوش وفتشوا بيوت المزارعين بيت بيت، وصاحبنا دي بي كوبر كل دا فص ملح وداب.

البحث عن من هو دي بي كوبر؟

كان فيه حوالي 800 مشتبه بناءً على الصورة التخيلية ليه، دا غير الناس اللي جات فيما بعد وإدعت إنهم دي بي كوبر بس مفيش إلا تلاته بس مهمين أوي، اسمحولي أحكيلكوا عنهم.

• الأول كان اسمه ريتشارد ديفلويرد:

دا عمل عملية زيه بالظبط بعد كام شهر وكانت العمليتين متطابقتين تمامًا بس فيه فرقين صغيرين، الفرق الأول إنه طلب 500 ألف دولار -طماع يعني- والتاني اتقبض عليه بعد يومين بس عزيزي القارئ، يغني غبي. المضيفات قالوا إنه مش هو دا دي بي كوبر فاستبعد من الشك، ومهم نذكر إنه مات بعد سنتين وهو بيهرب من السجن.

• الثاني كان اسمه كانيث كريستينس:

ده كان عنده 45 سنة في وقت عملية سطو كوبر، والأسباب إنهم شكو فيه إنه اشول زي كوبر وكان شغال في نفس شركة الطيران اللي حصل فيها السطو، وبعد موته اكتشفوا في حسابه البنكي 200,000 دولار، بس المضيفات قالو إنه اقصر من كوبر وشعره أقصر، ودا سبب استبعاده.

بعد موته سنة 2004 أخوه قال على فراش الموت، إنه كان دايمًا يقوله إنه مخبي سر وإنه متأكد إن اخوه هو دي بي كوبر، إنه لمن السهل التبلي على ميت فعلًا (قرأتها في رواية بس مش فكرة اسمها حقيقة).

• الثالث كان اسمه ويليام اثميث:

كان ويليام اثميث، دا بقى مشتبه به بنسبة 80%. تعالو أقلكوا أسباب الاشتباه فيه. أول حاجه كان بيشتغل في شركة منافسة لشركة الطيران اللي كوبر عمل عليها السطو، وكانت قربت تعلن إفلاسها بسببها، وتاني حاجة بقى إنه لما الرسامين عملوا محاكاه لصورة كوبر بعد ما كبر اكتشفوا تطابق رهيب بينهم.

أقلكوا الصدمة؟ إن ويليام ده كان ليه صديق طفولة بس مات في حادث مأساوي وكان اسمه، أريا كوبر!! اللي وقف اعتقاله إنه عايش في مكان بعيد تمامًا عن مكان الحادثة، وعمره ما راح هناك أبدًا، فدا استبعده.

“اقرأ أيضًا: أفضل غذاء للدماغ“

باقي تفاصيل أغرب عملية سطو في التاريخ

يوم 10 فبراير 1980 فيه ولد عنده 8 سنين لقى فلوس مدفونة على ضفاف نهر ريون وتحديدًا بعد عشر أمتار من المكان اللي كان متوقع إن دان كوبر وقع فيه، وكان عليها نفس أرقام الفلوس اللي خدها دان كوبر.

استمر البحث حوالي خمسين سنة ومفيش أي أثر لكوبر ولا الفلوس، وكأنه عمل عملية السطو سرق الفلوس و خباهم تحت البلاطة، أو مات، فليه لا ميكونش مات وهو بيحاول ينط من الطيارة، بس محدش عارف ودا خلى (FBI) تقفل القضية ضد مجهول.

في يوم 8 يوليو سنة 2016 أعلنت الشرطة الفيدرالية بعد حوالي 50 سنة من التحقيق توقف التحقيق في القضية ولو حد عنده أي معلومة مؤكدة عن دان كوبر يقلهم.

لو جيتوا تبحثوا عن دان كوبر هتلاقوه جاي باسم دي بي كوبر، ودا بسبب غلطة صحفي لما قال اسم دي بي كوبر بدل دان كوبر اللي بالمناسبة دي بي كوبر دا أحد المشتبه بهم، ومن هنا اشتهر باسم دي بي كوبر، وكدا الراجل تعب في السرقة والتخطيط وفي الآخر كل دا يغلطوا في اسمه، يا للعجب يا إنسان.

كده تكون انتهت قصة أغرب عملية سطو والعملية الوحيدة اللي فشلت الشرطة الفيدرالية في التحقيق فيها، تتوقعوا إيه اللي حصل لصاحبنا دان كوبر المشهور بدي بي كوبر وهل مات فعلًا ولا إيه؟ وبالمناسبة دان كوبر اتعمل عنه فيلم للي حابب يعرف القصة أكتر، وإلى لقاء قريب بإذن الله.