مرض الذئبة الحمراء؛ وأسبابه وطرق التعايش معه والأسباب المختلفة للإصابة بها

مرض الذئبة الحمراء (Lupus)؛ هو أحد أمراض الجهاز المناعي الذي يمكن أن يصيب بعض الأشخاص ويسبب لهم العديد من المشاكل من آلام المفاصل والتعب المستمر واحمرار في الجلد، حيث تبدأ مناعة الجسم الذاتية في مهاجمة نفسها، ويمكن لهذه الأعراض أن تتحسن إذا بدأ العلاج مبكرًا. في هذا المقال تعرف على أهم 5 أعراض للإصابة بمرض الذئبة الحمراء، وطرق التعايش مع الذئبة الحمراء، والأسباب المختلفة للإصابة بها، وماذا عن الذئبة الحمراء والزواج؟ كما سنتعرف على طرق علاج الذئبة الحمراء.

---

أعراض الذئبة الحمراء المبكرة

فيما يخص أعراض الذئبة الحمراء المبكرة، لا توجد أعراض مبكرة لمرض الذئبة الحمراء فإذا ظهرت الأعراض تعني أن الشخص مصاب بمرض الذئبة الحمراء، وهناك مجموعة متنوعة من الأعراض التي قد تواجهها إذا كنت مصابًا بمرض الذئبة (أعراض تصاحب هذا المرض).

لن يعاني كل شخص مصاب بمرض الذئبة الحمراء من نفس مجموعة الأعراض، وتتداخل العديد من هذه الأعراض مع ما يمكن أن تعانيه من حالات طبية أخرى. هذه إحدى الصعوبات في تشخيص شخص مصاب بمرض الذئبة الحمراء.

يمكن أن تكون أعراض مرض الذئبة بطيئة في التطور. قد تلاحظ أعراضًا جديدة بمرور الوقت. يمكن أن تتغير شدة الأعراض أيضًا بمرور الوقت. في بعض الأحيان قد تكون الأعراض بالكاد موجودة (في حالة هدوء)، بينما يمكن أن تشتعل في أوقات أخرى. يمكن أن تشمل أعراض مرض الذئبة ما يلي:

• آلام المفاصل.
• آلام العضلات.
• الطفح الجلدي.
• الحمى.
• الحساسية لأشعة الشمس.
• تساقط الشعر.
• تقرحات الفم.
• جفاف العين.
• التعب.
• آلام الصدر.
• آلام في المعدة.
• ضيق التنفس.
• تورم الغدد.
• الصداع.
• الارتباك والاكتئاب.
• مشاكل الكلى أو القلب أو الرئتين.
• الجلطات الدموية.
• فقر الدم.
• ظاهرة رينود.

---

أسباب الإصابة بالذئبة الحمراء

سبب مرض الذئبة الحمراء غير معروف حاليًا. لا يزال الباحثون يعملون لمعرفة المزيد حول سبب حدوث مرض الذئبة. على الرغم من أن السبب الدقيق غير معروف، إلا أن هناك عوامل قد تلعب دورًا في هذه الحالة. يمكن أن تشمل العوامل المحتملة التي يمكن أن تسبب مرض الذئبة الحمراء ما يلي:

• التغيرات الهرمونية:

النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الذئبة من الرجال، وقد يكون هذا جزئيًا بسبب هرمونات مثل الإستروجين. غالبًا ما تظهر الذئبة عند النساء خلال سنوات الإنجاب (من 15 إلى 44 عامًا) عندما تكون مستويات هرمون الإستروجين أعلى.

• العوامل البيئية:

يمكن أن تزيد جوانب مختلفة من بيئتك أيضًا من خطر الإصابة بمرض الذئبة الحمراء. يمكن أن تكون عوامل مثل كمية ضوء الشمس التي تتعرض لها، والأدوية التي تتناولها، والفيروسات التي ربما تكون قد تعرضت لها، أو حتى الإجهاد، من الأسباب المحتملة لمرض الذئبة. يمكن أن يكون تاريخ التدخين أيضًا سببًا محتملًا لمرض الذئبة.

• تاريخ عائلتك:

قد يكون هناك عامل وراثي لمرض الذئبة. إذا كان لديك أفراد من العائلة مصابين بمرض الذئبة، فإن خطر إصابتك بالمرض يزداد.

“قد يهمك: أفضل 10 أطعمة لمقاومة الأمراض“

---

ما الذي يسببه مرض الذئبة في الجسم عندنا يصيب الشخص؟

يمكن أن يؤثر مرض الذئبة على العديد من أجزاء الجسم المختلفة. يمكن أن يسبب آلامًا، بالإضافة إلى مضاعفات خطيرة لأعضائك الرئيسية.

مرض الذئبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية، فإنه يجعل جسمك يهاجم نفسه. هذا يمكن أن يؤدي إلى تلف الأعضاء مع مرور الوقت. يمكن أن تشمل أجزاء الجسم التي يمكن أن تتأثر بمرض الذئبة الجلد والدم والمفاصل والكلى والدماغ والقلب والرئتين وذلك كما يلي:

مشاكل الجلد

مشاكل الجلد هي سمة شائعة لمرض الذئبة. يعاني بعض الأشخاص المصابين بمرض الذئبة من طفح جلدي أحمر على الخدين وجسر الأنف. نظرًا لأن موقع هذا الطفح الجلدي هو نفسه العلامات الشائعة للذئب، فقد أطلق على هذا المرض اسم “الذئبة” منذ سنوات عديدة.

تشمل مشاكل الجلد الأخرى التي قد تحدث طفح جلدي دائري أحمر كبير (لويحات)، والتي قد تندب (تسمى الذئبة القرصية). عادة ما يتفاقم الطفح الجلدي بسبب أشعة الشمس. كما أن تساقط الشعر وتقرحات الفم شائعة أيضًا.

مشاكل الدم

يمكن أن يحدث تورط الدم مع أو بدون أعراض أخرى. قد يعاني الأفراد المصابون بمرض الذئبة من انخفاض خطير في عدد خلايا الدم الحمراء أو خلايا الدم البيضاء أو الصفائح الدموية (الخلايا التي تساعد على تجلط الدم). في بعض الأحيان، قد تساهم التغييرات في تعداد الدم في ظهور أعراض التعب (انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء، وفقر الدم)، والتهابات خطيرة (انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء)، أو سهولة حدوث كدمات (انخفاض عدد الصفائح الدموية).

مع ذلك، لا يعاني العديد من الأشخاص من أعراض تشير إلى وجود خلل في الدم، لذلك من المهم إجراء اختبارات دم دورية لاكتشاف أي مشاكل.

يُلاحظ حدوث جلطات دموية بوتيرة متزايدة في مرض الذئبة. غالبًا ما تحدث الجلطات في الساقين (جلطة وريدية تسمى الخثار الوريدي العميق) أو الرئتين (جلطة رئوية تسمى الصمة الرئوية) أو الدماغ (السكتة الدماغية).

قد تترافق الجلطات الدموية التي تظهر في مرضى الذئبة مع إنتاج الأجسام المضادة لمضادات الفوسفولبيد. هذه الأجسام المضادة عبارة عن بروتينات غير طبيعية قد تزيد من ميل الدم للتجلط.

التهاب المفاصل

التهاب المفاصل شائع جدًا لدى الأشخاص المصابين بمرض الذئبة. قد يكون هناك ألم، مع أو بدون تورم. قد يكون التصلب والألم مزعجين بشكل خاص في الصباح. قد يكون التهاب المفاصل مشكلة فقط لبضعة أيام إلى أسابيع أو قد يكون سمة دائمة للمرض. لحسن الحظ، التهاب المفاصل عادة لا يصيب بالشلل.

مشاكل الكلى

إصابة الكلى بمرض الذئبة من المحتمل أن تكون مهددة للحياة وقد تحدث في ما يصل إلى نصف مرضى الذئبة. قد تظهر مشاكل الكلى عندما يشعر مرضى الذئبة بالمرض من التهاب المفاصل، لديهم طفح جلدي وحمى ونقص في الوزن. في كثير من الأحيان، قد تحدث أمراض الكلى في حالة عدم وجود أعراض أخرى لمرض الذئبة.

عادة لا ينتج عن مرض الكلى (kidneys) نفسه أعراض حتى يصل إلى مراحل متقدمة. من المهم أن يتم تشخيص مرض الكلى مبكرًا وعلاجه بشكل مناسب. تظهر العلامات المبكرة لأمراض الكلى من اختبار البول المسمى تحليل البول.

مشاكل الدماغ

لحسن الحظ، تعد إصابة الدماغ مشكلة نادرة لدى الأشخاص المصابين بمرض الذئبة. عند وجوده، قد يسبب الارتباك والاكتئاب والنوبات.

القلب والرئتين

غالبًا ما ينتج تأثر القلب والرئة عن التهاب غشاء القلب (التامور) والرئتين (غشاء الجنب). عندما تلتهب هذه الهياكل، قد تصاب بألم في الصدر وعدم انتظام ضربات القلب وتراكم السوائل حول الرئتين والقلب.

“اطلع على: أطعمة ومشروبات ممنوعة على الحامل“

---

كيف يتم تشخيص الذئبة الحمراء؟

يمكن أن تكون عملية التشخيص طويلة وصعبة بالنسبة لمرض الذئبة التهاب. يمكن أن تتداخل الأعراض التي قد تواجهها مع مرض الذئبة مع أعراض حالات أخرى مثل مرض السكري والتهاب المفاصل. قد تستغرق أعراض مرض الذئبة أيضًا وقتًا لتطور، مما يزيد من صعوبة تشخيص المرض.

سيبدأ مقدم الرعاية الصحية الخاص بك عادةً في البحث عن تاريخ عائلي لمعرفة ما إذا كان مرض الذئبة يعمل في عائلتك. بعد ذلك، سيرغب مقدم الخدمة في مناقشة أي أعراض عانيت منها.

بعد التحدث إليه عن الأعراض الخاصة بك، سيقوم طبيبك عادةً بإجراء بعض الاختبارات المعملية. تبحث هذه الاختبارات عن أشياء مثل انخفاض عدد خلايا الدم وفقر الدم والتشوهات الأخرى. قد يقوم الطبيب أيضًا بإجراء اختبار الأجسام المضادة للنواة (ANA). يبحث هذا الاختبار عن الأجسام المضادة – وهي بروتينات في جسمك تدافع ضد الأمراض – والتي قد تكون علامة على إصابتك بمرض مناعي ذاتي.

“اقرأ كذلك: الرضاعة الطبيعية“

---

أنواع مرض الذئبة الحمراء

هناك عدة أنواع مختلفة من الذئبة الحمراء، وسنقوم بعرض هذه الأنواع المختلفة لها في التالي:

• الذئبة الحمراء الجهازية: ويعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعًا من الأنواع المختلفة لمرض الذئبة الحمراء.
• الذئبة الحمراء الجلدية:

هذا النوع من أنواع مرض الذئبة الحمراء يؤثر على الجلد. قد يعاني الأفراد المصابون بالذئبة الجلدية من مشاكل جلدية مثل الحساسية للشمس والطفح الجلدي. يمكن أن يكون تساقط الشعر أيضًا أحد أعراض هذه الحالة.

• الذئبة بسبب بعض الأدوية:

قد يعاني الأشخاص المصابون بمرض الذئبة من نفس أعراض الذئبة الجهازية، ولكنها عادة ما تكون مؤقتة. غالبًا ما يختفي هذا النوع من الذئبة بمجرد إيقاف الدواء الذي يسببه.

• الذئبة الوليدية:

الأطفال الذين يولدون بمرض الذئبة الوليدية لديهم أجسام مضادة تم نقلها إليهم من أمهاتهم التي إما كانت مصابة بمرض الذئبة في وقت الحمل أو قد تكون مصابة بهذه الحالة في وقت لاحق من الحياة. ليس كل طفل يولد لأم مصابة بمرض الذئبة سيصاب بهذا المرض.

“اقرأ أيضًا: التوحد“

---

علاج الذئبة الحمراء

تعتمد الطريقة التي يعالج بها مرض الذئبة على عدة عوامل، بما في ذلك:

• الأعراض والمضاعفات التي تعاني منها.
• شدة حالتك.
• عمرك.
• نوع الأدوية التي تتناولها.
• صحتك العامة.
• كما يعتمد علاج الذئبة الحمراء على تاريخك الطبي.

لسوء الحظ، لا يمكن التنبؤ بمرض الذئبة ويمكن أن تتغير الطريقة التي تؤثر بها الحالة عليك بمرور الوقت. ستحتاج إلى زيارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بانتظام وتكييف خطة الرعاية الخاصة بك لتتناسب مع أعراضك.

قد يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من سمات خفيفة من مرض الذئبة إلى علاج محدود. قد يكون لدى هؤلاء الأفراد أعراض تتم مراقبتها ومراقبتها للتأكد من أنها لا تزداد سوءًا، لكنهم ليسوا بحاجة حاليًا إلى العلاج.

قد يحتاج البعض الآخر إلى خطة علاج قوية. يميل هؤلاء الأفراد إلى حدوث مضاعفات أكثر خطورة (مثل مضاعفات القلب أو الرئة أو الكلى). سيناقش مقدم الرعاية الصحية الخاص بك أفضل خيارات العلاج معك بناءً على الأعراض والمضاعفات والتاريخ الطبي.

“تعرف على: برنامج الذكاء الاصطناعي Chat GPT“

---

الذئبة الحمراء والزواج

فيما يخص الذئبة الحمراء والزواج، يمكن للنساء المصابات بمرض الذئبة الحمل. مع ذلك، هناك خطر حدوث نتائج الحمل السيئة (الإجهاض) لدى الأشخاص المصابين بمرض الذئبة الحمراء. إذا كنت تفكر في الحمل في المستقبل، فابدأ في التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك قبل عدة أشهر خلال موعد ما قبل الحمل. قد يحتاج مزودك إلى تعديل أدوية الذئبة للتأكد من أنها آمنة للحمل.

“قد يهمك: أفضل 10 أطعمة لتنقية الجسم من السموم“

---

الوقاية وطرق التعايش مع الذئبة الحمراء

بينما لا يمكن الوقاية من مرض الذئبة نفسها، يمكنك إجراء تغييرات على حياتك اليومية للمساعدة في تجنب تفجير الأعراض. يمكن أن تشمل بعض الأشياء التي يمكنك تجربتها ما يلي:

• تجنب التعرض لأشعة الشمس:

بالنسبة للكثيرين ممن يعانون من مرض الذئبة، قد يمثل التعرض لأشعة الشمس مشكلة. حاول تجنب الخروج خلال ساعات الذروة عندما تكون الشمس حارقة، وعليك ارتداء ملابس واقية (أكمام طويلة وقبعة ذات حواف) وارتداء واقٍ من الشمس.

• الحفاظ على العادات الصحية:

بعض العادات التي يجب وضعها في الاعتبار تشمل اتخاذ خيارات صحية عندما يتعلق الأمر بطعامك، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتقليل التوتر في حياتك.

---

في النهاية تحدثنا عن مرض الذئبة الحمراء (Lupus) وأسبابه وطرق التعايش معه، كما تحدثنا على أنواع مرض الذئبة الحمراء وأعراض الذئبة الحمراء المبكرة. بشكل عام، هذا المرض من أشد الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان وتؤثر في حياته اليومية تأثير بالغ وتضعف قدرته للقيام بالأمور التي كان يفعلها بمنتهى السهولة، ويجب عليك عند احتمال الإصابة بهذا المرض أن تستشير طبيبك على الفور؛ فكلما كان اكتشاف المرض مبكرًا كان التعامل معه أسهل.