مرض السكري؛ أنواعه وأعراضه ومضاعفاته وأهم النصائح للمريض

مرض السكري؛ أنواعه وأعراضه ومضاعفاته وأهم النصائح للمريض

مرض السكري (Diabetes )؛ هو معاناة وحرمان بلا شك. كانت حفلة صاخبة كعادة حفلات الزفاف، يجلس الجميع سعداء يتمنون السعادة للعروسين، كل مدعو بالطبع يحمل بين يديه طبقاً من الحلوى، ويأكل في سعادة من الحلويات اللذيذة، وحده كان يجلس بعيداً كعادته في أي تجمع، لا يستطيع الاقتراب من الأطباق، ولا تناول الحلويات المغرية كالجميع، بين الحين والآخر يأتي من يسأله لماذا لا تأكل هل أحضر لك طبقاً، فيجيب في حزن”لا أنا مريض سكري”.

هذا المقال دعماً لمرضى السكري في كل مكان، وتوضيح لما يعانون منه بسبب هذا المرض المزمن، الذي قد يصيب الصغير والكبير، وحتى الأطفال لم تسلم منه، فإذا كنت مريضاً بداء سكري وتريد أن تعرف أكثر عنه، أو تعرف مريضاً به ويهمك أمره وتريد أن تعرف كيف تهتم به، أو ربما يحمل تاريخك العائلي مصابين بهذا المرض وتخشى الإصابة به وترغب في معرفة كيف تحمي نفسك منه، فأنت تحتاج قراءة هذا المقال.

سنتعرف معاً على ما هو مرض السكري؟ وما هي أنواعه؟ وهل يمكن الشفاء منه؟ ما هي أنواع أعراضه المختلفة؟ تأثير مرض السكري على الجسم، ومضاعفاته، وعوامل الإصابة به، وأهم النصائح للمريض.


ما هو مرض السكري؟

منحنا الله جسماً مذهلاً، وجعل له النظام الذي يعمل به، فلكي يستطيع الحياة يحتاج إلى طاقة والتي يحصل الجسم على جزء منها عن طريق الجلوكوز. مرض السكري هو ارتفاع معدل الجلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي وهو من ٧٠ حتى ٩٠ مجم/ دل في حالة الصيام لمدة ٨ ساعات، و ٧٠ حتى ١٤٠ مجم/دل في حالة القياس العشوائي. الجسم البشري يعمل على تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم عن طريق الأنسولين، وزيادة أو نقص مستوى الجلوكوز في الدم عن المستوى الطبيعي يسبب مضاعفات كثيرة.

البنكرياس هو القائد في عملية الحفاظ على مستوى الجلوكوز في الدم، فهو في حالة تأهب مستمر. وظيفة البنكرياس هي إفراز الأنسولين عن طريق ما يعرف بـ “خلايا بيتا”، وعندما يتناول الإنسان الطعام ويرتفع مستوى السكر في الدم، يفرز البنكرياس الأنسولين في الدم.

يقوم الأنسولين بوظيفته في الحفاظ على مستوى الجلوكوز في الدم عن طريق تحفيز المخ وخلايا الجسم المختلفة لاستهلاك الجلوكوز وإنتاج الطاقة، ويقل مستوى الجلوكوز في الدم.

إذن ما الذي يحدث الجلوكوز الزائد عن الحاجة؟ يحفز الأنسولين الكبد لتخزين الجلوكوز الزائد على هيئة جليكوجين، والذي يعاد تكسيره في حالة نقص مستوى الجلوكوز في الدم ويتحول إلى جلوكوز تستطيع الخلايا استخدمه لإنتاج الطاقة.

لذا الجسم في الحالة الطبيعية يحافظ على مستوى الجلوكوز في الدم بصورة مستمرة، فالجلوكوز الزائد عن الحاجة يُخزن، وعند الجوع، أو الصيام، أو عدم تناول الطعام، يستخدم الجلوكوز الذي تم تخزينه سابقاً. في مرض السكري يحدث الخلل ويستمر ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم لمدة طويلة، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
صورة تحتوي على عربة مشتريات صغيرة تحتوي على علاج يستخدم في داء السكري، كالأنسولين، السرنجات، قياس جهاز السكر
ما هو مرض السكر؟

أنواع مرض السكري

يحدث مرض السكري نتيجة لخلل في إنتاج الأنسولين، أو عدم قدرة الأنسولين على التعامل مع الخلايا داخل الجسم. تشمل أنواع مرض السكري التالي:

مرض السكري من النوع الأول

هو مرض مناعي، يُحدث خلل في الجهاز المناعي ويهاجم خلايا بيتا في البنكرياس، وهي المسؤولة عن إفراز الأنسولين، ويتوقف إفراز الأنسولين، أو يقل جداً، ولا يمكن الوقاية منه، ويمثل ٥٪ من إجمالي الإصابات.

مرض السكري من النوع الثاني

فيه يفرز الأنسولين من البنكرياس، ولكن لا تستطيع خلايا الجسم التعامل معه، ولكي نفهم كيف يحدث هذا يجب أن نفهم آلية عمل الأنسولين. تحتوي سطح الخلايا على مستقبلات الأنسولين، يتحد الأنسولين مع مستقبلاته، فتسمح الخلية بمرور الجلوكوز، في النوع الثاني لا تستطيع المستقبلات الاتحاد مع الأنسولين، ويستمر ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم ويمثل ٩٥٪ من إجمالي عدد المصابين بالسكري.

بالإضافة لما سبق، يوجد سكري الحمل أحد الأنواع لمرض السكر، وهو يصيب بعض النساء الحوامل.

“قد يهمك أيضاً: أفضل 10 أطعمة لمرضى السكر


عوامل الإصابة بمرض السكري

صورة تحتوي على جهاز قياس السكر وتظهر النتيجة مرتفع وذلك عند الحديث عن عوامل الإصابة بمرض السكر
عوامل الإصابة بمرض السكر

السكر من النوع الأول يحدث لخلل مناعي فلا يمكن تجنبه، أما النوع الثاني فهناك عدة عوامل قد تزيد من فرصة وسرعة الإصابة به، ومنها:

  • عوامل وراثية ووجود تاريخ للإصابة بالمرض في العائلة.
  • زيادة الوزن.
  • عدم ممارسة الرياضة.
  • الطعام غير الصحي.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع معدل الكوليسترول، والدهون الثلاثية “Triglyceride“.
  • في السيدات، تزيد معدل الإصابة إذا عانت السيدة من سكر الحمل.
  • التدخين.
  • التوتر، والتعرض للضغوط باستمرار.

٨ أعراض مبكرة لمرض السكري

صورة تحتوي على كلمة أعراض مرض السكري، ورسومات لسيدة كرتونية تعاني من الأعراض
ما هي أعراض مرض السكري؟

على الرغم من خطورة مضاعفات مرض السكري، لكن اكتشاف المرض مبكراً يجعل من السهل السيطرة عليه وهناك أعراض تظهر تدل على احتمالية الإصابة بمرض السكري وقد يظهر عرض أو كل الأعراض. تشمل أهم 8 أعراض مبكرة لمرض السكري التالي:

  • زيادة عدد مرات التبول عن المتوسط اليومي الطبيعي، والذي يكون من ٦ إلى ٨ مرات، وذلك لمحاولة الكلى التخلص من الجلوكوز الزائد.
  • العطش الدائم، وهو ناتج عن زيادة التبول ومحاولة الجسم تعويض السوائل المفقودة.
  • الشعور بالوخز والتنميل الناتج عن ضعف الدورة الدموية.
  • تأخر التئام الجروح وخصوصاً في الأطراف نتيجة لضعف الدورة الدموية.
  • الشعور الدائم بالتعب؛ لعدم قدرة الخلايا على استخدام الجلوكوز وتحويله إلى طاقة.
  • النقص غير المبرر في الوزن؛ وذلك لاستخدام الخلايا الدهون كمصدر للطاقة بديلاً عن الجلوكوز.
  • ضبابية الرؤية وانتفاخ العين أيضاً هو أحد أعراض مبكرة لمرض السكري.
  • الشعور بالجوع المستمر؛ لعدم قدرة الخلايا على استخدام الجلوكوز.

ما هو تحليل السكر التراكمي؟

تحليل السكر التراكمي، أو ما يعرف بـ (HbA1c)، هو تحليل عن طريق الدم يستخدم لتشخيص مرض السكري، عن طريق معرفة مستوى الجلوكوز في الدم خلال آخر ثلاثة أشهر، لأن ثلاثة أشهر هي المدة التي تعيشها خلايا الدم الحمراء التي تحتوي على الهيموجلوبين وهو ما يلتصق به الجلوكوز، وعلى حسب نتائج تحليل السكر التراكمي يقسم إلي:

  • إذا كانت النسبة ما بين ٤٪ حتى ٥.٦٪ فالشخص غير مصاب بالسكري.
  • أما إذا كانت النسبة ما بين ٥.٧ حتى ٦.٤٪ فهو عرضة للإصابة بالمرض.
  • أما نسبة ٦.٥ وما أعلى، فهي علامة على الإصابة بمرض السكر.

“قد يهمك أيضاً: طرق الوقاية من السكري


نصائح لمريض السكر

هناك بعض النصائح الهامة لأي مريض سكر، والتي تساعد في المنع من مضاعفات هذا المرض والتي تعمل على أن يعيش مريض السكري حياته بشكل طبيعي، وهذه النصائح هي التالي:

  • إجراء الفحوصات المتكررة لمستويات السكر في الدم.
  • القيام بتناول الأنسولين أو الأدوية الأخرى وذلك حسب وصف الطبيب.
  • ممارسة الرياضة يوميًا لمدة نصف ساعة تقريبًا.
  • الابتعاد عن التدخين.
  • التقليل من التوتر وتَعلم كيف تسيطر على التوتر.
  • الحرص على النوم لمدة كافية في اليوم من 7 – 9 ساعات.
  • فحص مستويات الدهون الثلاثية والكولسترول بالدم والمحافظة عليها بالمعدل الطبيعي.
  • التحكم بقراءة ضغط الدم بالمعدل الطّبيعي، وأن لا يزيد عن 140/ 90 ملليمتر زئبق.
  • المحافظة على أخذ الُّلقاحات المُحدثة، وذلك مثل: لقاحات الإنفلونزا، ولقاح التهاب الكبد ب، واللقاحات الأخرى.
  • عدم القيام بتناول الأسبرين يوميًا إلا بعد القيام باستشارة الطبيب المعالج وبوصفة طبية تلائم الوضع.
  • العناية بالأسنان من خلال تنظيف الأسنان مرتين يوميًا بالفرشاة ومرة واحدة بالخيط.
  • متابعة دكتور الأسنان في حالة أن كانت اللثة لديك حمراء أو منتفخة أو بها نزيف.
  • من الهام الانتباه لحالة القدمين بغسلها، وتجفيفها، وترطيبها، ومتابعة التقرحات والاحمرار فيهم، ومراجعة الطبيب إذا لزم الأمر.
  • التخطيط الدقيق للوجبات الغذائية لتكوين حمية خاصة لمريض السُّكري، بحيث يكون ذلك ضمن النقاط الآتية:
    القيام بتناول الحبوب الكاملة كالأرز البني والشوفان، بالإضافة إلى الفاكهة قليلة السكريات والخضروات غير النشوية.
  • القيام باتباع نظام غذائي قليل الدهون وقليل السعرات الحرارية، وذلك مثل: اتباع حميات البحر الأبيض المتوسط، وحمية داش، والتي هي ضمن أفضل أنواع الدايت.
  • هذه الأنظمة السابقة تحتوي على الخضروات، والفاصولياء، والحبوب الكاملة، والفواكه، والسكر المنخفض، وهي حميات غنية بالألياف الغذائية.
  • القيام بتناول البقوليات كالعدس والفول.
  • المحافظة على المواعيد مع أصحاب الاختصاص والرعاية الطبية كالطبيب الخاص وأخصائي التغذية.
  • القيام بشرب الماء بكمية كافية للحفاظ على رطوبة الجسم.
  • عدم تخطي وجبة الإفطار فهي مهمة لبدء عمليَّات الأيض.
  • تقليل تناول الملح الذي يرفع خطر ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية:
    قد تقتصر كمية الملح يوميًا كحد أقصى على ملعقة صغيرة أي ما يعادل 6 جرام.
  • الحفاظ على تناول جرامات معينة من الكربوهيدرات.
  • مراقبة المعلومات الغذائية التي توجد على المنتجات الغذائية المشتراة للحفاظ على تناول الطعام الصحي فقط.
  • لا تهتم لما يطلق عليه أغذية مرض السكري؛ لأنها يمكن أن تحتوي على السعرات الحرارية العالية وتزيد مستوى الغلوكوز في الدم.
  • التقليل من تناول اللحوم الحمراء؛ وذلك لما لها علاقة بأمراض القلب.
  • استبدال اللحوم الحمراء بالمأكولات البحرية، والبيض، والمكسرات غير المملحة، والبقوليات مثل: الفاصوليا والعدس والبازيلاء.
  • استبدال الشاي والمشروبات الساخنة بمشروب القرفة؛ لكونها تعمل على الخفض من مستوى الغلوكوز في الدم.
  • البعد عن تناول المشروبات الغازية، والسكريات المكررة، ومنتجات الألبان عالية الدسم، وأيضًا عدم تناول شراب الذرة عالي الفركتوز، والابتعاد عن المُحليات الصناعية.
  • الحفاظ على الوزن الصحي.

بالإضافة لما سبق، من الهام اختيار الدهون الصحية؛ حيث أن الدهون المشبعة ترفع من خطر ارتفاع الكولسترول وأمراض القلب، وتوجد تلك الدهون السيئة بالسمنة والكعك والبسكويت والزبدة، لذا يجب استبدالها بالدهون الصحية التي توجد في المُكسرات غير المملحة وبذور الأفوكادو وزيت الزيتون، وزيت عباد الشمس. يمكن هنا التعرف على:


مضاعفات مرض السكري

استمرار زيادة معدل الجلوكوز في الدم، وعدم تنظيمه لمدة طويلة يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة منها:

  • مضاعفات على القلب والشرايين التاجية، وحسب الجمعية الأمريكية لمرضى القلب معظم مرضى السكري لديهم مشاكل في القلب، ويعانون من تصلب الشرايين.
  • مضاعفات على الكلى، وعلى الشرايين التي توصل الدم للكلى، ويحدث اختلالاً في نظام الفلترة بالجسم، ويمتلئ الجسم بالمياه، ويفقد الكثير من الهيموجلوبين.
  • مضاعفات على العين والشبكية:
    يؤثر مرض السكر على أعصاب العين، ويسبب قلة الإمداد الدموي للشبكة، أو نزيف في الشبكية، وقد يصل الأمر إلى تعتيم عدسة العين.
  • مضاعفات على المخ والأعصاب قد تؤدي إلى السكتة الدماغية نتيجة لتصلب الشرايين، وقد تحدث جلطات في المخ.
  • مضاعفات على الأعصاب الطرفية:
    كلما زاد مستوى الجلوكوز في الدم، كلما زاد تلف الأعصاب الطرفية، والشعور بالتنميل وفقدان الإحساس بالأطراف، وحدوث القدم السكري.
  • عدم التحكم في البول أحد مضاعفات مرض السكري.
  • جفاف في المهبل في السيدات.
  • ضعف الانتصاب في الرجال.

تعرفنا على مرض السكري، وأنواعه، وأعراضه، ومضاعفاته، وخطورة بقاء مستوى الجلوكوز مرتفع في الدم، لذا يجب الذهاب إلى الطبيب فور الشعور بالأعراض التي ذكرناها، سواء حدثت كلها، أو بعض منها، فأحد الأخطاء التي يرتكبها المريض هي محاولة العلاج بدون الذهاب إلى الطبيب، أو إجراء تحليل السكر الصائم والعشوائي وغيرها، وهي مهمة بالطبع، لكنها تحاليل للمتابعة اليومية.

التشخيص السليم يقوم به الطبيب، ويقوم بإجراء تحليل السكر التراكمي، وتحديد نوع السكر، وتحديد العلاج المناسب، فمرض السكري يمكن تجنب مضاعفاته بالالتزام بالعلاج ونصائح الطبيب، ويستطيع المريض الحياة بصورة طبيعية طالما حافظ على مستوى الجلوكوز في الدم.

 

تابع موقعنا

تعليقات (0)
إغلاق