مشروع قناة قوشتبة الجديد.. شمس أفغانستان تشرق من جديد

New Qushtapa Canal Project, Afghanistan

تعرف على أهمية مشروع قناة قوشتبة الجديد في أفغانستان، وتعرف على تكلفته المالية، وتعرف على تفاصيل تنفيذ المشروع، وتعرف أيضًا على التحديات الإقليمية للمشروع

توفر تسعة مليارات متر مكعب من المياه لبلد بلغت فيه نسبة الأراضي القاحلة نحو 88%. إنها قناة مائية كبرى ونهر اصطناعي جديد. ورغم التحديات، والعقوبات، والفقر، تبدأ شمس أفغانستان بالبزوغ من جديد. فالمارد يستفيق من كبوته. مشروع قناة “قوشتبة” الجديد يُقلق طاجيكستان وتركمانستان اللتين تخشيان فقدان المياه. أما واشنطن فترصد المشهد، وترامب يُلوّح بالعقوبات، بينما الصين منبهرة بهذا المشروع الضخم. فكيف سيؤثر هذا المشروع على مستقبل المنطقة؟ ولماذا قد يُصبح مفتاحًا لصراع جديد؟ وكيف سيساهم في نهضة أفغانستان؟ دعونا نكتشف التفاصيل.


مشروع قناة قوشتبة الجديد

محاولات تنفيذ قناة “قوشتبة” لم تبدأ عام 2022، بل تعود فكرتها إلى ستينيات القرن الماضي، عندما بدأت الحكومة الأفغانية التفكير في بناء نظام ري حديث، قادر على استغلال مياه نهر آمو لريّ الأراضي القاحلة في شمال البلاد. أفغانستان، مثل كثير من الدول المجاورة، تعتمد على الزراعة، لكن الحروب قلّصت الأراضي الصالحة، وقلة مشاريع الري حوّلت مساحات شاسعة إلى صحراء قاحلة.

تم إعداد الخطط الهندسية الضخمة لتحويل مياه نهر آمو إلى ولايات أفغانية مثل فارياب وجوزجان، في محاولة لتحويل الشمال الأفغاني إلى مركز زراعي يحقق الاكتفاء الذاتي. لكن ما حدث لاحقًا قلب الموازين؛ الغزو السوفييتي، ثم الحرب الأهلية، وأخيرًا الاحتلال الأمريكي عام 2001. رغم المساعدات، ركزت جميع المشاريع على البنية التحتية الأساسية فقط. وبعد انسحاب القوات الأمريكية، واستقرار الأوضاع نسبيًا، جاء القرار: حان وقت الحفر.

“تعرف على: روبرت كوك، أغنى ملياردير في ماليزيا”


قناة “قوشتبة”: الحلم يتحقق

مشروع قناة قوشتبة الجديد

بدأ مشروع قناة قوشتبة في عام 2022، ويتكون من ثلاث مراحل:

  • المرحلتان الأولى والثانية: مخصصتان لأعمال الحفر.
  • المرحلة الثالثة: لتركيب أنظمة الري والبنية التحتية الزراعية.

يبلغ طول القناة 285 كيلومترًا، بعرض 152 مترًا، وعمق 8 أمتار. تبدأ القناة من منطقة “كيلدار” بولاية بلخ، مرورًا بجوزجان، وتنتهي في ولاية فارياب شمال أفغانستان، مع تفرعات في مختلف الولايات.

التأثير الزراعي والاقتصادي

من المتوقع أن توفّر القناة المياه لمليون أفغاني، وتُعيد آلاف المزارعين لأراضيهم. كما ستُزرع نحو 55 ألف هكتار من الأراضي الصحراوية، وتركز الزراعة على الحبوب وخاصة القمح. تطمح أفغانستان لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بل وأن تُصبح دولة مصدّرة للقمح بحلول عام 2028. تكلفة المشروع الحالية تقدر بـ 55 مليون دولار، مع توقعات بزيادة 100 مليون دولار إضافية. المشروع تُشرف عليه شركة التنمية الوطنية الأفغانية.

تفاصيل تنفيذ المشروع

رغم الانتقادات حول قلة الدراسات، تؤكد كابل أن المشروع مدروس بالكامل. تم الحفر قرب الأراضي الزراعية والمدن، وتم بناء تفرعات وقنوات بمستوى النهر نفسه.

المرحلة الأولى شملت:

  • 114 قسمًا.
  • 7,000 شاحنة وحفار.
  • 14 بوابة هيدروليكية مزودة بجسور للمركبات.
  • بناء نظام تصريف للفيضانات.

كما تم:

  • ضخ المياه تدريجيًا في القناة المكتملة.
  • بناء جسرين خرسانيين للطريق والسكك الحديدية.
  • زرع أكثر من مليون متر مكعب من التربة.
  • زراعة آلاف الأشجار لمنع التعرية.
  • تجربة أنظمة الري على امتداد 20 كم.
  • إعادة إحياء المزارع القديمة وتحسين الطرق.

“قد يهمك: المقاتلة الشبحية الجديدة إف-47

“تعرف على: أغنى 10 أشخاص في العالم


التحديات الإقليمية للمشروع

لكن الطريق ليس ممهدًا تمامًا. الدول المجاورة، خاصة طاجيكستان وتركمانستان، تعترض على المشروع، خوفًا من التأثير على حصتها من مياه نهر آمو (جيحون). نهر آمو ينبع من جبال بامير في طاجيكستان، ويشكّل حدودًا طبيعية بين أفغانستان والدول المجاورة. وتدعي هذه الدول أن القناة قد تقلل من حصتها. لكن أفغانستان ردّت بأنها الدولة الوحيدة التي لا تستفيد فعليًا من النهر، وتحصل فقط على نصف حصتها، ومع هذا المشروع، تأمل في استرداد حقوقها المائية، خاصة في ظل الجفاف والتلوث البيئي وانهيار أنظمة الري.

من تحت أنقاض الحرب والحصار، بدأت أفغانستان رحلتها نحو النهضة. فهل ستنجح في استكمال هذا المشروع الجبار وسط الضغوط والعقوبات والتحديات الإقليمية؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

اترك رد