العلاقة بين صحة الأمعاء ومشاكل البشرة: ما لا يخبرك به أطباء الجلد

The relationship between gut health and skin problems

العلاقة العميقة بين صحة الأمعاء ومشاكل البشرة مثل الوردية، الطفح الجلدي، والحكة. اكتشف كيف تؤثر التغذية، الالتهاب، ونقص الفيتامينات على بشرتك وكيف تعالج السبب من الجذور

هل تعلم أن مشكلات بشرتك قد لا تكون ناتجة عن عوامل خارجية فحسب، بل قد تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصحة جهازك الهضمي؟ من الشائع أن نتجه لاستخدام الكريمات والمراهم لعلاج حب الشباب، الطفح الجلدي، أو الوردية، بينما يكون السبب الحقيقي كامناً في الأمعاء. في هذا المقال من موقع الأفضل، نستعرض خمس علامات مهمة تخبرك بها بشرتك عن صحة أمعائك، ونشرح بالتفصيل كيفية معالجة هذه المشكلات من الجذور، وليس فقط أعراضها.


1. خلل في توازن الميكروبيوم المعوي

الميكروبيوم هو مجموعة من البكتيريا النافعة والضارة التي تعيش في الجهاز الهضمي. عندما يختل هذا التوازن – كأن تزيد البكتيريا الضارة على النافعة – تظهر العديد من المشاكل الصحية، من أبرزها الوردية (Rosacea)، وهي حالة جلدية مزعجة تتسبب في احمرار الخدين وتهيج البشرة. من أبرز أسباب هذا الخلل:

وعلى الرغم من أن الأطباء قد يصفون مضادات حيوية لعلاج الوردية، إلا أن هذا الحل غالبًا ما يكون مؤقتًا، ويعود الالتهاب بمستوى أسوأ.


2. فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO)

في الحالة الطبيعية، تتركز معظم البكتيريا في القولون (الأمعاء الغليظة)، لكن عند صعودها إلى الأمعاء الدقيقة، تبدأ في التنافس على الغذاء، مما يؤدي إلى:

  • نقص في العناصر الغذائية.
  • التهاب مزمن.
  • مشاكل في المفاصل.
  • تفاقم مشكلات البشرة مثل الوردية والطفح الجلدي.

الحل يبدأ بإعادة تنظيم النظام الغذائي واللجوء إلى البروبيوتيك الطبيعي أو الصيام المتقطع.


3. التهاب الأمعاء المزمن وتأثيره على امتصاص الزنك

الالتهاب المزمن في الأمعاء – غالبًا بسبب تناول الغلوتين الموجود في القمح وبعض الحبوب – يؤدي إلى ضعف امتصاص الزنك، وهو عنصر أساسي لصحة الجلد. أعراض نقص الزنك على البشرة تشمل:

التهاب الأمعاء المزمن وتأثيره على امتصاص الزنك

  • بقع جافة ومتقشرة حول الفم والأنف.
  • بطء في التئام الجروح.
  • التهابات جلدية متكررة.

يُعد الزنك ضروريًا لشفاء الأمعاء من حالات مثل “تسرب الأمعاء” (Leaky Gut)، لذا فإن إصلاح الالتهاب المعوي يُعد الخطوة الأولى نحو بشرة صحية.

“قد يهمك: حبوب الزنك للشعر


4. نقص فيتامين D بسبب تضرر الزُغابات المعوية

عندما يصبح الالتهاب مزمنًا، يبدأ الجسم في فقدان الزُغابات المعوية، وهي نتوءات مسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية، خصوصًا فيتامين D، ونقص هذا الفيتامين يؤدي إلى:

نقص فيتامين D بسبب تضرر الزُغابات المعوية

  • ضعف المناعة.
  • تفاقم أمراض المناعة الذاتية المرتبطة بالبشرة مثل الصدفية والإكزيما.

الحل يكمن في:

  • التعرض المنتظم لأشعة الشمس.
  • تناول مكملات فيتامين D بجرعات مدروسة.
  • استخدام العلاج بالضوء في بعض الحالات.

5. مشاكل في المرارة وضعف إفراز العصارة الصفراوية

تلعب العصارة الصفراوية دورًا رئيسيًا في هضم الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامين A. وإذا كانت المرارة غير موجودة أو لا تعمل بكفاءة، يبدأ الجسم في فقدان هذه الفيتامينات. علامات نقص فيتامين A تشمل:

  • ظهور نتوءات صغيرة على الذراعين أو الفخذين تشبه “جلد الإوزة”.
  • جفاف البشرة وتقشرها.
  • ضعف في الرؤية الليلية.

للتعويض، يُنصح بتناول أطعمة غنية بفيتامين A مثل كبد البقر أو زيت كبد الحوت، بالإضافة إلى مكملات صفراوية طبيعية مثل “أوكـس بايل” (Ox Bile) أو “تودكا” (TUDCA).

“قد يهمك: نقص فيتامين أ


كيف تحسن صحة أمعائك لتحصل على بشرة صحية؟

  1. نظف نظامك الغذائي: تخلص من الكربوهيدرات المكررة، الزيوت النباتية الغنية بأوميغا-6، والأطعمة المصنعة.
  2. جرب نظام الكارنيفور (Carnivore Diet): نظام غذائي يعتمد على اللحوم فقط، يساعد على تهدئة الالتهابات المعوية وتسريع الشفاء، خاصة للأشخاص الذين يعانون من SIBO أو أمراض مناعية.
  3. ادعم معدتك بالإنزيمات والأحماض: استخدام “بيتين هيدروكلوريد” (Betaine HCl) أو خل التفاح قد يساعد على تحفيز إفراز العصارات الهضمية.
  4. تناول البروبيوتيك والمصادر الطبيعية له، مثل: الزبادي، الكيمتشي، مخلل الملفوف، الجبن المصنوع من الحليب النيء، والخضروات المزروعة منزليًا.
  5. اصنع بروبيوتيكك الخاص: مثل بكتيريا L. reuteri التي تعيش في الأمعاء الدقيقة والغليظة، وتساعد على خلق بيئة معوية صحية تقلل من انتشار الالتهاب الجهازي الذي يظهر على البشرة.

صحة الأمعاء ومشاكل البشرة: الخاتمة

صحة الجلد ليست منفصلة عن صحة الجسم الداخلية، بل هي انعكاس مباشر لما يحدث داخل الجهاز الهضمي، وخاصة الأمعاء. بدلاً من الاكتفاء بعلاج الأعراض الجلدية بالكريمات والمراهم، دعنا نركز على الجذر الحقيقي للمشكلة: الأمعاء. من خلال التغذية السليمة، تقوية البكتيريا النافعة، وتجنب المهيجات المعوية، يمكننا الوصول إلى بشرة أكثر إشراقًا وصحة من الداخل إلى الخارج.

اترك رد