بعد الخمسين: سبعة أطعمة لتجديد الخلايا لا تهملها

في هذه المقالة سوف نتحدث عن سبعة أطعمة يجب أن تبدأ في تناولها بعد بلوغ سن الخمسين. لكن قبل أن نبدأ، أريد أن أوضح لماذا يجب أن تتناول هذه الأطعمة. من الواضح أنك تريد تناول الأطعمة التي تساعد في إطالة العمر، أليس كذلك؟ لذلك، ربما من الأفضل أن نستعين بخبير في طول العمر. سنتحدث عن الدكتور ديفيد سينكلير، وهو واحد من أبرز الخبراء في هذا المجال. إنه يدرس جينات معينة تُعرف باسم “السيرتوينات”. السيرتوينات هي في الأساس جينات مرتبطة بطول العمر، ومن الأشياء التي تساعد في زيادة نشاط السيرتوينات هو مركب يُعرف باسم NAD.

---

مركب NAD داخل الميتوكوندريا وإطالة العمر

يوجد NAD داخل الميتوكوندريا، حيث يقوم بتحويل الطعام إلى طاقة، ثم يدفعها عبر سلسلة من العمليات حتى يساعد في النهاية على إعادة شحن نوع معين من “البطاريات” في الجسم. مع تقدمنا في العمر، ينخفض مستوى NAD. في منتصف العمر، يكون قد انخفض بنسبة تصل إلى 50%. لذلك، هناك الكثير من خبراء مكافحة الشيخوخة الذين يثقفون الناس حول كيفية تعزيز هذا المركب. هناك العديد من المكملات الغذائية المتاحة التي تساعد في زيادة NAD، بل إن بعض الأشخاص يأخذون حقنًا لزيادته. أعتقد حتى أن ديفيد سينكلير نفسه ابتكر مكملًا غذائيًا خاصًا به. هناك الكثير من الجدل حول ذلك، لكنني لن أخوض في التفاصيل. مع ذلك، فإن جميع هذه المركبات تأتي من مصدر أساسي بسيط، وهو النياسين، المعروف بفيتامين B3.

---

أهمية فيتامين النياسين في مكافحة الشيخوخة

هنا السؤال الذي قد يسأله البعض: لماذا لا نأخذ ببساطة المزيد من النياسين؟ النياسين رخيص جدًا. أقول هذه ليست الصورة الكاملة، ولكنه جزء من اللغز. هناك أسباب أخرى، وسأتطرق إليها لاحقًا. لكن أولًا، أريد أن أعرض عليكم كتابًا مثيرًا للاهتمام. الآن، ما علاقة هذا الكتاب بالنياسين؟ حسنًا، دعوني أشرح لكم.

في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كان هناك مرض منتشر يُعرف باسم “البلاجرا”. لسنوات عديدة، كان يُعتقد أنه مرض معدي، ولكن في النهاية، تبين أنه ليس عدوى، بل كان نتيجة لعامل بشري. لقد تم عزله وربطه بنظام غذائي يعتمد بشكل أساسي على الذرة. اتضح أن النياسين (B3) الموجود في الذرة يكون محبوسًا وغير متاح للامتصاص. وعندما يتم طحن الذرة وتناولها كنظام غذائي أساسي، كما فعل العديد من الناس في ذلك الوقت، ينتهي بهم الأمر بالإصابة بالبلاجرا.

لكن انتظر لحظة، الذرة موجودة منذ فترة طويلة، أليس كذلك؟ لقد كان الأزتيك يستهلكون منتجات الذرة، وبحسب معرفتنا، لم يصابوا بالبلاجرا. فما السبب؟ السبب هو أنهم كانوا يستخدمون تقنية خاصة تتمثل في إضافة “الجير” (كربونات الكالسيوم) إلى الذرة ونقعها طوال الليل. هذه العملية القلوية كانت تسمح بإطلاق النياسين ليصبح متاحًا للامتصاص. لكن في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، تم إغفال هذه الخطوة البسيطة المتمثلة في إضافة الجير.

أريد أن أعرض عليكم كتابًا آخر. الكتاب يسمى “النياسين: القصة الحقيقية”. إنه كتاب رائع من تأليف الدكتور أبراهام هوفر، الذي كان أيضًا عالم كيمياء حيوية. أريد أن أقرأ لكم الجملة الأولى من الفصل الأول: “العديد من الناس ليس لديهم أدنى فكرة عن عدد الأمراض التي تسببها قلة النياسين، وعلى وجه الخصوص، لا يدرك أحد عدد الأمراض التي يمكن علاجها بجرعات عالية من النياسين.”

كان الدكتور هوفر أحد الأطباء الذين أسسوا مجموعة الطب الجزيئي orthomolecular medicine، حيث يستخدمون جرعات عالية من المغذيات كجرعات علاجية لتصحيح العديد من المشكلات الصحية. في هذا الكتاب، يتحدثون عن كيف أن النياسين هو حجر الأساس والمادة الأولية لإنتاج NAD، والذي يعد ضروريًا لعمل الميتوكوندريا.

الآن بعد أن فهمنا الأساسيات، علينا أن نتحدث عن لماذا ينخفض مستوى NAD مع التقدم في العمر؟ لا أريد الخوض في الكثير من التفاصيل، لكن سأذكر لكم فقط أن أحد الجزيئات المسؤولة عن ذلك يُعرف باسم C38، يمكنكم البحث عنه إن أردتم. فمع التقدم في العمر، يزداد مستوى C38 مما يؤدي إلى انخفاض NAD لدينا.

“قد يهمك: إزالة البلاستيك المتراكم في دماغك“

---

سبعة أطعمة لتجديد الخلايا بعد سن الخمسين

تشمل أهم سبعة أطعمة لتجديد الخلايا بعد سن الخمسين ما يلي:

كبد البقر

الآن سنتحدث عن جميع الأطعمة التي يمكن أن تزيد من NAD. فلنبدأ بالطعام الأول، ما هو؟ قبل أن نجيب، لنتحدث أولًا عن الطعام الذي يحتوي على أعلى نسبة من النياسين. هذا أمر في غاية الأهمية، أليس كذلك؟ إذا بحثت عن الإجابة في ChatGPT، فسيعطيك إجابة خاطئة. في الواقع، دخلت في جدال مع ChatGPT، لأنه أخبرني بأن الدجاج هو الطعام الذي يحتوي على أعلى نسبة من النياسين، ولكن هذا ليس صحيحًا. الإجابة الصحيحة هي كبد البقر.

اللحوم الحمراء

أما الرقم الثاني في القائمة فهو الطعام الذي يحذرونك من تناوله، وهو أمر غريب جدًا، ألا وهو اللحوم الحمراء التي تُربى على العشب (Grass-fed red meat). هذه اللحوم غنية ليس فقط بالنياسين (B3)، ولكن أيضًا بالعديد من فيتامينات B الأخرى والكثير من المغذيات التي تساعدك على التمتع بحياة صحية وطويلة.

يجب العلم أن الدجاج ليس في قمة القائمة؛ فهو يحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميغا-6 الدهنية، التي يمكن أن تكون التهابية. نعم، يحتوي على بعض النياسين، لكنه ليس الخيار الأفضل. لكن اللحوم الحمراء، وخاصة لحوم الأعضاء (Organ meats)، غنية جدًا بالنياسين.

إذا كنت تتابع قناة دكتور بيرج على اليوتيوب، فأنت تعلم أنه يوصي باللحوم الحمراء لكثير من الناس، ولعلاج العديد من الحالات. وهي تشكل المصدر الأساسي للبروتين في نظامه الغذائي، لأسباب عديدة، وأحدها هو الحصول على ما يكفي من النياسين. لكن ماذا لو كان بعض الأشخاص لا يريدون تناول لحوم الأعضاء أو اللحوم الحمراء؟ الحل هو الخميرة الغذائية (Nutritional yeast).

“اطلع على: أفضل أطعمة لتنقية الجسم من السموم“

الأطعمة المحتوية على البروبيوتيك أو الميكروبات النافعة

حسنًا، ننتقل الآن إلى رقم 3، الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك أو الميكروبات النافعة، وأحد أفضل هذه الأطعمة هو الملفوف المخمر (Sauerkraut). والسبب في أن الملفوف المخمر (Sauerkraut) يحتل مكانة عالية في القائمة، وخاصة الملفوف المخمر الخام، هو أنه يحتوي على كمية جيدة من النياسين.

إذا تمكنت من الحصول على الملفوف المخمر المصنوع من الملفوف الأرجواني، فستحصل على فائدة إضافية. بالطبع، هناك أيضًا أنواع معينة من الزبادي، ولكن يجب أن تتأكد من الحصول على زبادي عالي الجودة، أو الأفضل من ذلك، أن تصنعه بنفسك.

تناول البقدونس

أنا شخصيًا لا أحب البقدونس، لذلك أستخدمه فقط كتوابل، لكن أيضًا الكرفس وشاي البابونج يُعدّان خيارات رائعة. بالمناسبة، هذا ليس جزءًا من القائمة، ولكن السلفورافان (Sulforaphane) الموجود في الخضروات الصليبية مثل براعم البروكلي وبراعم الفجل مفيد جدًا. لذا، إذا أضفت بعضًا منه إلى السلطة الخاصة بك أو تناولت أيًا من الخضروات الصليبية، فستحصل على كمية جيدة من السلفورافان الذي يساعد على زيادة NAD. بالطبع، الخضروات الصليبية لها فوائد أخرى كثيرة، مثل مساعدة الجسم على إزالة السموم والقيام بعدد من الوظائف الإضافية المهمة.

مركب الأنثوسيانين

المركب التالي الذي سنتحدث عنه هو “الأنثوسيانين” (Anthocyanins)، وهو يوجد في أي طعام يكون لونه أزرق أو أرجواني، مثل التوت الأزرق (Blueberries)، التوت الأسود (Blackberries)، والملفوف الأرجواني، الذي ذكرناه سابقًا عند الحديث عن الملفوف المخمر. بالطبع، العنب يحتوي على الأنثوسيانين أيضًا، لكنه يحتوي على نسبة عالية من السكر. لذلك، يُفضل تناول التوت الأسود والتوت الأزرق، وكذلك الملفوف الأرجواني الذي يُعدّ خيارًا ممتازًا.

الكركمين الموجود في الكركم

العنصر التالي في القائمة هو الكركمين الموجود في الكركم، وأعتقد أن أفضل طريقة لتناوله هي من خلال الكاري. لكن للأسف، الكثير من أطباق الكاري تحتوي على كميات كبيرة من السكر. لذلك، إذا كنت تصنع طبق كاري يحتوي على لحم الضأن الذي يتغذى على العشب، على سبيل المثال، فسيكون ذلك رائعًا أو حتى لحم البقر الذي يتغذى على العشب، فستحصل على كل ما تحتاجه من الكركمين.

“قد يهمك: الفيتامين الأساسي لعلاج تلف الأعصاب“

تناول البصل

رقم 6 ضمن قائمة سبعة أطعمة لتجديد الخلايا بعد سن الخمسين، أنك سوف نحتاج إلى زيادة الكيرسيتين (Quercetin)، وأكثر الأطعمة التي تحتوي على كيرسيتين هي البصل. أنا أتناول البصل يوميًا، سواء مع البيض أو اللحوم الحمراء. عند تناول البصل بانتظام، ستحصل على كمية كبيرة من الكيرسيتين.

أحماض أوميغا-3 الدهنية

رقم 7 في قائمتنا سبعة أطعمة لتجديد الخلايا بعد سن الخمسين، هي أحماض أوميغا-3 الدهنية (EPA وDHA)، وأفضل مصدر لهذه الأحماض هو سمك السلمون البري، ولكن هناك مصادر أخرى أيضًا. أي نوع من الأسماك الدهنية سيكون خيارًا جيدًا، وأنا شخصيًا أحرص على تناول كبد سمك القد المعلب (Cod liver) مرة أو مرتين أسبوعيًا. أنا أحبه كثيرًا، وأتناوله كما هو. بالإضافة إلى فوائده الغنية بأوميغا-3، فإن زيت كبد سمك القد يحتوي أيضًا على فيتامين A وفيتامين D، مما يجعله غذاءً خارقًا للصحة.