التغير المناخي؛ أهم آليات لمكافحته والحد من آثاره وأكثر الدول المسببة له
Climate change
التغير المناخي؛ ما هو التغير المناخي؟ كيف يحدث؟ ما العوامل البشرية والطبيعية التي تؤدي إلى حدوثه؟ ما هي الأضرار الناتجة منه على الإنسان وعلى الكوكب؟
التغير المناخي (Climate change)؛ منذ نهاية القرن التاسع عشر بدأت تأثيرات التغير المناخي بالظهور، وقد أدت هذه التغيرات إلى الكثير من المخاطر البيئية على كوكب الأرض وصحة الإنسان، حيث قدرت منظمة الصحة العالمية WHO وقوع 160000 حالة وفاة منذ عام 1950 مرتبطة بصورة مباشرة بالتغيرات المناخية. في هذا المقال سوف نذكر أسباب التغير المناخي وأكثر الدول المسببة له، كما سنتعرف على أهم 7 آليات لمكافحته والحد من آثاره.
قائمة المحتويات
ما هو التغير المناخي؟
يعرف التغير المناخي (Climate change) أنه حدوث اضطرابات وتقلبات طويلة المدى تتراوح بين عقود أو حتى مئات السنين في الحالة الجوية السائدة (معدل درجات الحرارة، معدل الرطوبة، معدل تساقط الأمطار، حالة الرياح، الضغط الجوي، .. إلخ)، وتعمل هذه التقلبات والتغيرات على اختلال توازن الأنظمة البيئية الحيوية مثل الكائنات الحية كالنبات والأسماك والحيوانات، والأنظمة البيئية غير الحيوية مثل: النظام المائي، النظام الجوي، النظام الجليدي والصخري وغيره.
كيف يحدث التغير المناخي؟
تحدث ظاهرة التغير المناخي بفعل ما يُسمى الاحتباس الحراري (Global Warming) أو الاحترار العالمي، وهو تجمّع عدد معين من الغازات الدفينة في الغلاف الجوي، مثل: (غاز ثاني أكسيد الكربون (co2)، أكسيد النيتروز N2O، الميثان CH4، الأوزون O3، غاز بخار الماء H2O، مركبات كلوروفلوروكربون CFCs وغيرها من الغازات الاخرى).
تمتاز هذه الغازات بنفاذيتها لمعظم الأطوال الموجية للأشعة الشمسية فتسمح بوصولها إلى سطح الأرض، لكنها من جهة أخرى غير منفذة نسبيًا للإشعاع الحراري وللأشعة تحت الحمراء المنعكسة من سطح الأرض، فيتم امتصاصها في الغلاف الجوي وتُحبس بالقرب من سطح الأرض، فتتحول إلى حرارة، ويصبح من الصعب إخراجها مجددًا من الأرض إلى الفضاء الخارجي.
“تعرف على: ما هو الاقتصاد الأخضر؟”
أسباب ظاهرة التغير المناخي
تعود أسباب ظاهرة التغير المناخي (تغير المناخ) إلى عاملين : عوامل بشرية وهي المسبب الرئيسي، وعوامل طبيعية لها تأثير ثانوي.
أولًا: العوامل البشرية
تشمل هذه العوامل البشرية ما يأتي:
- الأنشطة الصناعية:
كان للثورة الصناعية أكبر الأثر في تكون الاحتباس الحراري، حيث تعتمد الأنشطة الصناعية بالأساس على حرق الوقود الأحفوري (كالفحم، والنفط، والغاز الطبيعي) مما ساهم ويساهم في زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير جدًا عن التركيز الطبيعي له في الغلاف الجوي.
- الأنشطة الزراعية الغير صديقة للبيئة:
تُضعف الممارسات الزراعية الخاطئة من الغطاء النباتي وتقلل من المساحات الخضراء. من هذه الأنشطة التالي:
-
- إزالة الغابات وقطع الأشجار بشكل مستمر.
- الرعي الجائر overgrazing ويقصد به أن تتغذى الماشية على المراعي والمحميات الطبيعية بشكل مفرط وغير منظم لفترات طويلة مما يعيق نمو النباتات ويؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي.
- استخدام الأسمدة الكيميائية أو الاستخدام المفرط للسماد العضوي.
- استخدام طرق ري غير صحيحة للنباتات.
كل هذه الأنشطة السابقة تؤدي إلى زيادة تركيز غاز الميثان وأكسيد النيتروز في الغلاف الجوي.
- تربية الحيوانات:
يلجأ بعض الأشخاص إلى إزالة الغابات واستخدام الأرض كمراعٍ للماشية ومزارع لتربية الحيوانات، ويؤدي انبعاث غاز الميثان الذي ينتج بصورة طبيعية من الحيوانات إلى المساهمة في زيادة نسبة الغازات الدفينة في الغلاف الجوي.
- التخلص الغير سليم من النفايات:
تؤدي إدارة النفايات بطريقة عشوائية إلى تراكم الحشرات والأمراض والرائحة الكريهة، وإلى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان مما يساهم في زيادة نسبة هذه الغازات في الغلاف الجوي وتفاقم ظاهرة الاحترار العالمي.
- عمليات التبريد التي ينتج عنها انبعاث غازات الكلوروفلوروكربونات:
استخدام أنظمة التبريد مثل الثلاجات والمكيفات تساهم في ارتفاع نسبة الغازات الضارة والتي تُحبس في الغلاف الجوي وتزيد من مشكلة الاحتباس الحراري.
- الزيادة الهائلة في عدد السكان في العالم:
تعد الزيادة الهائلة في عدد السكان في العالم ضمن أسباب ظاهرة التغير المناخي، والذي بدورها تؤدي إلى زيادة الطلب على المنتجات الأساسية كالطعام، واللباس، والمأوى، والعديد من المنتجات الصناعية، ولتلبية تلك الاحتياجات تزيد عدد المصانع والعمليات الصناعية المرافقة لها، مما يساهم في ارتفاع مستويات الغازات الضارة.
ثانيًا: العوامل الطبيعية
العوامل الطبيعية هي خارجة عن سيطرة الإنسان، وذلك مثل:
- التغيرات الفلكية مثل: (تغير شكل مدار الأرض، زاوية ميلان المحور).
- تغيرات في النظام الشمسي.
- حرائق الغابات (Wildfire).
- الانفجارات البركانية.
- انصهار قمم المناطق الجليدية
- المواد القابعة في قاع البحر.
- الكوارث الطبيعية المختلفة.
“قد يهمك: هل البطريق يلد ام يبيض“
أكثر الدول المتسببة بظاهرة التغير المناخي
يُجمع الباحثون على أن أنشطة الدول المتقدمة وتلك التي تتمتع ببصمة كربونية عالية هي المتسببة في الاحتباس الحراري، وتأتي الصين في المرتبة الأولى كأكبر مصدر للانبعاثات الغازية الضارة المسببة للاحترار العالمي تليها الولايات المتحدة الأمريكية، ثم الاتحاد الأوروبي، فالهند، وروسيا، واليابان، والبرازيل، وإندونيسيا، وكندا، وإيران، ووفقًا لبيانات معهد الموارد العالمية فإن الانبعاثات الغازية الدفينة لهذه الدول العشرة تتجاوز ثلثي الانبعاثات العالمية بنسبة 68%.
“اقرأ كذلك: معلومات عن سمك القرش“
آثار التغير المناخي
بالطبع فإن آثار التغير المناخي هي آثار كارثية، وما الحر الذي أصبحنا نعيشه في هذه الأيام في الصيف إلا أحد النتائج له. تشمل أهم آثار التغير المناخي ما يلي:
أولًا: آثار تغير المناخ على الأمن المائي
تشمل هذه الآثار التالي:
- نقص المياه نتيجة انخفاض معدل سقوط الأمطار وزيادة نسبة التبخر، والطلب المتزايد على مياه الري للزراعة.
- التنافس والصراع على المياه.
- التصحر بسبب الجفاف وندرة الأمطار في بعض المناطق.
- زيادة خطر الفيضانات وتشكل السيول في بعض المناطق.
- انخفاض جودة المياه السطحية ومياه الشرب الجوفية بسبب تسرب المياه المالحة إليها.
- ارتفاع مستوى سطح البحر مما سيشكل تهديدًا لسكان المناطق الساحلية والأراضي الزراعية على الساحل.
ثانيًا: آثار تغير المناخ على الزراعة والأمن الغذائي
تشمل هذه الآثار الأمور التالية:
- تدهور الأراضي الزراعية وحدوث التصحر نتيجة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة عن معدلها الطبيعي.
- انخفاض في خصوبة التربة وتراجع إنتاجية المحاصيل الزراعية.
- ارتفاع مستوى سطح البحر مما يؤدي إلى إغراق المساحات المزروعة على الساحل وبالتالي تناقصها وزيادة ملوحة التربة.
- تدمير وانقراض العديد من أنواع النباتات مما يؤدي لانخفاض مساحات الرعي والانخفاض في أعداد الثروة الحيوانية.
- ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأسعار الأعلاف اللازمة للثروة الحيوانية، وهذا يؤثر سلبًا على دخل المزارعين والعاملين في القطاع الزراعي.
ثالثًا: آثار تغير المناخ على صحة الإنسان والبيئة
فيما يخص آثار تغير المناخ على صحة الإنسان والبيئة، فهي التالي:
- ذوبان الصفائح الجليدية في المناطق القطبية نتيجة زيادة معدلات درجة الحرارة أدت إلى إلحاق الضرر بالكائنات الحية التي تعيش فيها، ومن هذه الكائنات طائر البطريق والدببة.
- يخلق ارتفاع درجات الحرارة ظروفًا مناسبة لانتشار الآفات والأمراض والحشرات الناقلة للأمراض مثل البعوض.
- نزوح الأفراد وزيادة معدلات الهجرة الإجبارية بسبب سوء الأوضاع الصحية، حيث يبحث الأفراد عن الأماكن التي يتوفر فيها الماء الغير ملوث والغذاء والهواء النقي للعيش فيها.
“اطلع على: ماذا يغطي جسم البطريق“
آليات التكيف للحد من هذه الظاهرة
نأتي الآن للحديث عن آليات التكيف للحد من التغير المناخي، والتي نوضحها في النقاط التالية:
- زيادة الوعي بخطورة ظاهرة التغير المناخي لدى الرأي العام من خلال عقد لقاءات وندوات، أو عبر تفعيل منصات ووسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيع الأفراد على المشاركة في حماية البيئة.
- توحيد جهود الأطراف الفاعلة في المجتمع من أفراد ومؤسسات حكومية ومنظمات دولية أو أهلية أو قانونية والعمل جنبًا إلى جنب للحد من آثار التغير المناخي.
- تطوير وسائل الطاقة المتجددة والاعتماد عليها بدلًا من الاعتماد على مصادر الطاقة الغير متجددة والوقود الأحفوري.
- الحد من قطع الأشجار وإزالة الغابات عن طريق سن قوانين وتشريعات وضرائب لكل من يخالف ذلك.
- التشجيع على ابتكار اختراعات ومشاريع صديقة للبيئة وموفرة للطاقة، وتخصيص ميزانية لتوفير الدعم الفني والمادي لهذه الابتكارات.
كذلك من الهام اتباع الممارسات الصديقة للبيئة مثل التالي:
- ترشيد استخدام المياه والكهرباء.
- إعادة تدوير المخلفات بكل أنواعها كالورق والخشب وبواقي الطعام والكرتون.
- البحث عن مصادر جديدة للماء مثل تحلية مياه البحر، ومعالجة المياه العادمة.
- وضع خطط طوارئ للتعامل مع الكوارث الطبيعية كالفيضانات.
- المشي أو استخدام الدراجات الهوائية بدلًا من ركوب وسائل النقل التي تعمل بالديزل والبنزين.
- المحافظة على الغطاء النباتي وتشجيع الزراعة المنزلية.
بالإضافة لما سبق، يجب العمل على اتباع أساليب زراعية صديقة للبيئة، والتي من أهمها:
- استخدام المكافحة الحيوية للآفات الزراعية عوضًا عن استخدام المبيدات الكيميائية.
- استخدام السماد العضوي والذي ينتج من النفايات وبقايا الطعام وروث الحيوانات وأجزاء النباتات بدلًا من السماد الكيميائي.
- اتباع أنماط الزراعة الحديثة، مثل: الزراعة المائية والسمكية والتي توفر المياه وتعمل على استغلال مساحة الأسطح دون الحاجة للتربة.
- زراعة نباتات محسنة جينيًا بالتكنولوجيا الحيوية بهدف تطوير سلالات نباتية قادرة على تحمل الحرارة والجفاف والظروف المناخية الصعبة.
تعرفنا في هذا المقال على ما هو التغير المناخي؟ وكيف يحدث التغير المناخي؟ وما هي أسباب حدوث هذه الظاهرة الخطيرة، كما تعرفنا على آثارها المدمرة على كوكب الأرض والإنسان والحيوانات، وفي النهاية على الدول والشعوب الاتحاد للمنع من المزيد من الأضرار والكوارث الناتجة عن التغير المناخي.