الموجة التشكيكية المعاصرة؛ تعرف على أفكار تسرق منك الجنة

The contemporary wave of skepticism

من معالم الموجة التشكيكية المعاصرة أن اتجاهاتها تتحد على هدف تدمير الإسلام، فهما اختلفت المسميات والأفكار فالنتيجة إما الخروج من الإسلام أو العيش بعيدًا عنه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

الموجة التشكيكية المعاصرة؛ تعرض الإسلام من بداية تاريخه لحملات من التشويه والتزييف لتنفير الناس منه، كما حمل التاريخ لنا عددًا من الشبهات التي وُجهت للمسلمين لزرع الشك في نفوسهم تجاه دينهم، وتعتبر الموجة التشكيكية المعاصرة وباءً يضرب الثوابت الإسلامية، حيث نلاحظ تعدد الجهات التي تٌشكك في الإسلام مع ادعاء بعض أتباع هذه الجهات أنه يدافع عن الإسلام (وهذا كذب منه لجعل الناس تسمعه) ومن خلال هذا الدفاع ينشر شكوكه وشبهاته، وفي نفس الوقت نجد أن الكثير من المسلمين لا يعرف إلا قليل القليل عن دينه والبعض منهم للأسف لا يعرف إلا اسمه فقط. في هذه المقالة تعرف على نبذة حول الاتجاهات الفكرية، والتي تبث سمومها بين المسلمين وتحاول طمس الهوية الإسلامية وتدمير المقدسات من قلوب المسلمين وتحويلهم لعبيد للدنيا والشهوات.


مقدمة تاريخية عن الموجة التشكيكية المعاصرة

التشكيك في الإسلام موجود منذ بداية عصر النبوة واتخذ أشكال وطرق مختلفة، ومع العصر الحالي وتطور التكنولوجيا الحالي نشطت جهات التشكيك هذه بكل ما أوتيت من قوة لبث سمومها بين المسلمين وخاصة أن الكثير منهم مسلم بالاسم ولا يعلم إلا القليل من دينه، وهم يتخذون من قلب الحقائق ونشر الأكاذيب واللعب على العواطف والمشاعر وسائل لتحقيق مرادهم هذا.

هذه الاتجاهات الفكرية التي تحملها الموجة التشكيكية المعاصرة اتبعت أيضًا سياسة إظهار بعض الأشخاص منهم في صورة المدافع عن الدين ليتمكن من خلق قاعدة جماهيرية له يستطيع من خلالها نشر شبهاته بسهولة، وبالفعل فقد ضل بسبب هذه الطريقة عدد كبير من الشباب. بشكل عام، يمكن القول أنه قد ظهرت الموجة التشكيكية المعاصرة في العالم العربي عامي ٢٠١١ / ٢٠١٢م، وكان هذا الظهور انعكاسًا لظهور موجة الإلحاد في العالم الغربي.

تحمل الموجة التشكيكية المعاصرة الكثير من الاتجاهات الفكرية التي تعد وباءً يهاجم المسلمين الذين لم يؤسسوا على العقيدة الصحيحة المنزلة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي عرض بعض المعلومات عن الاتجاهات الفكرية التي تتزعم موجة التشكيكية المعاصرة.

الفكر الإلحادي من الأفكار الهدامة في المجتمع

صورة بها مجموعة من الرسومات خضراء اللون ومكتوب عليها الفكر الإلحادي أحد الأفكار الهدامة في المجتمع
الفكر الإلحادي ضمن الأفكار الهدامة في المجتمع

الفكر الإلحادي هو مذهب فلسفي قائم على فكرة عدمية أساسها إنكار وجود الله الخالق سبحانه وتعالى، حيث يدعي الملحد بأن الكون وُجد هكذا بلا خالق، وأن المادة أزلية أبدية، وأنها هي الخالق والمخلوق في نفس الوقت، ومما لا شك فيه أن الكثير من دول العالم الغربي والشرقي تعاني من النزعة الإلحادية العارمة التي جسدتها الشيوعية المنهارة والعلمانية المخادعة.

بدأ الفكر الإلحادي بالتشكيك في الثوابت الإسلامية وليس بالإلحاد مباشرة، فبدأ بمجموعة من الأطروحات بحجة التجديد، ولكن كانت تحمل في طياتها التشكيك.

الفكر اللاديني

صورة بها مجموعة من الرسومات ذات ألوان مختلفة ومكتوب عليها الفكر اللاديني أحد الأفكار الهدامة في المجتمع
ما هو الفكر اللاديني؟

اللادينية هي عبارة عن اتجاه فكري يرفض مرجعية الدين في حياة الإنسان ويؤمن بحق الإنسان في رسم حاضره ومستقبله واختيار مصيره بنفسه بدون وصاية لبدين أو تحكم شريعة، حيث أن اللادينية لا تؤمن بأحكام وتصورات معصومة لا تقبل الجدل والنقاش، بل هي ترى أن النص الديني أيًا كان اسمه فهو مجرد نص بشري محض لا ينطوي على أي قداسة خاصة ولا يعبر في نفس الوقت عن الحقيقة المطلقة التي تعلو وتسمو على الشك.

الفكر اللاديني هو اتجاه أوسع يحمل بداخله نوعين من الأفكار وهما أخطر من الإلحاد وهما:-

  • الربوبية:

هنا يؤمن الشخص بوجود خالق للكون، لكنه هذا الخالق لا يتدخل في الشؤون الإنسانية، حيث لا يرسل رسلًا للخلق، ولا ينزل كتبًا لهم، ولا يجمع الناس في اليوم الآخر ليجازيهم على أعمالهم، بالتالي الربوبية هي إنكار للوحي والنبوات والأديان، والاعتماد على العقل المجرد في تأسيس العلاقة بالخالق.

  • اللاأدرية “لاأدري”:

اللاأدرية هي الاعتقاد بأنه يستحيل معرفة أو إثبات وجود الله، وهذا الفكر ينطوي تحت الكسل الفكري، بمعنى استراح بكلمة لا أدري.

الفكر اللاديني قد يحتوي في صفوفه على 3 أنواع من الأفكار، وهي:

  • انعدام الإيمان بالأديان “إما لعدم توفر المعلومات أو بصورة متعمدة”.
  • روح العداء أو عدم احترام فكرة الدين.
  • اختيار طريقة وأسلوب في الحياة لا يتماشى مع الدين.
بشكل عام كل ملحد هو لاديني، ولكن اللاديني ليس ملحداً بالضرورة حيث تحمل اللادينية أطيافًا متعددة لفهم الإلهية من الإنكار الكامل لها، مرورًا باللاأدرية أو عدم الاكتراث أصلًا بوجود إله، وانتهاءً بإيمان خاص بوجود إله وفق فهم محدود لعلاقته بالإنسان.

“قد يهمك: نصائح لاستقبال العام الجديد


الاتجاه الإنسانوي (الإنسانوية)

كلمة إنسانوية حملت ولا تزال تحمل مجموعة شتَّى من المعاني، لكن بشكل عام فإن الكثير من الإنسانويين لا يعتبرون الدين زائفًا فقط، وإنما أيضًا يعتبرونه خطرًا، بل يراه البعض منهم شرًا عظيمًا. في نفس الوقت الإنسانويون إما أشخاص ملحدون وإما على الأقل أشخاص لا أدريون، وهم متفقون على أن هذه الحياة هي الحياة الوحيدة للبشر. في المجمل هذا الاتجاه يبحث عن ترفيه الإنسان في الدنيا بملذاتها دون أن ينظر إلى التكاليف الشرعية.


الاتجاه النسوي من الأفكار الهدامة في المجتمع

يظن الناس أن هذا الاتجاه نشأ للدفاع عن حقوق المرأة، ولكنه اتجاه فلسفي يستخدم حقوق كفلتها الشريعة الإسلامية للمرأة للوصول للأهداف الكبرى للحركة النسوية، والتي تكره الرجل وتصور المجتمع على أنه حزبين: رجال ونساء، وكل حزب منهما يعادي الآخر ويسعى لهزيمة والانتصار عليه. في نفس الوقت بعض الحركات النسوية تتستر وراء دعوات حقوق المرأة لتفكيك المجتمع أو تغيير ثقافته، حيث يصورون الأخطاء الفردية التي يقوم بها آحاد الرجال في حق المرأة على أنه ظلم من “المجتمع” للمرأة، حيث ينسبون الخطأ للمجتمع كله لا للفرد الذي أخطأ، وأيضًا قد يتمادين في ذلك فينسبن الخطأ إلى دين الإسلام، ويصورون الإسلام على أنه هضم المرأة حقوقها.

“اطلع على: كيفية حفظ القرآن الكريم بسرعة وبدون نسيان؟”


اتجاه منكرو السنة (القرآنيين)

يدخل ضمن هذا الاتجاه المشككين في السنة، وكلًا منهما أخطر من الثاني. منكرو السنة أخطر من جهة الأصول المضطربة والأصول الناظمة، ويمكن أن نجعلهم مذهبا. أما المشككين في السنة فهم أخطر من جهة أن إنكارهم للسنة مُخفف، فيمكن لهذا الاتجاه أن يدخل لبعض المسلمين دون أن يشعر وبالتالي هم أكثر انتشارًا. في نفس الوقت الاتجاه القرآني هو اتجاه تكفيري ويطلق لفظ مشرك على المؤمنين بالسنة.

بشكل عام يجب العلم أن الطعن في السنة المطهرة وحجيتها هو طعن في دين الله، وطعن في أمانة رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وطعن في الأمناء من بعده من أصحابه “رضي الله عنهم”، وطعم في التابعين لهم بإحسان، وطعن في أتباع التابعين من السلف الكرام، وطعن في من تبعهم من الأئمة الأعلام. أيضًا من طعن في السنة النبوية فقد طعن في أركان الدين وأحكامه وشرائعه.

كذلك يجب العمل أن الطاعن في السنة وحجيتها، فهو ضال تائه متبع هواه بغير علم، ومن قال عن روايات الحديث النبوي الصحيحة أنها أساطير الأولين:

  • إن كان جاهلًا مغفلًا لا يدري ما يقول، أو كان حديث الإسلام، أو تربى في بيئة بعيدة عن أهل العلم: فإنه هنا يُعلّم ويُعرف الحق، وتقام عليه الحجة، وينكر عليه أشد النكير.
  • إن أقيمت عليه الحجة فجادل وأصر على رأيه الخبيث، أو كان يُعلم أنه يكابر ويتبع هواه: فهذا شخص ضال خارج عن الملة. [efn_note]كيف نرد على من يسمون بــ “القرآنيين”؟, islamqa.info, 18/02/2023[/efn_note]
من طعن في السنة النبوية طعن في القرآن؛ لأن حملة القرآن الكريم وحفظته هم حملة السنة وحفظتها.

اتجاه المشككين بالثوابت

التشكيك في الثوابت الإسلامية يأتي من معالم الموجة التشكيكية المعاصرة وهو من ضمن الأفكار الهدامة في المجتمع، فهذا الاتجاه يشكك في ثوابت الدين، مثل: الحدود والتعامل مع الكفار والمواريث، وهو لا يمثل إتجاهًا متكاملًا، فأشخاصه مبعثرين كل واحد منهم يشكك حسب الإشكالية التي عنده، ونحن نقول عنهم إتجاه بسبب انخداع بعض المسلمين بكلامهم. التشكيك في ثوابت الدين الإسلامي للأسف أصبح موضة هذا العصر لكل شخص يريد شهرة زائفة أو يريد اعتلاء منصب.

“قد يفيدك: التعامل مع الطفل العنيد


الاتجاه العلموي

الاتجاه العلموي هو اتجاه يُغالي في تعظيم العلم التجريبي، ويتخذه مصدرًا وحيدًا للمعرفة، وبالنسبة له فإن العلوم المرتبطة بالنصوص الشرعية هي علوم زائفة. أصحاب هذا الاتجاه يُصدقون العلم بشكل تام، ويعارضون ويرفضون أي نص ديني يتكلم عن الكون والطبيعية وأي فرع من فروع المعرفة الإنسانية، والبعض منهم يحاول شرح القرآن والأحاديث بحسب فهمه للعلم التجريبي حتى لو تعارض هذا الشرح مع ثوابت وأساسيات الدين.

“تعرف على: ما هي الأرزاق المنسية


الفكر الليبرالي أحد معالم الموجة التشكيكية المعاصرة

صورة بها مجموعة من الرسومات ذات ألوان مختلفة ومكتوب عليها الفكر الليبرالي الذي هو من معالم الموجة التشكيكية المعاصرة
الفكر الليبرالي من معالم الموجة التشكيكية المعاصرة

يقوم هذا المذهب أو الاتجاه الفكري على أساس علماني يقوم بتعظم الإنسان، ويرى أن الإنسان مستقل بذاته في إدراك ومعرفة احتياجاته. فيما يخص أفكار الليبرالية وعقائدها فهي باختصار:

  • تقديس العقل في مقابل التقليل والتهوين من شأن النصوص الشرعية.
  • تقديم المصلحة المتوهمة للإنسان على النص الشرعي.
  • العقل عند أصحاب هذا الفكر له الصلاحية الكاملة والأهلية التامة في إدراك المصالح والمفاسد بعيدًا عن نور الوحي.
  • متبعو الفكر الليبرالي صححوا كل الأديان والمذاهب الباطلة.
  • لم يجعلوا لنصوص القرآن الكريم والسنة منزلة ولا حرمة.
  • إحياء التراث الفلسفي والعقلي على حساب التراث النقلي (النصي).
  • القطيعة التامة مع مصادر التلقي والاستدلال لدى المسلمين، والتزهيد والتشويه المتعمد للتراث الإسلامي كعقيدة وشريعة.
  • الهزيمة النفسية أمام أعداء الإسلام وذلك عن طريق إلغاء أصول الولاء والبراء، وقواعد الجهاد.
  • الترويج بأن المسلمين متخلفون ولا يمكن أن يتقدموا أبدًا.
  • طمس معالم الأخلاق الإسلامية عن طريق الانحلال والتفسخ الأخلاقي.
  • يهدف الفكر الليبرالي إلى إقصاء الشريعة الإسلامية عن الحكم وعزلها عن الحياة العامة وحصرها في نطاق المسجد والعبادات الشخصية.
الدعوة الليبرالية في حقيقتها هي: العلمانية، وإن وُجد فاصل بينهم فهو رقيق جدًا، وكأنهما وجهان لعملة واحدة، واسمان لمسمى واحد.

الاتجاه العلماني من معالم الموجة التشكيكية المعاصرة

العلمانية هي الدعوة إلى إقامة الحياة البشرية على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين، بمعنى أنه لا رجوع للشرع في المعاملات والأحكام وليس هناك حرام وحلال، بل الأمور متروكة للمصلحة والتشريع البشري، فلا بأس بإباحة الزنا والربا والخمور طالما أنها تحقق فائدة للمجتمع! بالتالي فإن مدلول العلمانية المتفق عليه، هو العزل التام للدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاء الدين حبيسًا في ضمير الشخص لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه، وإن سُمح للإنسان بالتعبير عن الدين فيكون ذلك فقط في الشعائر التعبدية والمراسم التي تخص الزواج والوفاة ونحوهما.


خطر الموجة التشكيكية المعاصرة

ترتبط بالموجة التشكيكية المعاصرة معالم خطر كبري وفيما يلي بعض هذا الخطر:-

  • بعض هذه الإتجاهات تعد نفسها منظومة بديلة عن الدين، وخطورة ذلك أنها تحمل في داخلها معاني شمولية فمثلًا:-
    • الاتجاه العلموي يعد نفسه منظومة بديلة للمعرفة بدلًا من منظومة المعرفة الموجودة في الدين “العلم العربي”.
    • الاتجاه الإنسانوي يدعي أنه يقدم منظومة أخلاقية بديلة.
  • العبثية والهدمية: في الوهلة الأولى يظن القارئ أن العبثية والهدمية تنافي خطر المنظومة البديلة، ولكن مع البحث سيجد أن هناك موجات عبثية لمن لا يبحث عن الأخلاق وأخري بها نماذج بديلة لمن يبحث عن القيم، وهذا يجعلنا نفهم أكثر مدى خطورة هذه الموجة.
  • سهولة انتشار مخرجات هذه الموجة التشكيكية المعاصرة بين الشباب والمراهقين.
  • هذه الموجة أتت في وقت سقطت فيه الحواجز والحصون المنيعة، والتي كانت بدورها تمنع الناس من تبني اتجاهات مناقضة للدين، فنحن اليوم نعيش واقعًا مليء بالتفاهة والانحلال الأخلاقي.
  • ضعف مستوى الوعاظ والعديد من العلماء الحاليين وعدم اهتمامهم بالجذور والأصول لتحصين الناس من هذه الموجة.
تذكر أن الجنة غالية، والكثير يحاول إضاعتها منك ويقدم لك الضلال والكفر في صورة العلم والمعرفة.

أسباب الموجة التشكيكية المعاصرة

فيما يخص أسباب هذه الموجة التشكيكية المعاصرة، سنجد أن منها ما يرجع إلى المؤثرات الخارجية (رغبة أعداء الإسلام في نسف الإسلام من نفوس المسلمين) حيث أن هناك دول ومنظمات أجنبية تمول العديد من الاتجاهات الفكرية السابقة، ومنها ما يرجع إلى أسباب داخلية تتمثل في رغبة بعض الأنظمة الحاكمة تغريب بلاد الإسلام وإبعاد أهلها عن الدين لذلك سمحت بهذه الأفكار الهدامة السابقة في الانتشار، كما أن بعض الأنظمة الحاكمة تتعمد السماح لهذه الأفكار بالانتشار لإشغال المسلمين وعلمائهم بالرد على تلك الأفكار وإلهائهم عن فساد هذه الأنظمة.

كذلك من أسباب الموجة التشكيكية المعاصرة افتتان البعض من المسلمين بهذه الأفكار لأسباب متنوعة وقيامهم بنشر ما افتتنوا به بين المسلمين. كذلك ضعف المسلمين سبب مباشر لهذه الموجة التشكيكية المعاصرة؛ فأي شخص ضعيف هو عرضة لمن ينهش في لحمه ويأكل ماله، ولو كان المسلمون أقوياء ما تجرأ على دينهم وعقائدهم أحد من داخل بلاد المسلمين. كذلك لا ننسى أن هناك أشخاص ولدوا على الإسلام وهم لأسباب مختلفة يكرهون الدين ويكرهون الله تعالى، بالتالي فهم في حرب مع الله تعالى ودينه من خلال نشر ما سبق من سموم فكرية.

التأثر بالموجة التشكيكية المعاصرة ليس تأثر علمي، بل هو تأثر سلوكي أو تقليد للأقوى أو اتباع للشهوات والنفس.

واجبنا تجاه الموجة التشكيكية المعاصرة

صورة بها مسجد إسلامي كبير من بعيد وعدد من البيوت البعيدة وذلك ضمن الحديث عن خطورة الموجة التشكيكية المعاصرة على المسلمين
واجبنا المسلمين تجاه الموجة التشكيكية المعاصرة

بعد التعرف بشكل مختصر على 9 اتجاهات فكرية تسرق منك ومني الجنة، يجب علينا أن نتصدى للموجة التشكيكية المعاصرة حتى لا تتفشى في المجتمع الإسلامي، وهذه بعض الأمور المطلوب القيام بها:-

  • يجب إضافة مواد في المقررات والمناهج التعليمية، حتى نبني جيلًا عنده المناعة الكافية، حتى لا يتأثر بهذه الموجات والإتجاهات الضالة، وهذا الأمر من الواجبات التي لا تحتمل التأخير أو التهاون.
  • على الأبوين تعليم أولادهم العقيدة الصحيحة منذ الصغر.
  • يجب أن يتوافر مواد وبرامج لتعزيز اليقين وتثبيت الثوابت، ويجب نشر هذه المواد بين الشباب:
    من ذلك ما يقدمه دكتور هيثم طلعت من فيديوهات، وما يقدمه دكتور الدكتور إياد قنيبي من فيديوهات.
  • نحتاج بشكل ضروري إلى تطوير ما يقدم إلى طلاب العلم، وخاصة لغة البرهان والتثبيت.
  • يجب علينا الإحساس بالمسؤولية والواجب والاهتمام بالنصوص التي تحث على نصرة الحق، فما هذه الموجة التشكيكية المعاصرة إلا صراع بين الحق والباطل.
  • لا يجب أن نهمل دور المسلمات الإيمانية في الجيل الحالي، فهذا الإهمال في منتهي الخطورة.
  • يجب على كل مسلم أن يقوم بواجبه، ولا ينتظر أن يقوم الآخرين بذلك بدلًا منه.
  • نشر ثقافة المسؤولية، وهو فرع من واجب الإحساس بالمسؤلية.
  • الاهتمام بنشر إنجازات علماء المسلمين في كافة المجالات وبيان ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية من رقي وتقدم عندما اتبع المسلمون دينهم.
  • الإهتمام ببناء تحصين لمثل هذه الموجات كالبرامج التحصينية، مثل برنامج يا بني إني معلمك للشيخ عبد الرزاق، فهو برنامج يعلم الآباء كيف يعلموا أطفالهم محكمات الإسلام.
  • إعادة قضية التزكية الإيمانية في الدروس الشرعية، فكان النبي صلى الله عليه و سلم من وظائفه الكبرى التزكية (تزكية النفس):
    فأهمية التزكية في مواجهة الموجة التشكيكية المعاصرة أهمية مباشرة.
  • الاهتمام بالبرامج التربوية الموجودة في أرض الواقع، فالبعض أصبح يهتم بالبرامج عبر الانترنت أكثر من البرامج الواقعية، وهذه مشكلة كبيرة.

“قد يهمك: الاستعداد لشهر رمضان المبارك 2023″

لماذا العداء للإسلام؟

قد تسأل لماذا كل هذا العداء للإسلام والحق؟ والجواب بسيط، وهو أن هذا هو طبيعية الحياة البشرية منذ البداية، فالصراع بين الخير والشر لن ينتهي. في نفس الوقت فالإسلام يشكل خطر على سارقي خيرات الشعوب (تذكر أن الاستعمار الغربي لأفريقيا وآسيا لم يحدث إلا بعد سقوط الأندلس من يدي المسلمين)، وهم يعلمون أن نهضة المسلمين سوف تسبب انهيار للاقتصاديات الكافرة؛ لأنها ببساطة تعيش على سرقة خيرات المسلمين، فإذا قوي المسليمن ومنعوا سرقة ثرواتهم فهنا خراب ودمار لهم؛ لذا فالحرب على الإسلام مستمرة. كذلك الإسلام يشكل تهديد لسلطة رجال الأديان الأخرى، فإذ انتشر الإسلام في بلادهم سوف يفقدوا سلطتهم ونفوذهم وتأثيرهم.


في نهاية هذا المقال أرجو أن أكون قد بينت هذا الوباء “الموجة التشكيكية المعاصرة”، والذي يضرب المسلمين في عقر ديارهم، حيث تعرفنا على أسباب الموجة التشكيكية المعاصرة، وأهم واجباتنا تجاه هذه الموجة. كما تعرفنا على معلومات مختصرة على الاتجاهات الفكرية المعاصرة والتي هي في النهاية أفكار ضالة تسرق منك الجنة وتتحد على عزل الدين عن حياة المسلمين وتحويلهم لعبيد الدنيا وعبودية النفس وما تشتهي.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التعليقات مغلقة.