النظام المالي في الإسلام؛ مع التعرف على أهم 7 موارد شرعية للنظام

النظام المالي في الإسلام؛ مع التعرف على أهم 7 موارد شرعية للنظام

النظام المالي في الإسلام (The financial system in Islam): لا يقتصر الشرع الإسلامي الحنيف على نواحي العقيدة والعبادة فقط، بل هو منهج حياة متكامل يحتوي على عدة أنشطة مثل النشاط السياسي والإداري والاجتماعي والاقتصادي. في هذا المقال، سوف نتعرف على النظام المالي في الإسلام، مع التعرف على أهم 7 موارد شرعية للنظام المالي الإسلامي.


السياسة المالية في الإسلام

إذا كانت عبادة اللّه تعالى هي الهدف من الشريعة الإسلامية، فإن إعمار الأرض وإقامة مجتمع قوي معتمد على ذاته هو هدف النظام المالي الإسلامي، وإذا كانت غاية النظام الإسلامي تحقيق المقاصد الشرعية الخمس التي تتمثل في الحفاظ على الدين والنفس والمال والعرض والعقل، فإن غاية النظام المالي في الإسلام هو: تحرير الناس من العوز والحاجة بقضاء حاجاتهم المتعددة في ظل ندرة الموارد المتاحة والتي هي لب المشكلة المالية.

يهتم علم المال بصفة عامة بوضع الحلول لهذه الحاجات المتعددة للأفراد في ظل ندرة الموارد، وكان الحل عند المسلمين بإقامة أول بيت للمال وهو ما يشبه الآن الخزانة العامة أو ما يعرف باسم وزارة المالية.

السياسة المالية في الإسلام: هو المكان المخصص الذي تجمع فيه جميع الموارد الإسلامية، كما أنه مجموعة من الأحكام الشرعية التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية فيما يتعلق بالأموال وكيفية الحصول عليها وكيفية التصرف فيها، وهو ما يعرف باسم بوزارة المالية حاليًا.

لقد تم إنشاء بيت المال في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك بسبب اتساع رقعة الدولة الإسلامية في عهدة، وتدفق الأموال وكثرة الخيرات وتنوع أوجه الدخل والصرف على الدولة الإسلامية، وقد قام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وقتها بإنشاء بيتين للمال:

  • الأول: بيت المال العام وكان مقرة في عاصمة الدولة الإسلامية.
  • الثاني: بيت المال الخاص وكان موجود في كل ولاية من ولايات الدولة الإسلامية؛ ولذلك للصرف منه وإرسال الفائض إلى البيت العام في العاصمة.
ترجع ملكية بيت المال في عهد الخلفاء الراشدين إلى المسلمين، فقد كان لكل مسلم راتب شهري محدد ومعلوم. أما في الدولة العباسية والأموية فقد أصبح بيت المال للدولة حيث كان يمكنها التصرف فيه كما تشاء وترغب.

“اقرأ أيضاً: أفضل أنواع السمك

صورة بها شخص على مكتب وأمامه آلة حاسبة وبعض الأوراق وذلك عند الحديث عن السياسة المالية في الإسلام
السياسة المالية في الإسلام

موارد النظام المالي في الإسلام

صورة بها مجموعة من العملات المعدنية كل مجموعة منها عليها فرع شجرة وذلك عند تحديد موارد النظام المالي في الإسلام
أهم موارد النظام المالي في الإسلام

تنقسم موارد النظام المالي في الإسلام إلى نوعين:

  1. موارد شرعية.
  2. موارد غير شرعية.

الموارد غير الشرعية تعرف باسم المكوس والمغارم. أما الموارد الشرعية تنقسم إلى 7 أنواع من الموارد (مصادر) وهي:

  1. الخراج.
  2. عشور الأرض.
  3. الزكاة.
  4. الجزية.
  5. الفيء والغنيمة.
  6. عشور التجار.
  7. المواريث الحشرية.

“اقرأ أيضاً: تعريف الحضارة الإسلامية


الموارد الشرعية وغير الشرعية للنظام المالي في الإسلام

الموارد الشرعية في النظام المالي في الإسلام هي التي أتاح الشرع جمعها وجبايتها، وهي التالي:

  • الخراج:

هو ضريبة تُفرض على الأراضي الزراعية التي فتحها المسلمين عنوة وبقيت بأيدي أهلها الذين ظلوا على دينهم ولم يعتنقوا الإسلام، كما تؤخذ على الأراضي التي امتلكها المسلمون دون قتال ثم صالحوا أهلها على تركها بأيديهم لقاء خراج معلوم يؤدونه إلى بيت المال، وقد كان هناك ديوان يعرف باسم ديوان الخراج ضمن الدواوين في الدولة الإسلامية.

  • عشور الأرض:

هي فريضة تفرض على الأرض الزراعية التي ملكها المسلمون كغنيمة من البلاد التي فتحت عنوة، وسميت بذلك لأن قيمة هذه الضريبة تساوي عشر المحصول.

  • الزكاة:

هي فريضة فرضها اللّه على المسلمين، وهي من ضمن أركان الإسلام الخمسة، وتعتبر المصدر الثاني لبيت المال، وقد كانت الدولة تتولى جمعها وإنفاقها في عهد الخلفاء الراشدين. تختلف أنواع الزكاة منها السوائم بمعنى الماشية، والزرع والمعادن، ولقد حدد اللّه في كتابه الحكيم في سورة التوبة على أن الزكاة تعطي إلى الفقراء والمساكين والغارمين عليها وفي الرقاب والمؤلفة قلوبهم وفي سبيل اللّه وابن السبيل.

  • الجزية:

هي ضريبة تفرض على أهل الذمة نظير حمايتهم ورعايتهم وبقائهم على ملتهم، كما أن الجزية تقابل الزكاة المفروضة على المسلمين، حتى يتساوى الطرفين فيما يدفعونه للدولة الإسلامية.

أما الموارد غير الشرعية في النظام المالي في الإسلام، فهي الموارد التي لم يبح بها الشرع أن نأخذها أو نجمعها. تعرف باسم المكوس والمغارم، وهي ضرائب كانت تفرض وفقًا لأهواء السلاطين والولاة، كما حدث في عهد الطولونيين حيث فرض أحمد بن المدبر الضرائب على كافة النواحي بحيث لم يعفى منها إلا الهواء فقط، وكانت طرق جمع هذه الضرائب (taxes) تتسم غالبًا بالعنف وسوء المعاملة، وهو الأمر الذي دعا الفقهاء والعلماء إلى رفضها ومطالبة الحكام بإلغائها.

نفهم من ذلك: أن كثير من العلماء وعامة الناس في الدولة الطولونية، دعا الحكام بإلغاء هذه الضرائب على الرغم من أنها كانت تشكل موردًا خصبًا من موارد بيت المال.

“اطلع على: فضل القرآن الكريم


الضرائب في النظام المالي الإسلامي

صورة بها علبة من الزجاج بها مجموعة من العملات المعدنية ويخرج من العلبة فرع شجرة وذلك عند الحديث عن الضرائب في النظام المالي الإسلامي
معلومات عن الضرائب في النظام المالي الإسلامي

الضريبة مشتقة من الفعل ضرب، وجاء في لسان العرب: الضريبة واحدة من الضرائب التي تؤخذ في الجزية ونحوها، ومنها ضريبة العبد بمعنى غلته، وهي ما يؤديه العبد إلى سيده من الخراج المقرر عليه وتجمع على ضرائب. من المعروف أن كل ما لم يرد به نص يحدد معناه فإن للعلماء فيه أقوالًا، ولذا فقد اختلفوا في تعريفاتهم للضريبة، وإن كانت تبدو جميعها بمعنى واحد إلى حد ما.

كما جاء في تعريفها كذلك: بأنها الاقتطاعات المالية العينية منها والنقدية التي تقتطعها الدولة الإسلامية من أموال الأفراد قسرًا وبصفة نهائية دون أن يكون مقابلها نفع معين مشروط، ويتم تخصصها لتغطية النفقات العامة، وفي نفس الوقت تدرك فرضيتها إلى الأحكام والقواعد الكلية للشريعة الإسلامية.

“قد يهمك: طرق استقبال رمضان 2023″


المال في الإسلام

عند الحديث عن النظام المالي في الإسلام نرى أن الإسلام أعطى أمور المال عناية كبيرة، فيهتم بموضوع اكتسابه وإنفاقه، فيضع القواعد والمبادئ التي تنظمه باعتباره وسيلة للحياة، وتقديرًا لآثاره ودوره في حياة المجتمعات، ومما يؤكد أهمية المال واهتمام الإسلام بذلك ورود لفظ المال في القرآن الكريم ست وثمانون مرة، وفي ذلك دليل على أن نظرة الإسلام إلى المال نظرة اهتمام وتقدير للآثار التي يحققها.

توفر المال عامل من أهم العوامل التي تمكن الإنسان من تشكيل الحياة بالصورة الجميلة التي يسعى دومًا إلى تحقيقها، وهذه الصورة لا يمكن أن تتحقق إلا بأن تُدعم بالأنظمة والأجهزة المالية المناسبة لرعايتها والعمل على أدائها بما يخدم ويحقق أهداف المجتمع. كما يحرص الإسلام على أن يقوم المال بدوره السليم في حياة الإنسان والمجتمع، ولا ينقلب إلى أداة فساد وإفساد في الأرض، فقد اهتم بتنظيم أُمور المال ووضع القواعد والمبادئ (كالعدالة والملائمة) التي يستند إليها في تنظيم المال العام.

يعد النظام المالي في الإسلام بمثابة تخطيط دقيق وتنظيم علمي متكامل لكل ما يخص الأموال.

في نهاية المقال نكون قد تعرفنا على النظام المالي في الإسلام “The financial system in Islam”، ووجدنا بأنه مجموعة من الأحكام الشرعية التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فيما يتعلق بالأموال وكيفية الانتفاع بها، وكان تطور هذا النظام راجع في الأساس إلى توسع الدولة الإسلامية وزيادة خيراتها، وهكذا نرى أن المنظومة المالية في الحضارة الإسلامية كانت تمثل معلمًا بارزًا من معالم تلك الحضارة ضمنت لتلك الحضارة الاستقلالية والاستمرارية والتوسع والانتشار.

 

تابع موقعنا

تعليقات (0)
إغلاق