لغة الزهور؛ معلومات حول تطور هذه اللغة على مر العصور والأزمان

لغة الزهور؛ معلومات حول تطور هذه اللغة على مر العصور والأزمان

لغة الزهور (The language of flowers)؛ ليست شيء مستحدث فقد عُرفت من قرون عديدة في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، فقد اشتهرت في أعمال الأدباء أمثال شكسبير، وتمتلئ الأساطير والمسرحيات التي قدمها الإغريق والرومان والمصريون والصينيون القدماء بالزهور والنباتات. سواء أردت تقديم الزهور في عيد الأم أو في عيد ميلاد أو في عيد الحب لزوجتك، يمكن التعبير عن كل المشاعر التي يمكن تخيلها تقريبًا بالورود. تُعرف زهر الأقحوان في الأساطير الإسكندنافية على سبيل المثال، بالزهرة المقدسة لآلهة الحب والجمال والخصوبة. لهذا السبب، يرمز إليها بالولادة والأمومة والبدايات الجديدة. في هذا المقال سوف نتعرف على ما هي لغة الزهور، مع التعرف على لغة الزهور في العصر الفيكتوري، وماذا عن استخدام المصريين القدماء لهذه اللغة؟


معاني الزهور

صورة بها مجموعة من الزهور المرسومة بالألوان الزيتية على خلفية رمادية ضمن تنوع معاني الزهور Meanings of flowers
مفاهيم الزهور

لكل زهرة معاني متعددة تقريبًا، مسجلة في العديد من معاجم الزهور وقد انتشر المعنى الشائع لها. في الأغلب يُستمد التعريف من شكل النبتة نفسها أو من أدائها. مثلًا، يمثل نبات المستحية العفة، وهذا بسبب أن النبتة تغلق أوراقها أثناء الليل أو إذا تم لمسها.

كذلك تم ترميز الوردة الحمراء الداكنة للحب العميق، بينما كان يُعتقد أن الزهور الوردية تدل على عاطفة أقل، والورد الأصفر يمثل الصداقة والإخلاص، وترتبط الزهور السوداء بالسحر الأسود.

“قد يهمك: أفضل أنواع الخشب

“تعرف على: علاقة الذهب بالدولار


لغة الزهور في العصر الفيكتوري

نبع اهتمام العصر الفيكتوري الحديث بلغة الزهور من العصر العثماني وخصوصًا بلاط ملك القسطنطينية وهوسه بزهرة الخزامى (اللافندر) خلال النصف الأول من القرن الثامن عشر، وقد أصبح تعلم الرموز الخاصة للزهور هواية خلال القرن التاسع عشر. تحتوي جميع المنازل تقريبًا على كتيبات إرشادية لفك رموز “اللغة”، على الرغم من أن التعريفات تغيرت اعتمادًا على المصدر، حيث ازدهر استخدام أفراد المجتمع للزهور كوسيلة خفية للتواصل بجانب اهتمامهم المتزايد بعلم النبات.

وفقًا لبروتوكول آداب العصر وقتها، تم استخدام الزهور بشكل أساسي لإيصال الرسائل التي لا يمكن نطقها بصوت عالٍ. في نوع من الحوار الصامت، يمكن استخدام الزهور للإجابة على أسئلة “نعم” أو “لا”. جاءت الإجابة بـ “نعم” على شكل أزهار سُلمت باليد اليمنى، وإذا تم استخدام اليد اليسرى، فيكون الجواب “لا”.

كما أن تقديمها رأسًا على عقب عكس المعنى التقليدي للزهرة. على سبيل المثال، يمكن أن تعني الورود الكوبية إما الامتنان أو القساوة اعتمادًا على كيفية ترتيبها.

يمكن أن تؤدي الطرق المختلفة لربط الباقة إلى تغيير معنى الرسالة أيضًا للإشارة إلى المانح أو المتلقي.أنواع وألوان معينة من الزهور لها معانيها الخاصة أيضًا. يمكن لباقة من الزهور أن تنقل مجموعة كاملة من المعاني. يمكن للنباتات أيضًا أن تعبر عن مشاعر كره، مثل مرارة الصبار وقرنفل أصفر للتعبير عن الازدراء.

“اطلع على: الديكور المنزلي


لغة الزهور في الأدب

صورة بها مجموعة من الزهور المختلفة في الألوان وذلك عند الحديث عن لغة الزهور في الأدب
استخدام لغة الزهور في الأدب

اشتهرت ليدي ماري ورتلي (أرستقراطية وكاتبة رسائل وشاعرة إنجليزية) بأنها أدخلتها إلى إنجلترا (England)، وأوبري دي لاموتراي أنها عرفت البلاط الملكي السويدي باللغة، وظهر أول معجم للغة الزهور عندما كتب لويز كورتامبرت والتي كانت تستخدم اسم مستعار (مدام تشالوت دو لا تور) في كتابها لغة الزهور، التي خصصت لكل زهرة صفحات تتحدث فيها عن قصتها ورمزيتها.

كانت لغة الزهور شعبية في فرنسا في نفس وقت صدور الكتاب تقريبًا، بينما كانت شعبية في إنجلترا أثناء العصر الفيكتوري وفي الولايات المتحدة تقريبًا في نفس الحقبة. كثرت الكتب والمعاجم التي تناولت الحديث عن الزهور ودلالاتها خلال هذه الحقبة وحتى وقتنا هذا.

استخدم شكسبير لغة الزهور في كتاباته، حيث ذكر كلمة «زهرة» أكثر من 100 مرة في مسرحياته، وقد شرح في هاملت وأوفيليا المعاني الرمزية لكل من زهور الثالوث (البانسية) والروزماري والشمر وزهرة الحوض ونبتة الفيجل وزهرة الربيع وزهرة البنفسج، وفي مسرحية حكاية الشتاء، تمنت الأميرة بأن تمتلك زهرة البنفسج والنرجس والربيع لتصنع باقات لصديقاتها.

كما نشرت فينيسا ديفيتبوف رواية تتركز على لغة الزهور، بينما استخدم كونان دويل الزهور ومعانيها ومستخلصاتها لدعم ذكاء محققه الأشهر هولمز في حل قضاياها الأكثر تعقيدًا، فقد ذكر جون واطسون بعد اللقاء الأول بشيرلوك أنه يعرف عدة مجالات منها السموم المستخرجة من الزهور والنباتات. كما استخدم الزهور ودلالتها في العديد من مؤلفاته، وتتضارب الأقاويل أن دويل قد مات في حديقة منزله حاملًا زهرة.

“قد يهمك: ديكور المنزل

“اقرأ كذلك: مرض الاكتئاب


لغة الزهور في الحضارة المصرية

صورة تحتوي على أجزاء جدارية من المعابد المصرية نقش عليها أزهار اللوتس ومصريين قدماء يحملون الزهور
لغة الزهور في مصر القديمة

استخدم المصريون الزهور منذ 2500 قبل الميلاد، حيث كانوا يضعون الزهور بانتظام في منازلهم، وقد تم استخدام ترتيبات من الزهور أثناء الدفن، وللمواكب، وزينة للمائدة، فكانت الأزهار وفيرة جدًا على طول نهر النيل. كانت زهرة اللوتس ذات أهمية ثقافية، حيث كانت ترمز إلى صعيد مصر بينما كانت ورق البردي رمزًا لمصر الوجه البحري. ترمز زهور اللوتس أيضًا إلى الولادة الجديدة، حيث تغلق في الليلب وتتفتح مرة أخرى خلال النهار. كما ارتبطت الشهور بإله الشمس رع. تمثل الزهور بشكل عام الإلهية، وكانت تُستخدم كقرابين أو تُلبس خلال الاحتفالات الهامة.

كما تم استخدام زهرتي اللوتس والبردي بنسبة كبيرة في جميع المناسبات، حيث عثر عليهما في عدة أشكال على جدران المقابر والمعابد، وأبرزها مقبرة عالم النباتات “نخت” بالبر الغربي بمحافظة الأقصر. كما احتوت بردية هاريس إهداء الملك رمسيس الثالث نحو 2 مليون بوكيه ورد لصالح معبد الإله آمون في معبد الكرنك، مما يدل على أن مصر كانت من الدول الرائدة في زراعة الزهور. كما قدس المصريين الزهور وارتبطت بالمعبود نفرتوم في الديانة المصرية القديمة وهو إله الشفاء والجمال، حيث صُور بهيئة صبي تم تزيين رأسه بزهرة البشنين ورشتين عاليتين.


بعد أن تعرفنا على جزء مختصر من لغة الزهور “The language of flowers” ومعاني الزهور وأهم معلومات حول تطور هذه اللغة، فمن المؤكد أن المعاني والتقاليد المرتبطة بالزهور قد تغيرت بمرور الوقت وعلى على مر العصور والأزمان، وتخصص الثقافات المختلفة أفكارًا مختلفة لنفس النوع، لكن الانبهار بالزهور يستمر على حاله.

 

تابع موقعنا

تعليقات (0)
إغلاق