فيروس نقص المناعة البشرية؛ وأشهر 7 أمراض انتهازية تصيب المرضى بهذا الفيروس

فيروس نقص المناعة البشرية (Immunity deficiency Virus)؛ تم ظهور هذا الفيروس لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1981م، وذلك بعد حدوث عدوى انتهازية للمرضى نتيجة للإصابة بالفيروس، وظهر ذلك لدى الشواذ جنسياً، وأشارت بعدها الدراسات الوبائية إلى إن العدوى تنتقل أثناء الاتصال الجنسي، وعن طريق مخالطة الدم، وأثناء الولادة لأم مصابة، وعرف هذا بالنوع الأول لفيروس الإيدز.

كما تشير الدراسات إلى أن احتمالية إصابة البشر بفيروس نقص المناعة البشرية، راجع لاصطياد البشر لنوع من الشمبانزي (القرود) التي كانت في وسط إفريقيا، والتي قد تم اصطيادها بغرض الحصول على لحومها، فانتقل الفيروس نتيجة التلامس بين البشر وبين دماء الشمبانزي المصابة، أي أن المرض قفز من الشمبانزي إلى البشر وذلك في أواخر القرن التاسع عشر، وعرف هذا على أنه النوع الثاني من فيروس الإيدز. في هذا المقال سوف نتعرف على أهم المعلومات حول هذا الفيروس وأشهر 7 أمراض انتهازية تصيب المرضى بهذا الفيروس.

ما هو فيروس نقص المناعة البشرية؟

هو عبارة عن جرثومة تقوم بمهاجمة أنواعاً محددة من خلايا الدم البيضاء الموجودة في دم الإنسان، حيث يهاجم الفيروس جهاز المناعة لدى الشخص المصاب ويقوم بقتل الخلايا المناعية التي تحاربه، ثم يُسبب ضعف قدرته على محاربة الأمراض، ويصبح الشخص عرضة للعديد من البكتيريا والفيروسات والأورام الخبيثة بسبب ضعف المناعة الحاصل لديه. خلايا الدم البيضاء هذه هي خلايا تقوم بالدفاع عن الجسم ضد الميكروبات والفيروسات التي تقوم بمهاجمته، وهذا من ضمن أهمية الدم في جسم الإنسان.

علامات وأعراض فيروس نقص المناعة (فيروس الإيدز)

أعراض الفيروس تشبه أعراض الإنفلونزا، وتظهر لدى بعض الأشخاص في حوالي من ٢ إلى ٤ أسابيع بعد الإصابة، وقد تستمر لعدة أيام أو أسابيع. تشمل أعراض فيروس نقص المناعة ما يلي:

• الحمى.
• قشعريرة.
• تعرق ليلي.
• إعياء.
• التهاب الحلق.
• آلام العضلات.
• تضخم الغدد الليمفاوية.
• قرحة الفم.

لكن لا تعني وجود هذه العلامات ضرورة الإصابة بالفيروس، فقد تتشابه هذه الأعراض مع أعراض أمراض أخرى، ثم أن بعض الأشخاص المصابة قد لا تظهر عليهم الأعراض من الأساس، ويعتبر إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية (فيروس الإيدز) هو الطريقة الوحيدة للتأكد من الإصابة بالمرض.

“اقرأ أيضاً: ما هو النقرس“

ما هي المراحل التي يمر بها فيروس نقص المناعة البشرية؟

بعد معرفة أعراض فيروس نقص المناعة، يجب العلم أن الأشخاص المصابون بالفيروس والذين لا يتلقون العلاج يمرون عادةً بثلاث مراحل مختلفة:

• المرحلة الأولى (العدوى الحادة من فيروس نقص المناعة البشرية):

تتمثل الاستجابة الطبيعية للعدوى في إصابة المرضى بأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، لكن قد لا تظهر هذه الأعراض على الفور لدى بعض الأشخاص، وقد لا تظهر على الإطلاق. إن العدوى الحادة من الفيروس أو الناس الذين لديهم كميات كبيرة من الفيروس في دمائهم، هم الأكثر خطراً ومعديين جداً. لذلك اطلب الرعاية الطبية إذا كنت تعتقد أنك مصاب بالفيروس، وقم بطلب اختباراً في الدم لتشخيص العدوى الحادة.

• المرحلة الثانية (العدوى المزمنة من فيروس نقص المناعة البشرية):

تسمى هذه المرحلة أيضاً بمرحلة الإصابة بدون أعراض أو الكمون (الثبوت) السريري، وفي حالة عدم أخذ المريض للدواء الخاص بالفيروس، تستمر هذه الفترة عقوداً طويلة وفي هذه المرحلة ما يزال الفيروس نشطاً ولكنه يتكاثر بمعدلات منخفضة جداً، ويمكن للأشخاص المصابة نقل العدوى خلال هذه الفترة.

في نهاية المرحلة، تزداد كمية الفيروس في الدم (يعرف بالحمل الفيروسي)، عندها قد تظهر على المريض الأعراض نتيجة زيادة مستويات الفيروس وتبدأ بعدها المرحلة الثالثة، لكن قد لا يدخل المرضى الذين يتناولون أدوية فيروس نقص المناعة البشرية إلى المرحلة الثالثة أبداً.

• المرحلة الثالثة (متلازمة نقص المناعة المكتسبة):

تعد مرحلة متلازمة نقص المناعة المكتسبة أشد مراحل الإصابة بالفيروس، حيث يعاني المرضى المصابون بمرض الإيدز من تلف في جهاز المناعة لديهم، هذا التلف شديد لدرجة أنهم يصابون بالعديد من الأمراض المناعية الأخرى، والتي تسمى بالعدوى الانتهازية. يقال على المرضى المصابون بمرض فيروس نقص المناعة البشرية، أنهم مصابون بالإيدز عندما تنخفض ​​عدد الخلايا الليمفاوية (CD4) في الدم عن 200 خلية/مم، أو إذا أصيب جهاز المناعة لديهم بعدوى انتهازية أخرى.

في هذه المرحلة يكون المصابون بالفيروس معديين للغاية، نتيجة تمكن الفيروس من الجهاز المناعي وتكاثره بصورة سريعة جداً. يعيش المصابون بمرض الإيدز، الذين لا يأخذون العلاج عادةً لمدة أقصر من المرضى الذين يتلقون العلاج باستمرار.

“تعرف على: مرض كرون“

المصادر التي تتسبب في نقل أو عدم نقل فيروس نقص المناعة البشرية

تشمل المصادر المتسببة في نقل أو عدم نقل هذا الفيروس ما يلي:

أولاً المصادر الناقلة لـ Immunity deficiency Virus

تشمل هذه المصادر الناقلة:

1. الاتصال الجنسي المباشر بأحد المرضى.
2. المشاركة في استخدام أدوات العناية الشخصية.
3. الوخز بالإبر عن طريق الخطأ لدى العاملين بمجال الرعاية الصحية.
4. الوشم (Tattoo) باستخدام أدوات غير معقمة ونظيفة.
5. الانتقال من الأم المصابة إلى الطفل أثناء الولادة أو نتيجة الرضاعة الطبيعية.

ثانياً المصادر الغير ناقلة للفيروس

فيما يخص المصادر الغير ناقلة للفيروس، فسوف نجد أنها التالي:

1. الهواء.
2. الطعام والشراب.
3. مياه البحار.
4. الحشرات والحيوانات الأليفة.
5. مشاركة المرحاض.
6. الدموع.
7. العرق.
8. اللعاب.

“شاهد كذلك: فيروس ماربورغ“

علاج فيروس نقص المناعة البشرية (علاج الإيدز)

يعد دواء فيروس نقص المناعة البشرية غير فعال في علاج المرض، ولكنه يقلل من تطوره فلا يوجد علاج حتى الآن يساعد في التخلص من الفيروس نهائياً، ويؤدي عدم تناول الدواء والمحافظة عليه باستمرار إلى الدخول في مرحلة متلازمة نقص المناعة المكتسبة، وقد تم توفير عدد من الأدوية المضادة للفيروسات، لكي تستخدم في مرحلة العلاج وتنقسم هذه الأدوية إلى ثلاث فئات:

1. مثبطات النسخ العكسي للنيوكليوتيد.
2. مثبطات النسخ العكسي غير النيوكليوتيدية.
3. مثبطات الأنزيم البروتيني.

كيفية التعايش مع فيروس نقص المناعة البشرية؟

إذا كان الشخص مصاباً بفيروس الإيدز، فعليه اتباع بعض التعليمات للتقليل من خطورة المرض، التي قد تصل في بعض الحالات إلى الوفاة. تتمثل هذه التعليمات في:

• تناول الأدوية المضادة للفيروسات.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
• تناول نظامًا غذائيًا صحيًا.
• الامتناع عن التدخين.
• أخذ اللقاحات الخاصة بالإنفلونزا الموسمية، وذلك لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض عديدة أخرى.

“قد يهمك: أفضل 10 مشروبات لحرق الدهون“

الاختبارات المعملية اللازمة لتشخيص الفيروس

فيما يخص الاختبارات المعملية اللازمة لتشخيص فيروس نقص المناعة البشرية (تحاليل فيروس الإيدز) فهي التالي:

أولاً: يتم الكشف عن الأجسام المضادة للفيروس

يُعد التشخيص المبكر للفيروس أمر بالغ الأهمية، حيث يساعد الفحص المبكر على منع تطور الفيروس، واتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من انتشار المرض، وتتم مرحلة الكشف عن الأجسام المضادة من خلال خطوتين هما:

• اختبار الفحص الأولي (اختبار ELISA):

هو اختبار لرصد البروتينات والأجسام المضادة للجسم، ويُعرف بالمقايسة الامتصاصية المناعية للإنزيم المرتبط، وهو يستخدم للكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية حيث إذا كانت نتيجة التحليل إيجابية (فعادة يتم إجراء اختبار لطخة ويسترن للتأكد من تشخيص الفيروس)، وإذا كانت سلبية يعني ذلك (عدم وجود الفيروس)، لكن إذا كنت تشك أنك إيجابي فعليك إعادة الاختبار في غضون من شهر إلى ثلاثة أشهر، وذلك لأن الأجسام المضادة لا يتم إنتاجها فور الإصابة.

• اختبار فحص الأجسام المضادة للنوعين (الأجسام المضادة لـ HIV-1 و HIV-2):

هي عبارة عن تحاليل في صورة كروت للكشف عن الأنواع المختلفة للفيروس، فإذا كانت النتيجة إيجابية يمكن إجراء فحوصات الحمل الفيروسي (HIV RNA PCR) للتأكد من وجود الفيروس، لكنها تكون مخصصة فقط لـ HIV-1 (النوع الأول من المرض).

ثانياً/ اختبارات أخرى

تشمل هذه الاختبارات ما يلي:

• اختبار المستضد من الجيل الرابع (p24):

يمكن استخدامه في تشخيص الفيروس في وقت أبكر من الاختبارات السابقة.

• اختبار المقاومة الفيروسية الأساسية (النمط الجيني):

يوصى بإجراء هذا التحليل لجميع المرضى المصابون حديثاً بفيروس نقص المناعة البشرية، ليتم اختيار العلاج المناسب من مضاد الفيروسات.

• قياس عدد الخلايا الليمفاوية التائية (CD4) والحمل الفيروسي (HIV RNA PCR):

يجب قياس عدد هذه الخلايا في جميع المرضى، حيث معرفة عددها يوضح الحالة المناعية للجسم، كما يوضح تفاعل البلمرة المتسلسل للفيروس (المعروف بالحمل الفيروسي) تطور المرض.

“قد يفيدك: الأطعمة المضرة بالقلب“

أشهر أمراض انتهازية للمرضى المصابين بهذا الفيروس

تم إجراء العديد من الدراسات في كوريا والدول الأخرى، والتي توصلت إلى وجود عدد من الأمراض التي يصاب بها مرضى الإيدز أو يكونوا هم الأكثر عرضة لهذه الأمراض، ومنها أمراض نادرة الحدوث ومنها ما يحدث بشكل كبير جداً، مرتبة من الأكثر شيوعاً وانتشاراً إلى الأقل كالتالي:

1. داء المبيضات.
2. عدوى السل المتفطرة.
3. الالتهاب الرئوي (المتكيسات الرئوية).
4. عدوى الفيروس المضخم للخلايا.
5. الهربس.
6. داء المقوسات.
7. الأورام الخبيثة؛ مثل سرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان عنق الرحم، وساركوما كابوزي.

كما يمكن الإصابة بالتهاب الكبدي الوبائي (فيروس سي)، والعديد من الفيروسات والأمراض الأخرى التي تهدد حياة هؤلاء المرضى.

“اطلع على: التهاب الدماغ“

الأسئلة الشائعة

في التالي أهم الأسئلة التي تخص فيروس نقص المناعة البشرية:

في الختام، يعتبر فيروس نقص المناعة البشرية “Immunity deficiency Virus” من الأمراض الخطيرة التي تضعف جهاز المناعة، لذلك احرص على إجراء التحاليل الطبية الخاصة بالفيروس بشكل مستمر، فالتشخيص المبكر نصف العلاج. كما يجب على القائمين على رعاية المريض سواء من الأهل أو الطاقم الطبي اتباع طرق الوقاية المتاحة للمنع من إصابتهم بهذا المرض الفتاك.