التهاب الدماغ؛ ومدى خطورته على الأطفال والرضع

التهاب الدماغ؛ ومدى خطورته على الأطفال والرضع

التهاب الدماغ؛ هناك العديد من الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان، والتي تتطلب سرعة التعامل معها للحفاظ على حياة الإنسان، ويعد التهاب الدماغ من تلك الأمراض التي تهدد حياة الإنسان رغم ندرة حدوثه، لذلك فهو يتطلب العلاج العاجل بالمستشفى لتجنب حدوث أي مضاعفات للمريض. هنا في هذا المقال سوف نتعرف على أهم المعلومات حول هذا المرض ومدى خطورته على الأطفال والرضع. تعرف معنا هنا على 5 أعراض تصاحب الإصابة بهذا المرض


ما هو التهاب الدماغ؟

هذا المرض هو التهاب حاد أو تورم في خلايا الدماغ، يحدث عادة بسبب عدوى فيروسية أو مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة الدماغ عن طريق الخطأ. تعد العدوى الفيروسية هي السبب الأكثر شيوعا لحدوث هذا المرض، حيث يحدث الالتهاب أثناء محاولة الجسم محاربة الفيروس. يبدأ هذا المرض عادة بحمى وصداع، وسرعان ما تتحول الأعراض للأسوأ حيث يحدث تشنجات، ودوخة، وفقدان للوعى، وغيبوبة.


أسباب التهاب الدماغ

ترمز الصورة إلى أحد أسباب الإصابة بالتهاب الدماغ
العوامل التي تحدد أسباب الإصابة بالتهاب الدماغ

يحدث التهاب الدماغ نتيجة العدوى المباشرة للدماغ عن طريق فيروس، أو بكتيريا، أو فطر، وأيضا عندما يستجيب الجهاز المناعي لعدوى سابقة ويهاجم الجهاز المناعي أنسجة الدماغ عن طريق الخطأ.

يوجد نوعان من هذا التهاب وهما:

  • النوع الأول التهاب الدماغ الأولي:

تحدث هذه الحالة عندما يصيب الفيروس أو أي عامل آخر الدماغ بشكل مباشر. ترتكز العدوى في مكان واحد أو تنتشر في عدة أماكن بالدماغ، وقد تحدث العدوى الأولية بسبب إعادة تنشيط الفيروس الذي كان خاملا بعد مرض سابق. يوجد ثلاثة فئات من الفيروسات المسببة للعدوى الأولية:

    • فيروسات شائعة وتتضمن فيروس الهربس البسيط، وفيروس إبشتاين بار.
    • فيروسات الطفولة وتتضمن الحصبة والنكاف.
    • فيروسات أربوفيروس والتي تنتشر عن طريق البعوض والقراد وغيرها من الحشرات.
  • النوع الثاني التهاب الدماغ الثانوي:

تحدث هذه الحالة نتيجة رد فعل خاطئ من الجهاز المناعي لعدوى في أماكن أخرى من الجسم، فبدلاً من مهاجمة الخلايا المسببة للعدوى فقط، يهاجم الجهاز المناعي الخلايا الصحية في الدماغ عن طريق الخطأ. يحدث الالتهاب الثانوي بعد حوالي 2 إلى 3 أسابيع من العدوى الأولية.

“اقرأ أيضا: بذور الشيا


أعراض التهاب الدماغ

ترمز الصورة إلى طفلة تعاني من أعراض الإصابة بالتهاب المفاصل
ما هي أعراض الإصابة بالتهاب الدماغ؟

معظم الأشخاص الذين يعانون من التهاب الدماغ الفيروسي لديهم أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا:

  • الصداع.
  • الحمى.
  • أوجاع بالمفاصل والعضلات.
  • تصلب الرقبة.
  • تعب أو ضعف.

قد تكون الأعراض خطيرة في بعض الأحيان وتتضمن:

  • تشنجات.
  • ارتباك، وهياج، وهلوسة.
  • فقدان الإحساس وعدم القدرة على تحريك مناطق معينة من الوجه أو الجسم.
  • ضعف العضلات.
  • مشاكل بالنطق أو السمع.
  • فقدان الوعي (وتتضمن الغيبوبة).
  • زيادة الحساسية للضوء أو ما يُعرف برهاب الضوء.

في الرضع والأطفال الصغار قد تتضمن الأعراض ما يلي:

  • انتفاخ في البقع اللينة (اليافوخ) من جمجمة الرضيع.
  • غثيان وقئ.
  • تصلب الجسم.
  • التغذية السيئة أو عدم الاستيقاظ من أجل الرضاعة.
  • التهيج.
  • البكاء المستمر بلا توقف.

“اقرأ أيضا: ما حمى البحر المتوسط


هل التهاب الدماغ خطير؟

يعد هذا المرض من الأمراض الخطيرة والمهددة للحياة بالرغم من نُدرة حدوثه، وقد يتطلب تلقي العلاج بالمستشفى، وتختلف الإصابة وفقا لعدة عوامل وهي عمر المريض، وسبب حدوث العدوى، وشدة المرض، كذلك الوقت منذ حدوث العدوى إلى تلقي العلاج، وقد تكتمل عملية الشفاء في الحالات البسيطة خلال أسابيع قليلة دون حدوث أي مضاعفات على المدى البعيد.

أما في الحالات الأكثر شدة فقد تستمر المضاعفات لعدة أشهر وربما تصاحب المريض بشكل دائم، ومن هذه المضاعفات ما يلي:

  • الشعور بالتعب المستمر.
  • تغيرات في الشخصية مثل تقلبات المزاج، ونوبات الإحباط والغضب والقلق.
  • الصرع.
  • مشاكل بالذاكرة.
  • شلل.
  • عيوب بالسمع أو الرؤية.
  • الضعف وحدوث خلل بالتنسيق العضلي.
  • فقدان القدرة على الكلام.
قد ينتج عنه أيضا دخول المريض بغيبوبة، وحدوث الوفاة.

تشخيص التهاب الدماغ

يعتمد الطبيب في تشخيص المرض على الفحوصات البدنية والتاريخ الطبي للحالة. إليك بعض الفحوصات التي يقوم بها الطبيب:

  • التصوير بالأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي لتحديد ما إذا كانت التغيرات في بنية الدماغ ناتجة عن الإصابة بالتهاب الدماغ أو عن عوامل أخرى كالسكتات الدماغية أو وجود ورم بالدماغ.
  • البزل الشوكي لفحص آثار العدوى في الدماغ والحبل الشوكي.
  • الرسم الكهربائي للدماغ(EEG) لمعرفة أي تغيرات في أنشطة الدماغ وكذلك تحديد وجود الصرع.
  • فحوصات الدم والبول لتحديد العامل المسبب للعدوى.

“اقرأ أيضا: أفضل 5 فواكه لعلاج فقر الدم

هل التهاب الدماغ معدي؟

لا يُعد هذا المرض من الأمراض المعدية حيث لا ينتقل من شخص إلى آخر، ولكن الفيروسات المسببة له قد تنتقل من شخص لآخر مسببة له حدوث العدوى.


علاج التهاب الدماغ

يتضح بالصورة شكل من أشكال التطعيمات الخاصة بالتهاب الدماغ
تعرف على طرق علاج التهاب الدماغ

تهدف خطة العلاج إلى معالجة أسباب الإصابة وتخفيف الأعراض، وتتضمن الآتي:

  • كورتيكوستيرويد لتخفيف الالتهاب.
  • مضادات الفيروسات في حالات الالتهاب الفيروسي.
  • المضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية.
  • مضادات الفطريات لعلاج العدوى الناتجة عن الفطريات.
  • المعالجة المناعية.
  • الأدوية اللازمة لعلاج النوبات والتشنجات (Seizure).
  • تبادل البلازما العلاجي.
  • المسكنات لتخفيف الألم.
  • قد يحتاج المريض إلى الأكسجين عن طريق ماسك الأكسجين أو من خلال جهاز التنفس الصناعي لتحسين التنفس.

“اقرأ أيضا: الاستحمام بماء بارد


طرق الوقاية

من المعروف أن أي مرض يمكن الوقاية منه من خلال عدد من الطرق والخطوات، على سبيل المثال: هناك عدد من طرق الوقاية من السرطان وهناك طرق الوقاية من السكري. أفضل الوسائل لتجنب الإصابة بهذا المرض (التهاب الدماغ) هي البعد عن مسببات العدوى وذلك عن طريق:

  • غسل اليدين بانتظام.
  • تلقي التطعيمات الموصى بها للصغار، وكذلك عند السفر إلى أماكن معروفة باحتوائها على البعوض والقراد المسببين للعدوى.
  • ارتداء ملابس واقية من البعوض واستخدام المبيدات الطاردة له.

“اقرأ أيضا: أنواع البشرة الخمسة


علامات الشفاء من التهاب الدماغ

تظهر علامات الشفاء من التهاب الدماغ على الأشخاص المصابين بشكل أسرع خلال وجودهم بالمستشفى، ولكن في الحالات الحادة قد يكون التعافي أبطأ ويمتد لأشهر أو حتى لسنوات. لكي يتم التعافي يُنصح بالراحة التامة والعودة تدريجيا إلى القيام بالمهام المطلوبة، في البداية يحتاج المريض للراحة وتقسيم المهام لتجنب الشعور بالإجهاد والتعب.

كما يُنصح باتباع نظام غذائي صحي حيث إن السلوك والحالة المزاجية يعتمدان بشكل مباشر على ما يتناوله المريض. لذا يجب تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، وشرب كميات وفيرة من الماء، وتجنب المشروبات الكحولية والكافيين، كذلك السكريات والأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة، والأطعمة المالحة. بعض الفيتامينات مثل حمض الفوليك ، وفيتامين(A، B، B1، B6، B12)، والمعادن مثل الماغنسيوم، والحديد، والزنك عناصر مهمة لتحسين وظائف الدماغ، وتوجد في الخضروات، والفواكه، والبقوليات، والأسماك، والدواجن.

كذلك الدعم العاطفي من جانب العائلة والأصدقاء، والاستعانة بأخصائي نفسي، وأخصائي علاج طبيعي، وأخصائي أعصاب جزءاً مهما من التعافي وإعادة التأهيل.

تعرفنا في هذا المقال على مشكلة التهاب الدماغ “encephalitis” الخطيرة، وعرفنا الأسباب المؤدية لهذا المرض، كما تعرفنا على الأعراض التي يسببها التهاب الدماغ للأطفال والرضع كذلك الكبار، وتحدثنا عن التشخيص وطرق علاج التهاب الدماغ، كذلك كيفية الوقاية من التهاب الدماغ. رزقكم الله بالصحة والعافية الدائمة.

 

تابع موقعنا

تعليقات (0)
إغلاق