الانضباط الذاتي؛ كيف تنضبط ذاتياً وتتخلص من التسويف والمماطلة
Self-discipline
الانضباط الذاتي؛ ماذا نقصد بالانضباط الذاتي؟ ولماذا يلجأ الأفراد إلى التسويف والمماطلة؟ وكيف يمكننا التغلب على ذلك؟ تعرف هنا على أهم 7 خطوات للتخلص من التسويف.
الانضباط الذاتي (self discipline)؛ قد تسأل نفسك كيف تنضبط ذاتياً وتتخلص من التسويف والمماطلة؟ الانضباط الذاتي هو من أهم العادات التي يتميز بها جميع الناجحين بلا استثناء وهو السبيل الأمثل لتفوقك وتميزك في كل نواحي الحياة. بلا شك هو ليس سهلاً ولا يمكن الوصول إليه بسرعة ولكن يحتاج إلى صبر وإلى تدريب وممارسة، ولكي تستطيع ضبط نفسك عليك أن تعرف ما هو الانضباط الذاتي، وهذا هو موضوع مقالنا هذا.
قائمة المحتويات
ما هو الانضباط الذاتي
يعرف الانضباط الذاتي بأنه هو القدرة على ضبط النفس وممارسة المهام المطلوبة بشكل منتظم في الوقت المحدد بصرف النظر عن حالتك المزاجية، فكلما قررت فعل شيء تقوم بإنجازه في وقته بدون خلق أعذار غير مبررة أو استخدام الوقت فيما لا يفيد، فأنت هنا على الطريق الصحيح لضبط النفس وصعود أول درجات النجاح، لكن هل تساءلت يوماً لم لا يستطيع أغلب الناس اكتساب تلك الصفة ونميل دائماً إلى تضييع الوقت؟
“اقرأ كذلك: فوائد الجوز للسرطان“
لماذا نميل دائماً إلى تأجيل مهامنا وضياع الوقت فيما لا يفيد؟
يميل دماغ الإنسان إلى الراحة وإهمال المهام التي تتطلب مجهود بدني وذهني، فيبدأ بخلق الحجج والأعذار والمماطلة والتسويف لعدم إتمام المهام، وتبقى ساكناً في مكانك تتصفح السوشيال ميديا Social media أو تنام لفترات طويلة بأي سبب أو تشاهد التلفاز، فتتراكم المهام عليك فتشعر بالاكتئاب وفقدان القيمة لعدم الإنجاز، فيزداد الأمر سوء فتزيد من تصفح السوشيال ميديا أو النوم لفترات طويلة وضياع الوقت فتدخل في ما يدعي بالتسويف أو المماطلة وتتساءل كيف أتخلص من التسويف؟!
“قد يهمك: الوسواس القهري“
ما هي مشكلة التسويف والمماطلة ولماذا نعدها مشكلة؟
هناك مقولة شهيرة تقول دائما “إذا استطعت أن تسيطر على نفسك فالعالم سيتغير من حولك” مشكلة التسويف تكمن في قدرة دماغك على إقناعك أن هناك دائما وقت لكل شيء (نضيع وقت دلوقتي ونشتغل بعدين)، وتستمر على هذا الحال بدون أي تقدم، ومن الناس من يبقى على هذا الحال ولا يفيق إلا في آخر عمره ويقول “ليت الشباب يعود يوماً).
لقد حذر السابقون من التسويف، ومن ذلك قول الحسن البصري: “إياك والتسويف بأملك، فإنك بيومك ولست بما بعده، فإن يكن غد لك فكن في الغد كما كُنت في اليوم، وإن لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم”. من الكتب الهامة في موضوع مقالنا كتاب الانضباط الذاتي pdf عبد الكريم بكار، حيث سلط هذا الكتاب الضوء على التراث الغني لأمة الإسلام من حيث التنظيم الذاتي، ويؤكد على أهميته في الوصول إلى العظمة.
يجب أن تعلم أن التسويف هو وجهة للضياع والبعد عن أي رفعه في المقام سواء في الدنيا أو عند الله؛ فالتسويف يأخذك دائما للراحة اللحظية التي لا تلبث أن تنتهي بمجرد تذكرك لما أهملته، أو رؤية جميع من حولك قد سبقوك علماً وعملاً وأنت جالس على سريرك ممسكًا بهاتفك تتصفح ما لا يفيد أو جالس مشاهداً لأحد المسلسلات الفارغة المعنى تقضي بها وقتك وتبقى هكذا إلى ما شاء الله، ولكن الجيد أنك تستطيع التغلب على التسويف بعدة طرق سهلة لا تحتاج منك سوى الإرادة والصبر وسوف يتبدل حالك إلي ما تتمناه بإذن الله تعالى والآن لنرى ما هي تلك الخطوات.
“اقرأ عن: اضطراب ما بعد الصدمة، واقرأ عن: أفضل 10 أطعمة وقت الدورة“
كيف تتخلص من التسويف والمماطلة؟
كما ذكرنا سابقاً فالتسويف هو إيحاء من دماغك بأن هناك دائماً وقت لكل شيء وذلك أول خطوات التسويف؛ لذا يجب أن تغير هذا الإيحاء وهذه القناعة (Mind Set) بأن تقاوم محاولات الراحة التي يحاول عقلك إيقاعك فيها، وتذكر السعادة الحقيقية التي ستشعر بها عند إنهاء مهامك ورؤية نفسك تتطور للأفضل يوماً بعد يوم (ابدأ والنهاية في ذهنك)، فبمجرد إقناع عقلك بهذا التفكير فهو لن يقاوم هذا الشعور وسيبدأ فورا بمساعدتك على الإنجاز.
“اقرأ كذلك: قوانين القوة 48، واقرأ كذلك: seasonal depression“
طرق التخلص من التسويف واكتساب الانضباط الذاتي
أول ما عليك فعله هو التحلي بالشجاعة واتخاذ قرار واعي بالتخلي عن المتعة المؤقتة من أجل السعادة الدائمة التي ستحصل عليها من خلال الإنجاز. بالمناسبة متعة الإنجاز هي أكبر بكثير من متعة السوشيال ميديا أو مشاهدة التلفاز ولن يعرف ذلك إلا من ذاقها فعلا، وتخيل ما سوف تحصل عليه بسبب هذا الانضباط. تتمثل أهم 7 خطوات للتخلص من المماطلة والتسويف في التالي:
- التخطيط مع تحديد الأهداف وكتابتها يوميا:
تحديد الأهداف سوف يساعدك على إنجاز المهام بشكل كبير ويقلل من فرص ضياع الوقت، ولكن عليك أولا كتابة أهداف قليلة وسريعة الإنجاز في البداية حتى تبدأ في التعود تدريجيا على إنجاز المهام.
- اختيار عادة واحدة أولا والالتزام بها:
من الأفضل اختيار عادة سهلة ولها تأثير حقيقي مثل الاستيقاظ مبكراً، وتحاول الاستمرار عليها وبالتبعية سوف تستطيع السيطرة على باقي العادات تباعاً.
- التحلي بالإصرار أحد طرق كيف أضبط ذاتي:
إذا سقط منك يوم بلا هدف لا مشكلة، ولكن لا تدع ذلك يتكرر كثيراً وحاول الالتزام في الأيام التي تليه.
- ممارسة الرياضة من طرق الحصول على الإنضباط الذاتي:
تساعد الرياضة على زيادة النشاط والتخلص من الكسل وبالتالي يقل التسويف بشكل كبير.
- التفكير الصحيح أحد طرق تنمية الانضباط الذاتي:
أحد الأساسيات في كتاب الانضباط الذاتي أنه يجب عليك دائما التوقف عن التفكير في السلبيات التي من الممكن أن تسبب لك الإحباط، وبالتالي يزيد الكسل وتقل الإنتاجية، دائما زاحم أفكارك بالنتائج الإيجابية وترفع عن صغائر الأمور. الانضباط الذاتي هو أحد مميزات الشخص الذي ارتقى تفكيره عن التفاهات.
- لا تنتظر الوقت المناسب لتبدأ أمر هام للانضباط الذاتي:
عند عمل بحث عن الانضباط الذاتي يجب عليك أن لا تنتظر الوقت المناسب لتبدأ، ولكن ابدأ الآن بصرف النظر عن ما تمر به، فعليك أن تبدأ وبمجرد البداية وتمكنك من السيطرة على نفسك، سوف يتغير ما حولك وهذا وعد من الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى في القرآن العظيم: “إِن اللّهَ لاَ يُغَيرُ مَا بِقَوم حَتى يُغيروا مَا بِأَنفُسهِم“.
- لكي تتقن كيف أضبط ذاتي تعلم كيف تقول لا:
تعلم كيف تقول لا لكل ما هو غير مناسب بالنسبة لك، أو لكل ما سوف يتعارض مع ما خططت له إن كان أقل في الأهمية.
- البعد عن التوتر والقلق أحد مبادئ للانضباط الذاتي:
من طرق تحقيق الانضباط الذاتي حاول قدر الإمكان البعد عن أي مصدر يسبب لك التوتر فهو من مسببات الاكتئاب مما يؤدي إلى التسويف.
“اقرأ أيضًا كيف تسيطر على التوتر“
الأسئلة الشائعة حول مفهوم الانضباط
في التالي نتعرف على بعض أهم الأسئلة الشائعة التي تخص موضوع مقالنا، وهي:
لماذا الانضباط الذاتي صعب؟
اجمل ما قيل عن الانضباط؟
مفهوم الانضباط الذاتي هو السمة التي تميز الشخص الناجح، فالانضباط والتخلص من المماطلة والتسويف هما من أهم الأولويات التي يجب أن تركز عليها أولًا وبعد ذلك تأتي باقي العادات، وقد تعرفنا في هذا المقال على ما هو تعريف الانضباط الذاتي وعلى عدة طرق بسيطة لاكتساب الانضباط self discipline، وتعمدت البعد عن الطرق المعقدة أو التي ستطلب مجهوداً كبيرا. الآن خذ قرارًا نهائيًا وابدأ التنفيذ من الآن، واستمر في السعي مهما كانت المعوقات حولك، وستحصد ثمار سعيك الآن أو لاحقاً. المهم أنك سوف تفوز في النهاية برضا الله؛ لأنه يحب السعي وبرضا عن نفسك، وفي النهاية تقوم بحصاد نتيجة سعيك.