الأنواع الثلاثة من دهون البطن: كيفية التعامل مع كل نوع منها
The Three Types of Belly Fat: How to Deal with Each One
تعرف على الأنواع الثلاثة من دهون البطن، وكيفية التعامل مع كل نوع منها، اكتشف طريقة التخلص من البطن المترهل، وطريقة التعامل مع البطن المنتفخ والكرش السفلي

أريد في هذه المقالة أن أتحدث عن الأنواع الثلاثة من دهون البطن. حسنًا، إذا نظرت حولك وراقبت الناس، ستجد أن الكثيرين لديهم دهون في منطقة البطن. لكن اليوم، سنقوم بالتفريق بين ثلاثة أنواع مختلفة من دهون البطن، حيث أن كل نوع منها يمثل مشكلة مختلفة. لقد كتب أحد الأطباء المتخصصين كتابًا عن هذا الموضوع وتحدث فيه عن أربعة أنواع مختلفة من دهون البطن، لكن اليوم في هذه المقالة، سنجمع بين اثنين من هذه الأنواع في نوع واحد ونتحدث عن الأسباب الفعلية الكامنة وراء ذلك، لأن هذا النوع من البطن له الشكل نفسه، لكنه ناتج عن سببين مختلفين.
قائمة المحتويات
الأنواع الثلاثة من دهون البطن
إذن، لدينا النوع الأول وهو البطن المترهل. هذا النوع من دهون البطن يكون سببه إما ارتفاع نسبة الإنسولين في الجسم أو زيادة في هرمون الكورتيزول. الكورتيزول هو هرمون التوتر. النوع الثاني من البطن هو البطن المنتفخ أو البارز، والذي غالبًا ما تراه عند الرجل الذي يرتدي “سبيدو” على الشاطئ، حيث يكون نحيفًا لكن لديه بطن بارز يشبه بطن المرأة الحامل أو كرة السلة. هذا الانتفاخ ليس بسبب الدهون، بل هو نتيجة لمشكلة في الكبد. عندما يكون الكبد متضررًا بشدة، يبدأ في تسريب السوائل إلى تجويف البطن، مما يؤدي إلى تكوّن كيس ممتلئ بالسوائل. إذا قمت بالضغط على جزء من البطن، فستلاحظ وجود تموج بسيط أو تأثير ارتدادي. هذا هو النوع الثاني من البطن.
أما النوع الثالث من البطن، فهو الكرش السفلي، والذي يكون أكثر شيوعًا لدى النساء ولكنه يظهر أيضًا لدى الرجال. هذا النوع من الدهون يسمى الدهون تحت الجلد، وهو ليس بالضرورة دهونًا حول الأعضاء الداخلية، بل هو دهون سطحية فقط. في كثير من الأحيان، يكون سبب هذا النوع من الدهون هو ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين.
البطن المترهل أحد الأنواع الثلاثة من دهون البطن
حسنًا، دعونا نتحدث أولًا عن البطن المترهل. هذا النوع يسمى الدهون الحشوية. الدهون الحشوية هي عبارة عن الدهون المتراكمة التي تتسرب من الكبد. عندما يمتلئ الكبد بالسوائل، ولا يجد مكانًا آخر لتخزينها، يبدأ في تسريب الدهون حول الأعضاء الداخلية مثل الأمعاء، القلب، البنكرياس، وأحيانًا داخل الأعضاء نفسها. هذا النوع من الدهون يُعتبر أكثر خطورة لأنه يعيق عمل بعض الأعضاء، وخاصة البنكرياس، كما أنه يطلق مواد تزيد من مستوى الالتهاب في الجسم، مما يؤدي إلى مشكلات في القلب، مقاومة الإنسولين، ومشكلات في أعضاء أخرى.
عادة ما يكون سبب هذا النوع من البطن هو ارتفاع نسبة الإنسولين، والذي ينتج عن تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات. نعم، أعلم أنك قد تكون متفاجئًا، لكن تناول كميات زائدة من الكربوهيدرات يزيد من مستوى الإنسولين في الجسم، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في منطقة البطن.
الآن، فقط لأن شخصًا ما لا يبدو عليه أنه يعاني من دهون البطن، فهذا لا يعني أنه لا يعاني من الدهون الحشوية. هناك مصطلح يسمى TOFI، وهو اختصار لعبارة “نحيف من الخارج، ولكنه دهني من الداخل” (Thin on the Outside, Fat on the Inside). بمعنى أن الشخص قد يبدو نحيفًا لكنه يحمل دهونًا حشوية خطيرة داخل جسمه، وأردت فقط توضيح هذه النقطة.
الآن أود أن أتحدث عن الكورتيزول للحظة. الكورتيزول هو هرمون التوتر، وما يفعله هو أنه يزيد من مستوى الإنسولين بشكل غير مباشر. فعندما يكون لديك بطن مترهل، فإن السبب في ذلك هو ارتفاع الإنسولين، والذي قد يكون ناتجًا إما عن تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات أو عن الإجهاد الناتج عن ارتفاع الكورتيزول. وذلك لأن الكورتيزول يزيد من إنتاج الجلوكوز من مصادر غير كربوهيدراتية، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الإنسولين وتراكم الدهون في البطن.
بمعنى آخر، سيأخذ جسمك البروتين والدهون ويحولها إلى جلوكوز، مما يؤدي إلى تحفيز الإنسولين. لذا، عندما تمر بفترة من التوتر، سيرتفع مستوى السكر في الدم لديك من مصادر أخرى غير الكربوهيدرات. بمعنى أن التوتر والسكر لهما التأثير نفسه، حيث يؤديان إلى دهون البطن والعديد من المشكلات الأخرى. المصطلح العلمي لهذه العملية هو تكوين السكر الجديد (Gluconeogenesis)، أي إنشاء السكر من مصادر غير كربوهيدراتية.
“قد يهمك: شد البطن في أسرع وقت“
التخلص من البطن المترهل
الآن، فيما يتعلق بالتخلص من هذا النوع من البطن، هل تعتقد أن التمارين الرياضية ستكون العامل الأساسي للتركيز عليه؟ الجواب هو لا. النظام الغذائي هو الأساس. لن ترى نتائج كبيرة من التمارين الرياضية. لماذا؟ لأن التمارين لا تقلل من الإنسولين بشكل كبير. النتيجة الأكبر ستأتي من تقليل الكربوهيدرات في نظامك الغذائي. بالطبع، التمارين تساعد في تقليل التوتر، لكنها ليست العامل الأساسي هنا.
إذا كان التوتر هو مشكلتك الرئيسية، فهناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها. في موقع الأفضل العديد من المقالات عن كيف تسيطر على التوتر، وعن نصائح التخلص من الضغط النفسي والتوتر، لأن الكثير من الناس يعانون من التوتر، ولدي نصائح رائعة حول كيفية التعامل معه. لكن كملحوظة جانبية، ربما يكون أكبر مصدر للتوتر في حياتنا هو الآخرون. بعض أنماط الشخصيات يمكن أن تضع الشخص تحت ضغط مستمر، وإذا لم يتعامل معهم بشكل صحيح، فسيكون من الصعب التخلص من دهون البطن. نقطة أخرى مهمة هي النوم. إذا تمكنت من تحسين نومك، فستتمكن بشكل كبير من تحسين استجابتك للتوتر.
البطن المنتفخ
دعونا ننتقل الآن إلى البطن المنتفخ. هذا النوع من البطن ناتج عن مشكلة في الكبد، وعادةً ما يكون بسبب تشمع الكبد، وهو مرحلة متقدمة من أمراض الكبد. والمشكلة أن هذه الحالة تستغرق وقتًا طويلًا في التطور، وعندما يبدأ الجسم في إنتاج السوائل في البطن، فهذا يعني أن الكبد قد تعرض لضرر شديد، وفرصة عكس هذه الحالة ضئيلة ما لم يتم اكتشافها في مرحلة مبكرة جدًا وإجراء تغييرات جذرية في نمط الحياة.
المستقبل لا يبدو مشرقًا بالنسبة لهذا النوع من الأجسام. فكر في الأمر: لديك كبد غير قادر على أداء وظيفته لدرجة أنه يسرب السوائل إلى كيس حول بطنك، وتحتاج إلى الذهاب إلى المستشفى كل 14 يومًا لسحب هذه السوائل. إنها وضعية سيئة جدًا.
التعامل مع البطن المنتفخ – مشكلة الاستسقاء
الآن، إذا كنت في هذا الوضع، وقدم لي شخص ما نصيحة، فسأتبعها بشكل كامل وأبدأ في تغيير نمط حياتي بنسبة 100٪. لكن الأمر يعتمد على الشخص ومدى انضباطه في الالتزام بالتغييرات. للأسف، العديد من الحالات التي تعاني من الاستسقاء (تجمع السوائل في البطن) تكون مرتبطة بإدمان الكحول، وغالبًا ما يكون من الصعب جدًا على هؤلاء الأشخاص الإقلاع عن الشرب. لكن أول شيء يجب فعله هو معرفة السبب الرئيسي لهذه المشكلة والتوقف عن العادة السيئة التي تؤدي إليها.
أما بالنسبة للمكملات الغذائية المفيدة، فإن فيتامين E (فيتامين ھ)، وخاصة في صورة التوكوترينولات (Tocotrienols)، مفيد جدًا لمرضى تشمع الكبد، لأنه يقلل من التليف (الذي هو عبارة عن نسيج ندبي في الكبد). إذا بدأت في تناول حوالي 300 ملغ من التوكوترينولات مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا، فسيكون ذلك أمرًا ذكيًا جدًا، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تقليل تشكل الأنسجة المتليفة وربما عكس بعضها. أيضًا، يجب التركيز على الأطعمة المفيدة للكبد، لأنها ستلعب دورًا مهمًا في دعم وظائف الكبد ومحاولة تحسين حالته.
الأطعمة التي يجب التركيز عليها هي الخضروات الصليبية، بالإضافة إلى تناول كمية معتدلة إلى منخفضة من البروتين. ليس من الضروري تقليل البروتين بشكل كبير، ولكن يجب تجنب الكميات العالية منه، لأن الكبد المتضرر فقد الكثير من قدرته على استقلاب البروتين. لذا، عندما يتم إرهاق الكبد التالف بكميات كبيرة من البروتين، فإن ذلك لن يساعد الوضع بل قد يزيده سوءًا.
النقطة التالية التي يجب التركيز عليها هي الميكروبيوم، أي البكتيريا النافعة في الأمعاء. هذه البكتيريا تنتج نوعًا ثانويًا من أملاح الصفراء، والتي يمكن أن تخفف الضغط عن الكبد وتساعده بشكل كبير. هناك أيضًا علاج آخر أوصي به إذا كنت أعاني شخصيًا من تشمع الكبد أو مرض كبدي متأخر، وهو TUDCA. هذا النوع من أملاح الصفراء مفيد جدًا للكبد، لذلك أوصي به كحل داعم لمن يعاني من هذه المشكلة المتقدمة. هل التمارين الرياضية مفيدة في هذه الحالة؟ تأثيرها ضئيل جدًا. الأساس هنا هو التركيز على النظام الغذائي وتجنب الأمور التي تزيد من تلف الكبد.
مشكلة الكرش السفلي
حسنًا، الآن لنتحدث عن الدهون السطحية، أو الدهون تحت الجلد، والتي بالمناسبة ليست خطيرة جدًا، والكثير من الأشخاص لديهم هذا النوع من الدهون. في هذه الحالة، التمارين الرياضية مفيدة جدًا، إلى جانب تقليل الكربوهيدرات والصيام المتقطع. مع ذلك، يجب ملاحظة أن التخلص من آخر طبقة من دهون البطن يستغرق وقتًا طويلًا. لكن إذا زادت فترات الصيام وتم اتباع التوصيات التالية، يمكن تسريع هذه العملية.
في كثير من الأحيان، يكون الشخص يعاني من هيمنة الإستروجين (Estrogen Dominance). لذلك، يجب تجنب زيادة الإستروجين، لأن هذا الهرمون يزيد من الدهون السطحية في الجسم، وخاصة في الأرداف والفخذين والوركين. إذن، كيف يمكننا تقليل الإستروجين؟
- تجنب منتجات الصويا.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على مبيدات الآفات، مبيدات الأعشاب، ومبيدات الفطريات.
- تناول الأطعمة العضوية قدر الإمكان.
- تجنب الألبان، لأنها يمكن أن تزيد من الإستروجين بشكل كبير.
- تجنب التعرض للبلاستيك، لأن البلاستيك يدخل في طعامنا. في الواقع، الشخص العادي في الولايات المتحدة يستهلك ما يعادل حجم بطاقة الائتمان من البلاستيك أسبوعيًا!
أغلب الإستروجين في الجسم يأتي في الأساس من هرمون التستوستيرون، حيث يوجد إنزيم معين يسمى أروماتاز (Aromatase)، وهو الذي يحول التستوستيرون إلى إستروجين. عندما يكون هذا الإنزيم مرتفعًا في الجسم، يتم إنتاج كمية زائدة من الإستروجين. لذا، يمكن استخدام مثبطات طبيعية لإنزيم الأروماتاز لتقليل إنتاج الإستروجين.
الآن، خمن ما هي الأطعمة المفيدة لذلك؟ الخضروات الصليبية! وأيضًا هناك مستخلص مركز من هذه الخضروات يسمى DIM، وهو مكمل غذائي مفيد جدًا. أخيرًا، الأوميغا-3 تساعد أيضًا في تثبيط إنزيم الأروماتاز وتقليل إنتاج الإستروجين الزائد.