التوحد؛ مع التعرف على أسبابه وأفضل الطرق المتاحة لعلاجه

التوحد(autism)؛ هو إعاقة في نمو الفرد ناتجة عن اختلافات في دماغه، وغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد من مشاكل في التواصل والتفاعل مع الآخرين وسلوكيات أو اهتمامات مُقيدة أو متكررة. كذلك قد يكون لدى الأشخاص المصابين بالتوحد طُرق مختلفة للتعلم، الحركة أو الانتباه. أيضًا من المهم مُلاحظة أن بعض الأشخاص غير المصابين باضطرابات التوحد قد يعانون أيضًا من بعض هذه الأعراض، ولكن بالنسبة للأشخاص المصابين بالتوحد، يمكن أن تكون هذه السمات بمثابة مصاعب لهم في حياتهم وتعايشهم مع الآخرين. في هذه المقالة سوف نتناول هذه المشكلة وأفضل الطرق المتاحة لعلاجه، وما لا يجب فعله مع المصابين به.

أسباب التوحد Causes of autism

لا توجد أسباب معينة معروف للإصابة به حيث يعد مرضًا معقدًا وتتباين أعراضه وشدته، فمن المحتمل أن يكون هناك العديد من الأسباب له. مثل أن يلعب التكوين الوراثي وكذلك البيئة دورًا فيه كما يلي

• العوامل الوراثية:

يبدو أن عدة جينات مختلفة تدخل في نشأته، وقد يرتبط في بعض الأطفال باضطراب جيني مثل متلازمة ريت أو متلازمة الكروموسوم إكس، وقد تُعزز التغيرات الجينية (الطفرات) خطر الإصابة بهذه الحالة في أطفال آخرين. لكن بالوقت نفسه قد تؤثر جينات غيرها في تطور الدماغ أو طريقة تواصل خلايا الدماغ مع بعضها البعض أو قد تحدد شدة الأعراض، فقد تبدو بعض الطفرات الجينية موروثة، بينما تحدث طفرات أخرى بشكل تلقائي دون أي تدخل جيني.

• العوامل البيئية:

يدرس الباحثون حاليًا ما إذا كانت العوامل، مثل العدوى الفيروسية أو الأدوية أو المضاعفات أثناء الحمل أو ملوثات الهواء تلعب دورًا في التسبب به.

هل توجد علاقة بين التوحد وبين التطعيمات في مرحلة الطفولة؟

من أحد أكبر الخلافات التي قامت من أجلها العديد من الأبحاث لتحديد العلاقة بين التطعيمات التي يأخذها المصاب في فترة طفولته وإصابته بالتوحد، وبالرغم من كثرة الأبحاث المتعلقة بهذه القضية، فإن أيًا منها لم يتمكن من إثبات وجود علاقةٍ بينه وبين أي نوع من التطعيمات الشائعة، بل إن الدراسة الأصلية التي أثارت ذلك الخلاف قبل سنواتٍ تم دحضها نظرًا إلى ضعف حجتها والوسائل الدراسية المستخدمة فيها.

“تعرف على: البكتيريا النافعة“

علاج التوحد في المنزل

قد تكون رعاية الطفل المصاب بالتوحد مكلفة للغاية وخصوصًا عندما لا يقبل بعض أفضل المعالجين التأمين (كما هو الحال غالبًا)، فإذا لم تتمكن من علاج التوحد تحت رعاية أخصائي، سوف نقدم لكم أفضل 6 طرق لعلاجه والتخلص منه يمكن للوالدين توفيرها لأبنائهم في المنزل وخالية من المخاطر وكذلك بدون استثمار الكثير من الوقت أو المال، وتشمل هذه العلاجات:

العلاج باللعب

هو بالضبط ما يبدو عليه التعليم من خلال عملية اللعب، فمن المرجح أن يلعب الأطفال المصابون بالتوحد بمفردهم ويكررون الإجراءات مرارًا وتكرارًا، بالتالي فإن الهدف من العلاج باللعب هو بناء مهارات التفاعل والتواصل الاجتماعي له وعلى المدى الطويل تعزيز قدرة الأطفال على الانخراط في أنشطة جديدة.

يمكن للوالدين والأشقاء المشاركة في العلاج باللعب وذلك بالبدء بالتواصل مع طفلك من خلال ألعاب المطاردة والدغدغة البسيطة أو نفخ الفقاعات أو الأنشطة الحسية مثل التأرجح أو الانزلاق أو التملص عبر أنبوب. مع نمو قدرات طفلك، قد تكون قادرًا على البناء نحو ألعاب تبادل الأدوار ذهابًا وإيابًا أو الألعاب التعاونية.

علاج النطق

قد يعاني بعض الأطفال المصابين بالتوحد من مشاكل في الكلام أو مهارات اللغة. يعد علاج النطق مجالًا معقدًا بعض الشي ومع ذلك هناك جوانب من علاج النطق والتواصل يمكن للوالدين توفيرها، حيث تساعد في تحسين مهارات التحدث وكذلك التواصل غير اللفظي بما في ذلك الإشارات، الإيماءات، الصور أو جهاز التحدث الإلكتروني.

“تعرف على: كيف تسيطر على التوتر“

تحليل السلوك التطبيقي (ABA)

غالبًا ما يُشار إليه على أنه المعيار الذهبي لعلاج التوحد، ومن المرجح أن ذلك يرجع إلى أن المعالجين يضعون أهدافًا محددة جدًا وقابلة للقياس وغالبًا ما ينجحون في مهارات التدريس.

من الممكن أخذ دورات والحصول على شهادة في (ABA) بإجراء تدريب سريع عبر الإنترنت واستخدام تقنيات (ABA) في منزلك، ومن الممكن أيضًا استخدام المفاهيم الأساسية وراء (ABA) في مُختلف الإعدادات وذلك دون أي نوع من التدريب الرسمي، ويرجع ذلك إلى أن الأساسيات الخاصة بهذا المصطلح (ABA) بسيطة للغاية وذلك من خلال اختيار المهارة التي تريد تعليمها.

(على سبيل المثال: تنظيف أسنانك) ومن ثم قسّم المهارة إلى خطوات بسيطة (ابحث عن فرشاة أسنانك، بللها، وما إلى ذلك) وبعدها قم بإظهار الخطوة الأولى لطفلك، وراعى أنك قد تضطر إلى العمل باليد عدة مرات. بمجرد أن تتأكد من أن طفلك يفهم كيفية القيام بالخطوة بنفسه اطلب منه القيام بذلك، فإذا قام بعمل جيد امدحه وكافئه بمكافأة صغيرة، وإذا لم يمتثل اسأله مرة أخرى.

إذا لزم الأمر، كرر التدريب حتى تكون متأكدًا من أن طفلك يربط بوضوح الكلمات التي تستخدمها بالإجراء الذي تطلبه. بمجرد أن ينجح طفلك في الخطوة الأولى، قم بتدريس الخطوة الثانية، وإذا كان طفلك بحاجة إلى دعم لربط الخطوات (التسلسل) معًا، فقدم لهم مساعدة مرئية مثل مخطط يوضح خطوات المهارات التي تقوم بتدريسها.

تقنية Floortime

يشترك هذا المصطلح كثيرًا مع العلاج باللعب، ولكنه مبني على فكرة أن الآباء يجب أن يعملوا على زيادة دوائر التواصل مع طفلهم المصاب بالتوحد، وذلك من خلال استخدام تقنيات Floortime، حيث يشجع الآباء أطفالهم على المشاركة في التفاعل ذهابًا وإيابًا (لفظيًا أو غير لفظي) وهو أمر يمكن أن يمثل تحديًا كبيرًا للأشخاص الموجودين، ويساعد هذا الأطفال المصابين بالتوحد على توسيع مهاراتهم الاجتماعية وتكوين روابط عاطفية.

يتضمن Floortime الانضمام إلى أنشطة الطفل واتباع قيادة الطفل من خلال اللعب والقيام بست جلسات يمكن أن يقودها الآباء والأوصياء وحتى الأشقاء الأكبر سنًا. تدوم حوالي 20 دقيقة أو أكثر ويمكن إجراؤها في أي مكان تقريبًا. يمكن للوالدين معرفة المزيد عن Floortime وتعلم تقنيات Floortime من خلال أخذ دورات عبر الإنترنت أو مشاهدة مقاطع الفيديو أو قراءة الكتب أو العمل مع معالج Floortime.

“تعرف على: اضطراب طيف التوحد“

علاج التفاعل بين الوالدين والطفل (PCIT) للسلوكيات العدوانية

ثبت أن مثل هذه التدخلات بواسطة الوالدين تقلل من الأعراض على المدى الطويل، والأفضل من ذلك كله أن هذه العلاجات يمكن أن تساعد الآباء على الارتباط بأطفالهم مع بناء المهارات أيضًا، وكذلك يمكن للعديد من الآباء البدء في هذه العلاجات عن طريق القراءة أو مشاهدة مقاطع الفيديو أو حضور الدروس عبر الإنترنت أو شخصيًا، وفي بعض الأحيان يفضل الآباء الآخرون العمل مع معالج مدرب حتى يشعروا بالراحة في تولي زمام المبادرة. حتى إذا اختار الآباء العمل مع معالج، فيمكنهم أيضًا تعلم توفير العلاج لأطفالهم بين جلسات العلاج، وبالتالي بناء مهاراتهم الخاصة مع خفض تكلفة العلاج.

تطوير العلاقات (RDI)

هي تقنية علاجية تم تطويرها خصيصًا للآباء مثل Floortime السابقة، وتستخدم النظريات التنموية لمساعدة الآباء في مساعدة أطفالهم المصابين بالتوحد على بناء مهارات التواصل الاجتماعي، حيث يركز هذا النموذج على الأنشطة التي تساعد الطفل على تنمية قدرات التفكير بمرونة والتعامل مع المواقف الاجتماعية.

يشمل هذا تعليمه كيفية التعامل مع التغيير وفهم وجهات النظر المختلفة. على عكس Floortime فإن (RDI) لديها سلسلة محددة من الأهداف والأنشطة وتتطلب أن يعمل الوالدان مع استشاري من أجل البدء، فإذا كنت مهتمًا باستخدام علاج تنموي مع طفلك وتفضل برنامجًا محددًا بوضوح (ولديك المال لتوظيف استشاري للبدء)، فقد يكون (RDI) خيارًا رائعًا لك.

“قد يهمك: الأطعمة الممنوعة لمرضى السكر“

ما الذي لا يجب فعله مع طفل التوحد؟

فيما يلي بعض الأشياء الشائعة التي يجب تجنبها عند التعامل مع طفل التوحد:

• تجنب استخدام العقاب أو القوة الجسدية:

قد لا يفهم الأطفال المصابون بالتوحد عواقب أفعالهم، ويمكن للقوة الجسدية أو العقوبة أن تزيد السلوك وتضر العلاقة.

• وضع الافتراضات:

تجنب افتراض أن الطفل المصاب بالتوحد لا يستطيع الفهم أو التواصل أو أنه لا يشعر بالعواطف.

• تجاهل السلوكيات المتكررة:

غالبًا ما تكون السلوكيات المتكررة وسيلة للأطفال المصابين بالتوحد لتنظيم عواطفهم وإدارة المعلومات الحسية. لذلك تجنب محاولة القضاء على هذه السلوكيات تمامًا، لأنها يمكن أن تؤدي وظيفة مهمة بالنسبة له.

• التوسيم أو الوصم:

الأطفال المصابون بالتوحد هم أفراد فريدون، ومن المهم تجنب وصمهم بناءً على تشخيصهم.

• تجاهل المخاوف الطبية:

قد يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من مشاكل طبية مرتبطة بحالتهم أو حالات مرضية مصاحبة، مثل مشاكل الجهاز الهضمي (Digestive) أو اضطرابات النوم، فيجب معالجة هذه القضايا من قبل مقدم الرعاية الصحية.

• تجاهل الاحتياجات الحسية:

قد يكون لدى الأطفال المصابين بالتوحد احتياجات حسية فريدة، ومن المهم أن تكون على دراية بهذه الاحتياجات وأن توفر وسائل الراحة المناسبة.

• تجاهل تجاربهم ووجهات نظرهم:

قد يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبات في التواصل أو التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، لكن تجاربهم ووجهات نظرهم صحيحة ومهمة.

“تعرف على: الأبراكسيا اللفظية

ما هي علامات الشفاء من التوحد؟

تشمل علامات الشفاء منه التالي:

• تحسين التفاعل الاجتماعي: حيث يبدأ الأطفال في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين وإجراء اتصال بالعينين.
• الحد من فرط الحركة: يتم تقليل أعراض فرط الحركة إلى حد كبير.
• تواصل أفضل: قد يبدأ الأطفال في استخدام الإيماءات أو الكلمات أو أشكال الاتصال الأخرى بشكل أكثر فعالية وثباتًا.
• زيادة الاستقلالية: قد يبدأ الأطفال في أداء المهام والأنشطة الروتينية بدعم أقل من الآخرين.
• انخفاض السلوكيات المتكررة: قد يظهر الأطفال انخفاضًا في السلوكيات المتكررة مثل الخفقان باليد أو غيرها من سلوكيات التحفيز الذاتي.
• تنظيم أفضل للعواطف: قد يُظهر الأطفال تنظيمًا أفضل للعواطف مثل تقليل نوبات الغضب أو الانهيارات.

عرضنا في هذا المقال المفهوم العام للتوحد (autism)، مع التعرف على أسبابه، والأشياء التي لا يجب فعلها مع مصابي التوحد، وعلامات الشفاء من التوحد، وكيفية علاج التوحد في المنزل لغير القادرين على تكاليفه الباهظة، حيث إنه يمثل أحد أكبر مشاكل العصر لذلك يطلقون عليه شبح العصر وكذلك يطلقون عليه وحش الظلام لكثرة ما به من أشياء مجهولة، ولذلك كنا حريصين في هذا المقال على توضيح أكبر قدر ممكن من خباياه.