هل الزبادي هو أفضل طعام على الاطلاق للبكتيريا المفيدة للقولون

قد تظن أن تناول الزبادي هو الوسيلة المثالية للحصول على البروبيوتيك، لكن الحقيقة أن الأمر ليس بهذه البساطة. في الواقع، لا يُعتبر الزبادي أفضل طعام على الاطلاق للبكتيريا المفيدة للقولون، والسؤال هو لماذا؟ لأن معظم البكتيريا النافعة الموجودة فيه تموت بمجرد وصولها إلى المعدة بسبب الحموضة العالية. الأسوأ من ذلك، أن الزبادي لا يحتوي إلا على عدد محدود جدًا من سلالات البكتيريا، قد تكون سلالتين أو ثلاث، وفي أفضل الحالات قد تصل إلى خمس أو ست سلالات.

يُقاس تركيز هذه البكتيريا بوحدة تُعرف باسم “CFU” وهي اختصار لـ Colony-Forming Units أي “الوحدات المكوّنة للمستعمرات”، وغالبًا ما يحتوي الزبادي على حوالي 3.6 مليار CFU، وهذا رقم منخفض نسبيًا.

لكن هناك مشكلة أكبر: معظم أنواع الزبادي في الأسواق مبسترة، ما يعني أنها تعرضت لحرارة عالية تقضي على البكتيريا النافعة. ما تأكله في الحقيقة هو بكتيريا ميتة، إلى جانب كمية من اللاكتوز الذي يسبب مشاكل هضمية للكثيرين ممن يعانون من حساسية اللاكتوز، بالإضافة إلى وجود الكازين، وهو بروتين موجود في الحليب يُسبب حساسية عند عدد كبير من الناس. ولا ننسى السكر المُضاف الذي يزيد من سوء الوضع. بالطبع، هناك أنواع من الزبادي أفضل من غيرها، مثل الزبادي البلغاري الذي يُعتبر خيارًا رائعًا، ولكن الزبادي التجاري التقليدي لا يُعد أفضل طعام على الاطلاق للبكتيريا المفيدة للقولون.

---

الكفير خيار أفضل من الزبادي

الكفير يختلف كثيرًا عن الزبادي. يتم تحضيره باستخدام “حبوب الكفير” التي تحتوي على مجموعة متنوعة من الميكروبات، بما في ذلك الخمائر النافعة. كلمة “كفير” أصلها تركي وتعني “الشعور الجيد بعد الأكل”، وهذا ما يفسر لماذا يُفضّل الكثيرون تناول البروبيوتيك، لأنه ببساطة يُحسّن من شعورهم العام بعد الأكل.

الكفير يحتوي على كمية بروبيوتيك تفوق الزبادي بتسعة أضعاف، إذ يضم حوالي 27 مليار CFU مقارنةً بـ 3.6 مليار فقط في الزبادي. كما أن نسبة اللاكتوز فيه منخفضة جدًا، لأن بكتيريا حمض اللاكتيك تتغذى على سكر الحليب وتكسره، ما يجعله خيارًا مثاليًا لمن يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، ولأنه غني بأنواع مختلفة من البكتيريا النافعة، فإن الكفير يُوفّر تنوعًا ميكروبيًا واسعًا يُفيد صحة القولون بشكل كبير. فقط تأكد من اختيار نوع خالي من السكر المُضاف، ويفضل أن يكون عضويًا ومن أبقار أو أغنام أو ماعز تتغذى على العشب.

“قد يهمك: أقوى طعام على الاطلاق يحوي انزيم كيو10“

---

مخلل الملفوف (ساوركراوت): قوة غذائية مخمرة

مخلل الملفوف أو الساوركراوت لا يُعد من منتجات الألبان، بل يتم تحضيره من الملفوف المخمر. على الرغم من أن الحصة الواحدة تحتوي فقط على حوالي 3 مليارات CFU، إلا أن ملعقة واحدة من عصير الساوركراوت تحتوي على ما يقارب 10 مليارات CFU. وعادةً ما يستهلك الناس أكثر من ملعقة، ما يعني زيادة ملحوظة في كمية البكتيريا النافعة التي تصل إلى القولون. لكن الأهم هو أن تختار ساوركراوت غير مبستر، لأن البسترة تقتل البكتيريا النافعة.

بالإضافة إلى البروبيوتيك، يحتوي الساوركراوت على الألياف التي تغذي البكتيريا المفيدة، وتساعد في تنظيم سكر الدم. كما أنه غني بفيتامين K1 وK2، والأخير يساعد على نقل الكالسيوم من الأنسجة الرخوة إلى العظام، مما يدعم صحة العظام ويمنع التكلسات غير المرغوبة. كما يحتوي على البوتاسيوم، ولوتين وزياكسانثين، وهما من مضادات الأكسدة المفيدة لصحة العين.

من العناصر الفريدة في الساوركراوت أيضًا “فيتامين U” – وقد يبدو الاسم غريبًا، لكنه عنصر فعال جدًا في علاج مشكلات الهضم مثل التهاب القولون، القولون العصبي، القرحة، و انتفاخ البطن.

---

الكيمتشي: أفضل طعام على الاطلاق للبكتيريا المفيدة للقولون

الكيمتشي هو منتج تخمير كوري تقليدي يُعد من أقوى الأطعمة المخمرة. يتم تحضيره من الملفوف مع الفلفل الأحمر، وأحيانًا يُضاف إليه الفجل، وهو عنصر غذائي فائق القوة بفضل خصائصه المضادة للسرطان ودوره في إزالة المخاط المتراكم وتحسين وظائف الكبد. الكيمتشي يحتوي أيضًا على الثوم، المعروف بفوائده القوية في محاربة الفيروسات، بالإضافة إلى الزنجبيل الذي يعزز الهضم، والملح البحري. كل هذه المكونات تخلق تركيبة غنية بالفوائد الصحية.

يحتوي كوب واحد من الكيمتشي على حوالي 5 مليارات CFU، بينما يحتوي عصير الكيمتشي على كميات مماثلة أو حتى أعلى من عصير الساوركراوت. الميكروبات الموجودة في الكيمتشي فريدة ومختلفة عن تلك في الزبادي أو الكفير، خصوصًا من ناحية بكتيريا حمض اللاكتيك، ما يُنتج تأثيرات مميزة على الجهاز الهضمي. الكيمتشي أيضًا غني بفيتامين C، K1، K2، البوتاسيوم، وفيتامينات B، ما يجعله أفضل طعام على الاطلاق للبكتيريا المفيدة للقولون في نظر الكثير من الخبراء.

“قد يهمك: أفضل طعام على الاطلاق لتخفيف الالتهاب“

---

ماذا عن المخللات؟

هناك طريقتان لصناعة المخللات: إما باستخدام الخل أو من خلال التخمير اللبني (اللاكتي)، والأنواع المخمرة بطريقة لاكتي هي الأفضل لأنها تحتوي على بروبيوتيك فعالة. فقط تأكد من أن المخللات غير مبسترة وغير مطبوخة، ويُفضل حفظها في الثلاجة أو في قبو بارد لضمان بقاء البكتيريا النافعة حيّة.

---

أفضل طعام على الاطلاق للبكتيريا المفيدة للقولون: الخلاصة

عندما تبحث عن أفضل طعام على الاطلاق للبكتيريا المفيدة للقولون، لا تنخدع بأن الزبادي هو الخيار الأمثل. بدائل مثل الكفير، الساوركراوت، الكيمتشي، والمخللات المخمرة تقدم قيمة غذائية أعلى بكثير، وتحتوي على تنوع ميكروبي غني يدعم صحة القولون والجهاز الهضمي بالكامل. اختر دائمًا الأطعمة غير المبسترة، وابتعد عن المنتجات المحلاة صناعياً للحصول على أقصى فائدة.