مقاومة الإنسولين؛ أسبابها، وأعراضها، و5 طرق للوقاية منها

مقاومة الإنسولين؛ أسبابها، وأعراضها، و5 طرق للوقاية منها

تُعد مقاومة الإنسولين (Insulin resistance) من الأمراض المنتشرة بكثرة في الآونة الأخيرة، فيرجع سببها إلى خلل في إفراز هرمون الإنسولين، فالإنسولين ‏من الهرمونات المهمة في جسم الإنسان والتي ‏يُفرزها البنكرياس، ‏فهو المسؤول عن تنظيم مستوى السكر بالدم؛ إذ ‏ينقل الجلوكوز الناتج من تحول ‏الكربوهيدرات إلى الدم، فيمد خلايا الجسم بالطاقة اللازمة لأداء الأنشطة الحيوية، وخاصة خلايا الكبد، والدهون، والعضلات. تعرف هنا على هذه المشكلة الخطيرة من حيث أسبابها المختلفة، وأعراضها، و5 طرق للوقاية منها.


ما هي مقاومة الإنسولين؟
هي حالة عدم استجابة خلايا الكبد والعضلات والدهون لهرمون الإنسولين، فلا تستطيع الخلايا الحصول بسهولة على الجلوكوز من خلال الدم، وتُعرف أيضاً بحالة التمثيل الغذائي.

نتيجة لذلك يُفرز البنكرياس كمية أكبر من الإنسولين لمساعدة الجلوكوز للدخول إلى الخلية، فبمجرد أن يستطيع البنكرياس إفراز كمية كافية من الهرمون للتغلب على ضعف استجابة الخلايا، يصبح مستوى الجلوكوز في الدم طبيعي، ولكن مع مرور الوقت يرتفع مستوى سكر الدم، مما يزيد خطورة الإصابة بمرض السكري.


أسباب مقاومة الإنسولين

هناك أسباب عديدة تساهم في ارتفاع المقاومة وزيادة خطورتها، إليك بعض منها:

  • السمنة المفرطة؛ وخاصة زيادة دهون منطقة البطن.
  • مرض السكر المصاحب لفترة الحمل، والذي هو أحد أنواع مرض السكري.
  • نظام غذائي عالي الكربوهيدرات.
  • عدم ممارسة الأنشطة الرياضية بشكل منتظم.
  • متلازمة تكيس المبايض.
  • متلازمة الكبد الدهني.
  • وراثياً؛ وجود تاريخ عائلي لمرض السكر.
  • التدخين.
  • عدم انتظام النوم.
  • بعض الأدوية مثل: الستيرويدات.

“قد يهمك: أضرار المضاد الحيوي


كيف تؤثر مقاومة الإنسولين على أجسامنا؟

تطور مقاومة الإنسولين يؤدي عادًة إلى زيادة إنتاج الإنسولين، لذلك يمكن لأجسامنا المحافظة على مستويات سكر الدم صحية. ينتج عن مستويات الإنسولين المرتفعة زيادة بالوزن؛ الذي بدوره يجعل مقاومة الإنسولين أسوأ. تتصل زيادة إفراز الإنسولين ببعض الحالات منها ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية بالدم.

كذلك تعتبر مقاومة الإنسولين السمة الأساسية أيضًا لمتلازمة التمثيل الغذائي، فهي تربط زيادة الدهون حول منطقة الخصر ومقاومة الإنسولين بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني.

تتضمن متلازمة التمثيل الغذائي بعض السمات منها ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية وارتفاع مستوى السكر بالدم مع انخفاض مستوى الدهون عالية الكثافة.

مقاومة الإنسولين عند الأطفال

صورة بها طفل قاعد على الأريكة يتناول الطعام وذلك ضمن الحديث عن مقاومة الإنسولين عند الأطفال

ترتفع مقاومة الإنسولين نتيجة لزيادة السمنة المفرطة في الأطفال والمراهقين؛ فتغير نمط الحياة إلى نمط خالي من الحركة البدنية، مع استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، والجلوس لفترات كبيرة أمام التليفزيون، والاعتماد المفرط على التكنولوجيا والأجهزة الحديثة، يساهم في زيادة خطورة الإصابة.

على الرغم من أن مقاومة الإنسولين تحدث للأشخاص الذين يعانون من السمنة، إلا أن ليس كل من يعاني من السمنة لديه مقاومة للإنسولين. يمكن أن تحدث أيضًا في الحالات الطبيعية أثناء فترة البلوغ أو الحمل. يمكن أن تحدث في الأعمار المبكرة للأطفال من عمر السنتين والذين لديهم استعدادات جينية محددة، وتصل إلى قمتها في مرحلة البلوغ نتيجة إلى زيادة إفراز هرمون النمو.

انتشار مقاومة الإنسولين في الأطفال يختلف من دولة إلى أخرى معتمدًا على عوامل كثيرة، منها وراثية، وعرقية، وبيئية. كما يمثل معدل الانتشار من 3.1% إلى 44% من الأطفال والمراهقين، كما أن الانتشار يكون في الأطفال الإناث أكثر من الأطفال الذكور نتيجة إلى تغيرات البلوغ المبكرة لديهم.


أعراض مقاومة الإنسولين

فيما يخص الأعراض التي تدل على الإصابة بهذه المشكلة الصحية فهي التالي:

  • الأعراض المصاحبة لارتفاع مستوى السكر بالدم

تشمل هذه الأعراض التالي:

  1. زيادة الشعور بالعطش.
  2. زيادة عدد مرات التبول.
  3. تشوش الرؤية.
  4. صداع.
  5. الإصابة بعدوى المهبل والجلد.
  6. تأخر في التئام الجروح.
  7. الشعور بالجوع حتى بعد الوجبات.
  8. الشعور بالإجهاد أكثر من المعتاد.
  • الأعراض لمرحلة ما قبل مرض السكر

تشمل هذه الأعراض ما يلي:

  1. تصبح البشرة داكنة وخاصة منطقة خلف الرقبة وأسفل الأيدي.
  2. نمو بعض الزوائد الجلدية.
  3. اضطرابات بالعين.

“أقرأ أيضًا: الصداع النصفي


عوامل خطورة الإصابة بمقاومة الإنسولين

هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بالمقاومة منها:

  • زيادة العمر؛ فالأشخاص الذين تخطوا عمر 45 عامًا أكثر عرضة من غيرهم.
  • زيادة محيط الخصر عند الرجال عن 40 إنشًا والنساء عن 35 إنشًا.
  • زيادة معدل الدهون الثلاثية عن 150 مجم/ ديسيليتر.
  • زيادة معدل ضغط الدم عن 130/80.
  • زيادة مستوى سكر الدم الصائم عن 100 مجم/ديسيليتر.
  • زيادة معدل الكوليستيرول (ارتفاع الكوليسترول).

تشخيص مقاومة الإنسولين

عادًة لا يوجد أعراض أو علامات واضحة لمقاومة الجسم للإنسولين، لذلك يعتمد الطبيب على فحص السكر بالدم كخطوة أساسية في التشخيص.

  • فحص الدم

تشمل أنواع فحص الدم التالي:

  1. فحص السكر الصائم: يقاس فيه سكر الدم بعد 8 ساعات من تناول الطعام.
  2. فحص تحمل الغلوكوز الفموي: ويتم بعد فحص السكر الصائم حيث يتناول المريض الطعام والانتظار ساعتين ثم يخضع للفحص.
  3. فحص السكر التراكمي (HBA1C): ويوضح هذا الفحص مستوى السكر في الدم خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية.
  • طرق أخرى

تشمل هذه الطرق كلًا من:

  • من خلال التاريخ العائلي.
  • من خلال التاريخ المرضي.
  • الفحص السريري.
  • الأعراض.

كيفية تطور مقاومة الإنسولين إلى مرض السكري من النوع الثاني؟

عندما يكون لديك مقاومة الإنسولين فإن البنكرياس يفرز الهرمون بكمية زائدة ليبقى مستوى السكر بالدم في حالته الطبيعية، بمرور الوقت لا يستطيع البنكرياس الاستمرار في ذلك.

إن لم نستطع تغيير نمط وعادات حياتنا في الأكل، وممارسة التمارين الرياضية؛ يرتفع مستوى السكر بالدم إلى مرحلة ما قبل السكرى، ويختلف فقط بقيمة القراءات التي يشخصها الطبيب بناءً عليها وهي كالتالي:

  • سكر صائم 100-125 mg/dL.
  • سكر تراكمي A1c بنسبة 5.7% – 6.4%.
  • اختبار تحمل الغلوكوز عن طريق الفم: 140 – 199 mg/dL بعد الاختبار للمرة الثانية.

فإذا كنت غير قادر على التعامل مع مرحلة ما قبل السكري، فإن هناك احتمالية كبيرة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، عندها سيصل مستوى السكر بالدم إلى:

  • سكر صائم: 126 أو أعلى.
  • سكر تراكمي: 6.5 %.
  • اختبار تحمل الغلوكوز عن طريق الفم: 200 أو أعلى بعد الاختبار للمرة الثانية. 

علاج مقاومة الإنسولين

صورة بها عدد من الأدوات المستخدمة في قياس سكر الدم وذلك ضمن الحديث عن علاج مقاومة الإنسولين

يعتمد علاج مقاومة الإنسولين على كيفية ضبط معدلات سكر الدم للمريض والحفاظ عليها في المستوى الطبيعي، وذلك من خلال تحديد نمط العلاج المناسب على حسب كلًا من عمر، ووزن المريض، وحالته الصحية، ومدى استجابة خلاياه للإنسولين.

يتم علاج مقاومة الإنسولين من خلال تعديل النظام الغذائي، واستخدام الأدوية المنظمة لسكر الدم، وممارسة الرياضة بانتظام. رغم أنه حاليًا لا يوجد دواء لمعالجة هذه الحالة، ولكن تصف الأطباء بعض الأدوية للمساعدة في معالجة الحالات مثل:

  • بعض أدوية ضغط الدم.
  • أدوية مرض السكري (الميتوفورمين).
  • مادة الستاتين التي تساعد في إنقاص مستوى الدهون منخفضة الكثافة بالدم.

الأطعمة التي يجب تناولها لتحسين تغذية المريض

صورة بها امرأة تمسك بيد تفاحة وباليد الأخرى تمسك قطعة حلوى وذلك ضمن الحديث عن طعام مريض مقاومة الإنسولين

المصادر الغذائية كثيرة ومتنوعة، ولكن يجب التركيز على بعض منها عند اختيار وجبة غذائية صحية للمريض، والتي بدورها تُلبي احتياجاته الغذائية منها:

  • مصادر البروتين مثل الدجاج والبيض والبقوليات.
  • مصادر الدهون غير المشبعة الغنية بأوميغا – 3 وزيت السمك مثل الأسماك والمكسرات.
  • مختلف أنواع الخضروات مثل الخس والبقدونس والسبانخ والملفوف، التي تعد غنية بالألياف.
  • جميع أنواع الفاكهة المختلفة كمصدر طبيعي للسكريات.

“يمكنك أيضًا قراءة: أفضل 10 أطعمة لعلاج الأنيميا


أطعمة على المريض عدم تناولها

هناك بعض أنواع من الأطعمة التي يجب تجنبها في هذه الحالة؛ لتجنب الارتفاع الزائد في إفراز هرمون الإنسولين منها:

  • الحلويات والمربيات بجميع أنواعها.
  • السكر المضاف.
  • الدهون المشبعة.
  • اللحوم الحمراء.
  • الزيوت المعالجة والسمن النباتي.
يجب عليك تجنب الأطعمة السابقة للوقاية من تطور مضاعفات هذه الحالة والإصابة بمرض السكري

طرق الوقاية من مقاومة الإنسولين

 

تُعد هذه الحالة من الأمراض المنتشرة بكثرة في العالم، والتي من أهم أسبابها عدم الحركة والسمنة المفرطة. إليك في التالي بعض الطرق التي تساعد في الوقاية منها:

  1. تناول السكريات والنشويات بشكل معتدل، والتقليل من الحلويات والعصائر المحلاة.
  2. عدم تناول الدهون المشبعة واللحوم الحمراء بشكل مفرط.
  3. تناول الألياف والبقوليات والحبوب الكاملة بكميات كافية.
  4. الاعتماد على البروتينات كمصدر أساسي للغذاء.
  5. الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية، والحفاظ على النشاط الحركي بشكل معتدل.

يمكننا حماية أنفسنا وأطفالنا من مقاومة الإنسولين من خلال عادات بسيطة يمكن إضافتها إلى حياتنا اليومية منها؛ تقليل الوزن الزائد، وممارسة التمارين الرياضية كالمشي يوميًا لمدة نصف ساعة أو أكثر، ومن أهم الحلول أيضًا هو تحسين نظامنا الغذائي؛ وذلك بإضافة كل الأطعمة الصحية ذات العناصر الغذائية المفيدة كالفيتامينات والمعادن، وتجنب كل ما هو ضار من الأطعمة وخاصة ذات السعرات الحرارية المرتفعة، لتحسين صحة أجسادنا وأجساد أطفالنا.

 

تابع موقعنا

تعليقات (0)
إغلاق