سلسلة العلماء العرب والموساد الإسرائيلي؛ اغتيال الدكتور يحيى المشد

سلسلة العلماء العرب والموساد الإسرائيلي؛ اغتيال الدكتور يحيى المشد

اغتيال يحيى المشد (The assassination of Dr. Yahya al-Mashad)؛ إن اغتيال العلماء ظاهرة واضحة للعيان وهذا تدبير من دول لا تريد للعرب التقدم وهي عداوة منذ فجر التاريخ للعرب، فعدد العلماء العرب زاد عن٢٣ عالم استهدفوا بغرض استقطابهم أو تصفيتهم إن رفضوا عروض معينة، وتنوعت أساليب القتل من خنق أو حرق أو قتلًا بالرصاص وتفجيرات عن بعد وحوادث مرورية مفتعلة وغامضة. في سلسلة العلماء العرب والموساد الإسرائيلي، نبدأ بعالم الذرة المصري والخبير في تصميم المفاعلات النووية والتحكم فيها الأستاذ الدكتور يحيى المشد.


ميلاد يحيى المشد

ولد يحيى المشد في مصر في مدينة بنها عام ١٩٣٢، وتعلم في محافظة الغربية وتحديدًا في مدينة طنطا، ثم التحق بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية بقسم الكهرباء وتخرج من جامعة الإسكندرية عام ١٩٥٢، ثم رُشح للسفر إلى لندن عام١٩٥٦،ويشاء الله أن يغير وجهة دراسته من لندن إلى موسكو نظرًا لظروف حرب العدوان الثلاثي على مصر، وقضى في موسكو حوالي ست سنوات، وعاد بعد ذلك متخصصًا في هندسة المفاعلات النووية.


الوظائف التي تدرج فيها

صورة بها العالم المصري يحيى المشد عالم الذرة ضمن الحديث عن اغتيال يحيى المشد

عند عودته لمصر انضم لهيئة الطاقة النووية المصرية وقام بعمل أبحاث علمية متطورة في هذا المجال، ثم سافر إلى النرويج بين عامي 1964 و 1966، وعاد بعدها أستاذًا مساعدًا بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية ثم ترقى إلى أستاذ بنفس الكلية وأشرف على العديد من الرسائل الجامعية، ونشر أبحاث تقدر بحوالي 50 بحثًا في هذه الفترة.

“قد يهمك: فوائد البروكلي للسرطان


حرب النكسة وتجميد البرنامج النووي في مصر

صورة بها الرئيس العراقي صدام حسين مع العالم الدكتور يحيى المشد وعدد من الأشخاص وذلك ضمن الحديث عن اغتيال يحيى المشد

بعد هزيمة مصر في حرب النكسة 1967 تم تجميد البرنامج النووي المصري وإيقاف كافة الأبحاث في هذا المجال، وأصبح الوضع في مصر صعب جدًا وتم تحويل الطاقات المصرية في مجالات أخرى، وهذا لم يساعد الدكتور يحيى المَشد على الإبداع.

فكر الدكتور يحيى المَشد في مكان آخر يرحب بالطاقة النووية، فما كان أمامه إلا الذهاب إلى العراق لإخراج أبحاثه إلى النور، ولأن الرئيس العراقي صدام حسين في هذه الفترة وتحديدًا في 18 نوفمبر 1975 وقع اتفاقية تعاون مع فرنسا جعلت كثير من العلماء يتجهون إلى العراق ومنهم الدكتور يحيى المَشد، وكان له الفضل في رفض شحنات يورانيوم فرنسية غير مطابقة للمواصفات مما اضطر فرنسا لدعوته شخصيًا لاستلام شحنات اليورانيوم بنفسه.

“تعرف على: ”


هجرة العلماء العرب

صورة بها العالم المصري يحيى المشد عالم الذرة ضمن الحديث عن هجرة العلماء العرب

بعد تجميد أنشطة العلماء العرب وبسبب سياسة بعض الرؤساء في تجميد الأنشطة النووية، سافر عدد كبير من العلماء العرب خارج بلادهم ومنهم الدكتور يحيى المَشد، وكان في هذا الوقت الرئيس صدام حسين نائبًا للرئيس العراقي وكان في قلبه طموحات كثيرة لتوافر أسباب القوة لبلده العراق، فرشح الدكتور يحيى المشد العالم المصري لعمل مفاعل نووي عراقي، ولقد وافق الدكتور يحيى المَشد لتوافر كل الإمكانيات والأجهزة العلمية الدقيقة والحديثة ومع توافر الإنفاق السخي على المشروعات النووية فلا بد من نجاح الأبحاث وتطبيقها.

“اقرأ كذلك: تاريخ الأهرامات المصرية


رفض يحيى المشد عرض النرويج أو أي جنسية أخرى

عُرض على الدكتور يحيى المشد منحه الجنسية النرويجية ولكنه رفض، ولقد تعرض للمطاردات في سبيل الرضوخ ولكنه أصر على موقفه، ومن المعلوم أن النرويج (Norway) هي إحدى مراكز اللوبي الصهيوني في أوروبا، وهي التي خرجت منه اتفاق أوسلو المعروف ذلك الخنجر الذي بلعه الفلسطينيون.

لاحظ الدكتور يحيى المشد أن الإعلام في النرويج يخدم الصهيونية العالمية، فانتهز فرصة دعوته لإحدى الندوات وجهز خطبة جميلة ورائعة في حق الفلسطينيين في وطنهم وندد بالاحتلال الإسرائيلي، ولقد أُعجب بالخطبة عدد كبير ولكن غَضب اللوبي الصهيوني منه، وكانت هذه الخطبة سببًا في تتبع الدكتور في كل خطواته فهو رافض للوبي الصهيوني وصاحب أبحاث علمية مميزة وقد كان.

“اطلع على: تاريخ وحضارة مصر الفرعونية


تخطيط فرنسا مع اللوبي الصهيوني

طلبت فرنسا من الدكتور يحيى المشد الحضور للإشراف على استلام اليورانيوم بنفسه كما سبق وأن ذكرنا، مع العلم أنه كان من الممكن حضور أي مساعد له ينوب عنه في هذه المهمة، وكان هذا استدراجًا له.

اغتيال العالم يحيى المشد

سافر الدكتور يحيى المشد إلى فرنسا في 1980 ونزل في فندق الميريديان بباريس، ولقد جند اللوبي الصهيوني فتاة ليل أو كما يقولون (مومس) لكي تستدرجه ومن ثم يقتلونه من خلالها، ولكنه رفض رفضًا باتًا، وهذه الفتاة وتُدعى مارى كلود قالت ذلك، قالت: حاولت معه وظللت أمام حجرته ربما يغير رأيه ولكنه لم يرضخ وعلى الفور دخلوا وقاموا بتقييده وكتم أنفاسه والقضاء عليه عن طريق تهشيم الرأس بآلة حادة، وقيدت القضية ضد مجهول، ثم قام اللوبي الصهيوني بمحو أي أثر للجريمة بقتل هذه الفتاة والتي تعتبر دليلًا عليهم وبهذا ضاعت كل الأدلة.

“قد يهمك: السياحة في باريس


ماذا بعد الاغتيال؟

بعد اغتيال يحيى المشد، حدثت عدة أمور منها:

  • تشويه سمعة الدكتور يحيى المشد: بعد إعلان مقتل الدكتور يحيى المشد، قام الإعلام بتشويه سمعته وبأنه كان على علاقة بفتاة ليل.
  • دفاع زوجة الدكتور يحيى المشد عن أخلاقه: قالت السيدة زنوبة ابنة عمته إن أخلاقه لا يختلف عليها اثنان ومشهود له بالكمال الأخلاقي ولم يكن هذا أسلوبه مطلقًا.
  • أصابع الاتهام كلها تتجه ناحية الموساد وبالأدلة: بعد قتل الدكتور يحيى المشد تم تفجير المفاعل النووي العراقي وبدون معرفة من الفاعل؟

“اطلع على: معلومات غريبة عن الجمل


جنازة الراحل في مصر

بعد عودة أسرة المشد إلى مصر تم عمل جنازة ولم يحضرها إلا عدد قليل من الناس، ولم يحضر زملاؤه، ولم يحضر أي شخص من المسؤولين، وكان الرئيس صدام حسين صرف معاش مدى الحياة لأهله رُفع بعد حرب الخليج.

عدم تسليط الضوء الكافي على سيرة هذا العالم

لم يسلط الضوء اللازم على حياة هذه العبقرية الفذة ولم يفتح ملف الدكتور يحيى المشد وبقي مغلقًا إلى الآن، وبالتالي تكرر هذا المشهد وسيتكرر على مر التاريخ طول ما إحنا بهذا الضعف وعاجزين في الدفاع عن أبنائنا.

“قد يهمك: أنواع الشركات


اعتراف إسرائيل رسميًا باغتيال يحيى المشد

اعترفت إسرائيل باغتيال الدكتور يحيى المشد في فيلم تسجيلي تحت عنوان غارة على المفاعل، ويالها من وقاحة يتناول الفيلم ضرب المفاعل النووي العراقي واغتيال العقل المدبر للمفاعل، وبهذا أراد الموساد بكل وقاحة وصفاقة إرسال رسالة للعرب بقوة الصهاينة وغطرستهم


في ختام الحديث عن قصة اغتيال يحيى المشد وأهم المعلومات عن العالم المصري، وجدنا أن العقل الفذ الدكتور يحيى المشد لم يرضخ للمال ولا للجنس ولا إعطاء الجنسية ولا السلطة، فكان القضاء عليه حلًا لهم، رحم الله العالم الكبير وأسكنه فسيح جناته.

 

تابع موقعنا

تعليقات (0)
إغلاق