اضطراب طيف التوحد (ASD)؛ مع أهم النصائح للتعامل مع الطفل المصاب بالتوحد
اضطراب طيف التوحد (ASD) Autism Spectrum Disorder؛ هو إعاقة في نمو الشخص ناتجة عن اختلاف في خصائص الدماغ. بعض الأشخاص المصابين بطيف التوحد يعاني من اختلاف معروف السبب، مثل الحالة الوراثية. هناك أسباب أخرى غير معروفة حتى الآن، ويعتقد العلماء بوجود أسباب متعددة لاضطراب طيف التوحد، والتي تعمل مع بعضها لتغيير الطرق الأكثر انتشارًا التي ينمو بها البشر.
قائمة المحتويات
بشكل عام، لا يزال لدينا الكثير من الأمور لنتعلمها عن تلك الأسباب والكيفية التي تؤثر بها على الأشخاص المصابين بطيف التوحد. في هذه المقالة سوف نتعرف على 11 عرض من أعراض هذا الاضطراب، مع التعرف على أهم النصائح للتعامل مع الطفل المصاب بالتوحد، وكيفية تشخيص طيف التوحد، وما هي طرق علاج طيف التوحد المتاحة.
تعريف اضطراب طيف التوحد عند الأطفال
طيف التوحد autism spectrum ينشأ نتيجة خلل في النمو العصبي عند الأطفال (اضطراب عصبي نمائي)، ويسمي طبيًا “اضطراب في الطيف الذاتوي عند الطفل”، وتختلف خطورة وأعراض طيف التوحد من حالة لأخرى، لكن جميع الاضطرابات الذاتية تؤثر على قدرة الطفل في التواصل والاتصال مع الآخرين.
ظهور أعراض طيف التوحد أحيانًا يكون غير ملحوظ عند الآباء والأمهات في بدايتها، ويفسرها معظمهم بأن الطفل هادئ الطباع، لكن أعراض طيف التوحد تبدو واضحة وملحوظة بعد سن الثالثة، وتجعل طفلك غير قادر على التأقلم والعيش مع المجتمع من أصحابه وأخواته وغيرهم. إضافة على ذلك، يُلاحظ ظهور ووجود بعض التصرفات الغريبة على الطفل، وأيضًا بعض السلوكيات الغير طبيعية، والانتماء إلى عالم خاص بيه، ورفضه مساعدة الآخرين له حتى أمه.
الأشخاص المصابون بـ “اضطراب طيف التوحد” قد يتصرفون ويتفاعلون ويتواصلون ويتعلمون بطرق تختلف عن غالبية الأفراد الآخرين. في الغالب ليس هناك شيء حول مظهر المصاب بهذا الاضطراب يميزه عن الآخرين، ويمكن أن تختلف قدرات الأفراد المصابين بالتوحد بشكل كبير. مثلًا، قد يكون لدى بعض الأفراد المصابين بهذا الاضطراب مهارات محادثة متقدمة، في حيث قد يكون للبعض الآخر عكس ذلك.
“تعرف على: الاضطراب ثنائي القطب“
أسباب طيف التوحد
قد ينتج هذا النوع من المشاكل عن وجود خلل في الجينات أو الهرمونات العصبية، حيث قد ينتج عن أسباب وراثية كما ذكرنا مسبقًا. كذلك يمكن حدوثه بسبب تعرض الطفل أو الأم لمشاكل أثناء الولادة، أو بسبب ترك الطفل لفترات طويلة وحيدًا بدون التحدث معه. كذلك من أسباب الإصابة بهذه المشكلة الصحية: إهمال الطفل وعدم الاهتمام بأموره، مما يجعله يتخذ جانبًا بعيدًا عمن حوله.
كذلك من أسباب طيف التوحد صلة القرابة، حيث يرتفع خطر إصابة الطفل بمشكلة طيف التوحد في حالة إذا كان له أخ مصاب أيضًا. كما تشمل الأسباب كذلك، تناول الأم لأنواع معينة من الأدوية أثناء فترة الحمل، فهذا قد يؤدي بإصابة الطفل بطيف التوحد، ومن أشهر هذه الأدوية: الثاليدومايد (بالإنجليزية: Thalidomide)، وحمض الفالبرويك (بالإنجليزية: Valproic acid). بالإضافة لما سبق، فإن عمر الوالدين أيضًا من أسباب طيف التوحد، حيث يزداد خطر الإصابة بطيف التوحد في حالة إذا كان الأبوين أكبر سنًا.
“اقرأ عن: الاضطراب العاطفي الموسمي“
الفرق بين التوحد وطيف التوحد
يجب العلم أن “التوحد” هو أحد أنواع طيف التوحد، حيث إن التوحد هو عبارة عن حالة تؤثر على نمو وتطور دماغ المريض وتلازمه طوال حياته، وهو يبدأ في العادة في مرحلة الطفولة، ويؤثر على التنظيم الذاتي والمهارات الاجتماعية والتواصل والعلاقات، ويعاني المريض بالتوحد من مجموعة معينة من السلوكيات التي تختلف من شخص لآخر وذلك تبعًا للحالة نفسها.
أما طيف التوحد كما ذكرنا فهو حالة ترتبط بنمو دماغ المصاب، وتؤثر على كيفية تعامل هذا المصاب مع محيطه الاجتماعي، كما تؤثر على طريقة تمييز الآخرين، وهذا يؤدي لحدوث مشكلات بالتواصل الاجتماعي والتفاعل مع المحيط، ومصطلح “طيف التوحد” يرتبط بمجموعة من الاضطرابات، والتي تختلف في الشدة والأعراض. من اضطرابات طيف التوحد:
- اضطراب الانتكاس الطفولي: Childhood) disintegrative disorder).
- متلازمة أسبرجر (Asperger syndrome)
- اضطراب التوحد.
“قد يفيدك: صفات الزوج النرجسي“
أعراض طيف التوحد
يستطيع الأفراد القيام بتمييز الأشخاص الذين لديهم معاناة من طيف التوحد عن طريق بعض الأعراض، والتي تظهر عليهم والتي هي التالي:
- وجود ضعف في الاتصال البصري، فهو لا يركز نظره في مكان ثابت أو محدد، وخصوصًا النظرة المباشرة في عين الشخص الذي يتحدث له، كما يتميز بكثرة الالتفاف.
- عدم النظر إلى الأشياء وذلك عند النظر إليها.
- الإدراك (perception): يبدو أن هذا الشخص غير واع أو مدرك لمشاعر الآخرين.
- رافض للاحتضان أو التقرب الجسدي للأشخاص: حيث تبدو عليه آثار المقاومة والرفض لأي شخص يقوم بملامسته أو احتضانه.
- لا يصغي إلى الحوارات.
- يرسم في مخيلته أشخاص خياليين يرغب بتفضيل اللعب معهم عن الأطفال الآخرين.
- الانطوائية (الرغبة في البقاء وحيدًا.): حيث غالبًا ينسحب إلى عالمه والذي هو العزلة والبعد عن الآخرين.
- فاقد للتوازن.
- الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم التأخير في النطق والتواصل اللفظي.
- ذوي اضطراب التوحد لديهم انخفاض مستوى الذكاء.
- عدم قدرته على إعطاء الإجابات الواضحة.
- ترديده الأفعال (أي تكرار القيام بالأمور لأكثر من مرة.)، وذلك مثل الذهاب والعودة في نفس الاتجاه، أو ترديد كلمة، أو الصعود والنزول.
- عدم الالتفات أو الإجابة وذلك في حالة المناداة عليه.
- أي مصاب باضطراب طيف التوحد لديه عدم اهتمام بالأمور المحيطة.
- الأشخاص يعانون من اضطراب طيف التوحد لديهم مشكلة في التواصل مع الآخرين.
- مشاكل في فهم الآخرين وفي التعبير عن المشاعر.
- وجود صعوبة لدى المريض في التكيف مع الروتين الجديد.
عزيزتي الأم عزيزي الأب، في حال تعرض طفلك لأيًا من الأعراض السابقة، يتوجب عليك تعلم ومعرفة التعامل والأساليب التي يتم اتباعها مع أطفال التوحد، حيث يعتبر هذا الأمر مرهق نفسيًا وجسديًا للأهل، حيث يحتاج طفلك لرعاية واهتمام خاصين، بالإضافة لمعرفة وإدراك لما يشعر به الطفل.
غالبًا ما يعاني الشخص المصاب بالتوحد من المشاكل في عملية التواصل الاجتماعي والتفاعل مع من حوله، كما قد يعاني من السلوكيات أو الاهتمامات المقيدة أو المتكررة. كذلك قد يكون لدى هذا الطفل المصاب طرق مختلفة للتعلم أو الانتباه أو الحركة. من الهام ملاحظة أن بعض الأشخاص (الأفراد) غير المصابين باضطراب طيف التوحد (اختصارًا ASD) قد يعانون أيضًا من عدد من هذه الأعراض. بالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد، يمكن أن تجعل هذه الأعراض حياتهم صعبة للغاية.
“تعرف على: تأثير الانفعال على الجسم“
نوبات غضب طفل التوحد
أطفال طيف التوحد يواجهون نوبات غضب قد تستمر لعدد من الساعات أو الدقائق العديدة بدون التوقف، وهذه النوبات تكون على شكل صراخ أو بكاء، لذا يتوجب على الأهل معرفة كيفية التعامل مع طفلهم في حالة إصابته بهذه النوبة، وهذا من خلال معرفة سبب غضبه، والذي قد يكون أحيانًا بسبب الازدحام من حوله، أو الضوضاء، أو الأصوات العالية التي تُشكل له الإزعاج بشكل مضاعف.
لذلك، يجب عدم طفلك الطفل على الوجود بهذا المكان؛ لكونه سوف يؤثر عليه وعلى حالته المزاجية بالسلب، وبهذه الحالة إن كان طفلك متقبلًا للاحتضان أو العناق، فيمكنك لمس أطرافه مع القيام بمعانقته لفترة من الوقت، وذلك حتى يشعر بالأمان أو يحدث له الهدوء من النوبة. هناك بعض الأدوات التي من شأنها تهدئة الطفل، وذلك مثل: القيام بتمرير فرشاة على قدميه أو على ذراعيه، أيضًا وجود البطانيات ربما يخفف من حدة التوتر التي قد يشعر بها طفلك.
“قد يهمك: لعبة الشياطين “تشارلي””
تشخيص طيف التوحد
القيام بتشخيص اضطراب طيف التوحد في الحقيقة قد يكون أمرًا صعبًا نظرًا؛ وذلك لعدم وجود اختبار طبي لذلك، مثل فحص الدم. لتشخيص هذا النوع من الاضطرابات، ينظر الأطباء لسلوك الطفل وتطوره الذهني والمعرفي. يمكن أحيانًا القيام باكتشاف “اضطراب طيف التوحد” أثناء عمر 18 شهر أو أقل من ذلك، وبحلول سن الثانية، فإن التشخيص من قبل الأخصائي المتمرس يمكن اعتباره موثوقًا به.
مع ذلك، فإن الكثير من الأطفال لا يتلقون التشخيص النهائي حتى يكبروا كثيرًا، كما لا يتم تشخيص بعض الأطفال حتى يصبحوا أشخاص مراهقين أو بالغين، وهذا يعني هذا التأخير أن الأفراد المصابين بالتوحد ربما لا يحصلون على الدعم والمساعدة المبكرة الهامة التي يحتاجونها.
“اقرأ عن: الإستراتيجية الصينية في الشرق الأوسط“
علاج طيف التوحد
يجب العلم أن العلاجات الحالية لاضطراب طيف التوحد، تسعى للتقليل من الأعراض لهذا المرض، والتي تتداخل مع كلًا من الأداء اليومي ونوعية حياة الطفل أو الشخص المصاب. طيف التوحد يُؤثر على كل شخص بشكل مختلف، وهذا يعني أن الأفراد المصابين بالتوحد، يكون لديهم نقاط قوة وتحديات فريدة مع احتياجات علاج مختلفة.
طفل التوحد يجب أن يُوضع في برنامج تعليمي وذلك لاستيفاء احتياجاته النفسية، ويجب العلم بعدم وجود طريقة للوقاية من مرض التوحد، لكن التشخيص المبكر يفيد في التحسين من حالة الشخص المصاب بالتوحد.
يتمثل علاج طيف التوحد في ثلاث جوانب أساسية:
- العلاج التربوي: وهو يتمثل في مساعدة الطفل وتعليمه على عملية الاندماج مع الآخرين وطرق التعايش معهم.
- العلاج السلوكي: وهو يتمثل في تدريب طفلك على الاستجابة لكل المؤثرات الخارجية سواء الضوئية أو الصوتية أو غيرها، مع مساعدة طفلك في عملية نطق الحروف والتدريب على الكلام والحديث.
- العلاج الدوائي: وهو عبارة عن تناول بعض الحبوب الدوائية التي تساعد في التركيز ودعم عمل الخلايا العصبية.
بشكل عام، يشمل علاج طيف التوحد عدد من الإجراءات، وهي التالي:
- تحليل السلوك التطبيقي (ABA).
- علاج الاستجابة المحورية (PRT).
- التدريب التجريبي المنفصل (DTT).
- نظام الاتصال بتبادل الصور: (PECS).
- علاج وتعليم المصابين ذوي الصلة بالاتصال (TEACCH).
- التدخل السلوكي اللفظي (VBI).
- النهج التنموي الذي يقوم على الفروق التنموية الفردية (DIR).
كل ما سبق هي أشياء تساعد على العلاج، ولا يتوفر حتى يومنا علاج واحد يناسب كل المصابين بنفس المقدار، وبشكل عام يسعى الأطباء في محاولة إنجاح تأقلم الطفل مع من حوله من الأشخاص، والقيام بكسر الحواجز بينه وبين الأشخاص، والنجاح في اندماجه مع المجتمع.
“قد يهمك: دراسة جدوى مشروع ورق الكاشير“
نصائح للتعامل مع طفل التوحد
عزيزتي الأم وعزيزي الأب إذا شعرت بعدم اتزان طفلكم أو اختلافه عن غيره من الأطفال، فيجب عليكما القيام ببعض الأمور التالية:
- القيام باصطحابه لطبيب الأطفال المختص.
- عزيزتي الأم ثقي في حدسك وشعورك إن شعرت بأن طفلك يعاني من أمر ما.
- القيام بمتابعة سلوك الطفل مع إخبار المختص به.
- تعلم طريقة وكيفية التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد.
- عدم الشعور باليأس أو الضعف.
- ممنوع بشكل تام القيام باستخدام وسائل أو أساليب العنف مع طفلك القائمة على الضرب والتجريح.
- القيام باستخدام أسلوب التعزيز والتحفيز وذلك من خلال المكافآت في حال قام طفلك بضبط السلوك.
- من الهام مراعاة التدني العقلي لطفلك.
- الطفل المصاب بالتوحد لديه مهارة القراءة والتي تميزه عن الطفل الطبيعي، فهو يتعلم الكلمات أولًا ثم القراءة فيما بعد.
“تعرف على: نصائح لاستقبال العام الجديد“
متلازمة الموهوب
لا يمكن اعتبار مشكلة طيف التوحد عائقًا أمام مستقبل الطفل، حيث إنه يوجد فئة من مصابي التوحد الذين يتميزون بالذكاء العالي، وبشكل عام يحتاج المصاب بهذه المشكلة الصحية إلى حصوله على التأهيل الصحيح اللازم الذي سوف يمكنه من الانخراط والاندماج بالمجتمع وتنمية مهاراته، ويجب العلم أنه يوجد علماء وموهوبين ومبدعين كان لديهم إصابة بمرض التوحد، والذي لم يعتبروه عائقًا أمام شغفهم وعلمهم ورغبتهم في الاكتشاف والتطوير، وبالتالي أصبحوا عنصرا فعالًا في المجتمع.
اضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمو عصبي، وقد تعرفنا في هذا المقال على أهم المعلومات التي تخصه، وأعراض طيف التوحد هي مجموعة من الاعتلالات المتنوعة التي تصيب الشخص المصاب بهذه المشكلة الصحية، كما تعرفنا على تشخيص طيف التوحد، وطرق علاج طيف التوحد. على الأب والأم الالتزام بما سبق من نصائح عند التعامل مع طفلهم المصاب بطيف التوحد.
