التفكير الإبداعي؛ التعرف على كل ما يتعلق به ما هو وأهميته ومعوقاته ومهاراته

التفكير الإبداعي؛ التعرف على كل ما يتعلق به ما هو وأهميته ومعوقاته ومهاراته

التفكير أسمى صفة يتصف بها الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى وخصه به عن سائر الكائنات الحية ليستطيع التفكّر في صغائر الأمور، ويهديه إلى طريق الصواب، وعلى الرّغم من وجود العقل للتفكير، إلّا أنّ درجات التفكير تتباين من شخص لآخر.

تذكر مصادر التفكير أنه يوجد أصناف ونماذج مختلفة من التفكير، وقد أثبت العلماء والباحثين أن للتفكير أنواعًا عديدة منه العلمي والإبداعي والاستدلالي وغير ذلك. سنتحدث في هذه المقالة عن التفكير الإبداعي، حيث سوف يتم التعرف على كل ما يتعلق به، ما هو؟ وأهميته ومعوقاته ومهاراته.


تعريف التفكير الإبداعي

يمكن تعريفه بأنه عملية ذهنية مثمرة أو إرادة صارمة في إيجاد حلول حتى بلوغ محصلة نتائج لم تكن مألوفة مسبقًا لحالة محددة، أو موضوع مقدم.

يتسم التفكير الإبداعي بالاكتمال والصعوبة، وذلك لاشتماله على عوامل انفعالية وأخلاقية ومعرفية مترابطة، وتصور حالة ذهنية خاصة، أيضًا هو النّظر إلى شيء ما بطريقة متباينة ومبتكرة، وهذا هو التّفكير خارج الصّندوق، فالأشخاص المبتكرون يُتقنون إمكانية خلق وسائل فريدة لتنفيذ الوظائف المكلفين بها، وحلّ المشاكل التي تقابلهم والمصاعب التي تعرقلهم، فيبتكرون بذلك رؤية فريدة واستثنائية لأعمالهم.

بإمكان كل شخص تنمية خبرته في مجال التفكير الإبداعي، والتي تساعده على الاختراع وحل المشاكل وابتكار وسائل تواصل جديدة وشرح ووصف الفرص في روتين الحياة اليومي أكان ذلك في الجامعة أو المدرسة أو منظمة أو باختصار في المسكن.

التفكير بشكل إبداعي هو قفزة نوعية باتجاه اكتشاف المواهب المخفية والتي تشارك في ازدهار ونمو المنظمات والمجتمعات لتتبع مسار باتجاه زيادة المردود من أعمالها ونشاطها، ومن أجل ذلك تعتبر مهارات التفكير الإبداعي من الصفات البارزة التي يحتاجها أصحاب العمل.

صورة توضح تعريف التفكير الإبداعي حيث يحتاج إلى أفكار تترجم على ورق على شكل لمبة مضاءة وتحتاج إلى الإبداع
تعريف التفكير الإبداعي

” أقرأ أيضاً: كأس العالم لكرة القدم 2022


أهمية التفكير الإبداعي

للتفكير الإبداعي أهمية في شتى مجالات الحياة من التعليم وريادة الأعمال واتخاذ القرارات. في التالي 4 أمور توضح وتبين أهميته:

  1. حاجة الشركات والمؤسسات إلى زيادة قدرتها التنافسیة وتقديم خدماتها بشكل أفضل لزيادة الإنتاجية.
  2. یرفع الإبداع من نمو المجتمع، وقابليته للتأقلم مع البدائل وإضافة الديناميكية في أنشطته الإشرافية ومهاراته المتواصلة.
  3. یدفع المنظمات للحصول على مراكز التميز والتقدم.
  4. يساهم الإبداع في الإحساس بالاستقلالية و الإنجاز لجميع العاملين في المجتمع.

“تعرف على: صديقتنا الشمس


أمثلة على مهارات التفكير الإبداعي

صورة توضح أمثلة على مهارات التفكير الإبداعي حيث يمكن توظيفها في جميع المجالات مثل الرياضيات (آلة حاسبة) حتى في التصميم يحتاج إلى شخص مبدع
بعض الأمثلة على مهارات التفكير الإبداعي

يوجد أمثلة مختلفة على التّفكير الإبداعي، التي لا بد من الإلمام بها وفهمها بشكل دقيق ولأنها تعتبر من أساسيات هذا العصر، ومنها ما يأتي:

  1. الإبداع في حل المُشكلات : إنَ أصحاب العمل يفضلون توظيف أشخاص لديهم القدرة الإبداعية على حل المُشكلات المرتبطة بالعمل، لأنهم يقترحون حلولًا سريعة بعيدة عن التعقيد، تساهم في الحد من استهلاك الطاقة، وتخفيض التكاليف.
  2. الإبداع الفني: ومنها الكتابة الإبداعية التي تعتبر من أكثر المهارات الإبداعية نموذجية ولكنها مطلوبة، أي إنَ الكاتب المُبدع الذي لديهِ القُدرة على الكتابة بطريقة مُقنعة لدى القارئ فإن ذلك يُساعد على النجاح في التسويق والمبيعات عند نشر الأشياء الإبداعية التي تُلفت انتباه المُشتري، وحتى إن الصحافة تتنافس في كتابة نشرات الأخبار وجذب الآخرين عند القراءة، وسيكون أيضًا مُفيدًا عند صياغة التقارير ورسائل البريد الإلكتروني والعروض التقديمية، وكذلك تصميم الجرافيك (Graphic design) بما فيها الشعارات والرسومات والمشاريع ومن دون هذه التصاميم ستكون مملة.
  3. الإبداع في البيولوجيا والرياضيات: يتيح التّفكير الإبداعي أن يتدخل في العلوم، والتقانات، والهندسة، والرياضيات، و ن الأمثلة: إعداد تطبيق أندرويد غير مسبوق، أو ابتكار روبوت بقدرات هائلة، أو استحداث فرضية قابلة للتجريب، أو غير ذلك.

“تعرف على: المواد المستخدمة في طلاء النيكل


مهارات التفكير الإبداعي

في التالي نذكر أعظم مهارات التفكير الإبداعي أو إمكاناته التي عددها العلماء:

أولاً: الطلاقة (Fluency)

يعنى القدرة على إنتاج أكبر عدد من التصورات الإبداعية، فالإنسان المفكر يكون مميزًا حالما يستطيع تقديم مقدار كبير من الاقتراحات حول مسألة محددة في فترة زمنية قصيرة أقل من نظيره، أي إنه ذو مستوى عالي من السلاسة وإنتاج الأفكار. يوجد ثلاثة أنماط لقياس الطلاقة هي:

  • الطلاقة اللفظية.
  • الطلاقة الفكرية.
  • طلاقة الأشكال.

ثانيًا: المرونة (Flexibility)

تُعرف بأنها الاستطاعة في إنتاج اعتقادات مختلفة لا تنتمي إلى صنف الأفكار المعروفة غالبًا، وقيادة أو نقل اتجاه التفكير مع مقتضيات الحالة، والمرونة هي نقيض التصلب العقلي، الذي يقصد به اعتناق نماذج ذهنية معروفة آنفًا وغير قابلة للتبديل، وهنالك طريقتين للمرونة هما:

  • المرونة التلقائي .
  • المرونة التكيفية.

ثالثًا: الأصالة (Originality)

هي أفضل الصفات اتصالًا بالابتكار والتفكير الإبداعي، عندئذً تعني الجدة والوحدانية، وتعني أن الشخص المبدع الذي يتصف بالأصالة لا يُعيد أفكار الآخرين، وبذلك تكون تصوراته حديثة ولا تشمل أفكار رائجة.

رابعًا: الإفاضة (Elaboration)

تعني القدرة في زيادة الصفات الفريدة والمختلفة لتصور أو لتفسير العقبات، من شأنها المساهمة في نموها وإكمالها وتطبيقها.

خامسًا: الحساسية للمشكلات (Sensitivity to Problems)

يعني أن بعض الأشخاص أكثر حساسية من الآخرين في إدراك العقبات والتأكد من حدوثها، ولا بد من معرفة العقبة لتكوين المرحلة الأولى وهي الفحص في إيجاد حل لها، ومن ثَمَّ إلحاق تثقيف عصري أو إدماج تطويرات وتغييرات على المنتجات المتوفرة، ويتصل بهذا الإمكانية على استكشاف أمور غير تقليدية أو فريدة أو الغريبة في الوسط الإنساني أو إعادة تشغليها.

“اقرأ أيضًا: اضرار كثرة النوم


سمات الشخصية المبدعة

صورة توضح سمات الشخصية المبدعة عن طريق تمثيل كل شخص بلمبة وأن الإنسان المبدع يكون لمبة مضاءة تشع طاقة وإبداع ونور
أهم سمات الشخصية المبدعة

تشمل هذه السمات ما يلي:

  1. الفطنة والطلاقة في التفكير والتصور واللغة والتعبير.
  2. المرونة والاستطاعة على تبديل الحالة الذهنية بتبدل الموقف والعوامل المحيطة.
  3. مخاطرة.
  4. مثابرة.
  5. ثقة عالية بالنفس وسعة الأفق.
  6. رؤية الأشياء بمنظور مختلف عن الآخرين والقدرة على تحليلها.
  7. القدرة على الملاحظة وإدراك التفاصيل وإيجاد مواطن الضعف والتمكن من معالجتها.
  8. القدرة على الربط بین الأمور والإحساس بالمشاكل.
  9. يملك درجة معقولة من الاتزان الانفعالي.
  10. يميل إلى إيجاد أكثر من حل للمشكلة الواحدة.
  11. التفاؤل وحب التغيير والتجديد.
  12. دائم التساؤل ويقترح أفكارًا قد يعتبرها الآخرون غیر معقولة.
  13. لا يحب الروتين في أداء العمل.

“تعرف على: الكوارث الطبيعية


عقبات التفكير الإبداعي

ذكرت الكثير من المصادر وقوع عقباتٍ كثيرة ومختلفة تعطل خط تنمية مهارات التفكير الإبداعي. من الممكن أن يضع المعلِّمون والآباء جل اهتمامهم في جمع هذه معوقات؛ من أجل تفاديها لحظة إجراء الخطة التعليمية أو التدريبية التي تتوجه إلى تعزيز مهارات التفكير الإبداعي. لقد رتب العلماء معوقات التفكير الإبداعي إلى فئتين، نلخصهما فيما يأتي:

أولاً: العقبات الشخصية

تشمل التالي:

  1. عدم تقدير الذات.
  2. رغبة بالمجاراة.
  3. الانفعال المفرط.
  4. التفكير الاعتيادي.
  5. عدم الإدراك أو الإحساس بالقصور.
  6. الاستعجال.
  7. تقليد الأعمى.

ثانيًا: العقبات الظرفية

تشمل التالي:

  1. رفض التبديل.
  2. لا يوجد تكافؤ بين الخطورة والدعابة.
  3. لا يوجد تكافؤ بين التعاون والتنافس.

لاحظنا أن الإبداعية تعني أن تمتلك القوة والقدرة لتوسيع خيالك مُقدمًا أكثر ما لديك من إمكانيات، فالتفكير الإبداعي يضيف قيمة لحياتك وليس ذلك فقط بل وأيضًا لحياة الآخرين، ويُمكنك من برز ذاتك بوضوح للعالم الذي تعيش فيه وزيادة ثقتك بنفسك مما يجعلك تتقبل نفسك دون الانزعاج من آراء الآخرين، حيث كلما زادت خبرتك في ممارسة التفكير الإبداعي، كلما سهلت عملية التغلب على الأوضاع والأحداث الصعبة التي قد تتعرض لها في حياتك، حتى عند اكتشاف مواهبك الخفية هذا يساعدك على إيجاد فرص جديدة، لذلك يجب الاهتمام بالأطفال لإنشاء جيل مبدع يساهم في بناء المجتمع.

 

تابع موقعنا

تعليقات (0)
إغلاق